نجوم أبدعت خارج السرب.. "لوك" جديد في الأداء الفني حظي بإشادة الجمهور
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدم لنا الموسم الرمضاني الحالي العديد من الأعمال الفنية الناجحة مع الجمهور، ومع نجاح العديد من الأعمال الفنية، خرج العديد من النجوم خارج سرب المألوف، وتمرد الكثير منهم على كل دلالات المنطق السابق لتقديم أدوارهم، وكسر كل تابوهات أسباب البقاء سجناء في قالب محدد، نظراً لطبيعة ملامح أو تكوين جسدي، أو حتى حباهم الله خفة الظل والتي جعلت من بعضهم مقيدي الحرية الفنية والإبداعية.
وأصبح النمط والروتين هو الغطاء الذى أخفى ملامح الموهبة لكل منهم، حتى جاء الموسم الرمضانى الحالي، ليخرج مارد التجسيد الفني من أجساد اعتاد عليها الجمهور بشكل ثابت أو شبه متكرر، ومنهم من قدم شخصيات للمرة الأولى رغم التنوع الفني خلال السنوات الماضية، وفى السطور التالية نرصد لكم أبرز أسماء تمردت على روتين الأدوار المعتادة، وظهروا باللوك الفني لجمهورهم.
أحمد عيد "تمرد فني للعام الثاني"
أبدع الفنان الكوميدي أحمد عيد للعام الثاني على التوالي، بتقديم شخصية بعيدة تماماً عن الكوميديا، بل وشخصية معقدة وتاريخية ومليئة بالخطوط الدرامية الصعبة والمركبة.
برع الفنان أحمد عيد فى اللوك الفني هذا العام والظهور لجمهوره بشخصية "سيحون"، من خلال أحداث مسلسل الحشاشين الذى حقق نجاحاً كبيراً من اليوم الأول لعرضه، وقدم الفنان أحمد عيد شخصية أحد الباطنيين، ويملك الكثير من مهارات التنكر حيث ظهر فى بداية الأحداث أحدب الظهر، وهو من أجل التخفي والتنكر، وظهر يقدم الشر من نوع مختلف، وأشاد الجمهور والنقاد والمتابعون بشكل كبير بأداء الفنان أحمد عيد للشخصية، ليثبت أن خلف تلك الكوميديا موهبة استثنائية نضجت بشكل كبير.
المسلسل بطولة كريم عبدالعزيز، فتحي عبدالوهاب، أحمد عيد، نيقولا معوض، إسلام جمال، عمر الشناوى، سوزان نجم الدين، ميرنا نور الدين، تأليف الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال والإخراج بيتر ميمى.
طارق لطفى "إبداع مستمر لفنان استثنائي"
رغم أنه معتاد على تقديم كل جديد فني لجمهوره، فى كل مرة يطل منها عبر الشاشة، إلا أن الفنان طارق لطفى هذا العام يقدم شخصية فتى الشارع والبلطجي بشكل مغاير عن غيره من أبناء مهنته، وعن أدواره السابقة "لوك فني" يفاجئ به جمهوره.
ويقدم الفنان طارق لطفى من خلال مسلسل "العتاولة"، شخصية فتى الشارع وهو يحمل الشر والبلطجة ويمارس كل ألوان الانحراف، وظهر بشكل حليق الرأس وشارب كثيف، ليضيف للشخصية سحرا آخر خلاف الأداء الفني الرائع، ليخطف الأنظار كعادته ويشيد به كل جمهور ورواد ومتابعي السوشيال ميديا، ويستحوذ على عبارات الإشادة من أحبار أقلام كل نقاد الفن لما يقدمه بشكل عام، وهذا الدور بما يبدع فيه من ملامح فنية وشكلية وتحضيرات للشخصية بشكل خاص.
