«أبو عاصي»: يجب الاهتمام بمفسري القرآن الكريم
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إنَّ الدول تهتم بحفظة القرآن وطباعة المصحف وسماع القرآن، لكن لا تهتم بمفسري القرآن.
الاهتمام بتفسير القرآن بجانب الحفظوأضاف «أبوعاصي»، في حواره ببرنامج «أبواب القرآن»، من تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي «الحياة» و«إكسترا نيوز»: «من المؤسف أن الدول تهتم بحفظة القرآن أكثر من مفسريه، نريد الاهتمام بمفسري القرآن، نريد جيل يتربى منذ الصغر ويتم إعداده للتفسير، نريد إخراج عقول تبدع في تفسير القرآن».
وتابع أستاذ التفسير: «هناك مؤسسات تنظم مسابقات عن المقاصد في القرآن، لكنها تكتفي بأسئلة عن معاني بعض الكلمات، لكننا نريد أجيال تستخرج القيم وفقه الحياة وفقه الكون والحضارة والأخلاق، والسنن الكونية والسنن الاجتماعية، ولا بد أن تهتم الدول بالناشئة في هذا الحقل، وتهتم بجيل متربي على المقاصد العليا للشريعة».
ولفت إلى أن بعض الدول هاجمت المدرسة العقلية وتقصد بهجومها الإمام محمد عبده، لأنها في رأيهم مدرسة بعيدة عن النص وتعمل العقل أكثر من النص، مردفا: «لكننا بالفعل نريد ننمي المدرسة العقلية في التفسير والمقاصد، وفهم الحديث، ونحتاج دراسة الأحاديث النبوية في ضوء سياقاتها، كما ندرس أسباب نزول الآيات، لأننا مثلا بحاجة لمعرفة أسباب ورود الحديث، لما قال لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حفظة القرآن القرآن الكريم حفظ القرآن آيات القرآن
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي
أكَّد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن اسم "المجيب" من أسماء الله الحسنى التي تُستخلص من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحًا أن القُرب الإلهيّ المُشار إليه في الآيات المرتبطة بهذا الاسم لا يُفهم بالمعنى الماديّ أو المكاني، بل هو قُربٌ بالعلم والإدراك والسُّلطان.
جاء ذلك خلال الحلقة الثالثة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر القنوات الرسمية للأزهر، حيث استند شيخ الأزهر، إلى آيات قرآنية منها قول الله تعالى في سورة هود على لسان النبي صالح عليه السلام: ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾، وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾، مؤكدًا أن صيغة "أُجِيب" و"يُجِيب" تُفيد بالضرورة اشتقاق اسم "المجيب"، كما أن إجماع الأمة على ذكره في الأدعية يؤكد ثبوت الاسم.
وحول سؤال المذيع عن معنى "القُرب" في الآية الكريمة، أوضح شيخ الأزهر أن الله تعالى منزَّه عن القُرب الماديّ أو المكاني، قائلًا: "القُرب لا يمكن أن يكون مكانيًّا؛ فالله خالق الزمان والمكان، ولا يحتاج إليهما"، مشيرًا إلى أن وصف الله بالقُرب يُقصد به إحاطة علمه بخلقه، وقدرته على استجابة الدعاء، وسمعه لنداء المضطرين، ورؤيته لخضوع العباد.
واستدل شيخ الأزهر، بقوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، مؤكدًا أن هذا القُرب "ليس حسِّيًا، بل هو قُرب علمٍ وإدراكٍ وسلطان"، مضيفًا أن الآية الكريمة ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ تمنع أي تشبيه لذات الله أو صفاته بخلقه، وأن المعية الإلهية التي وردت في القرآن تُفهم بمعنى العلم والحفظ، لا بالذات أو المكان.
وحذَّر الإمام الأكبر من الخوض في المتشابهات دون الرجوع إلى القواعد العقدية، مؤكدًا أن صفات الله تُؤخذ كما وردت مع التنزيه عن التمثيل، وقال: "القُرب الإلهيّ معنويٌّ لا يحتاج إلى وسائط مادية؛ فالله تعالى يسمع دعاء الداعي ويعلم حاله قبل أن يطلب، وهذا غاية القرب".