%80 منها تضررت.. لماذا تركز روسيا على قصف محطات الطاقة بأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
كييف- خلال 3 أسابيع فقط ألحقت روسيا أضرارا بالغة بقطاع إنتاج الطاقة الكهربائية الأوكراني وذلك من خلال ضربات صاروخية مكثفة فاقت حتى تلك التي شهدتها نهاية 2022.
في الفترة بين 22 و29 مارس/آذار الماضي قصفت روسيا 7 محطات للطاقة الحرارية في أوكرانيا، كما أصابت الصواريخ الروسية محطتين للطاقة الكهرومائية.
وألحقت هذه الضربات دمارا بنحو 80% من محطات التوليد الحرارية والكهرومائية التي كانت تنتج نحو 27.
وبحسب رئاسة الوزراء، فقد حرم ذلك أوكرانيا من 6 غيغاواتات كانت تنتجها تلك المحطات، وهذا الرقم هو 3 أضعاف ما خططت أوكرانيا لاستيراده من الغرب.
تداعيات ذلك كانت مباشرة على 12 مقاطعة أوكرانية من أصل 24، بعضها كبيرة ورئيسية، مثل خاركيف شرقا وأوديسا جنوبا، حيث أعيد العمل بنظام الانقطاعات الدورية المجدولة، الأمر الذي لم يحدث منذ أوائل العام 2023.
وكانت خاركيف -وهي ثاني أكبر المدن الأوكرانية- الأكثر تضررا، حيث أعلنت إدارتها المحلية أن "كل البنية التحتية للطاقة فيها تضررت"، وأن الوضع فيها بات صعبا للغاية، ولا يسمح حتى بعودة عمل المواصلات الكهربائية الرئيسية (المترو، الحافلات، الترام) إلى طبيعته.
كما أن التداعيات مست كل المقاطعات الأخرى، إذ اضطرت لوقف خدمات التدفئة المركزية مع نهاية مارس/آذار بدلا من أواسط أبريل/نيسان، مع تجدد الدعوات للتوفير العام، والتلميح إلى ارتفاع جديد قريب ستشهده أسعار الكهرباء.
محطة لتوليد الكهرباء في ضواحي العاصمة كييف (الجزيرة) استيراد بأحجام قياسيةوبهذا تكون أوكرانيا قد خسرت كليا أو بصورة مؤقتة ما لا يقل عن 50% من محطات إنتاج الكهرباء التي يبلغ عددها 345 محطة، تتوزع بين محطات توليد وتحويل رئيسية وفرعية.
وخلال عام ونصف مضى لم تفلح باستعادة كامل قدراتها قبل الحرب، والتي تشمل محطات ضخمة دمرت، وأخرى تخضع للسيطرة الروسية، كمحطة سد كاخوفكا ومحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
ويبدو أن الاستيراد كان سبيلا وحيدا لاذت به أوكرانيا خلال الأيام الماضية لسد العجز من رومانيا وسلوفاكيا وبولندا والمجر ومولدوفا، حيث قفزت أحجامه بواقع 56 ضعفا خلال الأسبوع الماضي فقط، لتصل إلى 89.3 ألف ميغاوات.
كما تراجعت بواقع 7 مرات أحجام الصادرات الأوكرانية من الكهرباء التي لا تستطيع البلاد تحويلها والاستفادة منها داخليا، فبلغت 1.6 ألف ميغاوات فقط خلال الأسبوع الماضي.
ورغم تغنّي أوكرانيا منذ بداية 2023 بأن قدرات دفاعها الجوي باتت قادرة على حماية كثير من منشآت بنيتها التحتية فإن الضربات الأخيرة فتحت الباب عريضا أمام تساؤل: كيف نجحت روسيا بذلك خلال أيام؟
الجواب -وفق وزارة الطاقة- هو التركيز الروسي على تلك المنشآت دون غيرها بقصف لم تشهده البلاد منذ بداية الحرب، مما شتت الدفاعات الجوية وأتعبها، في ظل تراجع الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.
وكان القصف الأعنف والأكثر تأثيرا في 22 مارس/آذار الماضي عندما استخدمت روسيا نحو 150 وسيلة لهذا الغرض شملت مختلف أنواع الصواريخ والطائرات المسيرة، بحسب الوزارة.
ما هدف روسيا؟
بحسب وزير الطاقة هيرمان هالوشينكو، فإن جعل أوكرانيا تغرق في الظلام هو هدف روسيا من عمليات القصف الأخيرة، لكن كثيرا من الخبراء والعامة يخوضون في أهداف أخرى لا تقل أثرا وخطورة.
بدوره، قال إيفان ستوباك الخبير العسكري في المعهد الأوكراني للمستقبل والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني للجزيرة نت "مع بداية 2024 فقد الروس طائرتي استطلاع ومراقبة من طراز "إيه-50″، وهذا أجبرهم على تغيير خططهم حتى نهاية مارس/آذار، نحن الآن نرى تنفيذا لخطط مؤجلة".
أما الخبير في مجموعة "المقاومة الإعلامية" أوليكساندر كوفالينكو فاستبعد هدف إغراق أوكرانيا بالظلام، ولا سيما أن النهار طال ودرجات الحرارة ارتفعت نسبيا، وبالتالي لم يعد قطع التيار الكهربائي خطرا على الأوكرانيين وصعبا كما لو كان في فترة الشتاء.
ورأى الخبير في حديث مع الجزيرة نت أن "هدف روسيا في هذا التوقيت هو زيادة الضغط على أوكرانيا وحلفائها معا، لأن قطاع الصناعات الثقيلة والمتوسطة يستهلك 41% من كهرباء البلاد، وهو ضروري جدا لاستمرار عمليات تصنيع الأسلحة والذخائر التي نما إنتاجها بواقع 6 أضعاف خلال 2023، وأصبحت تستخدم في أرض المعركة إلى جانب الأسلحة الغربية".
وتابع كوفالينكو "الدعم الغربي تراجع جدا، والامتعاض والمخاوف الغربية على اقتصاداتها لم تعد سرا، لذلك فإن من أهداف روسيا تحميل أوكرانيا وحلفائها أعباء إضافية تشمل أموالا للإصلاح وإعادة البناء وأعدادا جديدة وكبيرة من اللاجئين الذين بدؤوا يغادرون خاركيف وغيرها بالفعل".
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الرئاسة الأوكرانية أن الضربات الروسية الأخيرة سببت خسائر لنظام الطاقة الأوكراني لا تقل عن 100 مليون يورو.
أوكرانيا تتخوف من سلسلة هجمات روسية جديدة تستهدف قطاع الطاقة (غيتي) أوكرانيا تتوقع الأسوأورغم كل ما سبق فإن الحكومة الأوكرانية تؤكد أن "سوق الطاقة مستقر في البلاد"، لكن أطرافا حكومية أخرى تتخوف من موجات قصف روسية جديدة قد تطال قطاع الطاقة وغيره.
من جهته، قال فاديم سكيبيتسكي مساعد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إن "روسيا كانت بحاجة إلى تأمين 900 صاروخ لتوجيه ضربات جديدة، وتمكنت فعلا من تأمين 950 صاروخا، الهدف منها ضرب محطات توليد الطاقة بشكل رئيسي".
بدورها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أنها "مستعدة لصد هجمات العدو"، لكنها اعترفت بأن "العدو الروسي يأخذ حاليا قسطا من الراحة يدرس خلاله وضع دفاعاتنا الجوية بالضبط، ووجه مسيّراته وصواريخه بشكل يصعب التعامل معه".
