سودانايل:
2024-12-26@14:28:09 GMT

عام من الحرب: أداء تقدم: النخبوي الأعور (3)

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

~~~~~~~~~~~~~~~~
جبير بولاد

.. في المقالة السابقة(2) ، كنا قد فصلنا في المحاور و المواقف التي افرزتها الحرب و لكن أكثر ما يدهش المرء في تلك المحاور و المواقف هو اصطفاف ثلة من الناس اصطلحنا عليهم في مقالنا ب(النخبويون الاعوريون ) و هذه ثلة رمت بكُلكلها في خانة حزب الجيش الذي يمثل الذراع الأمني و المسلح للاسلامويين مع مولوده الشائه( الدعم السريع ) و بقية أشلاء من حركات مسلحة لا يعرف الناس الا قاداتها المتحالفين مع الجيش مظنة تقسيم كعكة السلطة و الثروة بعد الانتصار المتوهم و هيهات.


.. ثلة (النخبويون الاعوريون) هي ثلة تتكيء علي ميراث أكاديمي يبرق من ثناياه ألقاب تسبق الأسماء في كل محفل و عرض إجتماعي مع حفنة من المعارف المتخطفة هنا و هناك يعلم المتحدث جيدا انها تخاطب واقعا في الغالب لم يجد الوقت و لا الترف لشم شميمها او بأستطاعته الربط بينها و واقعه .
.. هذه الُثلة هي موضوعنا اليوم، لأنها خانت الشعب و خانت ثورته و وضعت قلمها و صوتها مع صوت الباطل في معركة واضحة و جلّية، بل هي أم المعارك للشعب السوداني، و هي حُلمه في التحول المدني الديمقراطي الذي يقود الي بناء دولة العدالة و الحرية و المساواة، هذه الدولة التي من المستحيل أن تأتي عبر فوهة البنادق الخائنة و الغادرة المتصارعة الآن، لأن هذه البنادق كان كل تاريخها هو سفك الدم السوداني و هتك عرضه و تفتيت نسيجه الإجتماعي، أذاً هذا التاريخ الإجرامي مهما تكاثفت الأحداث فلن تنساه او تغفره الذاكرة السودانية .
.. هذه التواريخ الاجرامية للجيش و الكيانات و المليشيات التي تناسلت منه، عاشها معظم ثلة الاعوريون و يتذكرونها تماما، و لكن ما الذي يدعوهم لمُمالة أصحاب هذه التاريخ المخُزي و الرهان عليهم؟! انه الخلل البنيوي و النفسي لهذه الثلة و الذي إشرنا اليه في مقالتنا السابقة .
.. علي خلفية بواكير الدولة التي ورثناها من المستعمر، لم يكن التعليم و مؤسساته بتلك الوفرة النسبية التي نراها اليوم، فكان الذي يجد فرصة في التعليم في ذاك الوقت يعتبر من عظام المحظوظين و يتم تمييزه علي الفور في مجتمع بسيط و تتفشي فيه الأمية، هنا يصبح المتعلم مهما كانت اهتماماته افنديا ثم ما يلبث أن تتضخم ذاته حتي يحلم بحجز موقعه لقيادة هذا البلد الهامل، هذه النفسية و العقلية تضخمت حتي اصبحت محل تحاسد و تباغض ما زلنا ندفع ثمنه حتي الآن كشعب تجاه ثلة مريضة نفسيا و معتلة شخصيا للدرجة التي تضع المحافير في طريق اي سبل للخلاص لشعبها اذا لم يكن لها فيه نصيب و معظمهم متواضع القدرات و عاطل المواهب.
.. هذه الثلة( النخبويون الاعوريون ) كلفتنا كلفة عالية في تاريخنا السياسي الحديث و لديها مقدرة هائلة في (الإسهال ) الكتابي و الضجيج الصوتي مما يحدث ربكة عظيمة لدي المُتلقي و ليس لديها اي تأنيب للضمير حتي لو حُرق كل الوطن بمن فيه طالما هي تعيش حياتها المستقرة الهانئة في بلاد تنعم بالرفاه و الحريات و لم يتعلموا منها إلا شحذ ادواتهم لمزيدا من التمزيق و الفتك و البغض و التحاسد ضد كل من تسنم موقع لخدمة البلد .
.. نقول لهولاء hold on your dogs ، فلم يعد السودان كما كان و لن يكون، بعد اعظم درسين متلاحقين يعيشهم السودانيين الآن و هما ثورة ديسمبر المجيدة و هذه الحرب و الحرب برغم كل لعناتها فهي درس و تعباتها تمثل درس مُضاف.
.. سينتصر حلم السودانيين في دولتهم و ستقوم هذه البلاد يوما بعد أن تتعافي من كل أمراضها و سُحقا لأصحاب النفوس المريضة.
..نواصل

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم

قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.

 

وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.

 

وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.

 

وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.

 

"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.

 

وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.

 

وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

 

وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".

 

وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.

 

وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.

 

وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.

 


مقالات مشابهة

  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • بهذه الحسابات (..) فقد انتهت الحرب في السودان !
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير