القدس المحتلة-سانا

76 عاماً مرت على المجزرة التي ارتكبتها عصابات الإرهاب الصهيونية في قرية دير ياسين غرب مدينة القدس المحتلة، والتي يذكرها التاريخ كواحدة من أبشع جرائم التطهير العرقي، حيث راح ضحيتها 360 فلسطينياً، لكن آثارها الكارثية لم تقتصر على ذلك بل تسببت دمويتها ووحشيتها بتهجير آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم ليسلبها المستوطنون ويحلوا مكانهم.

قرابة الساعة الثالثة من فجر التاسع من نيسان عام 1948 هاجم القرية إرهابيو عصابة “الأرغون” التي كان يتزعمها مناحيم بيغن الذي تسلم رئاسة حكومة الاحتلال بين عامي 1977 و1983 وإرهابيو عصابة “شتيرن” بزعامة إسحق شامير الذي تسلم رئاسة حكومة الاحتلال بين عامي 1983 و1984 وعامي 1986 و1992.

تمت مداهمة القرية من جهتي الشرق والجنوب وأمام مقاومة أبنائها استعان الإرهابيون الصهاينة بتعزيزات من عصابتي “الهاغاناه” و”البالماخ” الذين أمطروا القرية بقذائف الهاون، ثم اقتحموها وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الفلسطينيين أطفالا وشبانا ونساء وشيوخا لتغرق القرية في بحر من الدم.

المجزرة الوحشية استمرت حتى ساعات الظهر فجرت خلالها العصابات الصهيونية البيوت وقتلت كل من يتحرك، ومثلت بجثامين الشهداء، وقبل الانسحاب من القرية قام الإرهابيون بجمع كل من بقي حياً من الفلسطينيين داخل القرية وأوقفوهم أمام الجدران وأطلقوا عليهم النيران وأعدموهم، فيما اقتادوا نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات، وطافوا بهم شوارع القدس ثم أعدموهم رميا بالرصاص.

المجزرة وقعت أمام أعين ومسامع قوات الانتداب البريطاني التي لم تتحرك لمنع العصابات الصهيونية من ارتكاب جريمتها، فيما منعت هذه العصابات المؤسسات الدولية بما فيها الصليب الأحمر من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

العصابات الصهيونية استثمرت المجزرة لبث الرعب في سكان القرى الفلسطينية المجاورة الذين اضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى من فلسطين والدول المجاورة، وهو ما تفاخر به بيغين في أحد كتبه قائلاً: “لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار، وبضربة واحدة غيرنا الوضع الإستراتيجي”.

وفي صيف عام 1949 أقام مئات المستوطنين مستوطنة قرب قرية دير ياسين، وفي عام 1980 أقام الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة على أراضي القرية وأطلق أسماء العصابات الصهيونية على أماكن فيها.

ولأن اليوم أشبه بالأمس كان للإرهابي “عزرا ياشين” البالغ من العمر 95 عاماً والذي شارك في مذبحة دير ياسين الدور الدموي ذاته في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث تناقلت وسائل الإعلام مقاطع فيديو للإرهابي “ياشين” خلال مشاركته في تعبئة جنود جيش الاحتلال لاجتياح القطاع، داعياً إياهم لـ “محو أهالي القطاع من الوجود”.

مجزرة دير ياسين لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فالاحتلال الإسرائيلي لم يوقف إرهابه يوماً وما زال يوغل في دم الشعب الفلسطيني ويرتكب المجزرة تلو الأخرى وأفظعها ما يشاهده العالم اليوم خلال حرب الإبادة في القطاع، والتي ارتكب الاحتلال فيها 2941 مجزرة راح ضحيتها 33207 شهداء و 75933 جريحاً معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 8 آلاف مفقود ودمار هائل حول القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة ينتشر فيها الموت والجوع والمرض والخوف.

آلام الفلسطينيين ودماؤهم النازفة.. بيوتهم المهدمة ومدنهم المدمرة.. اعتقالهم والتنكيل بهم.. تهجيرهم القسري، وغيرها من الجرائم اليومية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها منذ أكثر من سبعة عقود لم تحرك لدى الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي الحرص على الإنسانية أي وازع من ضمير لتوقف دعمها اللامحدود للاحتلال وإفشالها جهود المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية لوضع حدّ لجرائمه ومحاسبته عليها، ورغم ذلك يؤكد الفلسطينيون أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأنهم على العهد باقون وسيواصلون الدفاع عن الأرض حتى التحرير والعودة واستعادة جميع الحقوق.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: العصابات الصهیونیة دیر یاسین

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي بغزة : الاحتلال يفاقم تجويع الأطفال في القطاع

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، الاثنين 28 أبريل 2025، إن الاحتلال الإسرائيلي يفاقم من معاناة الأطفال عبر سياسة تجويع ممنهجة وسط تفشٍ غير مسبوق لحالات سوء التغذية الحاد، مطالبًا العالم بالتدخل الفوري.

نص بيان الإعلام الحكومي في غزة

الاحتلال "الإسرائيلي" يُفاقم تجويع الأطفال في غزة وسط تفشٍ غير مسبوق لسوء التغذية الحاد ونطالب العالم بالتدخل الفوري

في ظل استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل همجي على قطاع غزة، تتفاقم معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث أدى الحصار الخانق والإغلاق المستمر للمعابر إلى تدهور كارثي في الأوضاع الصحية، وتفشي حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والرُّضع، حيث تجاوز عدد الحالات التي وصلت إلى ما تبقى من مستشفيات ومراكز طبية نتيجة سوء التغذية الحاد 65,000 حالة مرضية، من أصل 1.1 مليون طفل في قطاع غزة يعانون من الجوع اليومي.

إننا ندين بأشد العبارات هذه الجريمة المنظمة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين العزل وضد الأطفال على وجه الخصوص، مستخدماً سلاح التجويع والتعطيش كوسيلة حرب ممنهجة تستهدف قتل الحياة في قطاع غزة، في انتهاك فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وعن تعريض حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ للخطر الداهم بسبب نقص الغذاء والدواء والماء. كما نُحمّل المجتمع الدولي ومؤسساته مسؤولية الصمت عن هذه الجرائم وعدم اتخاذ خطوات رادعة لمحاسبة قادة الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يمارس انتهاكاته بشكل وحشي ومتواصل.

وفي هذا الإطار، نرحب بما أكدته المحكمة الدولية بشأن انتهاك الاحتلال "الإسرائيلي" للقانون الدولي عبر احتلاله للأراضي الفلسطينية، وتقويضه لحقوق شعبنا الفلسطيني. كما شددت المحكمة على أن الاحتلال "الإسرائيلي"، بصفته قوة احتلال، مُلزم بموجب اتفاقيات جنيف بتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين، بما يشمل الغذاء والماء والرعاية الصحية. إلا أن الاحتلال خالف هذه الالتزامات بشكل فاضح عبر فرض حصار خانق على قطاع غزة، أدى إلى كارثة إنسانية كبرى، ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتدمير واسع للبنية التحتية، إضافة إلى مواصلته إغلاق المعابر بشكل كامل منذ شهرين ومنعه إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الأساسية.

 وفي سياق هذه الكارثة الإنسانية فإننا نطالب بما يلي:

  فتح جميع المعابر بشكل فوري وعاجل ودون قيد أو شرط.
 إدخال المساعدات الإنسانية والمكملات الغذائية والطبية والأدوية، خصوصاً للأطفال والمرضى، بما يضمن إنقاذ الأرواح ووقف الانهيار الإنساني الكارثي.
 تحرك المجتمع الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب "الإسرائيليين" أمام المحاكم الدولية عقاباً لهم على جرائمهم المتعددة، خاصة استخدام جريمة التجويع والتعطيش كسلاح إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله.

شعبنا الفلسطيني الذي صمد أمام آلة الحرب والقتل لن ينكسر أمام هذا الاحتلال المجرم، وسيبقى متمسكاً بحقه في الحياة الكريمة والحرية والاستقلال.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بالصور: 51 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر الأحد ( أسماء) بالفيديو: 13 شهيدا في قصف إسرائيلي على خانيونس ودير البلح 51 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية الأكثر قراءة طقس فلسطين : أجواء خماسينية شديدة الحرارة يديعوت : رصف نصف محور موراج وهدف الجيش تدمير ما تبقى من رفح شاهد: شهداء وإصابات في ليلة صعبة على غزة - استهداف متعمد للآليات الثقيلة أسعار العملات في فلسطين - سعر صرف الدولار اليوم الثلاثاء عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • شهداء جدد.. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حصد أرواح الفلسطينيين
  • 144 شهيداً ومصاباً في جرائم صهيونية متواصلة بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
  • 21 شهيدا في غزة ودعوة أممية لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع
  • 164 شهيدا وجريحا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة
  • عداد الشهداء في غزة لا يتوقف والعالم يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية 
  • عشرات الشهداء في مجازر بغزة وتدمير مسجد بمخيم النصيرات
  • الإعلام الحكومي بغزة : الاحتلال يفاقم تجويع الأطفال في القطاع
  • الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في غزة / فيديو
  • فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف المجزرة الجارية في غزة