صلاة العيد .. هل يجوز أداؤها في المنزل منفردا بعذر أو بدون؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي شرع الله تعالى صلاة العيدين: الفطر والأضحى إظهارا للسرور بما تم قبلهما من عبادتي الصوم والحج، وجمعا للمسلمين في هذين اليومين على الفرح بهاتين العبادتين؛ فعن أنس رضي الله عنه، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟»، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر» أخرجه أبو داود في "السنن" والحاكم في "المستدرك" وصححه.
حكم صلاة العيد
وأضافت الإفتاء أن صلاة العيد سنة مؤكدة، كما هو مذهب المالكية -في المشهور-، والشافعية -في الصحيح-، والحنفية في قول، والإمام أحمد في رواية؛ وهو المختار في الفتوى، ومن ثم يستحب فعلها لمداومة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها، ويكره تركها.
واستدلت بما قاله الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (2/ 70، ط. المكتب الإسلامي): [سنة على الصحيح المنصوص] اه. وينظر: "المبسوط" للسرخسي (2/ 37، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح مختصر خليل" للخرشي (2/ 98، ط. دار الفكر)، و"الإنصاف" للمرداوي (2/ 420، ط. دار إحياء التراث العربي).
حكم صلاة العيد في المنزل للمنفرد بدون خطبة
إن تعذر على المكلف صلاة العيد مع الجماعة في الساحات أو في المسجد؛ كان له أن يصليه وحده في البيت، أو في جماعة مع أهل بيته، بلا خطبة بعد الصلاة، كما ذهب إليه الشافعية في الأصح.
قال كمال الدين الدميري الشافعي في "النجم الوهاج في شرح المنهاج" (2/ 537، ط. دار المنهاج): [وإذا قلنا: يصلي المنفرد، لا يخطب على الأصح] اه.
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 40، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(و)تسن (للمنفرد)، ولا خطبة له] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "الغرر البهية في شرح البهجة الوردية" (2/ 56، ط. المطبعة الميمنية): [(ومَن يصلي وحده) صلاة العيد (لا يخطب) إذ الغرض من الخطبة تذكير الغير، وهو مُنْتَفٍ في المنفرد] اهـ.
ويظهر من ذلك أنَّه لا خُطْبَة بعد صلاة العيد في حقِّ المنفرد. أي: لا يشترط لصحة صلاة المنفرد للعيد الخُطْبَة بعد أداء الصلاة.
واختتمت الإفتاء، قائلة: صلاة العيد سُنَّة مُؤَكَّدَة، يستحب أن تكون في جماعةٍ مع الإمام سواء في المسجد أو الخلاء، وإذا لم يتمكن المرء من ذلك جاز له أن يُصلِّيها في البيت منفردًا بلا خطبةٍ تقليدًا لمن قال بذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء صلاة العيد حكم صلاة العيد صلاة العید الشافعی فی
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الضحى في رمضان.. عدد ركعاتها وكم يعادل ثوابها؟
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن صلاة الضحى تُؤدَّى بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة تقريبًا، ويمتد وقتها إلى قبل الظهر بعشر دقائق تقريبًا.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صلاة الضحى تسمى صلاة الأوَّابِينَ، أي: التَّوابين كثيري الرجوعِ إلى الله تعالى.
وأوضح أن حكم صلاة الضحى أنها سنة مؤكدة، قد واظب سيدنا رسول الله على أدائها، وأوصى بها، ورغَّب فيها، ويستحب محافظة المسلم عليها يوميًّا.
كما تعدل صلاة الضحى ثلاثمائة وستين صدقة، وهو عدد مفاصل جسم الإنسان؛ يقول سيدنا رسول الله: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى». [أخرجه مسلم].
وتابع مركز الأزهر: وللمسلم أن يؤدي صلاة الضحى ركعتين، أو أربعًا، أو ستًّا، أو ثمانٍ، ويجوز أن يصليها ركعتين ركعتين، ويجعل لكل ركعتين تشهدًا وسلامًا، ويجوز أن يصليها أربعًا أو ثمانٍ بتشهد واحد وسلام.
وللمسلم أن يؤدي واجباته الحياتية والوظيفية وله على ذلك أجر من الله سبحانه، والاجتهاد في النوافل خير ما ينشغل به العبد في وقت فراغه، بما لا يؤثر على عمله أو وظيفته.
فضل صلاة الضحىوجاءت العديد من الأحاديث التي تبين فضل صلاة الضحى، منها ما رواه معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيرًا، غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر". كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة".
ومن الروايات التي تبين عظيم أجرها ما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال إن أبا ذر رضي الله عنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن صليت الضحى ركعتين لم تُكتب من الغافلين، وإن صليتها أربعًا كُتبت من المحسنين، وإن صليتها ستًا كُتبت من القانتين، وإن صليتها ثمانيًا كُتبت من الفائزين، وإن صليتها عشرًا لم يُكتب لك ذلك اليوم ذنب، وإن صليتها ثنتي عشرة ركعة بنى الله لك بيتًا في الجنة".
و يتبين أن صلاة الضحى ليست مجرد نافلة، بل هي باب واسع من أبواب الخير والمغفرة، ولها فضل عظيم لمن حافظ عليها بانتظام.