إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

 

هو واحد من ضمن 24 أسير فلسطيني ممن تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 في واشنطن بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، فقد تم اعتقال وليد دقة عام 1986 بتهمة قتل جندي إسرائيلي قبل سنة من اندلاع انتفاضة الحجارة بعد حادثة دهس عمال فلسطينيين على أحد الحواجز من قبل إسرائيلي لاذ بالفرار في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987.

وفي نفس السنة صدر حكم بالسجن المؤبد على وليد دقة إلى أن توفي الأحد عن سن 62 سنة في أحد المستشفيات الإسرائيلية، ليكون بذلك وليد دقة السجين السياسي الفلسطيني الرابع عشر الذي يموت في سجون إسرائيل خلال الأشهر الستة الماضية، بعد أن أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني وفاته.

في المقابل، أعرب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير على وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفه لأن الأسير وليد دقة لم يواجه عقوبة الإعدام، ولم يتردد بن غفير في الإشادة بالشرطة لهدم خيمة العزاء التي أقيمت في مسقط رأس دقة.

الموت بالسجون الإسرائيلية

أدين وليد دقة الذي أعتقل في 25 مارس/آذار 1986 بقيادة مجموعة مرتبطة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في اختطاف وقتل الجندي الإسرائيلي موشيه تمام عام 1984، وهو ما نفاه دقة، لكن الحكم صدر ضده بعد سنة واحدة، ولئن قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن جميع السجناء لديها محتجزون "وفقا لأحكام القانون"، فإن منظمة العفو الدولية تؤكد أن "إدانته استندت إلى قوانين الطوارئ في بريطانيا ذات المستوى الأقل من متطلبات الإثبات مقارنة بالقانون الجنائي الإسرائيلي.".

وعلى الرغم من نفيه كل التهم التي وجهت إليه، إلا أن المحكمة الإسرائيلية التي نظرت في ملفه آنذاك، أصدرت حكمها عليه بالإعدام في البداية، ليتم التخفيف بعد ذلك بالسجن المؤبد، ثم التخفيف مرة ثانية في الحكم ليصبح 37 سنة.

وبالرغم من أنه كان من المقرر إطلاق سراحه السنة الفارطة مثلما أكدت ذلك جمعية نادي الأسير الفلسطيني، إلا أن وليد دقة قضى 38 سنة كاملة قبل أن يتوفى، فقد تم مرة أخرى الحكم عليه، من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية، والترفيع في عقوبته بسنتين إضافيتين بتهمة تزويد سجناء آخرين بهواتف محمولة، على الرغم من مرضه العضال.

جثمان وليد.. من أجل دفن سلمي..

كان طلب منظمة العفو الدولية الاثنين صريحا بخصوص تسليم جثمان وليد دقة لعائلته، حيث قالت مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات إريكا جيفارا روساس "يجب على السلطات الإسرائيلية الآن أن تعيد جثمان وليد دقة إلى عائلته دون تأخير حتى يتمكنوا من دفنه في أجواء سلمية ولائقة والسماح لهم برثائه دون خوف"، وهذا المطلب سبقته مطالب عديدة ومنذ سنوات طويلة بخصوص وليد دقة، خاصة بعد تدهور حالته الصحية، حيث قالت روساس "من المؤلم أن يموت وليد دقة في سجن إسرائيلي رغم الدعوات الكثيرة للإفراج العاجل عنه لأسباب إنسانية بعد تشخيص إصابته بسرطان النخاع العظمي في 2022 وانتهاء مدة عقوبته الأصلية".

ولئن أوصت عديد المنظمات الحقوقية والمؤسسات الطبية بإطلاق سراح وليد دقة، إلا أن كل المحاولات فشلت في الإفراج عنه خلال السنتين الماضيتين عقب اكتشاف إصابته بنوع نادر من السرطان، مثلما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، ولذلك حمل رئيس الهيئة قدورة فارس الجانب الإسرائيلي مسؤولية وفاة دقة، مؤكدا لوكالة الأنباء الفرنسية أن وفاة دقة جاءت "نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى"، مضيفا أن "سياسة الإهمال تفاقمت بعد أحداث اكتوبر (هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل)".

