تضامنا مع غزة.. كعك العيد في مصر بنكهة فلسطينية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
"قالوا إجا (جاء) العيد.. قلت العيد لصحابه.. شو نفع العيد للي مفارق أحبابه.. العيد يا يُما لما بلادنا بتعود وأرجع على أرض الوطن وأبوس ترابه.. يا يُما لو جاني العيد اسألوا وين الغوالي.. الناس بتلبس ثوب جديد يما وأنا أشيل من الردم عيالي". في الثمانينيات من القرن الماضي كتب الشاعر الفلسطيني أبو عرب كلمات أغنية العيد، لتصبح من أشهر أغاني العيد التراثية الفلسطينية التي تحاكي الحزن المقدسي الذي لا ينتهي، تمر الأعياد والحزن مقيم، مرة في القدس، ومرة في جنين، ومرة في الشيخ جراح، وأخيرا في غزة، المدينة التي غادرها أهلها وفي قلوبهم هواؤها وماؤها وأرضها وذكريات لم تمحها آلة الحرب، من غزة للقاهرة انتقلت النساء والأطفال وانتقل معهم الكعك الفلسطيني ومعمول غزة.
في موسم عيد الفطر، لا يفارق الكعك والبسكويت أي مائدة مصرية منذ الساعات الأولى من صباح العيد، تعددت طرق صنع الكعك منزليا، واختلف المصريون بين جودة الكعك المنزلي ذي النكهة المصرية المميزة، وبين المباع جاهزا في محال الحلويات على اختلاف مستوياتها، لكن هذا العام انضم المعمول الفلسطيني والكعك الغزي لقائمة تفضيلات المصريين في صناعة كعك العيد، بعد أن وجدت نساء غزة المتضررات من الحرب في موسم الفطر، فرصة من أجل كسب العيش والبدء في البحث عن عمل يغنيهم عن المساعدات.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"بسطة أمينة.. حلويات ومعمول".. طوق نجاة لفلسطينية تقاوم السرطان وصعاب الحياةlist 2 of 4أجواء العيد تخيّم على السوق المصري في إسطنبولlist 3 of 4لمرضى السكري نصيب من الكعكة.. 6 أصناف من الحلويات الآمنةlist 4 of 4قبل موسم "كعك العيد".. كيف تنجو من إدمان الحلوى في رمضان؟end of list إيمان تستبدل الهندسة بخبز الكعكتقول إيمان أحمد للجزيرة نت "جئت إلى مصر في أواخر يناير/كانون الثاني، بعد أن قصف بيتنا واستشهدت أختي وعائلتها، ولأن أمي مصرية فقد خرجت عائلتنا من غزة عبر التواصل مع الخارجية المصرية".
إيمان في الثلاثينيات من عمرها، وما تبقى من عائلتها 15 فردا فقط، أخ وشقيقتان وأبناؤهما، حياتها كانت مستقرة في غزة، حيث كانت تعمل إيمان مهندسة زراعية، وشقيقتاها إحداهما ممرضة والأخرى مدرسة، بينما كان شقيقها يعمل بالتجارة، في لحظات انهار كل شيء، ولم يتبق للأسرة سوى جنسية الأم المصرية يتعلقون بها كقشة تنقذهم من الغرق "خرجنا من غزة إلى مدينة طنطا حيث شقيقتنا الكبرى المتزوجة بابن خالتنا المصري وتقيم هناك، واستأجرنا شقة لنعيش فيها جميعا بأقل الإمكانيات".
"تركت بغزة 3 أولاد وابنتي القعيدة، ومعي 3 آخرون وزوجي"، تقول أم غانم للجزيرة نت إنها بدأت مشروعها كوسيلة وحيدة للعيش في مصر التي تفاجأت فيها بارتفاع الأسعار بصورة لم تتوقعها، وبمساعدة أهل الخير قامت أم غانم بشراء فرن وصاجات للكعك ومستلزمات العجن والخبز، وبدأت في تلقي طلبات المعمول والأساور الفلسطينية.
تسكن أم غانم في شقة صغيرة بمنطقة مسطرد، شرق القاهرة، حين علم صاحب المنزل أنهم من غزة، أصر ألا يأخذ إيجارا طيلة فترة بقائهم في مصر.
