لم يكن شاعر العرب المتنبي يتصور وهو يكتب قصيدته الشهيرة "عيد بأية حال عدت ياعيد"، أن قاهرة المعز ومصر المحروسة التى كتب فيها هذه القصيدة سوف تحتفل اليوم بالعيد بدون طقوس، بينما أخوة لنا فى غزة يموتون جوعا وقتلا!
كتب المتنبى قصيدته التى هاجم فيها كافور الإخشيدى، ثم هرب من مصر، واتجه إلى العراق ليلا ليلقى مصيره ويقتل وتبقى القصيدة.
كان المتنبى شاعرا طموحا، واقترب من السياسة، ومدح سيف الدولة بأجمل ما قيل فى شعر المديح, وبخل عليه، واتجه إلى مصر, ومدح كافور، ثم اختلف معه عندما رفض أن يعينه محافظا لمحافظة البحيرة، وكان قاسيا وهو يلعن كافور بأقسى الأبيات التى حفظها التاريخ، وكان سيف الدولة حاكما من الوزن الثقيل، وكان كافور مثقفا كبيرا.
والغريب أن التاريخ سجل كل شىء من خلال قصائد المتنبى، ولولا شعره ما عرفت الأجيال سيف الدولة وكافور، فقد ذهب السلطان وعاش الشاعر وبقى الشعر.
وقد ظلت قصيدة المتنبى فى العيد واحدة من أشهر ماقيل فى هذه المناسبة، وفى تاريخنا الحديث أغنية أم كلثوم الشهيرة "ياليلة العيد أنستينا" وقد غنتها فى حفل فى النادى الأهلى, وأثناء الحفل دخل ملك مصر السابق فاروق، وأكملت أم كلثوم الغناء, وجلس الملك فى مقدمة الصفوف، ويومها أنعم على أم كلثوم بوسام من أهم الأوسمة المصرية فى ذلك الوقت، وغضب عدد من أميرات الأسرة العلوية، ولكن فاروق أصر على تكريم أم كلثوم، وأنعم عليها بهذا الوسام.
وكما رحل المتنبى، وترك للزمن قصيدته العصماء رحلت أم كلثوم وبقيت أغنيتها التى نرددها فى كل عيد ومازال أطفالنا يحتفلون بها.
إن هذا يؤكد أن الفن أبقى من كل شىء، وان الفن الصادق ابن لكل زمان، لأن القيمة لا تسقط بالتقادم، ولأن الجمال سيد فى كل العصور.
وفى كل عيد نذكر قصيدة المتنبى، ونذكرأغنية أم كلثوم، وما بين "عيد بأية حال عدت ياعيد"، و"ياليلة العيد أنستينا" تجىء الأعياد وتمضى، ويبقى الشعر والغناء الجميل.
* لاأدرى لماذا ينحصر خطابنا الدينى فى فقه المعاملات والذى ألفه الناس وحفظوه تماما, بينما نغفل عن فقه"حماية الأوطان"، فالانتماء إلى الوطن مرتبط أساسا بالوازع الدينى, فحينما ينتمى الإنسان إلى دين ما، فإن هذا الدين يأمره بأن يكون لأهله سخى العطاء لامعول فناء، فقدرة الدين على ديمومة تأثيره مستمد من تلك البذور التى يحتويها بناؤه.
إن الأديان ثابتة وأحوال الناس والعباد فى صيرورة دائمة، وعظمة الإسلام أنه يزرع فى النفوس المعانى الجميلة، فعندما خرج رسول الله من مكة قال: "الله لولا أن أهلك أخرجونى منك ماخرجت"، وهو دليل دامغ على أن الإسلام ينشد الانتماء للوطن، ولعل العقاب الذى حل ببنى إسرائيل عندما تخلوا عن سيدنا موسى أن الله جعلهم يتيهون فى الأرض أربعين عاما، فكان العقاب القاسى أن يكون الإنسان بلا وطن، والحقيقة أن إعلاء شأن حب الأوطان فى نفوس الناس والشباب أحد الأسلحة التى تقاوم الأفكار المتطرفة الهدامة.
* ظاهرة غلاء المهور فرضتها العادات والتقاليد، وللأسف يدفع ثمنها الشباب، فنرى البنات تتعنس ولانبالى، ونقف أمام شرع الله مكتوفى الأيدى، نخشى الناس ولانخشى الله عز وجل، فقد حثنا الدين على الزواج وإكمال نصف الدين، وحفظ النفس من النزوات والانحراف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف:" من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، وقد نهى أيضا عن المغالاة فى المهور بقوله صلى الله عليه وسلم:"التمس ولو خاتما من حديد"، فتيسير الزواج من شأنه حماية الشباب من الانحراف والوقوع فى المعصية، ولابد من التصدى بكل قوة لهذه العادات السيئة، وإقامة حملات للتوعية بمخاطر هذه العادات ودورها الهدام، وعلى أولياء الأمور الأخذ بتعاليم الاسلام فى بناء الأسرة.
