لجريدة عمان:
2024-11-08@18:40:06 GMT

أبو سرور: بحتري عمان

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

أبو سرور: بحتري عمان

حميد بن عبدالله بن حميد بن سرور الجامعي العماني السمائلي، ولد في سمائل عام 1942م ونشأ فيها يتيما فقيرا في كفالة جده لأمه، حيث إن والده توفي وعمره دون الخامسة، تعلم العلم في وطنه سمائل، لقد كان لأمه المثل الأعلى بين مجموع البشر الذين نشأ فيهم، وكم قد عزى الفضل في غير مكان إلى تلكم الأم المربية، والتي نذرت نفسها وحياتها لتربية ابنها الوحيد وتعليمه:

ما دفعتني بالعصا للمدرسة *** أمي وكانت برة وكيسة

كانت تقص لي حديث الفضلا *** والأوفياء والأتقياء النبلا

وكم روت لي سيرة الآباء *** كالشمس إذ تشرق في السماء

كان في بداياته من الطبقة الكادحة فتجده عند منجله ومحراثه والكتاب بين يديه وفي ذلك يقول:

عشت يتيما أكتوي *** للفقر والمسكنةِ

تلفى الصراع دائما*** لِمعولي وورقتي

ونخلة أحرثها *** مستأجرا للقمة

وتارة من سعفها***أصنع للمروحة

كي لا يراني رجلٌ ***أسأل شق تمرة

يهمي جبيني عرقا***على يراع كتبتي

أخذ أصول العربية وأصول الدين من أساتذة بلده، ولا سيما من أبي عبيد السليمي، فأخذ بمجامع العلم، فهو نحوي بلاغي فقيه، وهو إلى جانب ذلك شاعر رقيق، اكتسب ثقافته من الكتب التي كان يقرأها عند حراثته للأرض ومساجلاته مع أقرانه ومراسلاته الأدبية والفقهية لأدباء وعلماء عصره.

واستطاع أن يشق طريقه رغم ظروفه حتى غدا من الشعراء المهمين في الساحة الشعرية في عمان.

عاش أبو سرور في فترة خطرة شكلت تحولا تاريخيا وحضاريا في عمان، وصولا إلى مرحلة الوحدة، ثم مرحلة النهضة القابوسية، فوقف شاهدا -وأحيانا مشاركا- على جوانب التغيير الواضع بين عهود مختلفة، وعايش ثورات متعددة الاتجاهات، متشعبة الأيديولوجيات داخل الوطن وخارجه، ويمثل نتاجه الشعري تراثا، يعبر عن قيم معنوية، وأفكار تحررية وتطلعات وطنية وقومية، تعبر عن مسعى الشاعر، ودعوته إلى إقامة كيان عربي قومي متماسك، يقوم على مبدأ التعاون والشورى بين الجمهور والقيادات.

يقول الدكتور محمود السليمي في رسالته (شعر حميد بن عبدالله الجامعي) -ونحن نستل معظم هذه المقالة منها-«ليست مصادر التجربة الشعورية العامة وحدها التي تركت أثرها فيه، بل إن تجربته الحياتية الذاتية، بكر عافيها من صعوبة الحياة، وعنت الدهر معه، وقسوة الأيام عليه، كل ذلك انطبع على شعره، بحيث يستطيع الباحث أن يقرر أن شعره كان تعبيرا صادقا عن وطنه وعن حياته.

وعلى الرغم من مصادر تجربته المتعددة لكنه لا يصدر عن اتجاه أدبي، أو مدرسة بعينها، فالشعر عنده فطرة حاول صقلها بثقافة محدودة، تقتصر على الجانب التراثي والتمسك به، ونأت -إلى حد بعيد- عن متابعة فروع الثقافة، ومنجزات القصيدة الحديثة على المستوى العربي والعالمي، مما حرم قصيدته من الانعتاق من أسر الدوران في جدران المصدرية التراثية، وبالتالي ضاعت على الأدب العماني فرصة استثمار إمكانية شعرية كان يمكن أن تكون علامة في تطور الحركة الشعرية الحديثة».

أما مهنة التعليم التي مارسها فكان لها أكبر الأثر عل لغته الشعرية، التي تميزت بالسهولة والوضوح والمباشرة في الخطاب، بداعي إيصال الفكرة إلى المتلقين في سهولة ويسر. تلك هي أبرز المؤثرات في شعره وأدبه، حياته وأحداث عصره وعمله معلما ثم قاضيا.

