سرايا - نجحت طواقم المستشفى الميداني الأردني في شمال قطاع غزة، في إجراء "عمليات جراحية نوعية" لـ 4 مرضى، بحسب ما ذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة.

وقال مدير المستشفى غزة/77، إن العمليات التي يقوم بها الفريق الطبي المتخصص من أطباء الجراحة العامة والنسائية والتوليد وجراحة العظام والمفاصل وفنيي عمليات وتخدير، "تأتي في إطار الجهود والخدمات التي يقدمها المستشفى منذ بدء المهمة من أجل معالجة المرضى من الأهل في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب عليه".



وأوضح الأطباء أن المرضى حضروا إلى الطوارئ إثر إصابات تتمثل في اختراق رصاص وشظايا لجدار البطن والأطراف أو حالات كسور مضاعفة ناتجة عن الحرب، وحالات جراحة النسائية والولادة الطارئة، وما يترتب عليها من مضاعفات فيما بعد.

وبحسب الأطباء "تم تقييم المرضى بشكل سريع جدًا من الناحية السريرية والشعاعية والمخبرية، وتقرر إجراء عمليات طارئة أو مبرمجة لهم".

وأفاد طبيب جراحة عامة، بأن أحد المرضى راجع المستشفى بعد تعرضه لرصاصة اخترقت جدار البطن، وكان يعاني من تدهور في العلامات الحيوية؛ مما استدعى إجراء عملية فتح البطن الاستكشافي تم خلالها السيطرة على النزيف واستئصال الجزء المتهتك من الأمعاء الدقيقة وتمت العملية بنجاح.

وبين طبيب النسائية والتوليد، أن إحدى المريضات راجعت المستشفى تشكو من ألم حاد في البطن وتم تشخيص الحالة بأنه التواء بالمبيض (OVARIAN TORSION)، والذي يعد من الحالات الخطيرة ويجب التعامل معها بالسرعة الممكنة لتجنب الحاجة لاستئصال المبيض، وقد يترتب عليه مشاكل في الإنجاب لاحقاً، مع العلم أن المريضة تبلغ من العمر 16 عاماً وتمت العملية بنجاح.

كما تم إجراء عملية ولادة قيصرية طارئة (CATEGORY1 C/S) لأم تبلغ من العمر 35 عامًا، علمًا بأن المريضة قد أجرت 5 عمليات قيصرية سابقة مما قد يعرضها لمشاكل صحية أخرى بحال دخولها في حالة ولادة.

وأوضح طبيب جراحة العظام والمفاصل أنه تم إجراء حالة نقل أوتار لمريضة نتيجة إصابة بعيار ناري في عظم العضد؛ مما أدى إلى شلل في عضلات اليد وفقدانها القدرة على استعمال يدها، وأن مثل هذه العمليات يتم إجراؤها في أكبر المراكز الطبية المتخصصة وتمت العملية بنجاح.

وبين الأطباء في المستشفى الميداني الأردني، أن جميع المرضى حالتهم الطبية مستقرة وهم قيد المتابعة.

وعبر ذوو المرضى عن بالغ شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك عبد الله الثاني ولجهود طواقم المستشفى الميداني في شمال قطاع غزة لإجرائهم العمليات، وما يقدمه من خدمات ساهمت في إثراء الخدمة الصحية المقدمة للمجتمع في قطاع غزة في ظل الظروف الصحية الناجمة عن الحرب.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المستشفى المیدانی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يتلاعب بأرواح مرضى الفشل الكلوي في غزة

 

غزة- تخشى المريضة الخمسينية راوية كامل عبد الله أن تفقد حياتها، قبل أن تأتيها فرصة السفر إلى الخارج للعلاج، في ظل قيود وتعقيدات يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سفر جرحى الحرب والمرضى من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر.

على جهاز غسيل الكلى في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، تلقي راوية (54 عاما) جسدها المثقل بالمرض، وبعيون تملؤها الدموع، تقول للجزيرة نت، "لدي 3 بنات وبدي (أريد) أفرح بهن".

يشغل بال راوية التفكير في مرضها ومصيرها وبناتها الثلاث، ويعتصرها الحزن والألم من إصابتها بهذا المرض في سن مبكرة، ولمّا تحقق أمنيتها بعد كأي أم تتمنى أن تزف ابنتها إلى عريسها، تقول "أمنيتي أن أطمئن عليهن قبل أن يحدث لي أي مكروه" تضيف بنبرة ألم ورجاء.