* ماالفرق بين شرقت الشمس وأشرقت الشمس؟ شرقت الشمس بمعنى طلعت، وأشرقت بمعنى أضاءت (وأشرقت الأرض بنور ربها)
* سؤال:كم عدد أرباع القرآن الكريم؟ الجواب 240 ربعا.
* سألنى:من أول داعية إسلامى؟ قلت : مصعب بن عمير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
د. أحمد محسن قاسم يكتب: قانون اللاجئين خطوة في مسار التنمية البشرية والاقتصادية
في تشكيل حكومة الدكتور مصطفي مدبولي الثانية تبنت الدولة مفهومًا جديدًا على سياسات التعامل مع القضية او الأزمة السكانية وهو إعادة النظر في الثروة الشرية وتحولها من النظرة السلبية باعتبارها عبئا إلى إعتبارها فرصة ومورد يستدعي التنمية من خلال تبني مفهوم التنمية البشرية و تعيين نائباً لمجلس الوزراء لإدارة ذلك الملف أسوة بالدول كثيفة السكان.
ويأتي قانون تنظيم شئون اللاجئين معبرًا عن إستراتيجية الدولة في التنمية البشرية و ذلك بإدخال هؤلاء الأخوة و الضيوف في النظام الرسمي للدولة ، ليكون ذلك الإدخال و الدمج تحويل وجودهم من عبء الي فرص للتنمية الاقتصادية فضلاً عن التأكيد علي ثقل مصر الإقليمي في ملف اللاجئين ، و ما يستدعيه ذلك من تلقي الدعم من المؤسسات الدولية و الإتحاد الأوروبي .
ويجيء توقيت مناقشة القانون متزامنًا مع تحركات محلية طاردة للاجئين العرب داخل الدولة تــــــركـــــــيا التي جلبت إستثمارات بلغت في بعض التقديرات 10 مليارات دولار من اللاجئين السوريين فقط منذ عام 2011 حتى الآن.
وبمطالعة توجهات القانون من حيث تيسيره للإندماج داخل المجتمع للاجئين انه قد أتاح الإلتحاق بالتعليم و في الرعاية الصحية و تأسيس الشركات او الإنضمام للشركات القائمة أسوة بالمواطنين المصريين .
ولما كان ذلك التقنين من شأنه أن يساهم في الدفع بمعدلات التنمية الاقتصادية و زيادة الدخل المصري من العملة الصعبة سواء من رسوم التقنين او من حصيلة الإستثمارات المباشرة بالقطاعات المختلفة و من تحويلات مواطن اللاجئين من الخارج الي داخل مصر او من خلال المؤهلين تعليمياً او الموهوبين الذين يعملون بأعمال و مجالات التعهيد التي تدر للداخل المصري تحويلات بالعملات الأجنبية ، فضلا عن الدفع بمعدلات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة .
لذلك نأمل ان يخرج القانون متدرجاً في الشروط و القيود لتقنين أوضاع اللاجئين في مصر علي حسب تصنيفات و المؤهلات العلمية و الخبرات المهنية و التجارية و الإستثمارية لهم .
وعلي صعيد آخر يجب أن يضع القانون حوافز مُتمثلة في تحقيق شروط التقنين في خالة شراء عقارات في المُجتمعات العمرانية الجديدة أو المجتمعات الزراعية أو الصناعية لتسريع عجلة الإمتداد العمراني في تلك المناطق.
وأما بالنسبة للجانب الفكري والثقافي للمصريين ، فيجب ان تقوم هيئة شئون اللاجئين التي سينشئها القانون ان يكون من ضمن اختصاصتها العمل على دمج اللاجئين في النسيج المصري من خلال التوعية والتثقيف خصوصا الديني سواء من خلال وزارة الأوقاف او الكنيسة المصرية .
أما بالنسبة لمعالجة الجوانب السلبية لمسألة اللاجئين مثل المشكلات الأمنية الداخلية او المرتبطة بمسائل الامن القومي، فنرى انه يجب ان يتضمن القانون حظرا على الإقامة بالمناطق الحدودية على سبيل المثال، وتغليظ العقوبات على إقامة تنظيمات السياسية أو النقابية أو العرقية ، مع استحداث فروعا أمنية يكون من دورها مكافحة أي نشاط تنظيمي سياسي داخلي على أساس الجنسية او العرق.
وكذلك يجب أن يتضمن القانون على توسيع شروط الترحيل لمن يقوم بأي نشاط إجرامي أو مخل بالأمن الاجتماعي واتخاذ آليات صارمة لضمان حسن التطبيق وعدم إساءة استغلال مزايا هذا القانون، الذي يؤكد على دور مصر التاريخي والرائد في المنطقة العربية والافريقية.