محلل سياسي فلسطيني: مصر تسعى لخلق حل جذري للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
قال ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إنّ مصر تحاول بكافة الطرق عقد هدنة تتبعها صفقة، تشمل الاتفاق على كثير من الأمور من شأنها حل جذور القضية، وخروج المحتل الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية وحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ووقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى أسرع وقت، وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أنه رغم الجهود من أجل الوصول إلى هدنة فإن «نتنياهو» لا يريد أن يُنهى الحرب لأنه يعلم جيداً أن نهاية الحرب تعنى إحالته للمحكمة وخسارته لمنصبه فى رئاسة الوزراء.
ما تعليقك على انسحاب الاحتلال من خان يونس؟
- بداية خير، رغم أن جيش الاحتلال دمر أكثر من 90% من مدينة خان يونس والمناطق المجاورة، سواء كانت الشرقية أو فى القرارة أو غرب يونس، إذ لم يترك مكاناً إلا ودمره، لكن الانسحاب جاء بعد أن أنهكت قواته فى عمليات كر وفر وسط ملاحقة المقاومة التى أبلت بلاء حسناً، وقبل الانسحاب بساعات كان هناك كمين محكم فى منطقة الزنة أسفر عن مقتل وإصابة الكثير من الجنود فى عملية نوعية مركبة بتفخيخ منطقة الزنة، وهو ما جعل جيش الاحتلال يدرك صعوبة القضاء على المقاومة بشكل مباشر أو الوصول إلى السنوار أو القضاء على محمد الضيف أو الكتائب والأولياء بالمقاومة والفصائل، فبالتالى إسرائيل لم تحقق فى خان يونس ما حققته فى قطاع غزة إلا الدمار فقط، وتشريد الأهالى وتدمير كل شىء، فبالتالى إسرائيل لم تحقق إلا هدفاً واحداً، هو تدمير خان يونس وتشريد الفلسطينيين دون أى انتصار عسكرى.
قضى الفلسطينيون شهر رمضان تحت ظروف عصيبة.. فما توقعاتك لعيد الفطر فى فلسطين هذا العام؟
- للأسف اعتاد الفلسطينيون على الحياة تحت ظروف صعبة سواء فى شهر رمضان أو فى العيد وفى كل الأوقات، وتحاول دولة الاحتلال القضاء على كل شىء فى فلسطين سواء فى غزة أو الضفة الغربية أو القدس، وتوقعاتى لعيد الفطر أنه سيكون كغيره من الأعياد المليئة بالحزن وفقدان الأهل، إذ لم يترك الجيش الإسرائيلى بيتاً فى قطاع غزة إلا وأذاقه المرار والحزن والقهر على الفقدان، سواء بالاستشهاد أو بالاعتقال أو بالإصابة، فبالتالى هذا العيد سيأتى حزيناً ربما سيكون فيه لملمة الجراح ولملمة الأشلاء فى كل مكان كما نشاهد على شاشة التلفاز، فهو شهر رمضان كان فيه حزن وفرحة الشهر الكريم أيضاً.
كيف تتحقق الهدنة؟
- تتحقق بالإرادة وبالاقتناع وبموافقة إسرائيل وتحديداً «نتنياهو»، الذى لا يريد أن ينهى هذه الحرب لأنه يعلم جيداً أن نهاية الحرب سيعقبها تقديمه للمحاكمة فى اليوم التالى وخسارته منصبه السياسى فى رئاسة الوزراء، وهو يعلم جيداً أن الحرب إذا توقفت على غزة سيكون مصيره الجلوس بمنزله أو فى السجن، فبالتالى هو لا يريد أن تتحقق الهدنة، بالرغم من أن هناك جهوداً كبيرة من الوساطة المصرية القطرية وأيضاً ضغطاً من الإدارة الأمريكية عبر جهاز المخابرات الأمريكى، ومن ثم فإن الهدنة ستتم خلال الأيام المقبلة.