وتغنى الشاعر أبو سرور بأهله وقومه ووطنه وأجاد وصف عراقة عمان حتى لقب بـ «عاشق عمان»، يقول في قصيدة هذي عمان:

على قصبات السبق نحن لنا السبقُ *** درى الكل هذا يشهد العرب والشرقُ

نصرنا الهدى والدهر حرب وكائد *** بسيف يشق الطود ليس له رتق

فخرّ لنا من زاغ عن شرعة الهدى *** وليس كحد السيف إن عظم الفتق

وسدنا على الدنيا ولا من منازع ** لقد أخرست من نازعتنا الصبا الرزق

ويخص مدينته «سمائل» بكثير من قصائده ومنها روضة البيان التي يقول فيها:

يا طيف حي من الفيحاء أعاليها *** حي الرياض وحي لي فواعيها

حي المساجد حي القائمين بها *** رهبان ليل أسودا في دواهيها

الرافعين بنود المجد عالية *** والخافضين من الأعدا أعاليها

والفاتحين نوادي الجود مكرمة *** لا يبخلون بما أوتوا لعافيها

هذي سمائل والآثار شاهدة *** والحال أصدق من حب يفديها

أكرم برائدها الطائي مازنها *** زاكي الأرومة من أعلى يمانيها

والشاعر من المتفردين بين أبناء جيله في عمان في الاهتمام بالقضية القومية، إلى جانب القضية الوطنية. وقد احتلت «فلسطين» مساحة واسعة في إبداعه الشعري، وهو متفرد أيضا بين أولئك الشعراء في دعوته إلى اعتماد (الشورى) المستندة إلى التراث، المستمدة من واقع الأمة العربية وحاجاتها في آن معا. وكان في قصائده الوطنية، صريحا مباشرا ولم يتستر بقناعات وأغطية. كما أنه انشغل بالهمّ القومي فقال في العراق والجزائر وفلسطين وغيرها، يقول من قصيدة دمع الأقصى:

يا دار دمع العين فيك صبيبُ *** وأرى المآقي والدماء لهيب

قد قطعت أمعاؤها وتمزّقت *** وقسا الحبيب وأعدم المحبوب

وقضى عليها من يرى يقضي لها *** كيف الخلاص وقد نأى المطلوب

يا دارُ دارَ الكرب حتى ينمحي *** عنك اليهود ويرجع المسلوب لم تبق فيك مسرة غير الهوى *** لولا هواك لما هواك لبيب

كما عبر الشاعر عن تجاربه الوجدانية، ولم يأبه بمنصبه كونه قاضيا فقيها، فصرح بحبه، وكشف الستار عن دخائل نفسه ومكنوناتها. فنادى المحبوبة، وناجى الطبيعة، وفي هذا الاتجاه تنازعه اتجاهان: اتجاه رومانسي، من حيث المعالجة الموضوعية ومناجاة الطبيعة والهروب إليها، وإشارات إلى حالته النفسية البائسة. أما الاتجاه (الكلاسيكي) التراثي فكان وسيلة الشاعر الفنية، التي يعتمدها للتعبير عن هذه الموضوعات. فنجد أبياته تتمتع بالرقة الفائقة والعاطفة الجياشة يقول:

عتابك أحلى من الفستق *** وأندى ذكاء على مِفْرَقِ

وأبرد للقلب من سلسلٍ *** وأحرق للضلع من مُحْرقِ

ولولا عتابك ما لذ لي *** رقيق المعاني ولا منطقي

خلقت لروحي فيا فرحتي *** ولولا غرامك لم أخلقِ

محاسن غيرك لم تسبني *** وغير جمالك لم أعلقِ

أأنسى زمانا سعدنا به *** هياما نشاوى بظل نقي

ندير السرور بأكوابه *** ونسقي الغرام ولم نستقِ

وليل سريت ولم ألتفت *** إلى ما ألاقي ولم أتقِ

أتيت وقد نام عنا الرقيب *** وقام المشوقُ إلى الشيق

بقينا نشاوى ولا نرعوي *** لليل تولى وصبح بقي

نداوي بذلك أشواقنا *** وأهلا بليل كهذا نقي

ويقول في نص آخر:

لم لا أحن وأنت روح حياتي *** هذا الخليج درى مدى أناتي

قلبي المبعثر في حنايا موجه *** قم والتمسني تُلفِ فيه فُتاتي

كان للرؤية التقليدية للشعر، باعتبار وظيفته الاجتماعية سببا آخر في تعامله مع اللغة تعاملا وظيفيا مما أوقعه - أحيانا كثيرة - في اقتصار استخدامه للجانب المعجمي من المفردات، دون استثمار ما في الكلمات من طاقات إيحائية، فشاع شعر المناسبات لديه، فيقول في يوم المعلم:

ذا اليوم أكبر أن نقول العيدا *** يوم المعلم قد أتيت سعيدا

أقبلت في حلل السرور مهنئا *** أولاد وعيك خرَّدا وأسودا

ذكرتني زمنا قضيت معلما *** يا ليته يأتي إليّ معيدا

غير أننا نستثني شعر المراثي من ذلك، فهو يعج بالعاطفة الجياشة، كما في رثائه لأمه، قائلا:

رزءتُ وهل رزءت بغير كرب *** وكسر أضالعي وسقام قلبي

رزءت بهزّ عرشِ علّو قدري *** ولين معيشتي وفسيح رحبي

أصاب الدهر فيّ سمو فخري *** ومأوى رحمتي ورياض حبي

رزءت بفقد أمي خير أم *** عرفت على الحياة ولن أخبي

أأنسى فضلك الفياض أمي *** وهل أنسى عظيم نوال ربي

لقد ربيتني والكل يدري *** يتيما بين أهل غنى ونجب

فقيرا لا ريال له لثوب *** يُستّر جسمه أو صاع حب

ولا من تمرة منها فطوري *** ولا من خبزة جوعا تُلبي

طرق أبو سرور معظم أغراض الشعر العربي التقليدي، عدا المدح والهجاء، فإنه لم يتطرق إليهما. ولعل اعتداده بنفسه كان سببا في ابتعاده عن شعر المديح. يقول:

أتحسبني هشام أبيع شعري *** وربك هل تباع قنا المعالي

فبلّغ بائع الأشعار عني *** بأن مقامه تحت النعال

يمتاز شعر أبي سرور بالوضوح فهو لا ينحت الألفاظ من صخر وإنما يغرفها من بحر عاطفته وانفعالاته وغضبه، ويعد شاعرا مكثرا، وغزارة نتاجه الشعري أدت إلى تكرار معانيه وألفاظه، فظل يعيد الفكرة المرة تلو الأخرى، فيقع في شرك تكرار المعاني في غير موضع من موضوعات قصائده.

واتخذ الشاعر الأسلوب القصصي والحكائي، وسيلة من وسائل التعبير، لتحقيق مآربه الذاتية والوطنية والقومية والاجتماعية، واستفاد من الموروث الشعبي في استيحاء قصصه.

وظل ارتباط أبي سرور بالتراث أقوى من المعاصرة، حين مضى يتمثل الصيغ والتراكيب الجاهزة، فعمد إلى إدخالها في قصيدته، إلا أنه لم يخضع لسيطرتها القاموسية إذ استطاع أن ينقل تجربته -بصدق- من خلالها، فهي في حقيقتها تنتمي إلى التراث من جهة، وتنتمي إلى الشاعر نفسه من جهة أخرى.

أما الصور الشعرية فهي قليلة، وكان يلجأ إليها بعفوية، دون أن يكد ذهنه، أو يشغل خياله في تشكيلها. وكانت الحياة والمرأة والطبيعة هي الأساس الذي يستمد منه الشاعر صوره.

د. سالم البوسعيدي شاعر وكاتب ومؤلف له أكثر من 70 إصدارا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أبو سرور یقول فی ولا من

إقرأ أيضاً:

حوار مع الشاعر هاشم صديق في ذكرى رحيل الفنان محمد الأمين

حاوره: حسن الجزولي

(تنويه:ـ لازمت تحرير هذا الحوار بعض الأخطاء في ترتيب الأسئلة والاجابات ونأسف لذلك)
+ مش لاحظت إنو محمد الأمين قاعد يجدد باستمرار في الحانو ؟!.
* كمبدع وأثناء البروفات وأثناء التلحين وحتى أثناء الحفلات هو زاتو بيفاجيء نفسو لانو بيرتجل حاجات من داخل الأغنية واللحن ويضيفا. زي مثلا محاكاة للأصوات زي في همسة شوق. وفي حروف اسمك. لمن استلهم التراث وادخل اغنية السيرة التراثية. الشهيرة. الليلة التعديل والزين.الموسيقا زاتا خلاها جوا اللحن تحاكي موال التعديل والزيت في السيرة. وده الابداع طبعا والإبداع عجيب . فهو عندو الحاجات دي لانو زول عبقري وبيضيف وبرتجل. انحنا عندنا في الدراما الممثل ما مفروض بطلع من النص. الا في الظروف الهمجية اللي حصلت للدراما والمسرح السوداني فجا المسرح التجاري وجاء الارتجال
المخيف داك. ممكن يضيف حاجات للنص من راسو عشان يضحك الجمهور ومرات الخروج عن النص بعمل مشاكل في البناء الدرامي وفي المضمون وكدا. لكن محمد بيرتجل ويزيد على النص الشعري في التلحين ويقوم يدخل الأزمة اللحنية الجديدة داخل اللحن القديم. زي تجربتو في التعديل والزيت. وطبعا دي نوع إضافة محمودة كويسة. وده من حق المؤدي انو من حقو يضيف ويرتجل طالما انو الحاجة دي ما بتفقد النص ولا بتكسر الصورة الشعرية وكده.
+ حدثنا عن تجربتو في تلحين الملحمة؟!
في الملحمة والكلام ده انا قلتو كتير. طبعا الوكت كان مضايق وكنا مربوطين بزمن معين. بتزكر ونحنا ساكنين جيران بعض قام رسل لي زي حداشر اتناشر ونص بالليل. واحد من العازفين ساكن برضو جنبنا على شارع الاربعين. قال لي امي محمد الامين عاوزة. امي قالت ليهو عاوزة لي شنو. قال ليها والله شغالين بروفات لقصيدة بتاعتو والظاهر في حاجة كده عاوزة يسألون منها. المهم الوالدة جات كلمتني ومشيت لقيت كل العازفين قاعدين ومعاهم الموسيقار موسى محمد ابراهيم موزع اللحن و الفنانين المختارين للمشاركة في الأداء وكانوا كلهم في شكل ورشة فنية فقال لي محمد الامين . ياخي لقينا في كلمتين كده أثناء التلحين تعبتنا في اللحن وياخي دايرك تغير فيهم. وقال لي كلام موسيقي كتير كده . فانا ضحكت وبسهولة قمت غيرتهم. بعد داك قعدت مبهور اتابع في الناس العجيبين ديل. وفي الفترة ديك كنت صغير وجانب الغنا والموسيقى ما دخلت فيهو كتير . وطبعا الملحمة هي القدمتني للناس قبال كل قصائدي واغنياتي الأخرى زي كلام للحلوة مثلا ودي كانت مكتوبة قبل الملحمة. فده التغيير الحصل من الطرفين . بس في تجربتو الشال فيها انت عزتك تركع اللي أشرت ليهو. ما كان مفروض يشيلو.نسبة لتصورو الديني التقريرين. ده طبعا ما كان مفروض يقراهو بالصور ده