تسيطر حالة من القلق على المريضة راوية عبد الله في انتظار فرصتها لمغادرة قطاع غزة للعلاج في الخارج (الجزيرة) آلام الحرب والمرض

قبل ثلاثة أعوام أصيبت راوية بمرض الفشل الكلوي، ومنذ ذلك الحين دأبت على المتابعة في قسم غسيل الكلى، ثلاث مرات أسبوعيا، وتصف يوم ذهابها إلى غسيل الكلى بأنه "شاق جدا"، وتقضي ثلاث ساعات على جهاز الغسيل، وهو "أمر مرهق ويذكرني بمرضي وببناتي وبحياتي المعلقة بمعبر رفح".

إعلان

وكانت راوية على موعد لإجراء عملية زراعة كلى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، صبيحة 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023، وقد ألغيت لتزامنها مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى".

وتقول هذه المريضة، إن فريقا طبيا أوروبيا عاين حالتها خلال زيارته القطاع، وتم تحديد الموعد لها لإجراء عملية زراعة الكلى بتبرع من ابنتها ريم (32 عاما)، وبصوت متعب تضيف "لكن كل شيء انهار وتبدلت أحوالنا مع هذه الحرب".

ولم يطل صمت رواية وتابعت "ومنذ ذلك اليوم دخلنا في دوامة لا نعرف نهايتها"، مشيرة إلى أنها خاضت مع زوجها وبناتها رحلة نزوح مريرة، وعادت إلى منزلها المدمر جزئيا في مدينة خان يونس، بعد انسحاب قوات الاحتلال من المدينة، إثر عملية اجتياح بري بدأتها في ديسمبر/كانون الأول عام 2023 واستمرت لأربعة شهور.

"شو ذنبنا"؟

ومنذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي تنتظر راوية أن يأتيَ دورها للسفر إلى الخارج وإجراء عملية زراعة الكلى، لتعود إلى حياتها الطبيعية التي تفتقدها منذ أن أصابها المرض، وتتساءل: "أنا مريضة، لماذا أنتظر 6 أشهر من أجل السفر للعلاج، شو ذنبنا كمرضى؟.

وهذه المريضة واحدة من زهاء 16 ألف جريح ومريض ينتظرون على قوائم السفر، أن تسنح لهم الفرصة لمغادرة القطاع من معبر رفح البري، ويستوجب ذلك الحصول على موافقة أمنية إسرائيلية.

وبموجب البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يسمح لـ 150 جريحا ومريضا بالسفر يوميا، بناء على كشوفات مسبقة تقدم للجانب الإسرائيلي، الذي تتهمه السلطات المحلية في غزة بخرق الاتفاق وعدم الالتزام به. وخلال 35 دفعة سابقة لم يسمح بسفر أكثر من 50 حالة فقط يوميا.

ولا تتوقف معاناة مرضى الكلى عند تعقيدات السفر، وتقول راوية "إن إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ ثمانية أيام، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع للقطاع، تسببا في اختفاء كثير من السلع من الأسواق، وارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة".

المريض محمود عربي المجايدة لا أعلم من يصلني قبل الآخر، الموت أم موعد السفر للعلاج في الخارج. رائد موسى، خان يونس، الجزيرة نت (الجزيرة) سباق مع الموت

"لا يوجد علاج ولا يوجد أكل صحي" يقول محمود عربي المجايدة، وكان يستمع حوارنا مع راوية، وهو يجلس على جهاز غسيل الكلى بقربها، واتفق معها في ما ذهبت إليه، وقال للجزيرة نت، "حياتنا في خطر، ويوم بعد يوم تزداد الخطورة ويفقد مرضى حياتهم في غزة وهم ينتظرون السفر للعلاج".

إعلان

والمجايدة (59 عاما) مريض بالفشل الكلوي منذ ثلاثة أعوام، ويمتلك تحويلة طبية للعلاج بالخارج، ومنذ نحو عام ينتظر فرصته بالسفر على "قوائم الجرحى والمرضى".

ويصف واقع المستشفيات في القطاع بعد شهور الحرب والحصار بأنه "مأساوي"، ويقول "حتى صالة انتظار للمرضى غير متوفرة، وننتظر في العراء بدون كراسي أو مكان مناسب، حتى يأتي دورنا للغسيل، فعدد مرضى الكلى كبير وأجهزة الغسيل قليلة … ربنا يتوب علينا من الغسيل والألم".

