ترتبط أكلة الفسيخ والرنجة بمناسبتين شهيرتين في مصر، الأولى في شم النسيم، والثانية في عيد الفطر المبارك، وإن كانت الأسباب بالنسبة لتناول الفسيخ في شم النسيم معروفة، فإن أسباب تناول المصريين لهذه الأكلة في عيد الفطر ربما لا يعرفها البعض.

تحذيرات من تناول الفسيخ والرنجة في أول أيام عيد الفطر المبارك قبل ساعات من عيد الفطر المبارك .

. زحام شديد على محلات الفسيخ بالإسكندرية

وعلى مدار شهر كامل لا يتوقف كثيرون عن تناول اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء، إضافة إلى الأكلات الدسمة، ولهذا يفضلون كسر هذا النظام الغذائي في العيد بتناول الأسماك خاصة المملحة.

ورغم ملوحة الفسيخ الشديدة، إلاّ أنه يمثًل طبق هام من الأطباق الأساسية في العيد، لكونه يعوض الصائمين عن السوائل التي فقدوها خلال شهر رمضان.

تاريخ الفسيخ لدى المصريين

يعتبر الفرعون المصرى القديم أول من أكل الفسيخ، حيث شاع وقتها أن يتناوله الفراعنة قبل البدء في بناء الأهرامات، اعتقادًا منهم أنه يمنحهم القوة والطاقة، ثم ارتبط بعد ذلك بعيد شم النسيم كأحد الطقوس التى لا يتم الاحتفال بدونها، ثم عيد الفطر المبارك.

وتعد الأسرة الفرعونية الخامسة، أول من تناولوا الفسيخ، وارتبط تناوله بتقديسهم للنيل، فالحياة عندهم بدأت في الماء، وأعتقدوا أن نهر النيل ينبع من الجنة، لذا كان للفراعنة عناية خاصة بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها، فقد كانوا يأكلون السمك المملح فـي أعيادهم ويرون أن أكله مفيد.

كيف صنع المصريون الفسيخ؟

صنع المصريون الفسيخ من السمك البورى، وطريقته تعتمد بالأساس على تمليح السمك، وتركه فترة طويلة، حتى يصبح ذى رائحة نفاذة. 

وتبدأ عملية صناعة الفسيخ بتنظيف خياشيم السمك جيدًا ثم وضعه داخل براميل خشبية، ويتم وضع الملح بين صف وآخر من السمك، بعد ذلك توضع طبقة من البلاستيك الرقيق على السمك وفوقها كميات كبيرة من الملح، وبعدها يتم إغلاق البرميل بالورق المقوى، على أن يترك البرميل فى درجة حرارة أقل من 18 درجة مئوية لمدة 21 يومًا، قبل أن تبدأ عملية عرضه للبيع فى الأسوق.

فئات ممنوعة من الفسيخ في العيد

وحذر الأطباء من تناول الحوامل والمرضعات والأطفال، وكذلك مرضى القلب وقرحة المعدة وضغط الدم المرتفع والكبد والكلى، من تناول الفسيخ والرنجة في العيد، وذلك لخطورته عليهم، وأعراضه السيئة التي قد تصاحبه في بعض الأحيان.

أضرار الإفراط في تناول الفسيخ

ويسبب الإفراض في تناول الفسيخ العديد من الأضرار، منها ترسب كميات كبيرة من الأملاح في الجسم، واحتمالية إصابة الأطفال بالتسمم الغذائي، والإصابة بالإسهال لمدة يوم إلى ثلاثة أيام، والشعور بضيق في التنفس والاختناق، والشعور بآلام في المعدة والحرقان، وإمكانية تعرض أصحاب الضغط العالي لنزيف في المخ والإصابة بجلطات القلب.

وعند تناول الرنجة والفسيخ خاصًة على الريق يتم حبس الماء بداخل أنسجة الجسم، بدئًا من أول قطرة تتناولها، نتيجة كمية الأملاح الكبيرة بوجبة الرنجة والفسيخ، ما يؤدي إلى تورم القدمين واليدين، بجانب زيادة دوران حجم البطن.

