عندما تحيي مدينة عدن ذكرى التحرير الـ9 لانتصارها عام 2015 على ميلشيا الحوثي الارهابية، ذراع إيران في اليمن، في الـ27 من رمضان، تعود ذاكرة أهلها إلى الأيام الصعبة والتحديات الكبيرة التي واجهوها خلال فترة الحرب. إنها حكايات الشارع العدني التي تروي قصص الصمود والبطولة، وتحمل في طياتها روح المقاومة والتضحية.

في زمن الحرب، كان الشارع العدني شاهدًا على أحداث عديدة وصراعات متعددة، بالأخص بعض المديريات مثل المعلا، خور مكسر، كريتر، حيث عاش أهل عدن في ظروف قاسية وتحديات متواصلة. تعرضت المدينة لقصف عنيف ومعارك مستمرة، قوبلت بصمود أسطوري سطره أبناء عدن في بداية المعارك دون أي أسلحة. ولكن رغم ذلك استمرت قصص الصمود والتكاتف في تشكيل جوهر المدينة لدحر إرهاب الحوثي بدعم قوات التحالف العربي.

تروي حكايات الشارع العدني قصص الأفراد العاديين الذين واجهوا الصعاب ورفضوا الانكسار. يروون قصصًا عن تجاربهم الشخصية، حيث تحولت حياتهم إلى رحلات مليئة بالمخاطر والتضحيات. تركوا منازلهم وكل شيء وراءهم ودافعوا عن أرضهم ورفضوا الخروج من مناطق القصف حتى يوم التحرير.

تجد في هذه الحكايات أيضًا الأطفال الذين تحملوا العبء والمسؤولية في زمن الحرب. يحكون عن تجاربهم الصعبة وحنينهم للطفولة المفقودة، ورغبتهم القوية في بناء مستقبلٍ آمن ومزدهر لأنفسهم وبلدهم.

تروي أنفال محمد قصتها: "كنت في ال16 من العمر، نقوم أنا وأمي بتجهيز الطعام والماء لشبابنا المقاتلين ضد مليشيا الحوثي وتوصيله لهم رغم رفضهم، حيث إن الوضع في الشارع كان خطيرا جدا مع تمركز قناصة الحوثي في الجبال التي أودت بحياة الكثير"..

من جانبها قالت أرزاق: "كانت أياما شنيعة وسوداء.. بالذات انه نحن كنا في كريتر ولم ننزح وعانينا من كل شيء"، مضيفة: "الشيء الحلو الوحيد كنا اني وصاحبتي هبة نتزاور اللي هي أساسًا بيننا وبينهم حافة حتى في وقت القصف لنطمئن على بعضنا بعد انقطاع كل التواصل (الانترنت- التلفون)".

وكتبت نور خالد: "ذكريات مش حلوة، وخصوصاً الرعب والخوف اللي كنا عايشين فيبه وكمان كنت صغيرة عمري 10 سنين وما في معنا عيال شباب بس أبي وأبي كان مريض. أيام الله لا يعيدها، والحمدلله على النعمة اللي عايشين فيها الآن".

أما زهرة قالت إنها "لن تنسى يوم 27 رمضان بضرب الأعيرة النارية وارتفاع صوت الزغاريد ببشرى النصر، حيث سجدت منازل كلها سجدة شكر لله، ودعت لشباب عدن بالعمر المديد والرحمة على من استشهد".

وذكرت أم الياس يوم تسميم الحوثي لمياه الخزان الذي يضخ إلى كريتر بعد أن شربت عائلتها من الماء وابنتها الرضيعة..

قصص الشارع العدني في زمن الحرب تشهد على الروح العالية والإرادة الصلبة لأهل المدينة. فقد تشكلت شبكات تعاون وتضامن بين الجيران والأصدقاء والأسر، حيث تبادلوا المساعدة والدعم المعنوي في ظل الظروف الصعبة.

وبالرغم من مرور تسع سنوات على تحرير عدن، إلا أن هذه الحكايات لا تزال حية في قلوب العديد من الأهالي. فهي تذكرهم بمدى قوتهم وقدرتهم على التحمل والتكيف، وتلهم الأجيال الجديدة بروح الصمود والتضحية.

إن قصص الصمود والتضحية التي يرويها أهالي عدن تحمل رسالة قوية للعالم بأسره، بأن الإرادة والأمل يمكنهما تحقيق المعجزات في زمن الصعاب. وفي ذكرى التحرير، فإننا نحتفل بشجاعة وقوة أهل عدن، ونعد بأن نواصل بناء مستقبل أفضل للمدينة ولليمن بأسره.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی زمن الحرب

إقرأ أيضاً:

صالون "روايات مصرية" يستضيف حكايات الكتاب الأول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت المؤسسة العربية الحديثة، مساء أمس، صالونها الثامن "روايات مصرية للجيب"، تحت عنوان "حكايات الكتاب الأول؛ والذي ضم جلستين، ضمت الأولى الناشرين، مصطفى حمدي، محمد رشاد، هاني عبدالله، نيفين التهامي، وأدارت الجلسة الكاتبة نوال مصطفى.

وعن الكتاب الأول قالت الكاتبة نوال مصطفى إن الكتاب الأول "مثل الحب الأول والدهشة الأولى، وله مشاعر حقيقية من ناحية الكاتب الذي يتعب في البحث عن دار نشر ليرى نتاج فكره، والحقيقة أن حكايات الكتاب الأول مهمة جدا وملهمة للقراء والمقبلين على النشر وكأنها أداة دافعة تقول لهم: لا تيأسوا".

وحكى محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن عمله بالنشر جاء مصادفة "كنت في لبنان واضطررت للعمل هناك في النشر، والحقيقة اكتسبت خبرات كبيرة، وحين رجعت لمصر قمت بتأسيس دار الكتاب العربي، وفي عام 1985 أسست الدار المصرية اللبنانية، وأول كتاب نشرته هو "الخدمات الصوتية المكتبية" ونشرت أيضًا كتاب عبد التواب يوسف وحصلت به على جائزة".

وتطرق رشاد للعلاقة بين الناشر والكاتب، موضحا أنه من حق الدار التدخل في المتن بالتحرير وفي الغلاف والعنوان أيضًا، وتمنح الكاتب خبراتها، ولا بد للناشر من ان يكون مثقفا ولماحا وقادرا على اختيار العناوين التي تناسبه.

ثم تحدث الناشر مصطفى حمدي، مشيرا إلى أن مسئولية النشر "جاءتني من تلقاء نفسها". يقول: " بعد تولي المهمة وجدت أمامي عددًا من التحديات، وبعد تأسيس الجيل الثاني والثالث من المؤسسة، قررت التعدد في وسائل النشر من خلال النشر الالكتروني والمجالات الأخرى".

وانتقل الحديث لهاني عبدالله مدير دار الرواق والذي أكد أنه عمل بائعا لفترة كبيرة منذ أن كان عمره 18 عامًا، وبدا شغفه بصناعة الكتاب، وحصل بعدها على دبلومة تسويق، وفي عام 2011 قرر انشاء دار الرواق.

وأضاف:" كان لدي حلم كبير في النشر، وأول كتاب نشرته كان للكاتبة شيرين هنائي والآن يعمل لدينا في الدار 18 موظف.

أيضا، قالت الناشرة نيفين التهامي إنها دخلت مجال النشر بالصدفة بعد أن كانت تعمل بالمحاماة "كنت صديقة لمحمد جميل صبري، وحدث أن دعاني لمعرض الكتاب، والحقيقة من وقتها وقعت في حب الكتاب والنشر".

وأضافت:" بدأت النشر في يناير 2012، وحبي للقراءة جعلني أثق في أنني سوف أقدم شيئا مختلفًا، وكان أول كتاب تحملت مسئولية نشره بالكامل هو رواية "في قلبي أنثى عبرية".

وفي الجلسة الثانية التي ضمت الكتاب، خالد الصفتي، وأشرف العشماوي، وشيرين هنائي وسالي عادل؛ حكى الكتاب خالد الصفتي إنه الوحيد الذي دخل المؤسسة العربية الحديثة بدون مسابقة حيث أن كل الكتاب الذين دخلوها كانوا عن طريق مسابقات، لكنه فوجئ بتواصل حمدي مصطفى معه وتأكيده على انه يريد نشر كتاب له، ومن هنا ظهرت سلسلة "فلاش" للنور. قال: "لم أسع لأن أكون مؤلفًا ولكن بفضل الله وفضل حمدي مصطفى ظهرت سلسلتي "فلاش" و"سماش" للوجود، وحققت نجاحات لم تحقق لأي كتاب في مصر".

فيما تحدث الروائي أشرف العشماوي عن رحلته مع الكتاب الأول، قائلا إنه كان يعمل بمكتب النائب العام وقتها، وحين انتهى من روايته الأول استمع لنصيحة من زميل له بعرضها على النائب العام، فاعترض على نشرها، فظل يكتب ولا ينشر، حتى أصبح رئيس نيابة.

وأضاف:" اجتمعت في ندوة مع انيس منصور وجلست بجواره، وانقطعت الكهرباء فحدثته عن روايتي فقال لي أرسلها إلى وكنت احمل معي نسخة في السيارة فقمت وأحضرتها ومنحتها له فطلب من سائقه أن يضعها في السيارة، وبعد 25 يوما وجدت اتصالا من مكتبه وتواصل معي أنيس منصور ليخبرني انني يجب ان أترك القضاء وأتفرغ للكتابة وأنني مشروع روائي قادم، وتواصل مع بعض الناشرين ليخبرهم بروايتي، وفعلا ذهبت وجلست مع بعضهم ولم أرتح لهم، حتى تواصل معي محمد رشاد وكان في ليبيا وقتها وقال لي:" إن لم تلتزم بكلمة مع أي ناشر فأنا أريد أن أنشر روايتك"، وجاء رشاد وبالفعل غير اسم الرواية لزمن الضباع ونشرت مع المصرية اللبنانية.

كما تحدثت سالي عادل عن أزمتها مع الكتاب الأول حين تواصلت مع بعض دور النشر وتعاقدت بالفعل على كتب لها ولكن كانت التدور تغلق أبوابها، ثم تواصلت بعدها مع أحمد المقدم مدير المؤسسة العربية الحديثة ونشرت أعمالها في روايات مصرية للجيب".

بدورها تحدثت الكاتبة شيرين هنائي عن روايتها الأولى وكيف كانت لها تجارب قبلها ولكنها باءت بالفشل إلى أن تقابلت مع هاني عبدالله بواسطة صديقة لها وكان عبدالله بالكاد يخطط لدار الرواق حتى أصدرت روايتها الأولى وكانت اول رواية تصدرها الدار أيضًا.

مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • "فخ العسل والموت".. حكايات نسائية فى بلاط صاحبة الجلالة
  • وزير الخارجية الإيراني:اليمن أثبت أنّه لا يحتاج لأي دعم وقادر على الصمود بنفسه
  • غزة - شهداء وجرحى في سلسلة غارات جوية إسرائيلية
  • من حكايات صفية زغلول!!
  • عراقجشي: اليمن أثبت أنّه لا يحتاج لاي دعم وقادر على الصمود بنفسه
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • المشتركة تكتب فصلا جديداً في معركة الصمود وتجهض وهم حكومة المنفى
  • كتاب إماراتي جديد يكشف حكايات كأس الخليج
  • صالون "روايات مصرية" يستضيف حكايات الكتاب الأول