وكلما طالت فترة انتظاره يزيد القلق لدى المجايدة الذي يعيل أسرة مكونة من (15 فردا)، وبالنسبة له فإن السفر للعلاج يعني "بوابة لحياة جديدة"، ويتابع، إن "الانتظار صعب جدا، ويصيب بشعور من القلق، دون معرفة من سيكون أسرع، الموت أم الموافقة الأمنية على السفر والعلاج.

مدير ملف إجلاء الجرحى والمرضى في وزارة الصحة، محمد أبو سلمية: نحو 40 %من مرضى الكلى فقدوا حياتهم لعدم توفر العلاج وتعقيدات الاحتلال (الجزيرة) ضحايا على قوائم الانتظار

ويقدر مسؤول ملف إجلاء الجرحى والمرضى في وزارة الصحة، الدكتور محمد أبو سلمية، أن ما بين 5 إلى 10 مرضى يفقدون حياتهم يوميا، في انتظارهم الطويل على قوائم السفر من أجل العلاج بالخارج، واضعا ذلك في سياق "جرائم القتل غير المباشر الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة معقدة بخصوص السماح للجرحى والمرضى بالسفر من معبر رفح البري مع مصر".

وتناقص عدد مرضى الفشل الكلوي من 1150 مريضا قبل اندلاع الحرب إلى أقل من 700 مريض حاليا، ويقول أبو سلمية للجزيرة نت، إن نحو 40% من اجمالي المرضى توفوا  بسبب القيود الإسرائيلية على السفر، ولعدم توفر الخدمة الطبية المناسبة لهم.

وأوضح، أن المرضى كانوا يخضعون قبل الحرب لثلاث جلسات غسيل أسبوعيا، بمعدل 4 ساعات في الجلسة الواحدة، ليمارس المريض حياته الطبيعية، ولعدم توفر الأجهزة بسبب الحرب والنزوح الكبير قُلصت إلى جلستين أسبوعيا بمعدل ساعتين في المرة الواحدة، وهذا غير كاف، يؤكد أبو سلمية.

إعلان

ووصف أبو سلمية آلية السفر الحالية بـ "العقيمة والمعقدة"، وقال، إن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق ويطلب يوميا قائمة تضم 50 مريضا فقط، ونرسلها إلى الجانب المصري ومنه إلى الجانب الإسرائيلي، والذي يرفض سفر بعض الأسماء، وهذه عملية عقيمة مع وجود نحو 16 ألف جريح ومريض بحاجة ماسة للسفر بغية العلاج.

وأضاف "إن استمرت هذه الوتيرة في السفر سنحتاج سنوات من أجل سفرهم".

ولا تخرق سلطات الاحتلال الاتفاق من حيث أعداد المرضى والجرحى وحسب، ولكنها تتلاعب كذلك بتصنيفات المرضى وأولوياتهم ومدى حاجتهم للسفر، فتوافق على حالات أقل خطورة وتماطل في حالات أكثر إلحاحا للسفر وتلقي الرعاية والعلاجات المنقذة للحياة، وفقا للمسؤول الطبي.

مقالات مشابهة

  • هيئة الزكاة تدّشن مشروع دعم مستشفى إسناد الطبي لمرضى الحالات النفسية
  • “أوقاف دبي” تتعاون مع “الجليلة” لبناء وقف خيري يدعم مرضى مستشفى حمدان بن راشد للسرطان
  • الزكاة تدّشن مشروع دعم مستشفى إسناد للحالات النفسية
  • إجراء 200 عملية جراحية متنوعة بمستشفى كفر شكر التخصصي
  • «إكرام» مساعدة تمريض: أراعي المرضى كأنهم من أهلي
  • تقنية جديدة تنقذ آلاف المرضى بضغط الدم.. دون جراحة
  • الاحتلال يتلاعب بأرواح مرضى الفشل الكلوي في غزة
  • الصحة بالقضارف تشيد بخدمات المستشفى الميداني الامريكي
  • هل الخضوع للجراحة يوم العطلة يشكل خطرا على حياة المرضى؟!
  • إجراء إسرائيلي مفاجئ عند حدود لبنان.. ماذا تقرّر؟