القلق يطغى على سكان غزة.. شهادات عن استعدادات العيد بزمن الحرب
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
"كل شيء مدمر في غزة وأصبحت غير صالحة للعيش وننتظر الموت في أي لحظة، فعن أي أعياد نتحدث؟!"، هكذا يصف عدد من سكان قطاع غزة لموقع "الحرة"، أجواء عيد الفطر ومعاناتهم في زمن الحرب، وسط خوف من هجوم مرتقب على مدينة رفح.
"لا يوجد عيد هنا"وتبقى رفح الملاذ الأخير للمدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دمر أحياءهم السكنية، وتقول إسرائيل إن المدينة هي آخر أهم معاقل مقاتلي حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
ويتكدس في المدينة الجنوبية حوالي 1.5 مليون فلسطيني هربا من الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، وسط أجواء صعبة للغاية ونقص في الغذاء والماء والمأوى، وطلبت حكومات ومنظمات أجنبية من إسرائيل عدم اجتياح المدينة خوفا من سقوط عدد هائل من القتلى.
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يقول المواطن الفلسطيني النازح من شمال غزة إلى رفح، أحمد وائل، إنه "لا يوجد عيد هنا، بعدما أصبح القطاع غير قابل للعيش".
ويتحدث وائل من رفح حيث لجأ عشرات آلاف الفلسطينيين هربا من معارك أكثر حدة في أنحاء أخرى من القطاع، قائلا: "نحن في أجواء حرب، لا توجد احتفالات ولا يتم بيع الحلوى، ولا يقوم السكان بشراء ملابس جديدة".
ويتساءل مستنكرا:" عن أي عيد نتحدث ونحن نترقب الموت في أي لحظة؟!".
"الخوف والترقب" في رفحالاثنين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على رفح لكنه لم يعلن عنه، وكرر أن الانتصار على مقاتلي حماس "يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب الإرهابية هناك"، مؤكدا في مقطع مصور أن "الأمر سيحصل، وتم تحديد الموعد".
من جانبها، تتحدث مرح رامي، لموقع "الحرة" من مدينة رفح على حدود مصر، قائلة:" فرحة العيد غائبة، نحن نعيش في خوف ورعب، وننتظر اجتياح المدينة برا في أي وقت".
وتشير الفتاة البالغة من العمر 17 عاما إلى أن "الحزن والإحباط يحيط بالسكان من كل مكان، بينما يترقب الناس هجوم الجيش الإسرائيلي على المدينة في أي لحظة".
وتقول: "في أي لحظة ممكن نموت أو نفقد أحد من أقاربنا، ولا توجد هنا مظاهر أو أجواء احتفالية، والفوضى تسود المدينة، والغذاء والماء غير متوفر"، وأصبح "لمن يستطيع إليه سبيلا"، على حد تعبيرها.
وفي سياق متصل، يشير أحمد وائل إلى أن "حالة الخوف والترقب" تنتشر بين سكان رفح"، ويقول:" بعض الناس بدأت تخزن طحين ومواد تموينية، وننتظر اجتياح الجيش الإسرائيلي للمدينة في أي وقت".
مشاعر "غضب وكراهية"؟واضطر معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم بعد تدمير واسع للقطاع، ويعتمدون حاليا على المساعدات من أجل البقاء، وتفاقمت معاناتهم في شهر رمضان.
ويقول أحمد وائل، إن "العشرات من أقاربه قد ماتوا، وهناك عائلات كاملة تم حذفها من السجلات المدنية".
ومن جانبها، تشير مرح رامي، إلى أنها لم تستكمل دراستها بسبب الحرب، ولديها "شقيقان تؤام"، ولدا خلال النزاع في غزة، وقد عاشا منذ اليوم الأول لولادتهما أجواء "القصف والنزوح".
ولذلك، يحذر استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، من التداعيات النفسية المستقبلية للمشاعر التي يعاني منها سكان قطاع غزة بالتزامن مع "زيادة معاناتهم في رمضان وغياب أجواء احتفالات عيد الفطر".
ومع قدوم العيد وقبله شهر رمضان، بالتزامن مع "غياب الفرحة، وانتشار الدمار والخراب"، يشعر الإنسان "بتناقض" ويحاول توجيه "حالة السخط والغضب والضيق" على كل من تسبب في "عدم شعوره بالمظاهر والأجواء الاحتفالية بالأعياد"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ويوضح استشاري الطب النفسي، أن تلك المشاعر تتحول إلى "كراهية لكل ما هو حوله"، وتحديدا للجيش الإسرائيلي الذي يرى أنه سبب "غياب فرحة العيد"، وكذلك للمجتمعات والدول التي "تحيط به ولم تقدم له يد المساعدة".