المسلسل بطولة أحمد السقا، طارق لطفى، باسم سمرة، زينة، نهي عابدين، فريدة سيف النصر، زينب العبد، محمد التاجي، مي كساب، والإخراج أحمد خالد موسى.
أكرم حسنى "بدايات درامية بغلاف كوميدي"
نجح الفنان الكوميدي أكرم حسنى فى مغازلة الجمهور بشكل درامي من خلال مسلسل"بابا جه"، والذى استطاع من خلال أحداث المسلسل رغم أنه يصنف كعمل كوميدي، إلا أن الفنان أكرم حسنى نجح فى تقديم تابلوهات فنية للكثير من المشاهد التي تحمل مشاعر إنسانية وصلت لحد البكاء من خلال أحداث العمل.
وساعد الفنان أكرم حسنى على تقديم ذلك هو قصة المسلسل التى لعبت على الجانبين الكوميدي والاجتماعي الهادف الذى يحمل الكثير من الرسائل والمشاعر الإنسانية، والتى وصلت لقلوب المشاهدين والجمهور بمنتهي البساطة والهدوء الفني.
وظهر جانب آخر لنجم الكوميديا أكرم حسنى، والذى قدم نفسه للجمهور فى العديد من المشاهد بأداء فني مغاير لما اعتاده الجمهور، ونمط مختلف لفنان يملك أدواته للعزف والتناغم على ألوان التراجيديا بشكل هادئ وتمكن فني أشاد به الجمهور والنقاد.
مسلسل "بابا جه" بطولة أكرم حسنى، فريال يوسف، نسرين أمين، لافينيا نادر، سما إبراهيم، محمود البزاوي، تأليف وائل حمدى والإخراج خالد مرعى.
محمد ثروت "رداء الشر بعد الكوميديا"
اعتاد الجمهور على ظهور الفنان الكوميدي محمد ثروت، بطابع الضحك وخفة الظل في كل أدواره الفنية السابقة، بل ووصل الأمر إلى استخدامه أدوات لإضافة الضحك، من أزياء وإكسسوارات وتفاصيل خاصة بحالة كوميدية مختلفة.
وطل الفنان محمد ثروت هذا العام فى الموسم الرمضاني بمسلسل "سر إلهي"، بشخصية مغايرة تماماً عن رداء الكوميديا الذى قدم.
وقدم الفنان محمد ثروت شخصية سعد الذى يقوم بالشر فى مسلسل سر إلهي، ومن ضمن دلالات جمود القلب أنه فى أحد المشاهد كان يدفن ابنته بأداء بمنتهي الإيداع بملامح صامتة وصامدة، دون أى انفعال أو بكاء ينم عن رقة المشاعر، عكس تيار الشخصية وهو ما أشاد به وأقنع الجمهور، وأشاد به المتابعون والنقاد ورواد السوشيال ميديا، عن الشخصية وتفاصيلها ومدي تمكنه الفني فى كل تفاصيلها.
المسلسل بطولة روجينا، محمد ثروت، صلاح عبدالله، محمود حجازى، مي سليم، أحمد بدير، مراد مكرم، مريم أشرف ذكى، ميمي جمال، والإخراج رءوف عبدالعزيز.
محمد محمود "نجومية ما بعد الخمسين"
يسير الفنان محمد محمود بخطوات لها أثر فى أرض الفن، وثقل كبير لدي الجمهور، حيث أبدع فى الكثير من الأدوار الكوميدية والخفيفة للأعمال الفنية خلال السنوات الأخيرة، حتى شارك العام الحالي فى مسلسل "أعلي نسبة مشاهدة"، والذى قدم من خلاله شخصية الأب المكافح الذى قام بتربية بناته بتعاليم القيم قدر المستطاع، ولكن المسلسل يقدم رسالة أن تطبيقات السوشيال ميديا تقدم الفتنة داخل كل أسرة، وأنها قادرة على تدمير أسس وقيم مجتمعية، عن طريق فتاة تتمرد على واقعها الذى تعيشه وتبحث عن الثراء السريع عن طريق تطبيقات البث المباشر "التيك توك"، والتربح من خلالها.
وأبدع الفنان محمد محمود فى مشهد المحكمة فى إعطاء المجتمع والأهالي والأبناء والجميع درساً إنسانياً ومجتمعياً مهماً، بمنتهي البساطة فى الأداء والسلاسة فى التعبير، مما جعل المشهد بأداء القدير محمد محمود، تريند على منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.
المسلسل بطولة سلمي أبو ضيف، ليلي زاهر، انتصار، محمد محمود، فرح يوسف، إسلام إبراهيم، أحمد فهيم، والإخراج ياسمين أحمد كامل.
أسماء جلال "شهادة ميلاد فنية"
قدمت الفنانة أسماء جلال العديد من الأعمال الفنية خلال الفترة السابقة، وكانت تسير بخطى تحمل بعض البطء نوعاً ما، ولكن بعد تقديمها دور البطولة هذا العام من خلال مسلسل "أشغال شقة"، والذى أثبتت من خلاله تميزها بموهبة فنية أكبر بكثير من المكانة التي تستحق، وأنها تملك قدرات فنية متنوعة وشاملة، وتملك حضورا طاغيا وبمجرد أن وضعت قدميها على البطولة مع الفنان هشام ماجد، قدمت أداء فنيا رائعا مغلفا بكوميديا وخفة ظل تدل على ميلاد نجمة من الصف الأول.
ورغم صعوبة تجسيد الأدوار الكوميدية، استطاعت الفنانة أسماء جلال أن تقدم ثنائية فنية مع النجم الكوميدي هشام ماجد، وحققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور والنقاد.
يقدم المسلسل مناقشة لقضية المسئولية بين الأزواج بعد الإنجاب، وما تترتب عليه من الصعوبات من ترتيب وتوفيق الأوضاع الجديدة بعد الأطفال، فى مناقشة مجتمعية بشكل كوميدي.
المسلسل بطولة هشام ماجد، أسماء جلال، شيرين، سلوى محمد علي، مصطفى غريب، محمد عبدالعظيم، تأليف خالد دياب وشيرين دياب، والإخراج خالد دياب.
محمد التاجي "عكس التيار الفني"
اشتهر الفنان محمد التاجي وخاصةً فى السنوات الأخيرة، بتقديم شخصيات الرجل الوقور والأب بشكله النمطي والدرامي طوال الوقت.
ليفاجئ الفنان محمد التاجي جمهوره والنقاد والمتابعين، بشخصية مختلفة تماماً من خلال أحداث مسلسل "العتاولة"، والذى يشارك فى منافسات دراما رمضان.
وظهر الفنان محمد التاجي بشخصية مسن، يلهث وراء فتاة من عمر بناته ويتلاعب بكل منطق خاص بالعمر والزمن، ويظهر بتصرفات تعكس هذا النوع من الرجال فى تلك المراحل العمرية والتصابي والمراهقة المتأخرة.
وعلق الفنان محمد التاجي فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن الدور مفاجأة للجمهور، وهو على عكس الاعتياد الفني له طوال السنوات الماضية، بل وتاريخه الفني كله، وكان تحديا فنيا من قبل المخرج أحمد خالد موسى بتقديمه لشخصية المتصابي، وأنه وافق على الفور وقبل التحدي، وأن تلك الفرص الفنية يبحث عنها الفنان طوال تاريخه، وكثير من النجوم يظلون سجناء الروتين والأدوار المعتادة.
المسلسل بطولة أحمد السقا، طارق لطفي، باسم سمرة، زينة، محمد التاجي، فريدة سيف النصر، زينب العبد، مصطفى أبو سريع، والإخراج أحمد خالد موسى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد عيد أكرم حسني محمد التاجي طارق لطفي العتاولة محمد محمود الفنان محمد التاجی المسلسل بطولة من خلال أحداث محمد محمود أسماء جلال محمد ثروت الکثیر من هذا العام أکرم حسنى طارق لطفى العدید من أحمد عید
إقرأ أيضاً:
خطفوا الأنظار واستحقوا إشادات النقاد وقدموا أدوارًا فنية بمنتهى الحرفية.. نجوم العلامة الكاملة للأداء الفني في دراما رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعيدًا عن زخم وزحام أرقام وإحصاءات مشاهدات المواقع، وبعيدًا عن إعلان كل فنان أنه المشاهدة الأولى والأعلى على منصة أو موقع، وبعيدًا عن كل الألقاب المتداولة، يطل علينا نجوم خطفت كل الأنظار بإبداع الأداء الفني فقط، وهو ما حقق النجاح الحقيقي الملموس، ووصل إلى قلوب الجماهير واستحق إشادات كل النقاد، وقدم كل منهم أدوارا فنية بمنتهى الحرفية الفنية، ونرصد لكم أبرز أسماء بطولات دراما الرجال المحققين للعلامة الكاملة من الإبداع الفني..
أحمد السعدني
هذا الشبل من ذاك العمدة
أنصف الفنان أحمد السعدني كل أبناء الفنانين، خلال إبداعه في مسلسل "لام شمسية"، وأثبت أن هذا الشبل من ذاك العمدة صلاح السعدني، الفنان القدير والذي حقق تاريخًا فنيًا مهمًا.
وقدم الفنان أحمد السعدني شخصية صعبة لأنها تعتمد على الصدمات، ما بين الصدمة الأولى للأب الذي تصرخ زوجته بعد أن شاهدت تحرش صديق عمر الزوج مع ابنه، وأبدع السعدني في قدرته على ملاحقة كل ردود الأفعال المنطقية للمشهد، ما بين التوتر والفزع والضغط وعدم الإدراك، وكلها مشاعر متباينة في آن واحد.
وظهر بعدها السعدني وهو في إطار الزوج الخائن الذي يعترف لزوجته بالخيانة، في مشهد يستقبله الجمهور ما بين الغضب من الزوج الخائن، وبين البعض الذي التمس قليلًا من العذر، وهو ما يؤكد قدرات فنية كبيرة في تقديم تصور يشابه الواقع ولامس الجمهور.
وتأتي أصعب مراحل التصاعد حينما يتأكد الأب من تحرش صديق عمره بابنه، وهو ما يظهر من خلال كتم مشاعر الغضب للأب المكلوم على نجله، وذلك لعدم قدرته على الانتقام بقتل صديقه كما وصف، وذلك لاحتياج نجله له في رحلة التعافي من آثار التحرش.
ويأتي مشهد احتضان نجله بعد اعترافه له بأن صديق والده هو من تحرش به، ليظهر السعدني تجليات الإبداع الفني بكل المشاعر بين البكاء بحرقة شديدة، وبين احتضان ابنه حضن يحمل معاني مزدوجة، فالبديهي أنه يحتضن نجله ليشعره بالأمان، ولكن استطاع السعدني أن يخالط المشهد بأداء حركي يشعرك بأقصى درجات الضعف النفسي واحتضان نجله بحثًا عن أمانه الشخصي.
محمد شاهين
"إبداع معتاد لنجم له ثقل فني"
قدم الفنان محمد شاهين شخصية المتحرش بالأطفال، ضمن أحداث مسلسل "لام شمسية"، ونجح شاهين في تقديم كل تفاصيل الشخصية بكل مركباتها الفنية، دون أي تكلف فني أو انفعالات مبالغة، للدرجة التي جعلت الكثير يظن أنه برىء من اتهام زوجة صديقه أنه تحرش بنجله، والعدد كبير من الحلقات، حتى تكشفت الحقائق.
وجاءت الكثير من المشاهد لمحمد شاهين والذي قدم شخصية دكتور وسام، تحمل الكثير من الإرباك للمشاهد، وتصل بك لمشاعر غير محددة تجاه الشخصية، بل وخادع بأداء فني متفرد كل من شاهد الشخصية، لأنه وصل لذروة الغموض الفني، بكل بساطة في الأداء.
ثم استطاع أن يحول ملامحه وتعبيراته في توقيتات أراد بها المخرج أن يصل كل الرسائل أفضل من أي نص مكتوب في السيناريو، حتى وصل الأمر للتعاطف في مشهد بكاء دكتور وسام بعد رفض والدته فتح باب المسكن، وهي تقف خلف الباب دون أي كلمات تنطقها الأم.
ولكن حدثها دكتور وسام أنه يشتم رائحة والدته ويعلم أنها خلف الباب، وناشدها أن تفتح الباب، وظل في حالة بكاء وتناقل المخرج بين الأم والابن والباب مانع بينهما، حتى قدم شاهين ملحمة في الأداء الفني وقدرات على الإنسيابية في الأداء والتي ساهمت في أعلى درجات الإقناع الفني.
والختام في مشهد الحكم بالمؤبد، تجد دكتور وسام يجلس داخل قفص الاتهام فاقدًا للقوى وصامت مستسلم، ولكن سرعان ما تبدل الحال في طريقه من قاعة المحكمة إلى عربة الترحيلات، حينما شاهد ابنته، ولمدة بضع ثواني قليلة يتلعثم دكتور وسام المذنب، محاولا ما بين التبرير أو الرغبة في الاطمئنان أو التوسل لتسامحه، وما بين كل المعاني، تجد الكلمات تتحطم على حافة الشفاه وتخرج بقايا الأحرف تترامى على جنبات سيارة الترحيلات.
كريم فهمي
بطل دراما بـ «كاريزما نجم سينمائي»
يشارك الفنان كريم فهمي في الموسم الرمضاني بمسلسل "وتقابل حبيب"، في تجربة ثانية مع الفنانة ياسمين عبد العزيز، وبمشاركة عدد كبير من النجوم، كل منهم قدم أداء فنيا يستحق الإشادة بشكل كبير.
فارس أبو العزم
"تحدي فني لكثرة التحولات الفنية"
التحدي الأول "مرحلة بناء الشخصية مع الجمهور"
من خلال شخصية فارس أبو العزم، يظهر الفنان كريم فهمي بأداء يحمل حالة من التفرد الفني، رغم الكثير من التحديات التي تواجه تجسيد الدور لعدد من العوامل، حيث يقدم الفنان كريم فهمي دور الابن الأوسط لعائلة أبو العزم، والتي تضع كل القوانين التي تحمي بقاء العائلة ليس فقط وسط الكبار في مجال البيزنس، ولكن على رأسهم، مستغلين في ذلك كل المباح وتبرير لكل الخطوات غير المشروعة، مبررين ذلك بضرورة بقاء العائلة وما يعود بالنفع عليها.
وتظهر تحديات شخصية فارس أبو العزم التي يقدمها الفنان كريم فهمي، في رفضه الدائم لمنهج ونهج العائلة في كل الأمور التي تتبع، سواء على مستوى البيزنس، أو العلاقات الإنسانية داخل البيت، وتبدأ ملامح الاعتراض في بعض المشاهد في خلافات زوجته مع والدته، في بداية الحلقات.
وبمنتهى الذكاء الفني استطاع كريم فهمي أن يقدم من تلك المشاهد في بداية المسلسل، كل الإشارات واللمحات الفنية التي تبني شخصية فارس أبو العزم وتبني العلاقة مع جمهوره بهدوء شديد، والوصول لكل أبعاد الشخصية من خلال تفاصيل يقدمها لجمهور من أداء فني محاط بالبساطة.
التحدي الثاني "التحولات الفنية"
تتوفى زوجة فارس أبو العزم، ويظهر كريم فهمي بأداء لمشاهد الحزن على فراقها بمنتهى السلاسة الفنية دون أي تكلف أو انفعالات خارج إطار الحالة، بل ظهر الأب المضطر للتماسك خوفًا على نجله الطفل الصغير، في مشاهد جمعت فهمي مع الطفل جاءت بمنتهى الإبداع الفني، إضافة إلى حوار مكتوب بشكل رائع في مسلسل متماسك دراميًا بخريطة فنية لكل شخصية أظهرتها في أفضل شكل فني.
وتبدأ مرحلة التحولات الفنية لكثير من المشاهد التي قدمها الفنان كريم فهمي، فظل يتناقل في بدايات الحلقات الأولى بعد وفاة زوجته، بين مشاعر الضعف أحيانًا، وبين الصدمة والحزن، ولكن دون أن يفقد شخصية فارس أبو العزم التي تحمل جوانب من القوة ستظهر لاحقًا، وبذكاء فني شديد.
ورغم المشاعر التي حملت كل ألوان الضعف والوهن والصدمة بعد وفاة الزوجة، وتركها له وللابن بشكل مفاجئ بعد حادث سيارة، يظل كريم فهمي يقدم بعض اللمحات لشخصية فارس في تلك المحنة، والتي تعطي إشارات لوجود جانب من القوة والقدرة على المواجهة، لأنه يعلم جيدًا أبعاد الدور وما سيحتاج، وطوال الوقت يسعى الفنان كريم فهمي في استكمال حالة البناء الفني للشخصية مع جمهوره.
التحدي الثالث "المواجهة"
يواجه فارس أبو العزم عائلته رافضًا كل التصرفات والأساليب التي تنتهجها الأسرة، وتتزايد دائرة الصراع بعد طلاق أخيه الأكبر لزوجته "ليل الحسيني"، والتي تعاطف معها فارس ومع بنات أخيه، ووقف لهم حائط صد في كل المواجهات مع عائلته.
وظهر التحدي في تقديم الفنان كريم فهمي لتلك المرحلة من المواجهة، بنفس النمط الفني لشخصية فارس أبو العزم، التي بناها وشيدها بمجهود كبير على مدار حلقات المسلسل، وتعامل فهمي أن فارس هو حالة من التماس الروحي والوجداني عابرًا الشاشة ليصل للجماهير، فرفض أن يخذل جمهوره، في المرحلة الأصعب.
فظهرت كل مشاهد المواجهة والتي حملت احتدام الصراع مع عائلته بشكل كبير، دون أي انفعالات أو مزايدات في الأداء، بل على العكس، ظل هدوء فارس هو أحد أهم عناصر قوة الشخصية، بل وأهم عناصر الجذب لدى الجمهور، في أفضل مراحل الصدق بين الجمهور والفنان الذي يقدم الشخصية.
استغلال لكل الأدوات الفنية
أهم ما ميز أداء الفنان كريم فهمي، في تجسيد شخصية فارس أبو العزم، أنه استغل كل مقوماته وأدواته كممثل في إيصال كل الرسائل الفنية لجمهوره، فكانت النظرات ومراحل الصمت في بعض الأحيان خير رسالة وخير معنى، وهو ما ساعده على استثمار المصداقية التي بناها بين الشخصية والجمهور، والتي سهلت عليه كل المشاهد الصعبة في أن يكون الجمهور في حالة قبول دائم لصدق الأداء الفني.
كاريزما سينمائية
تبقى النقطة الأخيرة، خلاف كل أشكال الأداء الفني الذي قدمه الفنان كريم فهمي لشخصية فارس أبو العزم، وهي الكاريزما السينمائية في كل ظهور للفنان كريم فهمي، وهو ما يؤكد ظهور فني ببصمة مميزة لنجم درامي صاحب طلة وبصمة حضور سينمائي.