لماذا تأخرت الدراما اللبنانية في السباق الرمضاني؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
طالما كانت الدراما اللبنانية تعيش ما بين الصعود والهبوط على مدار تاريخها، لكنها كانت تحتفل بانتعاشة قوية خلال العقد الأخير خاصة مع سيادة الدراما المشتركة، وذلك في ظل اندلاع الحرب السورية في 2011 وركود الدراما السورية آنذاك، مما خلق شراكة قوية ما بين صناع الدراما في سوريا ولبنان، فأنتجت أعمالا وصل كثير منها إلى العالمية مثل سلسلتي "الهيبة" و"للموت" إلى جانب إثبات عدد كبير من النجوم اللبنانيين قدرتهم على المنافسة عربيا مثل نادين نسيب نجيم وماغي بوغصن إلى جانب بديع أبو شقرا وطوني عيسى.
أما هذا العام، فشهدت الدراما اللبنانية حالة من الخمول هذا العام، إذ لم تشارك بقوة في الماراثون الرمضاني في ظل كثافة الإنتاجات الدرامية المصرية والخليجية والسورية وهو ما يرجع إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها لبنان منذ 2019، إلى جانب الضربات المكثفة التي تشنها إسرائيل على جنوب لبنان منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي تسببت في تعطيل حركة الدراما بشكل كبير، خاصة أن هناك كثيرا من المسلسلات التي تلجأ للتصوير في المناطق الجنوبية التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة.
كما أن هناك أسبابا أخرى كانت السبب في ركود الإنتاج اللبناني في رمضان 2024 سنستعرضها في السطور التالية:
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لهذه الأسباب مسلسل "صلة رحم" الأفضل في دراما رمضان 2024list 2 of 4مسلسل "ولاد بديعة".. دراما مهلهلة تكرّس الدموية وتروّج للجريمة!list 3 of 4هل نجحت الدراما المغربية في تجاوز أخطاء الماضي بموسم رمضان 2024؟list 4 of 4الدراما السورية في رمضان 2024.. عنف ودم واستعمارend of list انصراف أعمدة الإنتاج اللبناني إلى أسواق أخرىيضم السوق الدرامي اللبناني اثنين من أهم منتجي العالم العربي وهما صادق الصباح وشركته "سيدرز آرت برودكشين" وجمال سنان مالك شركة "إيغلز فيلمز"، لكنهما لم يشاركا هذا العام في تقديم أي عمل لبناني خالص، حيث اكتفت "إيغلز فيلمز" بإنتاج المسلسل اللبناني السوري المشترك "ع أمل" للنجوم ماغي بوغصن ومهيار خضور وبديع أبو شقرا، ومن تأليف نادين جبر وإخراج رامي حنا وكذلك الصباح الذي كان من الرواد الدراما المشتركة، إلا أنه قرر أن ينافس بمسلسل "2024" الذي ينتمي إلى دراما الـ15 حلقة وهو من بطولة نادين نسيب نجيم ومحمد الأحمد، ومن تأليف بلال شحادات وإخراج فليب أسمر.
وليصبا تركيزهما الأكبر على الأسواق الدرامية المصرية والسورية والخليجية التي يشاركون في ماراثونها بأعمال ذات كلفة إنتاجية ضخمة وناجحة على صعيد الجماهيري مثل المسلسل السوري "تاج" الذي رصد له الصباح ميزانية ضخمة تخطت 8 ملايين دولار، وهو بمثابة عودة ثنائية النجمين السوريين تيم حسن وبسام كوسا بعد غياب 14 عاما، بينما اتجه السنان إلى الدراما المصرية مع تقديم مسلسل "كامل العدد +2" مستثمرا نجاح جزئه الأول الذي عرض العام الماضي، كما كان له إسهام في الدراما الخليجية مع المسلسل الكويتي "زوجة واحدة لا تكفي" الذي يضم كوكبة من نجوم العالم العربي على رأسهم هدى حسين وماجد المصري وآيتن عامر.
