صدى البلد:
2025-04-28@05:38:31 GMT

عبد المعطي أحمد يكتب: عدت ياعيد

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

لم يكن شاعر العرب المتنبي يتصور وهو يكتب قصيدته الشهيرة "عيد بأية حال عدت ياعيد"، أن قاهرة المعز ومصر المحروسة التى كتب فيها هذه القصيدة سوف تحتفل اليوم بالعيد بدون طقوس، بينما أخوة لنا فى غزة يموتون جوعا وقتلا!

كتب المتنبى قصيدته التى هاجم فيها كافور الإخشيدى، ثم هرب من مصر، واتجه إلى العراق ليلا ليلقى مصيره ويقتل وتبقى القصيدة.

!

كان المتنبى شاعرا طموحا، واقترب من السياسة، ومدح سيف الدولة بأجمل ما قيل فى شعر المديح, وبخل عليه، واتجه إلى مصر, ومدح كافور، ثم اختلف معه عندما رفض أن يعينه محافظا لمحافظة البحيرة، وكان قاسيا وهو يلعن كافور بأقسى الأبيات التى حفظها التاريخ، وكان سيف الدولة حاكما من الوزن الثقيل، وكان كافور مثقفا كبيرا.

والغريب أن التاريخ سجل كل شىء من خلال قصائد المتنبى، ولولا شعره ما عرفت الأجيال سيف الدولة وكافور، فقد ذهب السلطان وعاش الشاعر وبقى الشعر.

وقد ظلت قصيدة المتنبى فى العيد واحدة من أشهر ماقيل فى هذه المناسبة، وفى تاريخنا الحديث أغنية أم كلثوم الشهيرة "ياليلة العيد أنستينا" وقد غنتها فى حفل فى النادى الأهلى, وأثناء الحفل دخل ملك مصر السابق فاروق، وأكملت أم كلثوم الغناء, وجلس الملك فى مقدمة الصفوف، ويومها أنعم على أم كلثوم بوسام من أهم الأوسمة المصرية فى ذلك الوقت، وغضب عدد من أميرات الأسرة العلوية، ولكن فاروق أصر على تكريم أم كلثوم، وأنعم عليها بهذا الوسام.

وكما رحل المتنبى، وترك للزمن قصيدته العصماء رحلت أم كلثوم وبقيت أغنيتها التى نرددها فى كل عيد ومازال أطفالنا يحتفلون بها.

إن هذا يؤكد أن الفن أبقى من كل شىء، وان الفن الصادق ابن لكل زمان، لأن القيمة لا تسقط بالتقادم، ولأن الجمال سيد فى كل العصور.

وفى كل عيد نذكر قصيدة المتنبى، ونذكرأغنية أم كلثوم، وما بين "عيد بأية حال عدت ياعيد"، و"ياليلة العيد أنستينا" تجىء الأعياد وتمضى، ويبقى الشعر والغناء الجميل.
* لاأدرى لماذا ينحصر خطابنا الدينى فى فقه المعاملات والذى ألفه الناس وحفظوه تماما, بينما نغفل عن فقه"حماية الأوطان"، فالانتماء إلى الوطن مرتبط أساسا بالوازع الدينى, فحينما ينتمى الإنسان إلى دين ما، فإن هذا الدين يأمره بأن يكون لأهله سخى العطاء لامعول فناء، فقدرة الدين على ديمومة تأثيره مستمد من تلك البذور التى يحتويها بناؤه. 

إن الأديان ثابتة وأحوال الناس والعباد فى صيرورة دائمة، وعظمة الإسلام أنه يزرع فى النفوس المعانى الجميلة، فعندما خرج رسول الله من مكة قال: "الله لولا أن أهلك أخرجونى منك ماخرجت"، وهو دليل دامغ على أن الإسلام ينشد الانتماء للوطن، ولعل العقاب الذى حل ببنى إسرائيل عندما تخلوا عن سيدنا موسى أن الله جعلهم يتيهون فى الأرض أربعين عاما، فكان العقاب القاسى أن يكون الإنسان بلا وطن، والحقيقة أن إعلاء شأن حب الأوطان فى نفوس الناس والشباب أحد الأسلحة التى تقاوم الأفكار المتطرفة الهدامة.
* ظاهرة غلاء المهور فرضتها العادات والتقاليد، وللأسف يدفع ثمنها الشباب، فنرى البنات تتعنس ولانبالى، ونقف أمام شرع الله مكتوفى الأيدى، نخشى الناس ولانخشى الله عز وجل، فقد حثنا الدين على الزواج وإكمال نصف الدين، وحفظ النفس من النزوات والانحراف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف:" من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، وقد نهى أيضا عن المغالاة فى المهور بقوله صلى الله عليه وسلم:"التمس ولو خاتما من حديد"، فتيسير الزواج من شأنه حماية الشباب من الانحراف والوقوع فى المعصية، ولابد من التصدى بكل قوة لهذه العادات السيئة، وإقامة حملات للتوعية بمخاطر هذه العادات ودورها الهدام، وعلى أولياء الأمور الأخذ بتعاليم الاسلام فى بناء الأسرة.
* ماالفرق بين شرقت الشمس وأشرقت الشمس؟ شرقت الشمس بمعنى طلعت، وأشرقت بمعنى أضاءت (وأشرقت الأرض بنور ربها)
* سؤال:كم عدد أرباع القرآن الكريم؟ الجواب 240 ربعا.
* سألنى:من أول داعية إسلامى؟ قلت : مصعب بن عمير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