اها بعد داك توقف التعاون لفترة. يعني الملحمة بعد داك جات كلام للحلوة. بعدا جات حروف اسمك حتى جات همسة شوق.
+ما تعاونت معاهو بعد داك في أي نص غنائي عاطفي أو وطني. هل كان في سبب معين للتوقف ده؟!
لا ابدا. بس كان بسبب الظروف بتاعت الساحة الغنائية وكدا.
+طيب يا هاشم. يا ريت تورينا ياتو غنية من أغنياته معاه اللي كانت قريبة منك واعجبتك وبتحس بيها اكتر من التانيات؟!.
شوف انا حا اقول حاجة ختها في الإطار النقدي. انا دائما بقول انو اللحن الموازي الموسيقي للكلمة. انت كشاعر ومتمكن من ادواتكوالاحساس بتاعك شارب. . بتحس انو اللحن ده بديك الاحساس بتاع كلماتك . فالزول ده بعمل حاجة بتاعت درامايزيشن مجازا يعني. في انو بخت اللحن الموسيقي كترجمة للكلام الاتقال. يعني مثلا أدق سدري واقف وسط البلد واهتف كان موفق في تلحين المقطع ده جدا. عموما انا كنت موفق في تجربتي مع محمد الامين.
في كتير من الأحيان انا بدي الأغنية لفنان بعينو بشعر انو ممكن يترجم كلامي موسيقيا - بدون ذكر اسماء - ليضع النص الموسيقي الموازي للكلام. لكين بعد ما اسمعوا بلقاهو ما وصل لي الاحساس . ما بكون راضي عنو. لكين ما ممكن أصرح ليهو في ندوة أو جريدة أو مقابلة إذاعية أو تلفزيونية. لانو حتى لو اللحن والأداء اعجب المستمع. بس بالنسبة لي ككاتب للنص وشاعر. ما بكون ادني الاحساس بالتذوق الموسيقي. ما بكون راضي. لكين خلاص. بقت الغنية ولحنها حقت الناس وما ممكن تراجعا تاني!.
أما في تجربتي مع محمد الامين اطلاقا خلال تجربتي معاه في الاغاني القدماء لي ما حسيت مطلقا انو الالحان بتاعتو ما عبرت عن الكلام اللي انا كتبت شعرا. يعني كلام للحلوة فعلا بالموسيقى عبر محمد عنها. وانا كنت راضي جدا وفي النهاية عملت لي ريليف يعني. كونو في النهاية ده زول عبر عن احساسي. ظل يؤديها بالعود. وبتزكر مرة أداها في زواجي من عزيزة بت خالي اللي انا كتبت فيها كلام للحلوة.واللي هي - وده كلام حا يضحكك باحسن. -كانت عبارة عن السذاجة العاطفية زي الاشكال الطفولية - فانا قاعد في الكوشة وجا هو وعركي طبعا كالعادة. وخليل اسماعيل ووردي. فكان محمد داير يغني كلام للحلوة فأنا شلت الميكرفون وقريت نصها.. شفت الرومانسية دي يا حسن الجزولي!. يا حليل الرومانسية ياخ.
عموما لحن كلام للحلوة زاتو انا عرفت في رأي الموسيقى والموسيقيين هي تمتم.

+طيب وبالنسبة لحروف اسمك؟.
طبعا حروف اسمك المستمعين ليها مقتنعين انو الزول ده بالغ عديل كده في لحنها وترجم كلماتها. وادخل الدراماتايزيشن الموسيقية دي. في الهتاف أدق سدري في الليلة العديل والزين.
طيب وبعدينك؟!.
انا داير اقول ليك انو التلاتة الحان دي ( كلام للحلوة وحروف اسمك وهمسة شوق) ديل مافي اي لحن منهن بشبه التاني. وحتى لو قلنا انو موضوعاتها واحدة بتتلخص في قيمة الحب. فالحب نفسو شكلو مختلف!. وده دليل على انو هو عاوز يقدم غنا باحساسو هو بالكلمات. فدي برضها من سمات العبقرية بتاعتو.
+اتكلم لينا شوية يا هاشم عن لحن همسة شوق؟!.
تعرف لحنها قائم على الريقي. والرقي ده لو لاحظت يا حسن طور فيهو كتير جدا . بدأ في كل بروفة وحفلة يضيف ليها لحدي ما اكتمل لحنها النهائي المعبر عن الأغنية اللحنية بتاعتو والتجربة اللحنية للاغنية السودانية نفسها . يعني حتى ائتلاف للحن الريفي ما جاء كلحن غربي صرف.
عموما انا كنت محظوظ جدا في تجربتي مع محمد الامين.فالملحمة قدمتني للناس كما أشرت كتير جدا. بعدين جات الأغاني العاطفية التلاتة اللي أشرت لالحانا. بعدها جات اغنية ( ) ودي اختارا هو براهو بمعنى انا ما قدمتها ليهو. رغم أنها ما وردت لا في ديوان كلام للحلوة أو ديوان الزمن والرحلة. على العمل اكرر كنت محظوظ وموفق مع محمد الامين.
تاني شنو؟!.

