اكتشاف موقع تخييم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في قاعدة جوية بولاية نيومكسيكو

عثر أفراد عسكريون مؤخرًا على بقايا موقع تخييم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في قاعدة جوية بولاية نيومكسيكو، يُعتقد أن الأمريكيين الأوائل ربما سكنوه قبل 8200 عام. 

وقد تم هذا الاكتشاف من قبل أعضاء سرب المهندسين المدنيين التاسع والأربعين بالتعاون مع فريق من الجيولوجيين بالقرب من طريق مقطوع في قاعدة هولومان الجوية، التي تبعد 260 كيلومترًا جنوب شرق ألباكركي.

 

تقع القاعدة بجوار حديقة وايت ساندز الوطنية، والمعروفة بكثبانها الرملية الجبسية ذات اللون العاجي، وباحتوائها على أقدم آثار أقدام بشرية معروفة في أمريكا الشمالية، والتي يعود تاريخها إلى 23000 عام.

تشكلت كثبان حديقة وايت ساندز الوطنية بعد 1000 عام على الأقل من موقع القاعدة الجوية الأثري، وربما ساعدت في الحفاظ على القطع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ هناك. 

ويوضح ماثيو كوبا، مدير الموارد الثقافية في سرب المهندسين المدنيين التاسع والأربعين الذي شارك في عمليات التنقيب، في بيان له: "إن تشكل الكثبان الرملية البيضاء أدى إلى دفن الموقع عن غير قصد، حيث قام الطمي الذي تحمله الرياح بحماية البقايا الأثرية الرقيقة."

أسفرت عمليات التنقيب في الموقع، الذي أطلق عليه اسم "جومولاك أوفيرلوك"، عن العديد من القطع الأثرية التي تشير إلى أن الموقع ربما كان معسكرًا موسميًا لشعوب "العصر الحجري القديم" الأوائل في ما يعرف الآن بنيومكسيكو. 

وكانت شعوب العصر الحجري القديم من نسل البشر الأوائل الذين وطأت أقدامهم الأمريكتين، وكانت واحدة من الثقافات المبكرة في العالم الجديد التي قامت بزراعة النباتات وتدجينها، وفقًا لخدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية. 

ويضيف كوبا: "يمثل هذا الموقع لحظة محورية في تسليط الضوء على تاريخ المنطقة وسكانها الأوائل."

ومن بين البقايا، التي كانت مخبأة على بعد عدة أقدام تحت الأرض، وجد كوبا وزملاؤه دليلاً على أن المستوطنين الأوائل أشعلوا النيران وأحرقوا المسكيت - وهو نوع من الشجيرات الشائكة من عائلة البازلاء (Fabaceae) وهو موطنه الأصلي المناطق شبه القاحلة في جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك.

ويقول كوبا: "تم العثور على ما يقرب من 70 قطعة في الموقع، تتراوح من أحجار رقائقية إلى مثال نادر لحجر أرضي مبكر، مما يوفر أدلة قيمة حول الأنشطة البشرية السابقة. 

كما اكتشفنا سلسلة من المواقد، أو مواقع تخييم مجتمعية، بها بقايا فحم المسكيت وهو اكتشاف هائل في حد ذاته."

يعد موقع التخييم هذا واحدًا من 400 اكتشاف أثري تم العثور عليها داخل حدود قاعدة هولومان الجوية، وفقًا للبيان. وتضم منطقة حوض تولاروسا الأوسع، والتي تمتد عبر 16800 كيلومتر مربع من جنوب غرب نيومكسيكو، بعضًا من أقدم المواقع الأثرية في الأمريكتين. 

وكشفت عمليات التنقيب على مدار السنوات العشر الماضية عن آثار أقدام متحجرة لبشر يعود تاريخها إلى 11000 عام وهم يتعقبون كسلان عملاق، وآثار أقدام عمرها 10000 عام تعود لامرأة وطفل صغير، بالإضافة إلى أدلة على أن أطفال العصر الجليدي كانوا يمرحون في برك موحلة.

المصدر: صدى البلد