ومن جهته أكد نادي الأسير الفلسطيني، وهو مؤسسة تعنى بمتابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ارتفع بعد التاريخ المذكور من خمسة آلاف معتقل إلى أكثر من تسعة آلاف.

دقة يخلق حياة خارج أسوار السجون

لم يمنع السجن طيلة العقود الأربعة الماضية، دقة من خلق حياة موازية خارج زنازين الاعتقال فقد تزوج عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وبعد نحو عشرين عاما، وتحديدا في شباط/ فبراير 2020، نجح وليد وسناء في إنجاب طفلتهما الوحيدة "ميلاد" وذلك عبر "النطف المحررة"، مثلما ذكرت ذلك زوجته سناء سلامة التي قالت "إنها حملت باستخدام حيوانات منوية من دقة بعد أن منعتهما السلطات الإسرائيلية من الزيارات الزوجية.".

صنع وليد دقة أكثر من حياة من خلال ما كان يدونه في سجنه من المقالات والكتب والدراسات، والتي نجح في تسريبها خارج المعتقل لتجد طريقها إلى آلات المطابع ومنها إلى واجهات المكتبات، فقد صدرت له عديد المؤلفات منها "الزمن الموازي"، و"يوميات المقاومة في مخيم جنين"، و"صهر الوعي"، و"حكاية سر الزيت"، وهي إصدارات، إلى جانب المقالات والدراسات، ساهم بها وليد دقة "معرفيا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها" مثلما وصفت ذلك وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وتعرض دقة "لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي"، مثلما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية.

 

فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل كسوف الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل اعتقال سجون اختطاف منظمة العفو الدولية بريطانيا وفاة حماس إسرائيل فلسطينيون أسرى قضاء وفاة الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني حزب الله للمزيد الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الأسیر الفلسطینی ولید دقة

إقرأ أيضاً:

عائلته تكشف تفاصيل تعذيبه وتشويه صورته.. هل يُفرج عن حسام أبو صفية السبت؟

"مشهد والدنا مقيّدا وغير قادر على الحركة يجب أن يستدعي التحرك الفوري والمستمر لضمان إطلاق سراحه فورا" هكذا علّق أبناء مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، على المشاهد التي بثّها الإعلام العبري، لوالدهم من داخل المعتقل.

وأوضح أبناء الدكتور حسام أبو صفية، عبر بيان على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنّ: "ما بثّه الإعلام العبري هو شكل آخر من أشكال الإرهاب النفسي، يضاف إلى التعذيب الذي تعرّض له خلال الشهرين الماضيين، كما يعكس تشويها إعلاميا واضحا من خلال التلاعب والتحريف في تصريحاته".

وتابعوا في السياق نفسه، أنه: "عندما سئل عن الأسرى الإسرائيليين أجاب بأنه طبيب أطفال، إلا أن إجابته أعيدت صياغتها وتحريفها عمدا، رغم نفيه التام لكل الاتهامات التي وجهت إليه".

The footage broadcast by Israeli media of our father, Dr. Husam Abu Safiya, the director of Kamal Adwan Hospital, is yet another form of psychological terrorism, adding to the torture he has endured over the past two months. It also reflects clear media distortion through the… pic.twitter.com/atwsMv2rZd — Dr. Hussam Abu Safiya د.حسام أبو صفية (@HussamAbuSafiya) February 19, 2025
تفاعل متسارع
منذ اللحظة الأولى من نشر موقع i24NEWS العبري، لتقرير، كُشف فيه عن الإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، يوم السبت المقبل، ضمن اتّفاق تبادل الأسرى؛ تفاعل عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فرحا، بالخبر، فيما نُثرت عبارت الحزن كذلك، جرّاء ما عاناه في الاعتقال.


كذلك، تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع مقطع فيديو لحسام أبو صفية من داخل المعتقل، نشرته وسائل إعلام عبرية، خلال الساعات القليلة الماضية، إذ يظهر فيه وهو مكبّل اليدين والقدمين ويبدو عليه الكثير من الإرهاق والتعب. فيما كان أول ظهور له منذ لحظة اعتقاله، قبل شهرين.