نصائح لتناول الفسيخ والرنجة بأمان

ويجب تناول الفسيخ والرنجة بكميات معتدلة، مع ضرورة تناولهم مع البطاطس والخضروات الورقية خاصًة البقدونس، وشرب الكثير من الماء بعد الأكل، مع الحرص على تناول طبق من الفاكهة بعد الوجبة، مثل الموز والكنتالوب، وتجنب تناول الرنجة إذا كنت تعاني من أمراض القلب أو الضغط أو الكلى.

ويعتبر وضع خل التفاح والليمون على الرنجة والفسيخ قبل تناولهما، يقلل أي بكتيريا موجودة داخل المعدة بعد تناوله، بالإضافة إلى تناول المشروبات الساخنة، مثل الشاي الأخضر والكركديه واليانسون، لتنظيف المعدة من السموم والفضلات.

         

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفسيخ الرنجة شم النسيم الفسيخ والرنجة تناول الفسیخ والرنجة عید الفطر المبارک من تناول

إقرأ أيضاً:

قبعة الموت.. ما الذي يجعله الفطر السام الأكثر فتكًا بالبشر؟

يُقال إنه لضمان خلافة نيرون كخامس إمبراطور لروما، اغتالت والدته أغريبينا زوجها سرًا، وكان سلاح الجريمة عبارة عن حفنة من فطر يسمى "قبعة الموت".

وعرف البشر سمية هذا الفطر، المعروف علميًا باسم "أمانيتا فالويدس" منذ آلاف السنين، إلا أنه لا يزال يُشكل تهديدًا كبيرًا للباحثين عن الطعام في جميع أنحاء العالم.

ويقول مايكل بيوغ أستاذ علم الفطريات والكيمياء والدراسات البيئية بكلية إيفرغرين ستيت في واشنطن -في تصريحات للجزيرة نت- إن هذا الفطر ليس كغيره من الفطريات السامة "فنصف واحد صغير فقط يمكن أن يحتوي على ما يكفي من السم لقتل شخص بالغ".

فطر "قبعة الموت" الناضج يبدو مُقبَّبًا بأغطية بيضاء أو صفراء مُخضرة (بيكسابي) الفطر الأخطر على البشر

"قبعة الموت" أكثر أنواع الفطريات سُميةً على الإطلاق، ويُعد تناول السم الموجود في هذا الفطر مسؤولاً اليوم عن أكثر من 90% من جميع الوفيات المرتبطة بالتسمم الفطري حول العالم، حيث يتسبب في مقتل ما يزيد على 100 شخص سنويًا.

وعلى الرغم من خطورة فطر "قبعة الموت" يقول بيوغ إنه "قد يبدو للوهلة الأولى عاديًا نسبيًا" ويضيف "لونه أبيض وينمو في كل مكان، من جوانب أرصفة الطرق في المدن إلى جذوع الأشجار في الغابات".

وليس من السهل الخلط بين "قبعة الموت" وبين فطر القش أو البافبول الصالح للأكل فحسب، بل طعمه لذيذ أيضًا، وهذا قد يُعد مشكلة كبيرة يصعب معها التفريق بينه وبينه الأنواع الأخرى غير السامة.

إعلان

ويبدو فطر "قبعة الموت" الناضج مُقبَّبًا بأغطية بيضاء أو صفراء مُخضرة، ويتراوح عرضه بين 4 و16 سنتيمترًا، لكن الأهم أنه أصبح نوعًا عالميًا، ولا يزال تأثيره على النظام البيئي الأوسع غامضًا بعض الشيء.

ومع أن معظم أنواع الفطر السام لن تقتلك بل قد تسبب لك صداعًا أو تقيؤًا، فإن "قبعة الموت" قد لا يبدو كغيره من الفطريات بسبب تأثيره المميت، فما الذي يجعله خطيرًا إلى هذه الدرجة؟

سر السمية القاتلة

بينما تُنتج فطريات "قبعة الموت" أنواعًا عديدة من السموم، فإن فئة واحدة، وهي الأماتوكسينات، هي الأخطر على الإطلاق.

إنها مُركَّبات قوية يصعب تدميرها بالطهي أو التجميد أو التجفيف. وإذا تم تناولها، تمر بسهولة عبر جدار الأمعاء لتدخل مجرى الدم، وتُلحق الضرر بأجهزة الجسم المتعددة.

