وظائف يقضي عليها الذكاء الاصطناعي خلال 5 سنوات.. هل أنت من بينهم؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح دول العالم، يحمل الموظفون هم أن تحل تلك العناصر محله في سوق العمل، فهناك بالفعل وظائف سيتم فيها الاستغناء عن العنصر البشري.
يتفق معظم الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي سوف يقلب القوى العاملة الأمريكية رأساً على عقب، ولكن كانت هناك تقارير متضاربة حول من هو الأكثر عرضة للخطر، العمال ذوي الأجور المنخفضة أو أنواع الإدارة المتوسطة.
وقدر تقرير صادر عن مؤسسة ماكينزي جلوبال البحثية أن الأمريكيين الذين يتقاضون أدنى الأجور هم أكثر عرضة بما يصل إلى 14 مرة لاستبدال أولئك الذين يتقاضون أعلى الأجور بالذكاء الاصطناعي.
لكن تقرير منفصل لبنك جيه بي مورجان توقع أن يتم إعادة تنظيم أصحاب الوظائف الإدارية على نطاق واسع هذا العقد، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وحذر جون وارنر، مؤسس شركة Innoventure، من أن الذكاء الاصطناعي سيأتي للوظائف المتكررة أولا، لكنه سيتطور ليحل محل المديرين المتوسطين، وحتى المهن المعرفية مثل القانون والمحاسبة.
وقال وارنر:”الوظائف البشرية التي تنطوي على مهام متكررة ويمكن التنبؤ بها والتي يمكن تشغيلها آليا معرضة لخطر كبير، بما في ذلك أعمال خط التجميع، وإدخال البيانات الأساسية، وبعض جوانب المحاسبة”.
وأضاف: “الوظائف القائمة على قائمة مرجعية أو مربعات الإدخال التي تظهر على الشاشة ليست طويلة في هذا العالم، بما في ذلك المسوقون عبر الهاتف، ووكلاء السفر، وصرافو البنوك، وأمناء الصندوق، ومعالجو القروض”.
وحذر وارنر من أن المحللين الماليين وشركات التأمين معرضون للخطر أيضًا، إلى جانب أي وظيفة تنطوي على قدر كبير من معالجة الأرقام، بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات والوصول إلى المعرفة المخزنة.
ومن المتوقع أن يتسبب الذكاء الاصطناعي في انخفاض حاد في العديد من الأدوار الوظيفية الكتابية. وقال الخبراء: “من المهم أن نتذكر أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يقلل من الحاجة إلى بعض الوظائف، إلا أنه يفتح أيضًا إمكانيات جديدة”.
خلال الـ 5 سنوات القادمة سيقضي الذكاء الاصطناعي على وظيفة “كول سنتر” وخدمة العملاء، فيما قال توماس روليه، أستاذ علم الاجتماع التنظيمي والقيادة في جامعة كامبريدج، إن ورقة علمية صدرت عام 2023 وجدت أن علماء الرياضيات والمحللين الماليين والكتاب هم الأكثر عرضة لخطر استبدالهم بالذكاء الاصطناعي.
واختتم بإنه علماء الرياضيات والمحاسبين والمحللين الماليين والكتاب ومحللي الأخبار والمحللين الماليين هم الأكثر عرضة لخطر استبدالهم بالذكاء الاصطناعي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
بالذكاء الاصطناعي ماذا لو عاد خالد بن الوليد أو نيوتن؟
مؤيد الزعبي
بما أن كل شيء في مخيلتنا وارد حدوثه في عالم الذكاء الاصطناعي، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف ستكون حياتنا لو أعاد الذكاء الاصطناعي إحياء الأموات، أشخاصًا أعزاء علينا، وقد تناولت جزءًا من هذا الطرح في مقال سابق، لكن ما أنوي أن أحدثك به اليوم هو عن كيف ستتم هذه العملية، وكيف سنتعامل معها، وماذا لو أعاد الذكاء الاصطناعي إحياء أموات من العباقرة والفلاسفة أو القادة والرموز الوطنية والدينية والاجتماعية والتاريخية؟ كيف سنجد هذه النسخ الإلكترونية؟ وهل سنكسبهم تقديسًا أو تفضيلًا من نوع ما لمجرد أنهم نسخ لأموات كان لهم تأثيرهم في تاريخنا الإنساني؟
في الحقيقة نحن أمام معضلة كبرى؛ فهناك كثيرون ممن يُقدسون شخصيات تاريخية رغم أنَّها ماتت منذ مئات السنين وما وصلهم عنها فقط أفكار، فكيف لو وجدوهم اليوم أمامهم بواسطة تقنية أو تقنيات متداخلة؟ في هذا الطرح سوف أتناول معك هذا الجانب ونناقشه من عدة زوايا.
