حكم التبرع بإخراج زكاة الفطر عن الغير
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، على سؤال يقول صاحبه: “هل يجوز أن أخرج زكاة الفطر تبرعًا مني عن جارٍ وصديقٍ عزيز لي وعن أولاده وزوجته؟ علمًا بأنه قادر على إخراجها، ولكنه مريض، وأريد مجاملته بذلك”.
وقت إخراج زكاة الفطر وحكم إخراجها بالقيمةوقالت دار الإفتاء إن الأصل في زكاة الفطر أن يخرجها الإنسان عن نفسه وعمَّن يعول بنيته عنهم؛ إذ العبادات لا تصح إلا بالنية، ولا يجزئ إخراجها عن الأجنبي ممَّن لا تلزمه نفقته ولا ولاية له عليه كاملة إلا بإذنه، ويقوم الإذن حينئذٍ مقام النية.
أوضحت الإفتاء، أنه يجوز شرعًا للسائل إخراج زكاة الفطر عن صديقه وعن أولاده وزوجته رعايةً لظروف مرضه مع كونه قادرًا على إخراجها؛ بشرط أن يستأذنه في ذلك؛ فإنْ أذن أجزأ ذلك عنه وعنهم، ولم يلزمه إخراجها مرة أخرى، وإلا فلا تجزئ عنهم؛ وتُحسَبُ صدقة.
المراد بزكاة الفطر ومقدارها ودليل وجوبهازكاة الفطر: هي المال الذي يَجِبُ على المسلم بإتمامه شهر رمضان المبارك؛ غنيًّا كان أو فقيرًا، صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى، فيخرجها المسلم عن نفسه وأهله ممَّن تلزمه نفقتهم إذا ملك قيمتها فائضًا عن قوته وقوت عياله وقت وجوبها، وهو يوم عيد الفطر وليلته، ويجوز إخراجها بدءًا من إهلال رمضان، وقد قدَّرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصاع من تمر أو شعير أو قُوتِ البلد، على كُلِّ نَفْسٍ من المسلمين؛ كما في حديث عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ» متفق عليه.
وفي رواية أخرى: «على العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
وقد نقل الإجماع على وجوبها غير واحد من الأئمة؛ كالإمام ابن المنذر في “الإشراف”، والإمام ابن قدامة في "المغني"، والحافظ العراقي في "طرح التثريب".
الحكمة من مشروعية زكاة الفطرالحكمة من مشروعيتها: التزكية للصائم، والطهرة له، وجبر نقصان ثواب الصيام، والرفق بالفقراء، وإغناؤهم عن السؤال في مناسبة العيد، وجبر خواطرهم، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسَرُّ فيه المسلمون؛ كما في حديث عبد الله بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ..» أخرجه أبو داود وابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في زكاة الفطر: «أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ» رواه الدارقطني في "السنن"، وفي رواية: «أَغْنُوهُمْ عَنِ الطَّوَافِ فِي هَذَا الْيَوْمِ» رواه ابن وهب في "جامعه"، وابن زنجويه في "الأموال"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
قال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل": [حكمة مشروعيتها: الرفق بالفقراء في إغنائهم عن السؤال يوم الفطر].
وقال الإمام الخطيب البغدادي في "تاريخه": [أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلّال، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمّد ابن مخلد، حَدَّثَنَا أَبُو واثلة الْمَرْوَزِيّ قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن خشرم يَقُول: سَمِعْتُ وكيع بْن الجَرَّاح يَقُول: زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم كما يجبر السهو نقصان الصَّلاة].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زكاة الفطر الإفتاء دار الإفتاء مقدار زكاة الفطر زکاة الفطر الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
استعراض "أحكام زكاة عروض التجارة" ضمن "منار العز"
مسقط- الرؤية
ضمن مناشط "مبادرة منار العز"، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي عضو هيئة الرقابة الشرعية في بنك العز الإسلامي، محاضرةً بعنوان "أحكام زكاة عروض التجارة"، وذلك في المقر الرئيسي للبنك، بحضور أكثر من 50 مشاركًا.
وقال عيسى بن سالم الريامي رئيس دائرة الالتزام والتدقيق الشرعي ببنك العز الإسلامي: "إن ما أفاض به فضيلته دررٌ علمية حريٌّ بنا أن نقتدي بها؛ حيث أكد فضيلته أهمية التوعية بالدور الاقتصادي للزكاة على عروض التجارة؛ كأداة لإعادة توزيع الثروة وتحفيز السيولة في الأسواق، وتعزيز النمو الاقتصادي القائم على العدل والتكافل الاجتماعي، كما أشار إلى أن ذلك يُمكِّن لجان الزكاة والمؤسسات التجارية من حساب زكاة عروض التجارة وفق المعايير المالية الحديثة؛ بما يضمن التوازن بين الالتزام بأحكام الشريعة ومتطلبات الكفاءة الاقتصادية والاستدامة المالية".
والشيخ الدكتور إبراهيم بن ناصر بن سالم الصوافي أمين فتوى بمكتب سماحة الشيخ المفتي العام لسلطنة عُمان ورئيس المجلس الشرعي لشركة توافق للاستشارات الشرعية، ولديه عضوية في لجان متعدّدة؛ وهو محاضر لطلبة الفقه الإسلامي ولطلبة الدبلوم العام بكلية العلوم الشرعية، ومحاضر لطلبة القانون بجامعة الشرقية. وعمل سابقًا محاضرًا ومُقدِّمًا لبرامج دينية بتلفزيون سلطنة عُمان وقناة الاستقامة وإذاعة سلطنة عُمان.
يُشار إلى أن مبادرة "منار العز" هي صوت البنك للثقافة التوعوية حول الصيرفة الإسلامية، والتي تم إطلاقها من أجل تعزيز استراتيجية البنك لاستدامة المعرفة. ويرغب البنك من خلال هذه الاستراتيجية، في خدمة مختلف شرائح المجتمع من الباحثين والطلاب والمؤسسات التعليمية وغيرها من الجهات والمجتمع داخل السلطنة وخارجها. وتهدف مبادرة "منار العز" إلى نشر الوعي عن الصيرفة الإسلامية ودورها التنموي، والتعريف بدور البنوك الإسلامية في الاقتصاد المُستدام.