فديتك يا وطن اختارا هو.
انا من خلال تجربتي الشعرية ما بقعد واختلق الشعر واقول الليلة عاوز اقوم بتأليف قصيدة طبعا التأليف شي ما ممنوع ولا عيب لكين بكون فيهو شكل من أشكال الصناعة. ما انت اكيد بتكتب مسرحية شعرا. الشعر كذلك . لكن أنا لانو كتبت الشكر من خلال تجربتي الحياتية والاضافات اللي اضافتها لي الاستماع للاغنية الغربية والسودانيةبتركيز وسمعت كتير من اغنية الشعر الغربي حتى الشعر الكتبوهو مغنيين غربيين
زي استيف الفنان الشهير اللي ترك الغنا وأسلم وزي رود الشاعر الغربي . فالشعر ادني كتير في معارف الحياة. حتى من ناحية تغيير الاماكن يعني مشيت لندن في سن يافع وصغير والمفردات العندها علاقة بالبيئة والسودان وتطورت الي المطر والجليد

والطقس الانجليزي اللي انت زاتك عاصرتو. دي كلها ادتني كتير وطورت تجاربي. ولدتني دفعة وخلتني انا أطور كشاعر
وتدور القاموس اللغوي ما جاء من فراغ . يعني كتير من القصائد أصبحوا الناس معجبين بيها لأنها لتعبر عن الحاضر . القصيدة دي انا نزلتها في صفحتي والتقطت واحد من اولادو افتكر في لندن وقام رسلا ليهو في أيام الأزمة بتاعت الحرب دي وهو كان في امريكا . اتصل بي واحد من أصحابي وقال لي ياخ محمد الأمين ده بفتش ليك والموضوع انو لقى قصيدة حقتك وهو داير يلحنها ويقدما. وهي بتوافق موضوعات اليوم. لكن طوالي قام قال لي حاجة شبيهة بسؤالك ده رغم الأزمة بتاعت الحقوق اللي كانت تفسد العلاقة بيني وبينو ورجعت العلاقة بكل صفاء. فسوف اتصل بي عشان داير بغير كلمة. واحدة بس. فشوف الرقة بتاعت الزول ده. ففي حديث معاي بالتليفون لمن اتصل بي قال عاوز يفني فديتك يا وطن تسلم بس هو شايف العنوان طويل شوية واقترح نشيل كلمة تسلم!. ونخليها(فديتك يا وطن ) . فالكلمة العاوز يغيرا برضو شبيهة بكلمة الركوع الوردت في القصيدة بتاعت (. ) وقال لي تغيرا عشان تكون (كانك راجي علم الغيب)!.
ولاحظت وهو بتكلم معاي حول الحرب وحال البلد انو مغبون شديد وغاضب غضب شديد وحسيت انو الزول ده حا يفاجءنا بشيء يضاف للحاجات العميقة اللي عملا قبل كده. وبالذات في تجربتي انا معاه . الثنائية الغنائية. وهو كان معجب جدا بالثنايىة الشعرية بتاعت الغناء دي. فشاءت الصدف يا حسن الا تقدم الأغنية دي والموت حق يا حسن. وهذا الحلم بتاع التجربة الرابعة أو الخامسة وقف برحيلو. الغريبة انا قلت ليهو ياخ ده خبر سار فخلينا نعلن عنو في صفحتي. قال لي لا خليه حسع شوية كده وما تعلن عنو في الوكت ده. قام مرة مدبتكلم معاي قال لي أنا انتهيت من تلحين وحسع في مرحلة البروفة مع الأوركسترا . وبعد الوفاة سمعت واحد من عازفيه بقول في العزاء بتاعو في شيكاغو أو نيويورك انو محمد الامين في اللحظات الأخيرة من حياتو انو زعلان كونو الشغل الاخير ما تميناهو مع بعض للاسف . علي اي حال اسئلتك بتقود لمعلومات اكتر وتولد اسئلة أخرى. وبالنسبة للسؤال
+هل يمكن مستقبلا البناء الموسيقي على التلحين بالعود البتعلق بأغنية فديتك يا وطن وتطوير الآداء؟!
انا ما عندي مانع انو الأوركسترا بتاعتو تفاديها مع فنان مقتدر اخر حسب ما يروهو أو يادوه أداء جماعي المهم ليهم حق التصرف فيهو فنيا . لكن الناس بالطبع حا يفادتقدو ا صوت محمد الامين.وارتجالو في الاضافات الموسيقية
