لاحت خلال الساعات الماضية بوادر أزمة دستورية جديدة في الكويت، بعد صدور مرسوم أميري بتأجيل انعقاد أولى جلسات مجلس الأمة إلى 14 أيار/ مايو المقبل، علما أن الموعد المقرر كان 17 نيسان/ أبريل الجاري.

وجاء التأجيل بعد الإعلان غير الرسمي حول اعتذار الشيخ محمد صباح السالم عن تشكيل حكومة جديدة.

وبحسب المرسوم الأميري، فإن تأجيل موعد انعقاد مجلس الأمة جاء استنادا على المادة 106 من الدستور، والتي تنص على التالي "للأمير أن يؤجل بمرسوم اجتماع مجلس الأمة لمدة لا تتجاوز شهراً ولا يتكرر التأجيل في دور الانعقاد إلا بموافقة المجلس ولمرة واحدة، ولا تحسب مدى التأجيل ضمن فترة الانعقاد".



رفض واسع

سارع أعضاء مجلس الأمة إلى رفض المرسوم الأميري، معتبرين ذلك مخالفة دستورية لا يمكن تجاوزها.

وقال عدد من أعضاء مجلس الأمة إن المرسوم الأميري ورغم اعتماده على المادة 106 من الدستور، إلا أنه يخالف نص المادة 87 من دستور الكويت.

وتنص المادة على التالي "استثناء من أحكام المادتين السابقتين يدعو الأمير مجلس الأمة لأول اجتماع يلي الانتخابات العامة للمجلس في خلال أسبوعين من انتهاء تلك الانتخابات، فإن لم يصدر مرسوم الدعوة خلال تلك المدة اعتبر المجلس مدعوا للاجتماع في صباح اليوم التالي للأسبوعين المذكورين مع مراعاة حكم المادة السابقة".

ودعا رئيس السن في المجلس الجديد النائب صالح عاشور، زملاءه النواب لعقد جلسة الافتتاح في الموعد المقرر لها مسبقا 17 نيسان/ أبريل.

وقال النائب عبيد الوسمي إن التأجيل لا يمكن أن يتم إلا في حال كان المجلس منعقدا سلفا، مشيرا إلى أن المجلس الحالي لم ينعقد بعد، وبالتالي فإن حضور جلسة موعدها لا يتجاوز 17 نيسان/ أبريل هو أمر يجب أن يتم بقوة الدستور.
تأجيل جلسة إفتتاح الفصل التشريعي الحالي سيكون مخالفة صريحة لنص المادة ٨٧ من الدستور وعلى الحكومة القادمة احترام النصوص الدستورية والإلتزام بالمدد الدستورية المحددة.. ويعتبر المجلس مدعوا للانعقاد في صباح اليوم التالي للأسبوعين.

مواد الدستور تكمل بعضها البعض ولا يجوز تعطيل المادة… — سعود العصفور (@SaudAlasfoor) April 8, 2024 على رئيس السن دعوة المجلس للانعقاد
كما فعل النائب السابق مرزوق الحبيني سابقاً. https://t.co/oPKuPat472 — د. عبدالكريم الكندري (@Dr__ALKANDARI) April 8, 2024 تأكيدا لإلتزامنا بمبادئنا الدستورية
التي لا تتبدل

نكرر ما ذكرناه سابقا
لا يجوز إعمال المادة( ١٠٦ ) من الدستور قبل بدء دور الانعقاد، و لذلك اذا لم تعقد جلسة ١٧ ابريل ٢٠٢٤ التي تمت الدعوة لها

فإن المجلس يعتبر مدعوا بقوة الدستور في صباح اليوم التالي للاسبوعين من الانتهاء… pic.twitter.com/eWMzbmWzEA — مرزوق الغانم (@MarzouqAlghanim) April 8, 2024


إتاحة للوقت
يرى خبراء قانونيون أن المرسوم الأميري بتأجيل انعقاد المجلس، يأتي من أجل إتاحة الوقت لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد باختيار رئيس وزراء جديد، والذي بدوره يحتاج إلى مدة لاختيار فريقه الوزاري.