وتبدو أوكرانيا في وضع لا تحسد عليه، فهي مضطرة لمواجهة الهجمات بما يتوفر لديها من وسائل دفاع، ومطالبة "الحلفاء" بمزيد من ذخائر الدفاعات الجوية وغيرها من الأسلحة، الأمر الذي بات يتكرر يوميا على لسان رئيسها فولوديمير زيلينسكي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات مارس آذار
إقرأ أيضاً:
إيران.. ارتفاع استخدام المازوت في محطات الكهرباء مع انخفاض درجات الحرارة
الاقتصاد نيوز - متابعة
کشف الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتوزيع المحروقات في إيران عن قفزة بنسبة 80% في تسليم مادة المازوت لمحطات الكهرباء في البلاد الشهر الماضي بسبب نقص الغاز.
وقال كرامت ويس كرمي، الاثنين، إن تسليم المازوت إلى محطات توليد الكهرباء الإيرانية في سبتمبر وأكتوبر من هذا العام زاد بنسبة 75% و80% على التوالي، مقارنة بنفس الشهرين من العام الماضي.
ولم يوضح المسؤول الإيراني آخر المستجدات لكمية المازوت المستخدم في محطات الكهرباء، لكنه قال إن تسليم المازوت لمحطات الكهرباء ارتفع بنسبة 80% خلال شهر نوفمبر الحالي مقارنة بشهر نوفمبر الماضي بسبب انخفاض درجات الحرارة بمقدار 3.8 درجة.
وذكر سعيد توكلي، الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية، الأسبوع الماضي أن إيران تعاني من عجز في الغاز هذا العام يتراوح ما بين 250 إلى 300 مليون متر مكعب يوميًا، والذي يجب تعويضه عن طريق ضخ المحروقات الشبيهة (الديزل والمازوت) إلى محطات توليد الكهرباء والصناعات.
ويعد المازوت من الوقود الأحفوري الأكثر تلويثا، والمازوت الذي تنتجه إيران أكثر تلويثا بكثير، خاصة بسبب احتوائه على الكبريت بنسبة 3.5٪ (7 أضعاف معايير المنظمة البحرية الدولية لوقود الناقلات).
وفي الأيام الأخيرة، أدى استخدام المازوت على نطاق واسع في محطات توليد الكهرباء في إيران، وخاصة تبريز وشازند آراك، إلى زيادة تلوث الهواء بشكل كبير في هذه المدن، لتصدر هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية تحذيرات من الطقس غير الصحي لمحافظات أذربيجان الشرقية والمحافظة المركزية وطهران وكرج وأصفهان تقريبًا.
ويقول مركز الدراسات التابع للبرلمان وصندوق التنمية الوطنية الإيراني إن إيران تواجه مشكلة العجز في الغاز في جميع فصول السنة، ويزداد هذا العجز بشكل حاد في الخريف والشتاء.
وتظهر تصريحات ويس كرمي أن إيران زادت من تسليم المازوت والديزل إلى محطات الطاقة حتى في المواسم الحارة، بحيث زاد تسليم أنواع الوقود الملوثة هذه بنسبة 38٪ هذا العام.
وعلى الرغم من النقص الحاد في الغاز والاستخدام الهائل للوقود الملوث، قال الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية إن “وقف صادرات الغاز ليس فكرة جيدة”.
وسبق أن قال قبل أيان أن وقف تصدير الغاز إلى تركيا “سيؤدي إلى فقدان إيران لمصداقيتها أمام الأسواق العالمية وإلى استبدال الغاز الإيراني بغاز الدول المنافسة مثل روسيا وتركمانستان”.
وقال أيضًا إن وقف تصدير الغاز سيقلل من عائدات البلاد من النقد الأجنبي.
وبموجب قانون الموازنة لهذا العام، خططت الحكومة الإيرانية لتصدير 11 مليار متر مكعب من الغاز إلى تركيا والعراق. في حين أدرجت حكومة مسعود بزشكيان زيادة هذا الرقم إلى 16 مليار متر مكعب ودخل 5.2 مليار دولار في موازنة العام المقبل.