يُوجد في تاريخنا الإنساني أشخاص كثر تركوا بصماتهم على المجتمعات والشعوب والدول وحتى الأديان والثقافات. فمنهم أبطال قادوا شعوبهم للقمة، ومنهم مقاتلون شجعان كان النصر حليفهم، ومنهم رموز وطنية لها أثرها الواضح في نفوس شعوبهم وأوطانهم، فماذا لو أعدنا إحياءهم بواسطة الذكاء الاصطناعي وصنعنا منهم "أفاتار"، أو تطورت تقنيات التصنيع الروبوتي لصناعة أشكالهم وأصواتهم، وبواسطة برمجيات مُعينة يتم محاكاة عقولهم، وشاهدناهم أحياء يتجولون فيما بيننا؟
في الحقيقة قد تبدو القصة بعيدة، إلا أنها أقرب مما نتخيل؛ فها نحن نعيد إحياء الموتى بواسطة فيديوهات وصور من إنتاج الذكاء الاصطناعي، ولم يبقَ إلا أن نجسدهم بإحدى وسائل التقنية، سواء "هولوجرام" مثلاً أو روبوت مصنوع على شكلهم، ولكن ما هو أصعب ليس تجسيدهم إنما كيف سنتعامل نحن الأحياء معهم.
ماذا لو عاد خالد بن الوليد؟ سأضرب لك مثالًا عزيزي القارئ من تاريخنا العربي والإسلامي: ماذا لو قلت لك إنه تم إعادة إحياء شخصية فذة من قادتنا المُسلمين مثل خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي؟ ولا أقصد هنا إعادة إحيائهم شكلًا فقط بل فكرًا أيضًا، فقائد فذ مثل خالد بن الوليد، بأفكاره العسكرية المُغايرة، لو كان بالإمكان محاكاة طريقة تفكيره لإنتاج أفكار عسكرية جديدة، سنكون أمام تجربة فريدة تستحق أن نخوضها ونكتشف عمق هذه الشخصية وغيرها من الشخصيات، وحديثي هنا مجرد مثال يمكن إسقاطه على عباقرة في العلوم والفيزياء وحتى فنانين من رسامين ونحاتين وموسيقيين.
صحيح أننا قمنا ببعض من ذلك، حيث أكمل الذكاء الاصطناعي المقطوعة العاشرة لبيتهوفن، إلا أن انتشار هذا النوع من التجسيد سيأخذ في التوسع يومًا بعد يوم، وقد نرى رموزًا وطنية وتاريخية لها اعتبارات خاصة.
في حقيقة الأمر، هناك الكثير من السيناريوهات القادمة، ولا أستبعد أن تقوم جهات معينة بإعادة استكمال سير ومسيرة الكثير من شخصياتها الأيقونية بهدف استثارة تعاطف أتباعها أو التأثير في اتجاهات مُعينة من مناحي الحياة.
ولا أستبعد أن نعيد إحياء عقول وأنماط تفكير علماء لم يستكملوا أفكارهم وأبحاثهم، وبات اليوم من الممكن محاكاة هذه الأنماط وإعادة إحيائها بشكل أو بآخر، وإسقاط أنماط تفكيرهم على مشكلات تواجهنا اليوم، أو اكتشاف نظريات جديدة كأن يستكمل نيوتن قانونه الرابع أو الخامس أو حتى العاشر.
سيناريوهات كثيرة قادمة ومخاوفنا مشروعة، وربما نجد في مثل هذه الممارسات نظرة إيجابية نوعًا ما؛ فمن المهم أن نستفيد من أنماط تفكير العباقرة والمبدعين، ولكن ماذا عن دلالة مثل هذا العمل على الأخلاقيات والقيم الإنسانية؟ وكيف سنجد في هؤلاء المستنسخين أو العائدين من الموت "فكريًا" دورًا خاصة إذا تجرأ البشر على إعادة إحياء رموز دينية ذات وزن تاريخي مقدس؟ فهل سنجد في هؤلاء النسخ صفة مقدسة؟ وهل سيأتي اليوم الذي يتناسى فيه البشر أنهم هم من صنعهم ويبدؤون في اتباعهم وتمكينهم حتى تعلو سلطتهم ويعلو معها تقديسنا لهم؟
هنا تكمن الخطورة الكبرى: أن نعيد إحياء أموات بواسطة تقنية نحن صنعناها، ثم ننسى التقنية ونتعامل مع هذه الكيانات كما لو كانت فعلًا أحياء، وبما أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح ذكيًا لدرجة الوعي، فسيجد له مخرجًا ليواصل تطوير نفسه وبسط نفوذه، أو قد يكون خلف كل هذا أشخاص يديرون المشهد لخدمة مصالحهم.
ربما يبدو هذا الطرح بعيدًا في حدوده، إلا أنه قريب من واقعيته - على الأقل بالنسبة لي، فنحن يومًا بعد يوم نعيد دون أن نشعر أحياء كانوا أمواتًا، وصحيح أن تجاربنا ما زالت اليوم مقتصرة على نجوم الفن والغناء والرسامين، إلا أن فضولنا البشري سيقودنا يومًا ما لإعادة إحياء رموز تاريخنا، كلٌّ حسب جرأته وقدرته على المحاكاة، ومع تطور التقنيات، سيُفتح الباب أمام تجارب كثيرة قد تغير حياتنا للأبد، ونكون "نحن البشر" كمن صنع تمثالًا ثم اعتقد أنَّه يتحرك، فآمن بقدراته الخارقة وبدأ يقدسه، ولهذا أجد من الضروري أن نحسن التصرف مع مثل هذه المحاولات حتى لا نقع ضحية فضولنا، وفي النهاية "فهل سنبقى نحن البشر سادة التقنية، أم سنصبح أسرى لها ذات يوم؟" وفي هذا سوف أتناقش معك في مقالي القادم.
رابط مختصر