وتعتمد طريقتها الرئيسية في التدمير على تثبيط عمل إنزيمات "بوليميراز الحمض النووي الريبوزي" الضرورية للجسم، إذ تُمكّن الخلايا من بناء البروتينات اللازمة لوظائفها.

وعلى سبيل المثال، تُثبّط الأماتوكسينات إنتاج مُركّبات تجلط الدم، مما قد يؤدي إلى النزف. وفي الكلى، تُعيق هذه السموم تدريجيًا قدرة الجسم على تنظيم السوائل وإنتاج البول، ويمكن أن يسبب الجفاف فشلًا كلويًا.

لكنها ربما تكون الأكثر ضررًا بالكبد، وهو المكان الذي تُصفى فيه الفضلات -بما في ذلك السموم- من الدم، فتتراكم الأماتوكسينات بشكل طبيعي، وتمنع عملية إنتاج البروتينات الجديدة، مما يؤدي إلى موت خلايا الكبد.

ويشعر ضحايا "قبعة الموت" بصحة جيدة خلال أول 6 إلى 12 ساعة بعد تناولهم الفطر، ولكن خلال تلك الفترة يدمر السم خلايا الكبد بهدوء، وتكون الأعراض الأولية شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ثم يُصاب المرضى بألم شديد في البطن وقيء وإسهال دموي.

ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى فشل الكبد، وفي النهاية إلى الموت. وفي الحالات الأكثر خطورة، فإنَّ الطريقة الوحيدة لإنقاذ المريض هي زراعة الكبد.

إعلان

ولحسن الحظ، إذا عولج المصاب بتسمم "قبعة الموت" بشكل صحيح بعد تناوله مباشرةً، فسينجو ما يصل إلى 90% من المرضى، فالعلاج لا يتطلب أي نوع من الترياق الخاص، فغالبًا ما يكفي التنقيط الوريدي المكثف والمستمر لطرد السموم من الدم.

ومع ذلك، لا يعرف جميع الأطباء كيفية علاج أو التعرف على تسمم "قبعة الموت" بشكل صحيح، فالأعراض الأولية تبدو مشابهة لأنواع أخرى من التسمم الغذائي.

ومما يزيد الأمر سوءًا -كما يقول بيوغ- أن الأماتوكسينات تتراكم ببطء في الكبد، وغالبًا ما لا تظهر الأعراض الأكثر خطورة مباشرة، أي قد لا تعلم أنك تعرضت للتسمم إلا بعد أيام من تناول هذا الفطر شديد السمية.

تلك الفطريات تطلق مُركَّبات سامة قوية يصعب تدميرها بالطهي أو التجميد أو التجفيف (بيكسابي) لغز الأماتوكسينات المحير

لا يزال الباحثون غير متأكدين من سبب تطور فطر "قبعة الموت" ليصبح قاتلاً لهذه الدرجة، وما الذي يحمي نفسه منه تحديدًا، كذلك لا يزال فهم الفوائد الدقيقة التي تُقدمها الأماتوكسينات السامة للفطر أحد ألغاز المحيّرة التي تحير العلماء، خاصة وأنها مستقلبات ثانوية، أي أنها ليست ضرورية لنمو الفطر أو بقائه.

ويقول بيوغ "لا تقتصر الأماتوكسينات على فطريات قبعة الموت بل تُنتجها أيضًا أنواع أخرى من الفطر من جنسَي غاليرينا وليبيوتا. ومع ذلك، وعلى عكس قبعة الموت، فإن هذه الأنواع السامة تُسبب وفيات بشرية قليلة نسبيًا".

ويضيف أن "ذلك يرجع إلى أن فطري غاليرينا وليبيوتا يمكن تمييزهما بسهولة، في حين أن فطريات قبعة الموت، وخاصةً الصغيرة منها، يمكن الخلط بينها وبين أنواع أخرى من الفطر الصالح للأكل".