الحرية للدكتور #حسام_أبو_صفية pic.twitter.com/Zp3OqH2EUw — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) February 19, 2025
ونشر الصحفي الإسرائيلي، يوسي إيلي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، مقطع فيديو لأبو صفية، من "سجن عوفر"؛ فيما زعم إيلي، أنه لم يتعرض للتعذيب، بالقول: "التقينا به في سجن عوفر، وهو في حالة ممتازة".

وادّعى الصحفي الإسرائيلي، أن أبو صفية، قد أبلغه أنه "كان هناك أسرى إسرائيليون في مستشفاه وكان يعتني بهم".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎رام الله مكس | RamaLLah Mix‎‏ (@‏‎ramallah.mix‎‏)‎‏
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة المحاصر، قد أعلنت بتاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قد اعتقل أبو صفية، من داخل المستشفى الواقع بمحافظة الشمال.

جرّاء ذلك، بدلا من المحاكمة العادية، حوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي الدكتور حسام أبو صفية، للاعتقال، بناء على قانون "المقاتل غير الشرعي" وفق قرار أصدره ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية.


استنكار واسع
اعتبر مركز الميزان لحقوق الإنسان، عبر بيان، أن تحويل أبو صفية إلى "مقاتل غير شرعي" هو: "إجراء تعسفي وخطير وغير قانوني وانتقامي، وهو في الوقت نفسه يثبت فشل النيابة العامة في إثبات ادعاءاتها وما تنسبه للمعتقل من اتهامات".

وأكّد المركز أنّ: "اتباع هذه الأساليب مع المدنيين، لا سيما الأطباء، من تعذيب أفضى في مرات سابقة للوفاة وسوء معاملة، ورغم عدم وجود أي أدلة لاتهام أبو صفية بأي مخالفة، فإن النيابة العامة اختارت حرمانه من أبسط حقوقه في المحاكمة العادلة بتحويله إلى رهينة".

إلى ذلك، استنكر المركز ما وصفها بـ"الإجراءات التعسفية التي يتعرض لها الدكتور أبو صفية وغيره من المعتقلين المحتجزين، بموجب قانون: المقاتل غير الشرعي"؛ فيما توالت الاستنكارات والإدانات، وخرجت عدّة مظاهرات في عدد من الدول، عبر العالم، للمطالبة بالإفراج عن أبو صفية.

بطلٌ يسيرُ نحو أقزام!
بطلٌ خذلته أمَّتُه قبل أن يعتقله عدوُّه!
د. حسام أبو صفيَّة سيكون حُرًّا يوم السَّبت باذن الله! pic.twitter.com/ZDYlKud6X3 — أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) February 19, 2025
ومنذ بدء حرب الإبادة على كامل قطاع غزة المحاصر، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، القطاع الصحي في قلب غزة، وقصف وحاصر المستشفيات، كما منع دخول المستلزمات الطبية في مناطق شمال القطاع المحاصر، وذلك في ضرب لعرض الحائط، بكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.


وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وأمام مرأى العالم، وبدعم أمريكي، ارتكبت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • برلماني: الرؤية الفلسطينية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتمثل خطوة لدعم الجهود العربية
  • حماس تطلق سراح هشام سيد.. ما قصة "الأسير المنسي"؟
  • مصلحة السجون الإسرائيلية: استعدادات للإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجني عوفر وكتسيعوت
  • بالأسماء.. من هم الرهائن المزمع إطلاق سراحهم في غزة اليوم؟
  • حزب المؤتمر: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • «نائب رئيس حزب المؤتمر»: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • وزير الزراعة: 379 منفذًا و18 خيمة تابعة للوزارة ستشارك في أهلًا رمضان
  • أمراء ومسؤولون يواسون أسرة بن زقر في فقيدهم محمد
  • الأردن يرسل أكثر من 74 ألف خيمة لغزة
  • عائلته تكشف تفاصيل تعذيبه وتشويه صورته.. هل يُفرج عن حسام أبو صفية السبت؟