للشهر العاشر على التوالي .. مارس يسجل درجات حرارة قياسية تدق ناقوس الخطر وتحير العلماء
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
بروكسل – أكد علماء إن شهر مارس كان الشهر العاشر على التوالي الأكثر سخونة على الإطلاق لهذا الوقت من العام، مع استمرار انهيار سجلات المناخ العالمية.
وتظهر بيانات هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) التابعة للاتحاد الأوروبي أن شهر مارس 2024 كان أكثر سخونة على مستوى العالم من أي رقم قياسي آخر لهذا الشهر، وهو ما جعل علماء المناخ في حيرة من أمرهم، على أمل أن يكون هذا نتيجة لظاهرة النينيو وليس عارضا من أعراض صحة الكوكب الأسوأ من المتوقع.
وكانت درجات الحرارة السطحية العالمية في مارس أعلى بمقدار 0.1 درجة مئوية من الرقم القياسي السابق لهذا الشهر، المسجل في عام 2016، وأعلى بمقدار 1.68 درجة مئوية من متوسط ما قبل الصناعة، وفقا للبيانات الصادرة يوم الثلاثاء عن هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ.
وهذا هو الرقم القياسي الشهري العاشر على التوالي في مرحلة الاحترار الذي حطم جميع الأرقام القياسية السابقة.
وعلى مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، كان متوسط درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.58 درجة مئوية من مستويات ما قبل الصناعة. ويتجاوز هذا، مؤقتا على الأقل، معيار الـ 1.5 درجة مئوية المحدد كهدف في اتفاقية باريس للمناخ.
وسجلت درجات حرارة سطح البحر خارج المناطق القطبية مستويات قياسية في مارس، حيث بلغ متوسطها 21.07 درجة مئوية خلال الشهر، وهو ما يزيد بشكل طفيف عن 21.06 درجة مئوية المسجلة في فبراير.
وتوقع مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة في السابق أن يتم تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية على مدار عام، وقالت منظمات رائدة أخرى لمراقبة المناخ إن مستويات الحرارة الحالية ما تزال ضمن الحدود التي تتوقعها نماذج الكمبيوتر.
ومع ذلك، فإن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال العام الماضي فاجأ العديد من العلماء، وأثار مخاوف بشأن احتمال تسارع الحرارة.
وأشارت ديانا أورغي فورساتز، أحد نواب رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، إلى أن درجة حرارة الكوكب قد ارتفعت بمعدل 0.3 درجة مئوية كل عقد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، أي ما يقارب ضعف معدل 0.18 درجة مئوية كل عقد منذ السبعينيات.
وعلقت قائلة: “هل هذا ضمن نطاق التقلبات المناخية أو إشارة إلى الاحترار المتسارع؟ ما يقلقني هو أن الأوان قد يكون قد فات إذا انتظرنا لنرى”.
وأضاف غافين شميدت، مدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا، أن درجات الحرارة القياسية يتم تحطيمها كل شهر بما يصل إلى 0.2 درجة مئوية.
وسرد شميدت عدة أسباب معقولة لهذا الشذوذ، بما في ذلك تأثير النينيو، والانخفاض في تبريد جزيئات ثاني أكسيد الكبريت بسبب ضوابط التلوث، والتداعيات الناجمة عن الثوران البركاني هونغا تونغا-هونغا هاباي في يناير 2022 في تونغا، وتكثيف النشاط الشمسي في الفترة التي سبقت الوصول إلى الحد الأقصى المتوقع للطاقة الشمسية.
وتابع: “إذا لم يستقر الوضع الشاذ بحلول أغسطس، وهو توقع معقول يستند إلى أحداث النينيو السابقة، فإن العالم سوف يكون في منطقة مجهولة. وقد يعني ذلك أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب يغير بالفعل بشكل جذري كيفية عمل النظام المناخي، في وقت أقرب بكثير مما توقعه العلماء”.
المصدر: ذي غارديان
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. فيروس شائع يسبب مرض خطير
كشفت دراسة طويلة الأمد أجراها باحثون إيطاليون “عن وجود علاقة قوية بين الإصابة بفيروس الهربس النطاقي وزيادة احتمالية الإصابة بالخرف المبكر، لا سيما بين الفئات العمرية من 50 إلى 65 عامًا”.
وبحسب نتائج الدراسة، التي شملت أكثر من 132 ألف شخص على مدار 23 عامًا، “فإن خطر الإصابة بالخرف تضاعف لدى من أُصيبوا بالهربس النطاقي بعد عام واحد فقط من التشخيص، كما ارتفع بنسبة 22% خلال عقد من الزمن، وكان الخطر أكبر بسبع مرات لدى الأشخاص في منتصف العمر مقارنة بأقرانهم من غير المصابين”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، “يُعد الهربس النطاقي – الذي تسببه إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي المسؤول أيضًا عن جدري الماء – عدوى شائعة تصيب الجلد والأعصاب، وتظهر غالبًا على شكل طفح جلدي مؤلم في جانب واحد من الوجه أو الجسم. وبينما تكون أغلب الحالات خفيفة وتزول خلال أسابيع، قد تؤدي العدوى إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ، الآلام العصبية المزمنة، أو مشاكل في العين، خاصة لدى كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة”.
ووفق الصحيفة، “شدد الباحثون على أن هذه النتائج تعزز أهمية التوسع في استراتيجيات التحصين ضد الهربس النطاقي، خاصة في الفئات العمرية الأصغر سنًا، للحد من مخاطر الإصابة بالخرف لاحقًا”.
وتنضم هذه الدراسة إلى أدلة علمية متزايدة تشير “إلى ارتباط فيروسات الهربس بأنواع مختلفة من الخرف”، حيث سبق “أن أظهرت دراسة سويدية أن فيروس الهربس البسيط (HSV) قد يضاعف خطر جميع أشكال الخرف”.
وتعمل حاليًا شركة الأدوية البريطانية GSK على دراسة “ما إذا كان لقاحها المخصص للهربس النطاقي Shingrix يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 27%”.
ورغم أن “العلاقة الدقيقة بين الهربس والخرف لا تزال قيد البحث، تشير الأدلة الحالية إلى أن الفيروس قد يتمكن من الوصول إلى الدماغ، مسببًا التهابات تؤدي إلى تلف عصبي دائم”.