وتنتشر فطريات "قبعة الموت" على نطاق واسع نسبيًا، فرغم أنها متوطنة تاريخيًا في الدول الإسكندنافية وأجزاء من شمال أوروبا فإنها توجد الآن في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

إعلان عند أشجار البلوط

ينتشر "قبعة الموت" بنفس طريقة انتشار الفطريات الأخرى. ومثل الفطر المحاري غير السام، يُطلق "قبعة الموت" مئات الآلاف من الأبواغ في الهواء، التي تنتقل إلى محيطها عبر الأرانب والقوارض التي ترعى في البرية وكذلك البشر.

وتنجرف الأبواغ نحو ظلال أشجار البلوط الحية، حيث تُنبت خيوطًا تلتصق بجذور الأشجار، ويبلغ عرض كل خيط من خيوط الفطر عرض شعرة الإنسان تقريبًا.

وتحت المجهر، يُمكن رؤية كيف يُغلف الفطر الأبيض أطراف جذور الشجرة الوردية، حيث يتغذى الفطر على سكريات الأشجار، ويمنحها في المقابل العناصر الغذائية التي تجمعها تحت الأرض، مُشكّلةً علاقة تكافلية وثيقة مع الأخشاب الصلبة والصنوبريات.

ويقول بيوغ "من المثير للاهتمام أنك سترى دائرة من الفطر على الأرض، ولكن إذا نظرت إليها، ستدرك أن الفطر في الواقع متصل بجذور الشجرة". ويضيف "الفطر الملتصق بالجذور، مثل قبعة الموت، غالبًا ما يحتوي على أبواغ تتحلل بسرعة، لذا فهي لا تنتقل لمسافات بعيدة".

طفرة عالمية

ويضيف بيوغ أن "البشر تدخلوا ونقلوا الأشجار لأغراض الزينة، وفجأة وجدت هذه الفطريات -التي لولا تدخل البشر لكانت بقيت في أوروبا- مكانًا أفضل بكثير شمال غرب المحيط الهادي من خلال السفر في جذور الأشجار المضيفة لها".

وبما أن هذه الأشجار زُرعت في مناطق مستعمرة حول العالم، فقد كانت تتسلل إليها فطريات "قبعة الموت" سرًا. وعلى سبيل المثال، أدت زراعة أنواع أشجار غير محلية بأميركا الشمالية إلى طفرة في إنتاج الفطر في بعض مناطق القارة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

والآن لا تقتصر فطريات "قبعة الموت" على البقاء مع الأشجار المضيفة لها، بل تنتقل إلى عوائل أصلية جديدة عبر مسار تلامس جذور شجرة بجذور أخرى.

ومن غير الواضح كيف يحدث هذا في النظم البيئية، فقد تتسبب في إقصاء الفطر الأصلي، وقد تقوم بإدخال مسببات أمراض جديدة إلى النباتات، ولكن ما أصبح واضحًا أن "قبعة الموت" تتأقلم بطريقة ما، ولا توجد طريقة يمكن من خلالها إيقافها.

إعلان

ووفقًا لبيوغ "من المهم أن يتعلم الناس في جميع أنحاء العالم كيفية التعرف على هذا النوع القاتل وتجنبه". ويضيف "إذا وجدت نفسك تبحث عن الطعام، فتذكر أن تكون على أهبة الاستعداد، وفي حال الشك، يُفضل التخلص من هذا الفطر".

مقالات مشابهة

  • عيد بلا فرحة: رمضان وعيد الفطر في غزة بين الأمل المفقود واستمرار الحرب
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • أكلات مصرية.. أسهل طريقة لتحضير الكفتة المشوية
  • أكلات مصرية.. أسهل طريقة لتحضير طاجن البطاطس باللحمة
  • التقويم الهجري اليوم.. موعد عيد الأضحى المبارك فلكيا
  • قبعة الموت.. ما الذي يجعله الفطر السام الأكثر فتكًا بالبشر؟
  • بعد تناول الأسماك المملحة..9 نصائح غذائية للوقاية من الانتفاخ والتقلصات
  • هيئة الدواء المصرية تحذر من أضرار الإفراط في تناول الفسيخ والرنجة خلال موسم شم النسيم
  • بعد الفسيخ والرنجة.. طريقة عمل طاجن البامية باللحمة في المنزل
  • لماذا يشكل الفسيخ مجهول المصدر خطراً على صحتك؟.. أستاذة كيمياء الكائنات الدقيقة تحذر