شبكة انباء العراق:
2025-04-16@01:55:59 GMT

كل عام وأهلنا ليسوا بخير

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

حتى نحن لسنا بخير، ولا يمكن ان نكون بخير طالما غزة ليست بخير. وكيف نشعر بالسعادة والهناء ونحتفل بعيد الفطر وسط هذا الكم الهائل من المذابح والمجازر والكوارث والنكبات والمصائب والويلات ؟. .
نعم لسنا بخير. فلا العبادة عبادة. ولا الصيام صيام. ولا العدالة متحققة. ولا الامن مستتب، ولا الملاجئ مهيأة للأحياء، ولا الأكفان متوفرة للشهداء.

أما عن المشاهد المأساوية المتكررة امام أعيننا فلا تفسير لها سوى غياب العدالة الإنسانية وغياب القيم والاخلاق وتفشي الظلم والاستهتار الدولي. حيث يتعرض المئات من أهلنا للقتل بأبشع الطرق دونما سبب وبلا رحمة. .
فكيف نكون بخير وآلاف الأطفال يقتلون كل يوم. هؤلاء ليسوا أرقاماً، بل أرواح خذلها العالم، ونفوس لها قصصها وأحلامها وخيالها. .
لسنا بخير، وما عاد كل شيء على ما يرام، فقد انطفأ الأمل في نفوسنا، وخفت نور السلام في أعماقنا، وسرق المتآمرون الرغبة في الفرح. .
الحزن يتفاقم فينا، ويثير الهلع ويترك في قلوبنا آثارا لا يمكن تجاهلها. حزن لا يمكن لكل العبارات الإيجابية الساذجة أن تزيحه أو تعالجه. .
لسنا بخير، ويتعذر علينا الاحتفال بعيد الفطر في الوقت الذي يتعرض فيه اهلنا للإبادة والتجويع والهلاك. فقد امتلئت الشوارع ببقايا أشلاء الأطفال وأحلامهم، حيث الدموع والدماء يرويان الأرض. هناك حيث تتجرع غزة كل أنواع الموت والظلم بينما تلوذ حكوماتنا بالصمت. . يتعذر على كل إنسان أن يكون بخير طالما بواصل الكيان المستهتر قصفه الوحشي لغزة. .
من اين يأتي الخير وغزة تلفظ انفاسها على وقع الانفجارات وعمليات القصف المتتالية من الطيران الحربي الإسرائيلي، وأهلها يودعون قوافل الشهداء كل يوم ؟. .
ختاماً ونظراً للظروف المأساوية والقاهرة وما يعانيه اهلنا في القطاع من جوع وقتل ودمار مع اقتراب عيد الفطر، لابد من تأجيل احتفالات العيد هذا العام، واطلاق حملة وطنية داعمة للشعب المنكوب بعنوان: (لا أعياد وغزة تُباد). فقد انعدمت لديهم سبل الحياة. وبالتالي نحن لسنا بخير. لكن الله كبير وهو الغالب والمنتصر. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي

حينما نزح أهلي شمالاً بطريقهم إلى مصر المؤمنة ، عدة أشهر من المعاناة بالطريق إلى عطبرة ثم مصر ، وصلوا أخيراً ، لكن والدي سقط منهم بأم الطيور …
سقط كما يسقط شيئاً من قافلة الملح في صحراء العتمور ، تركوا خلفهم قبره و مضوا ليحافظوا على ما تبقى من أبي …
( أمي ) .
زهدت بالحياة …
لم تعد تعني لي شيئاً …
خسرت الكثير بسبب هذه الحرب …
خسرت منزلي و سياراتي و كل مغتنياتي …
خسرت تعاطفي مع غمار الناس …
خسرت إحساسي بوطني و بمكارم أهليه …
بيني و بين الجنجويد ثأرٌ شخصي …
ليس لأنهم نهبوا بيتنا و شردوا أهلنا و سرقوا كل ما عملنا من أجله …
بيني و بينهم ثأر ٌ شخصي …
لأنهم حرفياً …
قتلوا أبي …
زهدت بالحياة …
لأن أبي كان كل شيء بالنسبة لي …
لم أعد أحفل بصراعات الساسة ، يمينهم و يسارهم …
لم أعد أأبه لمن سيحكم و من سيُحكم و من سيجلس على عرش مملكة الجماجم و النار و الدم …
فقط أنتظر أن أرى نهاية الجنجويد و مقاتل قادتهم …
هذا الجيش الذي يحارب الجنجويد ، لم يعد يهمني إن قاده البرهان أو كرتي أو الخطيب …
فهو جيش يقاتل عني و عن ثأري و عن ثأر كل من سقطوا بطرق النزوح من آباء و أمهات كانوا مسالمون هانئون غاية حياتهم أن ينعموا بالسكينة في كبرهم …
لم ينازعوا أحداً سلطانه …
و لم يقتلوا نملة بمفازة و لم يقطعوا شجرة بمرعى …
هذا الصراع لم يعد بالنسبة لي صراعاً سياسياً …
لم يعد حتى صراعاً جهوياً ولا قبلياً …
هو بالنسبة لي حرباً تدور بين قتلة أبي و أعداءهم أنى كانوا كنت معهم …
لست محايداً في دم أبي …
و لست متسامحاً فيه …
فمن أخذ منا أبي …
أخذ حياتنا …
أخذ منا حتى الرغبة في المضي قدماً في ما يمكن أن يسميه غيرنا مستقبلاً …
أستطيع أن أقول و بكل صدق :
أنني زهدت كل شي ء
عدا توقي لرؤية الجنجويد و مناصريهم بالمشانق و القبور …
و لن تقبل روحي التي صدأت سوى ذلك …
أو أن يعيدوا لنا أبي حياً …
أنتظر موتهم بشغف …
أنتظر هزيمتهم بحقد لم أعهده في نفسي من قبل …
فكل هذا التراب الذي يقتتلون حوله و كل هذه المكتسبات و الثروات التي أسالوا دماءنا لأجلها لا تسوى إبتسامة أبي المطمئنة في مخدعه الوادع قبالة معهد أم درمان العلمي بضاحية العرضة المستباحة من عرب الشتات و مناصريهم من كل حدب و كل صوب …
لقد قتل الجنجويد بأنفسنا كل معنى تربينا عليه و كل حلم وطني نمنا و بأجفاننا وعد إنتظاره …
فقد قتلوا أبي …
زهدت بالحياة و لا زلت أنتظر مصارع التتار و لن يزعجني رؤية الكلاب و هي تأكل جيفهم …..
لست محايداً في ذلك …
و لست موارباً حقدي …
بعدها لن أحفل بالموت و لن أحرص على البقاء و لن أقلق على مستقبل هذا الوطن الذي صار مملكة الجماجم و البغضاء و الأرواح الرخيصة و الأعراض المستباحة و الدماء التي تسيل شلالات في سبيل سلطة لا تدوم و ثروة تصب بدول الجوار و جاه مبتذل يلتحف به كل قاتل و سفاح لبس رداء السياسي …
زهدت في متابعة أخبار الحرب …
أجلس بغرفتي المظلمة أنتظر نبأ مقاتل الجنجويد و تذوقهم لما أذاقونا من ويلات سبقها وعيد …
زهدت …

كمال الزين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مستشار محافظ حضرموت لـ"الموقع بوست ": لسنا مع الحلف ولا الانتقالي ونرفض انفراد أي قوة بالقرار الحضرمي
  • أنشيلوتي: لسنا واثقين من العودة أمام آرسنال.. لكننا سنبذل كل ما في وسعنا
  • خامنئي: لسنا متفائلين بشكل مفرط بالمفاوضات ولا متشائمين أيضاً
  • أمير الباحة يتسلم تقارير منجزات أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها
  • كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي
  • جمعية البر بأبها تعقد اجتماع جمعيتها العمومية
  • روضة الحاج: لستُ واللهِ يا بلادي بخيرٍ وسأبقى حتى تكوني بخيرِ!
  • إيرادات الأفلام.. سيكو سيكو يتفوق على الجميع وعلي ربيع الثالث
  • أسرار قلة الأفلام في موسم عيد الفطر وظهور الأسماء الشابة
  • الطيب بخير.. شيخ الأزهر يتماثل للشفاء ويعود لمكتبه لمتابعة مهامه