بعد كسوف الشمس.. ظواهر فلكية جديدة في عيد الفطر
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
القاهرة- أ ش أ:
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية خلال أيام عيد الفطر المبارك، التي ستبدأ، غدا الأربعاء، ويمكن رؤيتها ومتابعتها بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وقال تادرس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء - "إن الكوكبين المريخ "الكوكب الأحمر" وزحل "لؤلؤة المجموعة الشمسية" سيقترنان غدا، ويمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم.
وأضاف أنه يتم مراقبة الاقتراب الملحوظ للكوكبين بدءا من أول الشهر وحتى الاقتران في ذلك اليوم، ثم بداية التباعد الملحوظ عن بعضهما البعض بدءا من يوم السبت المقبل.
وأشار إلى أن غدا سيقترن القمر مع كوكب المشترى "عملاق المجموعة الشمسية"، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان مرئيان حتى بداية غروب المشهد بحلول الساعة 8:20 مساء تقريبا.
ونوه إلى أن القمر سيقترن بعد غد الخميس مع الحشد النجمي بلايدس "الثريا أو الأخوات السبع" في برج الثور، ونراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الساعة 9:15 مساء تقريبا.
وأوضح أن "الثريا" هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه هي 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك سمى بالأخوات السبع.
وبالنسبة لمصطلح الاقتران.. أوضح أستاذ الفلك أنه يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات.
وأكد أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية هي البعيدة عن التلوث الضوئي مثل السواحل والحقول والصحاري والجبال، مشددا على عدم وجود علاقة بين اصطفاف الكواكب واقتراناتها في السماء وحدوث الزلازل على الأرض.
وأوضح أن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان؛ لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عامة يضر العين كثيرا.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: أحمد فتحي سرور رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الطقس أسعار الذهب سعر الدولار سعر الفائدة رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان المعهد القومي للبحوث الفلكية كسوف الشمس فی السماء
إقرأ أيضاً:
موكب الشمس والصمود
في صباح يوم الاثنين 27 يناير 2025، شهد العالم حدثًا إستثنائيًا سيظل محفورًا في الذاكرة بأحرف من نور ، لتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل. إنه اليوم الذي ابتهجت فيه الأرض تحت أقدام العائدين، وتمايلت أشجار الزيتون والبرتقال تصفق بأغصانها ، معلنة ميلاد فجر جديد ينبثق من بين الركام. في ذلك اليوم، انطلق موكب الشمس والصمود في رحلته نحو الوطن المسلوب.
على دروب الأمل والحياة، يدرك الفلسطينيون أن الأرض ليست مجرد تراب يُنفض غباره، بل هي الهوية والتاريخ، وهي الجذور التي تربط الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله. وعندما يخطون في موكب العودة لا يحملون أمتعة مادية، بل يحملون معهم ذكرياتهم وأحلامهم وآمالهم. إنهم يدركون أنهم يحملون إرثًا عظيمًا من الصمود والتحدي ، ويرون في عودتهم بداية جديدة لمسيرة لم ولن تتوقف.
في هذا الموكب، ترتفع الأيدي وهي ترفع الأعلام الفلسطينية، تعلن للعالم بصوت واحد: “نحن عائدون”. عائدون إلى أرضنا التي ولدنا عليها، إلى منازلنا المدمرة وأراضينا التي تحولت إلى رماد، ولكن الخراب ليس النهاية، بل هو بداية لفجر مشرق، حيث تتحول الأحلام إلى واقع ، وتمتد المسيرة نحو الحياة من جديد.
إن عودة النازحين إلى شمال غزة لم تكن مجرد خطوة رمزية، بل كانت صدمة هزّت كيان الاحتلال ومن دعمه في مخططاته الرامية إلى تهجير السكان واقتلاعهم من أرضهم. هذه العودة أحبطت أحلامهم ومشاريعهم التي سعت إلى تفريغ الأرض من أهلها قسرًا، وأكدت أن الفلسطينيين متمسكون بوطنهم، ومستعدون للتضحية من أجله مهما طال الزمن أو اشتد الظلم.
موكب العودة لم يكن مجرد خطوات على الأرض، بل كان مسيرة تدفعها قلوب أبت الانحناء، وعزائم صقلتها معارك الصبر والصمود. رجال ونساء، شيوخ وأطفال جميعهم زحفوا نحو بيوتهم المهدمة التي لم تسقط من ذاكرتهم. يحملون مفاتيحها كرموز لحكاية لم تُكتب نهايتها بعد، وكأن الأبواب التي كسرها الاحتلال لم تُغلق أبدًا، بل تنتظر أياديهم الطاهرة لتُفتح من جديد.
وفي هذا الموكب، تمضي الأمهات بعيون دامعة لا يأسًا بل شوقًا ، يحملن أسماء الشهداء في قلوبهن ، ويهمسن لهم: “عدنا لنكمل الحلم ، لنمضي في الطريق الذي سقيتموه بدمائكم الطاهرة.”.
أما الرجال ، فهم كالشمس في هذا الموكب، لا تتعثر خطاهم ولا تهتز إرادتهم. إنهم أبناء الجبال والصخور الصامدة ، يشبكون أيديهم ليشكلوا جسرًا تعبر عليه آمالهم وأحلامهم. لا يرون في الركام خرابًا ، بل يرون فيه بداية ، وأحجارًا تنتظر أن تُعاد بناؤها من جديد . بالنسبة لهم، لا توجد نهاية بل بداية أخرى لمسيرة النضال التي لا تعرف التوقف، ولإصرار يصرخ: “نحن هنا سنعيش بكرامة وسنظل نحمل راية الحق حتى ينجلي ليل الاحتلال.”.
وأخيرًا ، يحمل هذا الموكب رسالة إلى ضمير العالم والإنسانية، بأن العدالة ليست مجرد شعارات، بل حقوق يجب أن تُستعاد ، ونداءً إلى الضمائر الحية بأن هناك شعبًا ما زال يعاني الظلم والاضطهاد والتهجير، وأجيالًا لا تزال تحلم بالعودة إلى ديار لم ترها إلا في قصص الأمهات والجدات.
الظلام لن يدوم إلى الأبد، والشمس ستشرق من جديد وسيعود الحق إلى أصحابه. فلا قوة في العالم تستطيع أن توقف مسيرة الشمس، ولا أن تكسر صمودًا تجذر في الأرض، وامتد في القلب، واستمد من التاريخ عزيمته التي لا تنكسر.