كيف تقيم رحيل كوكبة مبدعة دفعة واحدة(كمال الجزولي كشاعر، الفنان محمد الأمين نفسو والصحفي هاشم كرار والفنان محمد ميرغني وغيرهم؟!
فداحة الف. طبعا يا حسن الموت حق ودي ما دائرة ليها اتنين تلاتة. ونحنا أمن نقول المبدعين حاجة مختلفة عن الناس العاديين ما بنكغر فالمبدع ما كتير على اللة. لكين هم قلة وربنا اداهم عبقرية واداهم قدرة على الشوف وعلى الابداع وعلى كتابة الدراما والمسرح والفنون التشكيلية وتأليف الموسيقى. فهم نادرين عشان كده بتلقى العالم ده فيهو مليارات المبدعين بشكل غام لكين المبدعين الحقيقيين ما يتجاوزوا الالاف. ودي والله حقيقة عجيبة.. مش كده؟!. انا زول بتاع دراما ودرست دراما ودراستها لطلابي.فوصلت للحقيقة دي انو العباقرة دي ما كتار. لكين مابين الدنيا بالانتاج والإبداع بتاعم ومهما تقادم الزمن فابداعهم باقي ومتجدد مع الزمن وما بنتهي. عشان كده بقول رغم الحزن اللي امتلكتا بوفاة محمد الامين لكين لمن تجي تعاين لابداعو التركة لنكتشف انو قاعد ولا مشى خلانا ولا حاجة بل ابداعو هو الخلدو. عبر كل الوسائط الحديثة دي سوى بالعود أو الأوركسترا بتاعتو . وطبعا بتطور العلوم في مسائل التقنية الحديثة مستقبلا قد تتطور ادوات تطوير الناتج المطرب المبدع باضافات و وأشياء من هذا النوع. أما تناول ابداع المطرب من خلال مؤيدين آخرين فربما يشوه التجربة ويمسخها. انا استمعت - لسوء حظي- لهمسة شوق بغنيها واحد من مطرب الزمن ده ما بستحضر اسمو. المهم حاول يحاكي محمد الامين في الارتجال الموسيقي. فكان المرةبمثابة كارثة والله العظيم. فلا خامة الصوت قريبة ولا طريقة الأداء قريبة! غايتو . ما عارفين نعمل شنو. لكين انشالله الجمعية بتاعت معجبيهو في الموردة بواسطة ناس محمد حامد الجزولي ديل يحاولون يحافظون على تراث من السرقة والتشويه بحمايتو وكذلك اسرتو برضو.
على اي حال يا حسن في كلام كتير ممكن يتقال حول محمد الامين وكتير من الحاجات المتعلقة بعلاقتي بالاخ محمد الامين يجب التوثيق لها وتسجيلها ونشرها .وأتمنى تسجل لي زيارة في الامارات هنا علشان تواصل معاي بحسك الصحفي في الجانب ده وعشان نعزي بعض في فقدنا للعزيزين كمال الجزولي ومحمد الامين ونتاسى بذكراهم
مؤكد يا هاشم حا اصلك كتير وكتر خيرك وربنا يديك الصحة والعافية
ـــــــــــــــــ
* ساهمت في تحرير هذه المادة الصديقة الدرمية آسيا ربيع.  

مقالات مشابهة

  • نادى الأدب بقصر ثقافة أسوان يناقش ديوان شعر العامية
  • زعيم الحوثيين يقول إن ترامب سيفشل في إنهاء الصراع في الشرق الأوسط
  • حورية فرغلي: "عمري ما هنسى التنمر عليا.. ومحدش يقدر يقول إني مش ممثلة قوية الحمدالله مفيش حاجة وقعتلي"
  • ديوان العامية "ضل البيوت" جلسة نقاشية بثقافة أسوان
  • "الأبنودى" و"ضل البيوت" فى نقاشات قصور الثقافة بأسوان
  • يقول المثل الدارفوري: (سلطة للساق ولا مال للخناق) !!
  • حوار مع الشاعر هاشم صديق في ذكرى رحيل الفنان محمد الأمين
  • العراق يعوّل على ميناء الفاو الكبير ومختص يقول: سيغيّر الاقتصاد - عاجل
  • تعرف على المكرمين في مؤتمر أدباء مصر
  • اللاعب الشهير مكغريغور يواجه دعوى قضائية بتهمة الاغتصاب.. ومحاميه يقول "كان بإمكانها أن تشتكي سابقا"