40 كيلو من الكعك الفلسطيني هو المعدل الذي تخبزه أم غانم يوميا، بعضه بالعجوة وبعضه بالمكسرات، والأساور بالشمر والينسون وزيت الزيتون، تقول السيدة الغزية إن الإقبال على شراء الكعك منها كان كبيرا، لكنها لا تقبل كل الطلبيات لبعدها عن منطقة سكنها.
مشروع آخر للكعك والمعمول الغزي، بدأته الست "أم آية" المرأة الخمسينية التي فقدت زوجا وابنا وزوجة الابن، في القصف الذي طال بيت العائلة، وخرجت منه ابنتها مي بإصابة في ساقها، وابنها الآخر، محمد، بإصابة في ظهره تمنعه من العمل، إصابة آية في ساقها كانت سببا في خروجها من غزة للعريش للعلاج، ثم من العريش للقاهرة لإجراء جراحة عاجلة لإنقاذ ساقها، بعد أسبوعين من وصولها القاهرة لحقت بها عائلتها، والسبب أيضا كان مصرية الأم .
نواة لمشروع صغيرفي عمر الـ15، خرجت أم آية من مصر إلى غزة، لتعود إليها مرتين بسبب الحرب، الأولى فى 2014 مع زوجها وكامل أبنائها، والثانية في 2024، وقد فقدت الزوج والابن الأكبر، وأصبحت بلا عائل ولا مورد للرزق، تقول أم آية للجزيرة نت "في بداية قدومنا للقاهرة جاءت لنا سيدة محترمة متبرعة لنا بمواد غذائية ومبلغ 5 آلاف جنيه، وكانت هذه الأموال هي النواة التي اعتمدت عليها لبدء المشروع مع دخول شهر رمضان".
تجيد أم آية جميع وصفات الأكل الفلسطينية والشامية والمصرية، ولها أسرارها الخاصة في وصفات الأسماك والمندي، تمنحها مذاقا خاصا كان معروفا لجميع أقاربها وجيرانها في غزة، وتحلم باستثمار تلك القدرات في مطبخها الجديد بالقاهرة، والذي بدأته بالكعك والمعمول الغزي "وصفتنا للمعمول تختلف عن مثيلتها المصرية، فهنا يعتمدون على رائحة الكعك والخميرة فقط، لكن في غزة نصنع للكعك رائحته الخاصة من رائحة أرضنا المقدسة".
وتصف أم آية دعم المصريين لها فتقول"ما في مثل المصريين في حبهم ودعمهم لأهل غزة ويكفي بس يسمعوا صوتنا بنحكي ويعرفوا من لهجتنا بأنا من فلسطين وقتها بيحملونا فوق رؤوسهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات کعک العید من غزة فی مصر فی غزة
إقرأ أيضاً:
حالة الطقس في شم النسيم.. الأرصاد: البرودة مستمرة حتى هذا التوقيت
أوضحت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، أن البرودة مستمرة في فترات الليل حتى بعد أعياد شم النسيم ومستمرة حتى نهاية أبريل الجاري، وسترتفع درجات الحرارة نهارا بدءً من الخميس المقبل وستكون العظمى في القاهرة الكبرى 27 درجة مئوية.
وقالت منار غانم خلال مداخلة لبرنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» المذاع على قناة سي بي سي، أنه يجب أن يرتدي المواطنون الملابس الخريفية، ومع بدايات شهر مايو نرتدي الملابس الصيفية مع استقرار في ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة النهار.
ولفتت منار غانم، إلى أن الجو سيكون مستقرا حتى منتصف الأسبوع المقبل، ومن المهم المتابعة اليومية للنشرات الجوية، وسنستمتع بالأجواء إن شاء الله، موضحة أن الصيف الجاري لن يختلف كثيرا عن الماضي.
اقرأ أيضاًارتفاع في درجات الحرارة.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس المتوقعة حتى الخميس المقبل
ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس الأيام المقبلة
حالة الطقس اليوم الثلاثاء.. بيان بدرجات الحرارة في القاهرة والمحافظات