وقال الخبير القانوني فيصل الكندري، إنه "أيا كان الرأي في استخدام المادة 106 من الدستور ، فالأمر لا يستحق افتعال أزمة خاصة وأن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي لكن اعتذار الشيخ محمد الصباح عن رئاسة الوزراء في آخر لحظة وكان فريقه جاهز، مما يتوجب اعطاء صاحب السمو وقتا لاختيار رئيس وزراء آخر والذي سيحتاج وقتا لاختيار وزرائه".

ووافق الخبير الدستوري الآخر عادل الطبطبائي رأي الكندري، قائلا إن "استخدام المادة 106 من الدستور لتأجيل اجتماع مجلس الأمة صحيح دستوريا، لأن هذه المادة لم تفرق بين اجتماع الافتتاح أو الاجتماعات الأخرى، طالما هناك موعد محدد للاجتماع، فضلا عن أن هناك ضرورة تسمح باستخدام المادة 106 مؤداها أننا أمام حكومة غير مكتملة الأركان لاستقالة بعض أعضائها".

واللافت أن رئيس مجلس الأمة السابق، والمرشح لرئاسة المجلس مجددا أحمد السعدون عارض جل زملائه، وأعلن عدم اعتراضه على تأجيل انعقاد المجلس.

وقال في تصريح صحفي إن "الإجراء الأخير دستوري طالما صدر بمرسوم وفق المادة 106،ولا يتعارض بتاتاً مع نص المادة 87".

النائب أحمد السعدون: المادة 106 أعطت الحق للأمير في اصدار مرسوم التأجيل لاجتماعات مجلس الأمة لمدة لا تتجاوز شهراً ، ولم تحدد المادة ما اذا كان التأجيل في بداية دور الانعقاد او اثناء دور الانعقاد.

• الاجراء الأخير دستوري طالما صدر بمرسوم وفق المادة 106 ولا يتعارض بتاتاً مع نص… pic.twitter.com/e8E0URvjYX — المجلس (@Almajlliss) April 9, 2024 أيا كان الرأي في استخدام المادة ١٠٦ من الدستور ، فالأمر لا يستحق افتعال أزمة خاصة وأن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي لكن اعتذار الشيخ محمد الصباح عن رئاسة الوزراء في آخر لحظة وكان فريقه جاهز ، مما يتوجب اعطاء صاحب السمو وقتا لاختيار رئيس وزراء آخر والذي سيحتاج وقتا لاختيار وزرائه — Dr.Faisal Alkandari (@faisalkandari) April 9, 2024
ماذا جرى سابقا؟
في تشرين أول/ أكتوبر 2022، حدث الأمر ذاته، ليتوجه 40 من أصل 50 نائبا إلى المجلس لحضور جلسة الافتتاح.

وبسبب عدم حضور وزراء الحكومة، رفع رئيس السن حينها النائب السابق مرزوق الحبيني الجلسة.

وبعد أيام، شكل رئيس الحكومة السابق أحمد النواف الصباح مجلس وزراء جديد، والذي بدوره حضر جلسة افتتاح مجلس الأمة.

يشار إلى أن وسائل الإعلام الكويتية رجحت أن يقع الاختيار على الشيخ أحمد العبدالله الصباح لتشكيل حكومة جديدة بعد اعتذار محمد صباح السالم، وصباح الخالد الصباح.

وتنتظر الحكومة الجديدة، ومجلس الأمة المنتخب، مناقشة ملفات حساسة، أبرزها ملف سحب الجنسيات الذي بدأت فيه وزارة الداخلية منذ أسابيع بالفعل.

كما من المتوقع أن يعود ملف "البدون" إلى طاولة المناقشات في مجلس الأمة، إضافة إلى ملفات حقوقية وسياسية عديدة.

وعلى الجانب الاقتصادي، من المتوقع أن يشهد المجلس مناقشة مطالب "إسقاط القروض"، إضافة إلى مناقشة ملفات الفساد.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكويت مجلس الأمة محمد صباح السالم مرزوق الغانم الكويت مجلس الأمة مرزوق الغانم مشعل الاحمد محمد صباح السالم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دور الانعقاد مجلس الأمة

إقرأ أيضاً:

حكومة التغيير والبناء تعرض أمام مجلس النواب مؤشرات مستوى الأداء وتنفيذ توصيات المجلس في تقاريرها السابقة وهذه هي التفاصيل

يمانيون /

واصل مجلس النواب في جلسته اليوم، برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي، استعراضه لرسائل حكومة التغيير والبناء الموجهة لرئيس المجلس بشأن مستوى تنفيذ الجهات الحكومية لتوصيات المجلس السابقة.