هل يستفيد الفلسطينيون من الغضب الإسرائيلى تجاه حكومة نتنياهو؟
- لو تحدثنا عن الغضب الإسرائيلى فهو غضب ضد سياسة نتنياهو فى إدارة ملف الأسرى وعدم استجابته لطلبات المفاوضين أو إعطائهم مجالاً وحرية واسعة فى التفاوض ومزيداً من الحلول، وعندما يغضب الإسرائيليون داخل الأراضى المحتلة أو داخل إسرائيل أو داخل تل أبيب تجاه حكومة نتنياهو، فلا يغضبون من أجل الشعب الفلسطينى ويغضبون فقط على مقتل بعض أبنائهم بفعل عمليات القصف الإسرائيلى، فهذا هو الذى يقلق ويغضب الشارع الإسرائيلى، ووفقاً لاستفتاء إسرائيلى فإن أكثر من 80% يؤيدون استمرار الحرب على قطاع غزة، وبالتالى هم يريدون إنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء حلم المشروع الفلسطينى وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
متى تستجيب «تل أبيب» لضغوط واشنطن بخصوص الهدنة؟
- إذا تحدثنا عن الضغوط الأمريكية، يجب الإشارة أولاً إلى ازدواجية المعايير وبسبب الكيل بمكيالين من قبل الإدارة الأمريكية أو الرؤساء الأمريكان الذين لم يتعاونوا مع شعب يريد التخلص من ظلم محتليه، وبالتالى فإن واشنطن تشارك إسرائيل فى قتل العديد من الفلسطينيين داخل قطاع غزة وداخل أيضاً الضفة الغربية، والحديث عن الهدنة يرجع لشعور الإدارة الأمريكية بالحرج الشديد وليس إيماناً بالقضية، سيما أن الرئيس الأمريكى جو بادين مقبل على انتخابات ويؤذيه أن يدخل الانتخابات وملف غزة ودماء أطفال غزة على يديه فى ظل ضغوط الشارع الأمريكى أجل المطالبة بوقف الحرب، وبالتالى بايدن يخشى من دفع ثمن محاباته لإسرائيل فى الانتخابات المقبلة.
حدثنا عن مستويات الدعم المصرى للقضية؟
- طوال تاريخ القضية كان لمصر دور محورى واستراتيجى ودبلوماسى وسياسى، إذ تحاول بكافة الطرق أن تبرم هدنة تتبعها صفقة الاتفاق على كثير من الأمور التى من شأنها حل جذور القضية، وتأخذ دور الوسيط من أجل عقد هدنة بين الطرفين، سواء كان بين حركة حماس وإسرائيل من أجل الاتفاق على برنامج معين، ما يعنى أن مصر حاولت عبر وسطاء وعبر كافة القنوات إبرام هذه الصفقة وخروج المحتل الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية وحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ووقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى أسرع وقت، ومع ذلك لم تترك أهالى غزة إذ أدخلت مساعدات أكثر من كل دول العالم مجتمعة بما يعادل 75% من المساعدات التى دخلت إلى غزة هى من مصر، وهذا دليل واضح على أن مصر يعنيها الشعب الفلسطينى وتريد بكافة الطرق إيجاد حل جذرى للقضية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة جهود مصر وقف إطلاق النار أمريكا الإحتلال خان یونس قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: حزب الله يوظف مظاهرات المطار لتوجيه رسائل سياسية
قال المحلل السياسي إبراهيم حيدر إن التظاهرات التي تجري على الطريق المؤدي إلى مطار بيروت جزء من مواجهة سياسية أوسع، يهدف من خلالها حزب الله إلى توجيه رسائل سياسية إلى داخل وخارج البلاد.
وحسب حيدر -في مداخلة مع الجزيرة- فإن الحزب يسعى من خلال هذه التظاهرات إلى إرسال رسائل سياسية قوية، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها لبنان، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية والسياسية.
وأفادت مراسلة الجزيرة كارمن جوخدار بأن هذه التظاهرات، التي شارك بها المئات، وعمدوا لقطع الشارع المؤدي للمطار، قد جاءت بناءً على دعوة رسمية من حزب الله وحركة أمل، إذ حمل المتظاهرون أعلام الحزبين بالإضافة إلى العلم الإيراني.
وجاءت هذه التظاهرات بعد أيام من أحداث عنف استهدفت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، في وقت كان فيه عشرات من مناصري حزب الله يقطعون الطريق المؤدية إلى مطار بيروت الدولي، احتجاجا على عدم منح السلطات اللبنانية الإذن لطائرة إيرانية بالهبوط في بيروت الخميس الماضي.
وأكد حيدر أن حزب الله يحاول إثبات قوته وإعادة تركيب ميزان القوى، الذي يرى الحزب أنه اختل بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
من جانبها، عقدت الحكومة اللبنانية اجتماعا طارئا لبحث الأزمة، إذ أكد مجلس الوزراء ضرورة حل الأزمة سريعا لتجنب تدهور الوضع.
إعلانوشدد وزير النقل علي حمية على أهمية استمرار حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت، لافتا إلى أن عدم منع هبوط الطائرات الإيرانية قد يؤدي إلى فرض عقوبات أوروبية تؤثر على الاقتصاد اللبناني الهش.
كما أشار إلى أن هناك محاولات جادة لحلحلة الأزمة، بما في ذلك اجتماعات بين رئيس الحكومة نواف سلام والرئيس اللبناني ميشال عون.
وكان قيادي في حزب الله قد صرح في وقت سابق مشددا على أنه من غير المقبول أن يصبح الوطن في القبضة الأميركية والإسرائيلية، ووصف قرار منع دخول الطائرة الإيرانية بأنه إهانة للدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية، وأضاف مخاطبا الحكومة اللبنانية: "إن كنتم تريدون أن تخضعوا، فإن المقاومة لن تخضع وستواجه جميع الإملاءات".