ومن جانبه يشير استشاري التحليل والعلاج النفسي السلوكي، علاء الغندور، إلى أن ما يمر به "سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال منهم"، سوف يصيبهم بـ"صدمة نفسية تؤثر عليهم طوال حياتهم".
وأضاف، أنه عندما يجد الأطفال أن "آباءهم وأماتهم وإخوانهم وجيرانهم قد قتلوا"، ومنازلهم قد "دمرت" واضطروا لترك مساكنهم وبيوتهم فسوف يعانون من "تداعيات نفسية ستلازمهم طوال حياتهم".
وأكد أن بعض هؤلاء الأطفال "سيحتاجون إلى "تأهيل نفسي"، لأن ما حدث معهم "لا يمكن أن يغيب عن ذاكرتهم"، وقد يتحولوا مستقبلا إلى "أشخاص يبحثون عن الانتقام".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 33360 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 75993، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الثلاثاء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سکان قطاع غزة فی أی لحظة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يحذر سكان بعلبك بإخلاء المنطقة
واصل الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد تصعيده العسكري على لبنان عبر غارات مكثفة على عدة مناطق، مستهدفاً معاقل تابعة لحزب الله وفق تصريحاته.
وفي أحدث تطور، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان محافظة بعلبك شرقي البلاد، محذراً من تواجدهم بالقرب من "منشآت تابعة لحزب الله" التي ينوي استهدافها.
تحذيرات وإخلاءاتنشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في منصة "إكس" خريطة لمواقع يزعم أنها تابعة للحزب في بعلبك، مطالباً السكان بالابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر خلال الساعات الأربع المقبلة.
أكثر من 25 انفجاراً شمال إسرائيلفي سياق متصل، شهدت مناطق شمال إسرائيل، لا سيما مستوطنات الجليل الأعلى، انفجارات متعددة تجاوزت 25 انفجاراً، بالتزامن مع إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه رأس الناقورة.
الجيش الإسرائيلي يزعم تصفية قائد وحدة لحزب الله في جنوب لبنان الجيش الإسرائيلي: فقدان الاتصال بمسيرة عبرت لمرتفعات الجولان.. وصافرات الإنذار تدوي في حيفا وعكا الجيش الإسرائيلي يزعم قتل قائد كبير بقوات الرضوان.. وأوامر تهجير لكامل بعلبك الجيش الإسرائيلي: ارتفاع عدد القـ.ـتلى في جنوب لبنان إلى 32 جندياكما دوت صفارات الإنذار في مدينة عكا ومحيطها، مع سقوط رشقات صاروخية باتجاه مجمع رافائيل العسكري في شمال إسرائيل ومناطق مفتوحة في الجولان المحتل.
تصعيد متواصل منذ سبتمبريأتي هذا التصعيد في أعقاب حملة عسكرية بدأتها إسرائيل على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي، حيث كثفت ضرباتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق التي تعتبر معاقل لحزب الله.
وأسفرت تلك الغارات عن مقتل ما لا يقل عن 440 من عناصر الحزب، بينهم 30 قيادياً، وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي.
ومنذ منتصف سبتمبر، طالت الغارات الإسرائيلية عدداً من قادة الحزب، أبرزهم الأمين العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر، كما تم استهداف رئيس الهيئة التنفيذية للحزب، هاشم صفي الدين، في 3 أكتوبر.
وقد أكدت مصادر لـ "العربية" أن صفي الدين قضى بعد أن علق تحت الأنقاض في ملجأ عقب الغارة.
نزوح واسع وضحايا بالآلافمع تزايد التصعيد، ارتفع عدد النازحين في لبنان إلى 1.2 مليون شخص منذ 8 أكتوبر، حين أعلن حزب الله دعمه للعمليات في غزة ضمن ما سماه "جبهة إسناد".
وتشير إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية إلى أن ما لا يقل عن 1930 شخصاً لقوا حتفهم جراء الغارات الإسرائيلية، لكن العدد الفعلي قد يكون أعلى.
استهداف بعلبك وتداعيات إنسانية واسعةتتواصل الضربات الإسرائيلية على منطقة البقاع وأطراف بعلبك، حيث تتركز منشآت لحزب الله، مما زاد من حالة التوتر في المنطقة.