حيث تم استعراض ما يتصل بتنفيذ وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية لتوصيات المجلس الواردة في تقرير لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين المتعلق باستمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الأفريقي إلى أراضي الجمهورية اليمنية بطرق غير شرعية، وكذا إيضاحات الوزارة بشأن قضايا اللاجئين والمهاجرين.

واستمع مجلس النواب إلى رسالة الحكومة المتصلة بتوصية المجلس بشأن العمل على إعداد مسودة مشروع قانون خاص باللجوء.

وفي سياق متصل استعرض مجلس النواب رسالة الحكومة فيما يخص تنفيذ توصيات المجلس التي أقرها عند مناقشته تقرير السلطة المحلية حول ردود الحكومة بشأن توصيات المجلس للفترة 2021- 2023م.

واطلع المجلس على رسالة الحكومة بشأن توصيات المجلس الواردة في تقرير لجنة التربية والتعليم حول إيرادات ومصروفات صندوق المعلم والتعليم “منذ نوفمبر 2020م حتى سبتمبر 2023م”، والذي تضمن الرد على مصفوفة تنفيذ وزارة المالية للتوصيات الخاصة بها.

كما استمع مجلس النواب إلى رسالة حكومة التغيير والبناء بشأن مؤشرات مستوى أداء محافظة صنعاء للعام 1445هـ.

وأقر مجلس النواب إحالة رسائل الحكومة والردود والإيضاحات المرفقة إلى اللجان المختصة لدراستها وموافاة المجلس بنتائج ذلك.

وخلال الجلسة وافق مجلس النواب على مقترح إعادة توزيع اللجان الدائمة وبما ينسجم ومتطلبات مرحلة التغيير والبناء، وفي إطار تفعيل أداء اللجان الدائمة بالمجلس لمواكبة المرحلة والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

إلى ذلك استمع المجلس من عضو مجلس النواب محمد أمين باشا إلى أسئلة واستفسارات موجهة إلى وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب حول بعض الإشكالات والمخالفات المتعلقة بإيقاف الأرقام الضريبية لبعض الجهات.

وطالب عضو المجلس بحضور وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب للرد على الاستفسارات الموجهة إليهما في أقرب جلسة ممكنة.

وكما استمع من عضو مجلس النواب نجيب أحمد الورقي إلى سؤال موجه لوزير النفط والمعادن، والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية بخصوص بعض الإشكالات المتعلقة بتسوير أرض تابعة للمواطنين في محافظة ذمار دون أي مسوغ قانوني، مطالبًا بحضور وزير النفط والمعادن والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية للرد على الاستفسارات الموجهة إليهما.

وكان مجلس النواب استهل جلسته باستعراض محضره السابق، وأقره وسيواصل أعماله السبت المقبل بمشيئة الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • وسط دعوات لإقالة بن غفير.. "أزمة دستورية" تهدد إسرائيل
  • دغيم: على المجلس الرئاسي ممارسة اختصاصه بتغيير رئيس مفوضية الانتخابات
  • مجلس النواب يدعو لانعقاد جلسة رسمية الاثنين القادم
  • المستشار “صالح” يدعو أعضاء مجلس النواب لحضور جلسة رسمية يوم الأثنين القادم
  • «دستورية الوطني» تعتمد تقرير «العدل» بشأن التدريب القضائي
  • حكومة التغيير والبناء تعرض أمام مجلس النواب مؤشرات مستوى الأداء وتنفيذ توصيات المجلس في تقاريرها السابقة وهذه هي التفاصيل
  • عبد المسيح: لا يجوز تعديل حدود المناطق الإدارية الا بقانون
  • خبير قانوني:التعداد العام لن يكون له تأثير في ملف المادة 140 الدستورية
  • 1 ديسمبر.. مجلس الكنائس العالمي يعقد جلسة في جنيف لمناقشة تعزيز الحوار بين الأديان
  • القضية الفلسطينية.. مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة بشأن الوضع بالشرق الأوسط