ومع تأجيل عرض عدد من المسلسلات التي تنتمي إلى الدراما المشتركة قبل فترة وجيزة من انطلاق الموسم الدرامي، مثل مسلسل "النسيان" لسيرين عبد النور وقيس الشيخ نجيب، وكذلك المسلسل الذي كان من المفترض أن يجمع النجم السوري قصي خولي مع الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة، وأرجع صناعة ذلك إلى الظروف الإنتاجية وضيق الوقت، فقد أصبح إجمالي عدد المسلسلات المشاركة هذا العالم 4 أعمال فقط وهم "ع أمل" و"2024″ اللذان يعتبران الأنجح، في حين أن المسلسلين "نقطة انتهى" لعابد فهد وندى أبو فرحات و"قصة حب" لباسل خياط وكارمن بصيبص يواجهان انتقادات واسعة بسبب حبكتهما الدرامية الضعيفة وخروجهما عن المستوى المتوقع مقارنة بالأعمال السابقة لهؤلاء النجوم.
كما تراجع عدد من الوجوه السورية عن المشاركة في الدراما السورية-اللبنانية التي حققت نجاحات ساحقة من خلال الدراما المشتركة مثل تيم حسن وقصي خولي ومعتصم النهار.
وعلى صعيد آخر تشهد الدراما السورية انتعاشة قوية لم تحدث لها منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك مع تقديم عدد كبير من الأعمال التي حققت صدى واسعا خاصة مع عودة كبار نجومها أبرزها "ولاد بديعة" و"تاج" و"مال القبعان" إلى جانب "أغمض عينك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الدراما السوریة إلى جانب رمضان 2024
إقرأ أيضاً:
شباب امرأة والنص.. نقاد يشيدون بالأعمال الأدبية في مسلسلات رمضان 2025
تحافظ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على استراتيجيتها التي وضعتها في السنوات الماضية، وأعادت من خلالها الصلة بين الأدب والدراما مرة أخرى، وهو ما خلق حالة من الثراء في المشهد الدرامي بشكل كبير.
ويشهد موسم الدراما الرمضانية حالة من التنوع بين الأعمال الفنية حتى المأخوذة عن أصل أدبي، بداية من مسلسل «شباب امرأة» عن الرواية بنفس العنوان للكاتب أمين يوسف غراب، أو مسلسل «النص» المستوحى من كتاب «مذكرات نشال للمعلم عبد العزيز النص» الذي نشر عام 1930، وأعاد الباحث أيمن عثمان التدقيق والبحث فيه وأعاد نشره في عام 2024، أو من خلال الجزء الثاني من مسلسل «جودر» المستوحى أيضا من عوالم كتاب التراث «ألف ليلة وليلة».
وأشاد الناقد محمود قاسم بالاتجاه الذي عاد في الفترة الأخيرة، بالاعتماد على الأعمال من أصل روائي في الدراما وهو ما يضمن لصناع المسلسلات نسبة من النجاح لأنهم يرتكزون على أعمال ناجحة في المقام الأول، لكن يكون عليهم مسئولية تقديم معالجة خاصة وبناء وتناول درامي للقصة، يناسب الوسيط المرئي.
وأكد «قاسم» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «من المهم أن يلتفت صناع الدراما إلى الأعمال الروائية للكتاب الشباب، التي نشرت في الفترة الأخيرة، وحصلت على العديد من الجوائز التشجيعية».
أحمد سعد الدين: التناول الدرامي للرواية هو الفيصل لنجاح العمل الفنيبينما قال الناقد أحمد سعد الدين، إن «السينما والدراما منذ بدايتهما اعتمدا على الأدب بشكل كبير، فالعمل الأدبي يضمن بنية روائية ثرية، يمكن من خلالها تقديم أحداث وصراعات ومواقف تنتج عملا فنيا جيدا، والروايات يمكن تقديمها أكثر من مرة بشكل مختلف».
وتابع في حديثه مع «الوطن»: «الفيصل في الأمر هو الكاتب، الذي يأخذ روح الرواية ويبني عليها أحداثا بشكل مختلف، ونجاح العمل في ذلك الوقت يتوقف على نوعية التناول للقضايا والأفكار التي اختار الكاتب طرحها من خلال المسلسل، ونجاح العمل من عدمه يعتمد على التناول الدرامي للقصة، سواء كانت نصا أصليا أم عملا مأخوذا عن رواية».