محمد أكرم دياب يكتب: "بسم الله" سر نصر السادات

"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"..  هو الرئيس المؤمن، وقائد النصر والسلام، بطل العبور الذي آمن بالله قبل أن يؤمن بالعدة والعتاد، أنور السادات الذي علم العالم أن النصر لا يصنعه السلاح وحده بل تصنعه إرادة مؤمنة وقلب مطمئن بوعد الله.

في بحثي عن مواقف خالدة لقادة كبار وجدت أمامي شخصية السادات، جذبني لقبه "الرئيس المؤمن"، توقعت أن أجد مجرد شعارات أو خطب مكررة، وحينما تعمقت في سيرته اختلف توقعي، فقد وجدت إيمانًا حقيقيًا يتجلى في أفعاله قبل أقواله.

شرعت بالقراءة والاستماع إلى خطاباته، ففاجأتني تلك الروح التي تبدأ كل خطاب بـ "بسم الله"، لم يكن ترديدًا تقليديًا، بل كانت تنبع من قلب موقن أن الله وحده هو المدبر والناصر، وأنه لا قوة فوق قوة الإيمان، كانت الساعات التي قضيتها مع تسجيلات كلماته دروسًا حقيقية في الإيمان بالقدر والتسليم لمشيئة الله.

أول الزوايا البارزة كانت حرب أكتوبر، حينما لقّن العالم درسًا عمليًا في معنى الآية الكريمة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، فقد وقف بجيشه في مواجهة جيش مدجج ومدعوم، وبتخطيط محكم وتوكل عظيم عبر القناة وحطم خط بارليف، مؤكدا أن الإيمان قادر أن يهزم التكبر والغرور مهما عظمت إمكانيات العدو.

ويرتكز الدرس الأكبر في خطابه يوم السادس من أكتوبر، حين بدأه قائلا: "بسم الله.. بسم الله الذي نصرنا"، لم تكن كلمات مبعثرة، بل كانت عقيدة ثابتة رسخت في وجدان قائدة وشعبه، وجعلت الانتصار أشبه بمعجزة واقعية كتبها الله على أيدي المؤمنين.

وفي أواخر حياته، بدأت رحلة السادات مع الروح، فقد كان يذهب إلى جبال سيناء، يصحب معه قراء القرآن الكريم، يجلس معهم في خلوات روحانية، يستمع إلى تلاوات تتردد في أرجاء الصحراء وكأنها رسائل سلام من السماء إلى الأرض، لحظات لم تكن سياسية أو دعائية، بل كانت لحظات صفاء بين العبد وربه، يستعيد فيها السادات حكاية النصر الذي منحه الله له في هذه الأرض المقدسة.

كنت أظن أنني أعرف السادات مما قرأته في الكتب، إلا أنني علمت بعد تأملي في سيرته أنني لم أعرفه حق المعرفة، فقد كان رجلًا يضع الله نصب عينيه في كل قرار، وكان يعلم أن القوة الحقيقية لا تُستمد إلا من الله.

يا ليت كل من يتولى مسؤولية أن يتذكر أن بسم الله كانت سر السادات الدائم، وسر كل نصر، وأن الطريق إلى المجد يبدأ دائمًا بذكر الله، وذلك مايدرك جيدا الرئيس عبد الفتاح السيسي وارتكز عليه في خطاباته.

مقالات مشابهة

  • رد أحمد كريمة على سعد الدين الهلالي بشأن الميراث
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)
  • الله محبة.. إلهام شاهين تعلق على انضمامها لسفينة السلام
  • محمد أكرم دياب يكتب: "بسم الله" سر نصر السادات
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (المكتولة والصايحة)
  • منى زكي توضح حقيقة البوستر المتداول لفيلم “الست” عن أم كلثوم
  • د. أشرف ناجح إبراهيم عبدالملاك يكتب: أمور مهمة فى حبرية المنتقل البابا فرانسيس
  • الملك أحمد فؤاد يزور متحف أم كلثوم بالمنيل
  • الرئيس السيسي لـ المصريين: بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين