من دير ياسين إلى قطاع غزة… مجازر صهيونية لا تتوقف
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
76 عاماً مرت على المجزرة التي ارتكبتها عصابات الإرهاب الصهيونية في قرية دير ياسين غرب مدينة القدس المحتلة، والتي يذكرها التاريخ كواحدة من أبشع جرائم التطهير العرقي، حيث راح ضحيتها 360 فلسطينياً، لكن آثارها الكارثية لم تقتصر على ذلك بل تسببت دمويتها ووحشيتها بتهجير آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم ليسلبها المستوطنون ويحلوا مكانهم.
قرابة الساعة الثالثة من فجر التاسع من نيسان عام 1948 هاجم القرية إرهابيو عصابة “الأرغون” التي كان يتزعمها مناحيم بيغن الذي تسلم رئاسة حكومة الاحتلال بين عامي 1977 و1983 وإرهابيو عصابة “شتيرن” بزعامة إسحق شامير الذي تسلم رئاسة حكومة الاحتلال بين عامي 1983 و1984 وعامي 1986 و1992.
تمت مداهمة القرية من جهتي الشرق والجنوب وأمام مقاومة أبنائها استعان الإرهابيون الصهاينة بتعزيزات من عصابتي “الهاغاناه” و”البالماخ” الذين أمطروا القرية بقذائف الهاون، ثم اقتحموها وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الفلسطينيين أطفالا وشبانا ونساء وشيوخا لتغرق القرية في بحر من الدم.
المجزرة الوحشية استمرت حتى ساعات الظهر فجرت خلالها العصابات الصهيونية البيوت وقتلت كل من يتحرك، ومثلت بجثامين الشهداء، وقبل الانسحاب من القرية قام الإرهابيون بجمع كل من بقي حياً من الفلسطينيين داخل القرية وأوقفوهم أمام الجدران وأطلقوا عليهم النيران وأعدموهم، فيما اقتادوا نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات، وطافوا بهم شوارع القدس ثم أعدموهم رميا بالرصاص.
المجزرة وقعت أمام أعين ومسامع قوات الانتداب البريطاني التي لم تتحرك لمنع العصابات الصهيونية من ارتكاب جريمتها، فيما منعت هذه العصابات المؤسسات الدولية بما فيها الصليب الأحمر من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.
العصابات الصهيونية استثمرت المجزرة لبث الرعب في سكان القرى الفلسطينية المجاورة الذين اضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى من فلسطين والدول المجاورة، وهو ما تفاخر به بيغين في أحد كتبه قائلاً: “لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار، وبضربة واحدة غيرنا الوضع الإستراتيجي”.
وفي صيف عام 1949 أقام مئات المستوطنين مستوطنة قرب قرية دير ياسين، وفي عام 1980 أقام الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة على أراضي القرية وأطلق أسماء العصابات الصهيونية على أماكن فيها.
ولأن اليوم أشبه بالأمس كان للإرهابي “عزرا ياشين” البالغ من العمر 95 عاماً والذي شارك في مذبحة دير ياسين الدور الدموي ذاته في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث تناقلت وسائل الإعلام مقاطع فيديو للإرهابي “ياشين” خلال مشاركته في تعبئة جنود جيش الاحتلال لاجتياح القطاع، داعياً إياهم لـ “محو أهالي القطاع من الوجود”.
مجزرة دير ياسين لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالاحتلال الإسرائيلي لم يوقف إرهابه يوماً وما زال يوغل في دم الشعب الفلسطيني ويرتكب المجزرة تلو الأخرى وأفظعها ما يشاهده العالم اليوم خلال حرب الإبادة في القطاع، والتي ارتكب الاحتلال فيها 2941 مجزرة راح ضحيتها 33207 شهداء و 75933 جريحاً معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 8 آلاف مفقود ودمار هائل حول القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة ينتشر فيها الموت والجوع والمرض والخوف.
آلام الفلسطينيين ودماؤهم النازفة.. بيوتهم المهدمة ومدنهم المدمرة.. اعتقالهم والتنكيل بهم.. تهجيرهم القسري، وغيرها من الجرائم اليومية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها منذ أكثر من سبعة عقود لم تحرك لدى الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي الحرص على الإنسانية أي وازع من ضمير لتوقف دعمها اللامحدود للاحتلال وإفشالها جهود المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية لوضع حدّ لجرائمه ومحاسبته عليها، ورغم ذلك يؤكد الفلسطينيون أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأنهم على العهد باقون وسيواصلون الدفاع عن الأرض حتى التحرير والعودة واستعادة جميع الحقوق.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: العصابات الصهیونیة دیر یاسین
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يزعم اغتيال المرافق الشخصي لـالسنوار
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، اغتيال محمد العمور، المرافق الشخصي لقائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، خلال غارة جوية استهدفته جنوبي قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في غزة منذ الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
وبحسب بيان جيش الاحتلال، فإن الاستهداف وقع خلال غارة دقيقة، زاعمًا أن العمور كان ضمن الدائرة المقربة من السنوار ومسؤولًا عن تأمين تحركاته، دون تقديم أدلة واضحة على استشهاده.
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال عن بدء عملية عسكرية واسعة في منطقة بيت حانون شمال القطاع، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو "ضرب البنى التحتية لحماس"، إضافةً إلى "توسيع المنطقة الأمنية الدفاعية"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الاحتلال لتبرير عمليات التوغل البري وفرض المزيد من السيطرة على المناطق الفلسطينية.
تأتي هذه التطورات وسط استمرار القصف العنيف على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث وثّقت مصادر محلية وقوع عشرات الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، استهدفت منازل مدنيين وأحياء سكنية، مما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، في ظل كارثة إنسانية خانقة نتيجة استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.
واصلت قوات الاحتلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة منذ أن استأنفته منذ نحو 6 أيام، مركزة عملياتها الدموية في مناطق واسعة من جنوب القطاع.
وتسببت سلسلة غارات ليلية دامية في استشهاد قرابة الـ20 شهيدا وعشرات الجرحى، في أعقاب استهداف منازل مأهولة وخيام للنازحين في أجزاء واسعة من خانيونس ورفح جنوب القطاع.
وطال القصف أحياء ومناطق "الياباني" والجنينة" وعبسان والمواصي في كل من خانيونس ورفح، إضافة إلى قصف مدفعي متواصل على مخيمي النصيرات والبريج وسط القطاع.
يأتي ذلك بينما تستفحل أزمة نقص الغذاء والماء في القطاع، بعد تعمد قوات الاحتلال إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، والمستلزمات الأساسية الأخرى المنقذة للحياة، لليوم الـ22 على التوالي.
وفي اليمن، شنت القوات الأمريكية ضربات جوية على مطار الحديدة الدولي في غرب البلاد ومحافظة مأرب، وفقًا لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، التي أفادت باستهداف المطار بثلاث غارات ومديرية مجزر بخمس غارات.
وتأتي هذه الهجمات ضمن حملة جوية أمريكية متواصلة ضد الحوثيين منذ نهاية الأسبوع الماضي، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات.