العالم يقرأ.. قائمة الكتب الأكثر مبيعًا بـ"نيويورك تايمز"
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحرص جريدة "البوابة نيوز" على تقديم لقرائها كل ما هو جديد فى الأدب العالمى، لذلك نستعرض خلال السطور التالية قائمة الكتب الأكثر مبيعًا فى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، حسبما أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
كتاب "الجيل القلق"
حصل كتاب "الجيل القلق" لـ جوناثان هايدت، على المرتبة الأولى من قائمة نيويورك تايمز، حيث تدور أحداثه حول تأثيرات الهاتف على الحياة المعاصرة بالنسبة للأطفال ومدى التأثير الذى يتركه على الصحة العقلية.
كتاب "عصر الثورات"
وجاء فى المرتبة الثانية كتاب عصر الثورات بواسطة فريد زكريا، ويستخلص الكاتب دروسًا لعصر الاستقطاب الحالي من هولندا خلال القرن السابع عشر والثورة الفرنسية والثورة الصناعية.
كتاب "الرجل"
جاءت فى المرتبة الثالثة، كتاب الرجل بواسطة ريبيكا كوين تصف نجمة WWE رحلتها من نشأتها الكاثوليكية في أيرلندا إلى نجاحها في حلبة المصارعة.
كتاب "الحصول عليها معا"
جاءت فى المرتبة الرابعة من قائمة نيويورك تايمز، كتاب الحصول عليها معا بواسطة جيسي واترز، وتدور حول تقديم مضيف قناة فوكس نيوز رأيه في بعض الأشخاص الذين تختلف آراؤهم السياسية عن وجهات نظره.
كتاب "قراءة الدستور"
جاءت فى المرتبة الخامسة والأخيرة من قائمة نيويورك تايمز، كتاب قراءة الدستور بواسطة ستيفن براير، ويعرض أحد القضاة المساعدين السابقين في المحكمة العليا فلسفته في تفسير الدستور.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قائمة الاكثر مبيعا صحيفة نيويورك تايمز العالم يقرأ الأدب العالمي اخبار الثقافة نیویورک تایمز فى المرتبة
إقرأ أيضاً:
كيف سيطرت الأيديولوجيا على عمل الصحفيين الإسرائيليين؟ قراءة في كتاب
الكتاب: أيديولوجيا الصحفيين الإسرائيليينالكاتب: فايز أبو رزق
الناشر: أرفلون للترجمة والطباعة، مصر، عام 2024م
عدد الصفحات: 300 صفحة
تعالج دراسة فايز أبو رزق نموذجا من الصحفيين الإسرائيليين وطرق التعامل مع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وكيف سيطرت الأيديولوجيا الدينية والعرقية والسياسية والعسكرية على كل بثه الإعلامي المرئي والمسموع، فالإعلام أهم أدوات الدول في السلم والحرب، وتزداد أهميته مع التقدم التكنولوجي وعصر الذكاء الاصطناعي الذي بتنا نلمسه اليوم، فقد تطور الإعلام الرقمي والدبلوماسية الرقمية؛ ليصبح مشاركا فاعلا في صياغة سياسات واستراتيجيات الدول، وعلى المستوى الفلسطيني أصبح الإعلام الرقمي والدبلوماسية الرقيمة مساحة من مساحات الاشتباك في قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شاركت فيها الصحافة الإسرائيلية بكل قوة، فأطل المتحدثون والإعلاميون الإسرائيليون على كل بيت عربي عبر الشاشات العربية التي سمحت باستضافتهم، وقبلت بالسردية الإسرائيلية من باب الرأي والرأي الأخرى، بعد اتفاقيات التطبيع.
لعل أخطر أشكال التطبيع هو التطبيع الثقافي الذي اختراق العقول، وبدل أفكار البعض ممن قبل بالطرح الإسرائيلي، كما يشير الكاتب في مقدمته عبر عمليات الاقتباس دون التحري من مدى مصداقية المعلومة" نقل المعلومات "النسخ ـ اللصق" عن المراسلين الإسرائيليين والتفاعل مع كتاباتهم، سواء من قبل المواطن العربي العادي، أو الجهات الإعلامية العربية المتخصصة، تحول بعض الصحفيين الإسرائيليين من مغمورين في المجتمع الإسرائيلي إلى مشهورين في المجتمعات العربية عامة والفلسطينية خاصة".
يضيف أبو رزق: كثيراً ما نسمع المراسلين الإسرائيليين يتحدثون اللغة العربية أو يلبسون "الكيبا ـ القلنسوة"، فالمشاهد العربي يريد أن يعرف من هؤلاء؟ ومن أين أتوا؟ وماذا يريدون من المتلقي العربي؟ وماذا يجري معهم في فلسطين؟ هكذا فعلت الفضائيات العربية..
العديد من الصحفيين الإسرائيليين ضربوا بعرض الحائط أخلاقيات ومبادئ مهنة الصحافة كافة، وحمل هؤلاء الصحفيون على كاهلهم مهمة تزييف الحقائق والتحريض الممنهج ضد الفلسطينيين، واختلاق سردية فلسطينية مشوهة، وتحول غالبيتهم إلى شركة علاقات عامة تحرض ضد الآخر من جهة، وتبرر وتجمل الجرائم السياسية والعسكرية الإسرائيلية من جهة أخرى.
تكمن أهمية هذه الدراسة النوعية بمضمونها وتفاصيلها، أنها تمنح القارئ العربي حقائق حول أولئك الصحفيين الإسرائيليين، وكيفية تعاطيهم مع القضية الفلسطينية، والصراع العربي ـ الإٍسرائيلي، فهم أكثر من يسوقون للرواية الإسرائيلية، ويحاولون بكل ما يمتلكون من ماكنة إعلامية وتمويل، تزييف الرواية الفلسطينية وشطب لسرديتها في عقول شعوب العالم.تضمنت منهجية الكاتب في معالجته للصحفيين الإسرائيليين عدة محاور أهمها: الخلفيات العسكرية والاجتماعية والتوجهات السياسية للمراسلين الإسرائيليين، ومدى تأثيرهم في صناعة القرار، وأبرز ما اعترض الكاتب من صعوبات ندرة المعلومات المنشورة عن الخلفيات العسكرية لبعض المراسلين الذين أدّوا خدمتهم في الوحدات السرية بالجيش الإسرائيلي، ولُطخت أياديهم بدماء فلسطينية وعربية، لذلك يتجاهلون الحديث عن سنوات خدمتهم في الجيش الإسرائيلي.
احتوت الدراسة على نحو أربعين صحفيا من مختلف التوجهات الإسرائيلية من اليمين الإسرائيلي، فقد أوضح الكاتب في دراسته مدى تأثر تحليل الخطاب الإعلامي لأولئك الصحفيين بأيديولوجيتهم وانتمائهم، وخلفيتهم العرقية، والفكرية، والعقائدية، وكيف تماهى ذلك مع تحليلهم لقضايا الساعة، وليس سرا أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي وصورة الفلسطيني وشيطنة مقاومته هو أحد الأساليب التي اتبعتها الصحافة المسموعة والمرئية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكل ما يصدر هو نتاج المؤسسة العسكرية الموجهة للإعلام الإسرائيلي، فقد اتضح خلال حرب طوفان الأقصى أن جميع من ظهر عبر الفضائيات ليسوا بإعلاميين بقدر ما كانوا أعضاء كتيبة عسكرية بالدرجة الأولى، بعيدة كل البعد عن قواعد العمل الصحفي الحر المعمول به.
ومن أشهر الصحفيين الذين تناولهم أبو رزق الكاتب الإسرائيلي أشورات كوتلر، أمير بوخبوط، إيدي كوهين، تسيفي يحزكيلي، جدعون ليفي، وعن اختياره للصحفيين يقول الكاتب: "بداية قمنا بجمع قائمة تشمل 100 صحفي إسرائيلي للكتابة عنهم، بعيدا عن اللجوء إلى الانتقائية، فلم يكن اختيارنا للقائمة عشوائيا، بل من خلال متابعتنا على مدار ما يزيد عن عشرين عاما من عملنا الإعلامي العديد من كتابات هؤلاء المراسلين، ثم ركزنا الدراسة على الصحفيين الأكثر تأثيرا وشهرة في إسرائيل حسب استطلاعات الرأي في الدولة العبرية"، وضم هذا الجزء صحفيين وصحفيات من مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية الكبرى (يمنيين ويساريين وشرقيين وغربيين ومتدينين ومستوطنين).
الصفحي آفي سخاروف:
ذو الأصول الكردستانية، يعمل منتجا، وكاتبا، وصحافيا، ومراسلا ومحللا، ومحاضرا مختصا بالشأن الفلسطيني، أدى الخدمة في الجيش الإسرائيلي مقاتلا في وحدة المستعربين الخاصة "دوفدفان" عام 1991م، بدأ عمله الإعلامي في صوت إسرائيل باللغة العبرية "ريشيت بيت" عام 2000م، ثم كاتباً ومحللاً للشؤون العربية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومع بداية الأزمة المالية في صحيفة هآرتس عام2013م، انتقل للعمل في موقع واللا نيوز العبري لشؤون الشرق الأوسط، وعمل في الموقع الالكتروني، وقدم برنامجا أسبوعيا في إذاعة الجيش الإسرائيلي، ومحاضرا للتاريخ الفلسطيني المعاصر في جامعة تل أبيب.
يوضح الكاتب سخاروف تربح من عمله الصحفي مبلغا يقدر بـ 25 مليون دولار في صفقة واحدة، حين كتب سخاروف بالشراكة مع (ليؤر راز) الضابط السابق في الوحدات الإسرائيلية الخاصة، مسلسل "فوضى" الإسرائيلي الذي أنتجته شبكة الكوابل التلفزيونية الإسرائيلية(YES)، وقامت، فيما بعد، شركة نيتفليكس (Netflix) الأمريكية بشراء الأجزاء 2،3،4 من المسلسل عام 2017م، حتى عام 2022م، وقد عمل هذا المسلسل على تشويه الفلسطينيين، ووصمهم بأبشع الصفات، حين ركز على إنسانية الوحدات الإسرائيلية الخاصة "المستعربين" وتبرير جرائمهم، بينما وصف المسلسل مقاومة الاحتلال بالإرهاب، والفلسطينيين بالمجرمين السفاحين."
يقول الكاتب عن المسلسل: "يعتقد من يشاهده في البداية أنه محايد نوعا ما، فبعض المشاهد تركز على ما يوصف قانونيا وأخلاقيا بأنه أخطاء وعنف ترتكبه قوات الاحتلال ضد أعدائهم بالإضافة إلى التركيز على الأمر نفسه بالنسبة للفلسطينيين عموما، وللمقاومة خصوصا على مستوى التنظيم والأفراد المنتمين لها"، وفي تفسيره لاسم المسلسل فوضى، التي هي كلمة عربية وليست عبرية، ويقابلها بالعبرية "بلجان" أو "برداك"، وهي وصف لحالة الفوضى التي تنشأ عن فشل الوحدة الخاصة في الاستمرار بالتنكر داخل ساحة المعركة وسط الفلسطينيين، بسبب انكشافهم من قبل المواطنين أو المقاومة، فيصبح الوضع فوضوي، لذلك تم الاتفاق على كلمة السر، وهو أن ينادي أحد المستعربين "فوضى".
كما يشير الكاتب أنه في شهر أبريل من العام 2023م، كشفت شبكة SHOW TIME أنها ستقوم بعرض مسلسل (أشباح بيروت) من أربع حلقات، قام بكتابته سخاروف وشريكه ليؤر راز، ويتناول المسلسل قصة اغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني، "عماد مغنية"، الذي اغتيل أثناء تواجده في سوريا عام 2008م.
لسخاروف مؤلفات عديدة "الحرب السابعة.. كيف انتصرنا؟ ولماذا خسرنا في الحرب مع الفلسطينيين؟" عام 2004م، وكتبه سخاروف بالشراكة مع عاموس هارئيل، المراسل العسكري في صحيفة هآرتس، ويتناول الكتاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" عام 2000م، يشتمل على 400 صفحة موزعة على 14 فصلا متسلسلة وفق ترتيب كرونولوجي، شرح الكتاب كيفية "انتصار الإسرائيليين في الحرب مع الفلسطينيين وأسباب خسارتهم لها"، مركزا على أخطاء القادة الإسرائيليين في السياسة والأمن، وعلى عمليات التصفية الإسرائيلية، حيث لعبت دوراً مهماً في دفع حركة "فتح" إلى تصعيد مقاومتها، وإلى تكثيف استخدامها لسلاح الاستشهاديين داخل الخط الأخضر، لا سيما بعد اغتيال الدكتور ثابت ثابت، وقائد كتائب شهداء الاقصى رائد الكرمي.
أما سبب تسمية عنوان الكتاب بالحرب السابعة يقول سخاروف: "يختلف الطرفان على تسمية الجولة الراهنة من المواجهة، فالفلسطينيون يسمونها (الانتفاضة الثانية) فيما يعرفها الإسرائيليون بـ (المد والجزر) فقمنا باختيار الرقم سبعة لها باعتبارها الحرب السابعة منذ العام 1948م".
الصحفي أفيشاي بن حاييم:
ذو الأصول المغربية، صاحب أيديولوجية دينية حاصل على درجة الدكتوراه، عنوانها الحاخام الإسرائيلي عوفاديا يوسيف، شديد العداوة للفلسطينيين الذي أفتى مرات عديدة بقتل الشعب الفلسطيني، يسكن بن حاييم في مستوطنة "هار ألدار" المقامة على أراضي قرية بيت سوريك التي تبعد 12 كم من الشمال الغربي لمدينة القدس.
عمل في صحيفة معاريف مراسلا مختصا لشؤون الأحزاب الدينية الحريدية اليهودية في إسرائيل، وحزب شاس الإسرائيلي خصوصاً، قدم بالتوازي برنامجا دينيا في الفترة الصباحية من بث القناة الثانية، ثم عمل في القناة العاشرة محللا لشؤون الأحزاب الحريدية عام 2010م، وهو من أجرى المقابلة مع القاتل "عامي بوبر" منفذ مجزرة "عيون قارة ـ الأحد الأسود" عام 1990م، الذي راح ضحيتها سبعة عمال من قطاع غزة.
مازال بن حاييم يعمل في (القناة 13 ـ القناة 10 سابقا)، ويقدم برنامجا في إذاعة الجيش الإسرائيلي، فهو يميني متشدد، ورغم اتهامه اليهود الغربيين "الاشكنازيين" بظلم اليهود الشرقيين "السفارديم"، إلا أنه من المدافعين عن بنيامين نتنياهو (ذو الأصول الاشكنازية)، دعمه المستميت هذا نتنياهو ووصفه بأنه رمز إسرائيلي، أفقد بن حاييم الكثير من المصداقية في الشارع الإسرائيلي.
يعد بن حاييم من أشد المعارضين لخطة "ارئيل شارون" في الانسحاب وتفكيك مستوطنات قطاع غزة عام 2005م، وخلال مقابلة معه يقول بن حاييم عام 2011م، "إن أحد أسباب عملية إجلاء المستوطنات من قطاع غزة كان تأديب وترويض الصهيونية الدينية في إسرائيل"!!.
عام 2018م، وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" دافع بن حاييم عن اتهامات الفساد وتلقي الرشوة التي وجهت في حينه لوزير الداخلية الإسرائيلي "ارييه درعي"، مشيراً أنه "لو تحققتم في أموال درعي لن تجدوا شيكلا واحدا، لم يقم بالعمل من أجله منذ كان يبلغ العاشرة من العمر، كان يجمع الزجاجات الفارغة ويبيعها من أجل مساعدة والديه"!، كما فسر كثرة ملفات الفساد الخاصة بأعضاء في حركة شاس، ذلك "يعني أن شاس هي الأكثر اضطهادا في إسرائيل، وليس الأكثر فسادا".
من مؤلفات بن حاييم "إسرائيل الثانية.. البشرى السارة والظلم المر" الصادر عام 2022م، وإسرائيل الثانية هي تسمية إسرائيلية قديمة كانت تطلق في ستينيات القرن الماضي على اليهود السفاراديم (الشرقيين)، أما إسرائيل الأولى فهي تسمية كانت تطلق على شرائح اليهود القدامى الذين ساهموا في إقامة إسرائيل وإدارة شؤونها في العقود الأولى، وتشير هذه التسمية إلى اليهود الإشكناز (الغربيين) أو اليهود الذين سكنوا فلسطين قبل 1948م، وفي كتابه هذا يطلق بن حاييم تسمية إسرائيل الثانية على الليكوديين الشرقيين ويصفهم بضحايا المؤسسة النخبوية، الذين يعتبرون نتنياهو سندهم في الضائقة؛ ولذلك عليهم دعمه بشكل ثابت، ووفقا بن حاييم، فإن التاريخ الإسرائيلي ليس سوى صراع بين إسرائيل "الأولى" و"الثانية"، حيث يرى أن إسرائيل الأولى (النخبة الاشكنازية القديمة) هي القوة الكبرى المسيطرة على القضاء والإعلام.
الصحفي إيهود يعاري:
كاتب ومحلل سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، تعود أصول عائلة يعاري لمملكة يهود الخزر. تزوج للمرة الأولى من حواء "حافا" التي عملت موظفة في بنك لئومي الإسرائيلي، التي اعتقلت 1985م مع صديقة لها بتهمة قتل وسرقة حساب بنكي بقيمة 50 ألف دولار للسائحة اليهودية "ميلا ماليفسكي"، وحكم عليها بالسجن المؤبد.
يعاري هذا حاصل على درجة الماجستير من جامعة تل أبيب في دراسات الشرق الأوسط في عام 1968م، عمل مساعدا لمنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق "وزارة الجيش"، كما عمل في صحيفة دافار الإسرائيلية، فإذاعة الجيش الإسرائيلي محللا للشؤون العربية، وأصبح عام 1975م، محللاً سياسيا في القناة الإسرائيلية الأولى.
كما عمل في المجال الأكاديمي حيث أصبح باحثا عام 1987م، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الداعم للسياسات الامريكية والمواقف والمصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط، نشر وكتب وقدم العديد من الأعمدة والمقالات في بعض الصحف الأجنبية، منها: نيويورك تايمز، واشنطن بوست، وال ستريت جورنال، اتلنتيك...
يعمل يعاري حاليا 2023م، في القناة 12 الإسرائيلية، يعتبر يعاري المقرب من الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل، معروفا بتقاريره وتحليلاته المعادية للعرب وللفلسطينيين، وكان يبدي كراهية شديدة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، واتهمه بإعطاء التعليمات شخصيا لقتل إسرائيليين، فقد كان يظهر معارضته الشديدة لاتفاقيات أوسلو.
عندما وقعت إسرائيل والمملكة الأردنية عام 2016م، على اتفاقية لشراء الغاز الطبيعي لمدة 15 عاما من إسرائيل، ابتداء من عام 2020م، خرج مئات الشبان في مسيرات احتجاج في شوارع عمان للمطالبة بإلغاء اتفاق شراء الغاز الإسرائيليّ للمملكة الهاشمية، ردا على تلك الاحتجاجات، بمقالاً بتاريخ 5-11-2016م، عنوانه "تعارضون صفقة الغاز؟ توقفوا عن الشرب من إسرائيل"، يضيف أبو رزق:" عندما يتم فتح صنبور في العاصمة الاردنية يتلقون مياه قادمة من إسرائيل، بالمجمل حوالي 55 مليون متر مكعب سنويًا، لم يعطوا هذه الحقيقة حقها في النشر، لكن حان الوقت لتذكيرهم بها".
الصحفي بن كاسبيت:
صحفي ومراسل ومقدم برامج وكاتب ومحلل سياسي، أصوله من بلغاريا، أدى خدمته الإلزامية في الجيش الإسرائيلي ليصبح قائد دبابة في سلاح المدرعات بين الأعوام (79-1982)، عمل مقدما ومحاورا في عدد من الإذاعات العبرية مثل إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهل" وإذاعة اف ام (103)، وفي القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، وعمل أيضا في موقع الأخبار الأمريكي "المونيتور".
أخطر أشكال التطبيع هو التطبيع الثقافي الذي اختراق العقول، وبدل أفكار البعض ممن قبل بالطرح الإسرائيلي، كما يشير الكاتب في مقدمته عبر عمليات الاقتباس دون التحري من مدى مصداقية المعلومة" نقل المعلومات "النسخ ـ اللصق" عن المراسلين الإسرائيليين والتفاعل مع كتاباتهم، سواء من قبل المواطن العربي العادي، أو الجهات الإعلامية العربية المتخصصة، تحول بعض الصحفيين الإسرائيليين من مغمورين في المجتمع الإسرائيلي إلى مشهورين في المجتمعات العربية عامة والفلسطينية خاصة".نشر بن كاسبيت عام 2006م، مقالاً بعنوان "هل تسمع يا أحمد؟" يوضح فيه لأعضاء الكنيست العرب المسموح والممنوع في إسرائيل، وفي المقال وصف كاسبيت الأعضاء العرب بأنهم أشرار وطابور خامس وسموم ينبغي سجنهم أو طردهم أو ترحيلهم.
بعد ما فصل من عمله عام 2012 في صحفية معاريف، أسس صحيفة "نهاية الأسبوع" في هذا العام وقعت حادثة في سجن "ريمون" الإسرائيلي حيث قام معتقل فلسطيني بضرب سجان إسرائيلي احتجاجا على عمليات التفتيش المذلة التي يتعرض لها أهالي الأسرى خلال توجههم لزيارة أبنائهم في السجن، فكتب بن كاسبيت مقالا في الملحق الأسبوعي لصحيفة معاريف، وصف فيه الأسرى الفلسطينيين بأنهم "يسمنون كالخنازير وينعمون بكل النعم، وتصيبهم التخمة، ويحظون بزيارات مكثفة، ويمكنهم أيضا تنفيذ عمليات تخريبية من داخل السجن الإسرائيلي، وفي النهاية يقومون بضرب الشرطة"
خلال عمله الإعلامي أثار بن كاسبيت الكثير من الجدل في إسرائيل حيث يعترف في إحدى المقابلات الشخصية معه: أنه يميني ومن مؤيدي حزب الليكود، ولكن على الرغم من ذلك، فإن بن كاسبيت من أشد منتقدي "بنيامين نتنياهو" الذي تولى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من مرة، بل وأصدر عن سياسة نتنياهو كتابين.
عام 2017م، قبلت محكمة إسرائيلية في القدس، الالتماس الذي قدمه الصحفي بن كاسبيت، وحددت أنه سيطلب من بلدية القدس الكشف عن نطاق عمل زوجة رئيس الحكومة سارة نتنياهو كأخصائية نفسية للأطفال، واحتجت سارة نتنياهو والبلدية التي كان يرأسها نير بركات المقرب من نتنياهو على ذلك، وادعوا أن كشف المعلومات يشكل تهديدا أمنيا على زوجة رئيس الوزراء وانتهاكا لخصوصيتها.
بينما رفع بنيامين نتنياهو عام 2018م دعوى قضائية ضد "بن كاسبيت" يطالبه فيها بدفع مبلغ بقيمة (200,000) شيكل بحجة نشره تقريرًا كاذبًا ضده، وكان بن كاسبيت قد نشر خبرا، مفاده أن نتنياهو أمر بمنح فائدة تقاعدية بقيمة 6 ملايين شيكل إلى المستشار القانوني للكنيست إيال ينون، قبل فترة وجيزة من موعد استقالته من منصبه.
آراؤه وتوجهاته:
يقول الكاتب: "بن كاسبيت من الشخصيات التي اهتمت بقضايا حكومته، ولكن عندما يتعلق الأمر بالآخر، فإنه يرمي كل القوانين والأخلاقيات وراء ظهره، ويظهر الوجه البشع في تعامله مع قضايا الفلسطينيين"، فعلق على خبر اعتقال الفتاة الفلسطينية "عهد التميمي" (16 عاما) ومقاومتها للجنود الإسرائيليين أثناء محاولة اعتقالها في قرية النبي صالح عام 2017م، بمقال نشرته صحيفة معاريف دعا فيه بعبارات ضمنية، وتحريضية، إلى قتل التميمي، قائلاً "يجب أخذ ثمن إذلال جنودنا في فرص أخرى، أي في مكان مظلم لا يوجد به أحد، ولا كاميرات"، وبفعل هذا التحريض تم اعتقال التميمي ووالدتها والحكم عليهما بالسجن لمدة 8 أشهر.
من مؤلفاته نتنياهو.. سيرة حياة الصادر عام 2018م، يحاول بن كاسبيت في كتابه الإجابة عن عدة تساؤلات تُثار في إسرائيل والعالم حول سطوة نتنياهو، الذي يعد من الكتب الأكثر مبيعا في إسرائيل لعدة أعوام؛ إذ بيعت منه "70000" ألف نسخة حتى منتصف العام 2021م، لتضمنه أسرار عن حياة نتنياهو غير معروفة حتى لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
يكشف الكتاب عن أن رئيس جهاز "الموساد" الأسبق مئير داغان، كان يرى في نتنياهو خطرًا وجوديًا على إسرائيل، "فمئير داغان الذي شارك في كل حروب إسرائيل، لم يجد أن خطرًا وجوديًا أحدق بإسرائيل في تلك الحروب، مثلما يشكل نتنياهو خطرًا عليها، لأنه رأى في نتنياهو شخصًا غير قادر على اتخاذ قرارات، وعندما يتخذ قرارات، ويرسل مقاتلي الموساد لتنفيذ مهام خطرة فإنه لا يتحمل المسؤولية".
كما يكشف كتاب بن كاسبيت أن نتنياهو كان وراء الاحتجاجات والمظاهرات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسحاق رابين، بهدف إسقاطه بعد توقيع اتفاق "أوسلو" مع الجانب الفلسطيني برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
الصحفي بوعز جولان:
جولان من مدينة "كريات آتا" التي تقع شرقي مدينة حيفا، التي أسست على أنقاض بلدة كفر عطا الفلسطينية كمستوطنة وتحولت فيما بعد إلى مدينة.
نشأ جولان في بيت من التيار الديني الصهيوني؛ لذلك التحق بمدارس دينية لتعلم التوراة والشرائع اليهودية، والعقائد الدينية، ودرس الإعلام خلال المرحلة الثانوية في مركز "بني عكيفا نحاليم الديني" فقط، فلا تعادل الشهادة من هذا المركز الدراسات الأكاديمية المتعارف عليها.
خدم جولان في الجيش الإسرائيلي في وحدة "جفعاتي"، في لبنان وفي قطاع غزة، ويقول في مقابلة شخصية: إن الخدمة العسكرية في قطاع غزة غيّرت أفكاره، وأظهرت له أن "العدو غير معنى بالسلام"، مع نهاية خدمته العسكرية أسس صحيفة أسبوعية دينية أطلق عليها مسمى "علهاه"، مختصة بالشؤون الرياضية، ثم أنشأ عام 2012م الموقع الإخباري (0404) والاسم يرمز لمقدمة الهاتف في مدينة حيفا، ومازال مديرا للموقع حتى الآن.
عام 2018م، عمل محررا رئيسا لنشرات الأخبار في القناة (20) وهي قناة تلفزيونية إسرائيلية يمينية، إلى مسمى (الآن 14) "Now 14". ومازال جولان يعمل في القناة مقدما لعدة برامج ومنها البرنامج "أربع مع بوعز جولان".
عام 2020م، وقع جولان في حدث سبب له إحراجا كبيرا بين وسائل الإعلام والصحفيين الإسرائيليين، حيث كتب جولان على الفيسبوك، أنه حصل على شهادة ودرع تكريم من ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي تقديرا لأعماله "السرية والعلنية"، وأرفق جولان صورة للشهادة والدرع اللذين حملا شعار الجيش والعلم الإسرائيلي، الذي حصل عليه من ضابط صغير.
يقول أبو رزق: "لا تنبع أهمية الصحفي جولان من التحقيقات التي قام بها أو الفضائح التي كشفها أو الجوائز التي فاز بها، بل تنبع من منصبه كمؤسس ومالك موقع إخباري الكتروني، لا يعدم الوسيلة كل يوم في التحريض على الفلسطينيين. ومقالاته التي ينشرها عبر موقعه الإخباري 0404، تقطر تحريضا وكراهية ضد الفلسطينيين"، حتى أنه اعترف في مقابلة صحفية: "أنا أعمل وفق أجندة، ولا أخجل من القول: أنا يميني التوجه، ومع أرض إسرائيل الكاملة، ومع التوراة والشرائع اليهودية، وأدعم جنود جيش الدفاع".
قصة موقع جولان الإخباري (0404) (04-مقدمة الهاتف في منطقة شمال فلسطين المحتلة)، موقع مغمور إسرائيليا مشهور فلسطينيا، معروف عن الموقع تبريره لسياسات جيش الاحتلال وتمجيده لجنود الاحتلال الذين يقتلون الفلسطينيين (المخربين)، كما أنه لا ينقل أيضا الأخبار الحصرية.
خلال الحرب الإسرائيلية على غزة "الرصاص المصبوب" عام 2014م، ارتفع بشكل كبير عدد متابعي موقع 0404، حيث كان ينشر تحديثات عن الحرب إلى جانب الصور وأحيانا فيديوهات، وبدأت المواقع الفلسطينية بترجمة أخبار حصرية، والموقع مشهور بألفاظه العنصرية ضد العرب الفلسطينيين، فهو يطلق وصف إرهابي على أي فلسطيني يلقي الحجارة على دوريات الاحتلال، بالإضافة لذلك يحرض من خلال أخباره وتحليلاته على قتل الفلسطينيين.
عام 2017م، أضحى الموقع بحسب صحيفة غلوبس الإسرائيلية، رابع أهم موقع إخباري الكتروني في إسرائيل. كتب جولان عام 2020م، وجهة نظر تحريضية على قتل الفلسطينيين تحت عنوان: "لهذا السبب يُقتل جنودنا بالحجارة، ماذا يجري لنا؟"
فكتب يقول: "لماذا ينجح "المخربون" في إصابة جنود الجيش الإسرائيلي، ولماذا يُقتل الجنود في الهجمات بالحجارة؟ السبب الحقيقي يجب أن يُقال ويُعرض، المخربون لم يعودوا يخشون جنودنا، هم يقتربون منهم، يلقون عليهم الحجارة والقطع الخشبية، والزجاجات، ودون خوف من أن يصيبهم أي من الجنود، سياسة الجبن، وسياسة عدم الرد لأسباب ضعيفة، وعدم الرغبة في خلق مواجهات، هذا الموقف هو السبب لكل ما سيقع من عمليات في المستقبل.
عام 2023م، كتب جولان عدة سطور على موقع 0404، طالب فيها باستيلاء الجيش الإسرائيلي على بيوت "المخربين" وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، بالإضافة إلى جمع أفراد العائلة ووضعهم في باص ورميهم خارج الحدود. وختم جولان بالقول "هكذا يتم تقليص الإرهاب".
بحسب متابعات الكاتب، في يناير من العام 2023م، بلغ عدد المعجبين بصفحة الموقع باللغة العبرية، على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك (٦٤٩٬٤١٢) معجب، وتابع الصفحة (٧٢٩٬٧٧٦) متابع. فيقول جولان: "عن نسب زيارة موقعه، بأنه يزور الموقع الإخباري وصفحاته على مواقع التواصل، حوالي 800,000 متصفح يومياً
ختاماً يمكن القول: لا رقابة صحفية في إسرائيل قانونية يمكن أن توقف ما يجري على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا وازع أخلاقي أو إنساني يمنعهم من مباركة إبادة شعب بأكمله على مدار عام، فجميعهم مدافعين عما ارتكبه جيش الاحتلال من مجازر وتطهير عرقي منظم؛ لذلك فأولئك جزء لا يتجزأ من المنظومة الاستعمارية في فلسطين، فالإعلام استغل أيما استغلال للترويج للمشروع الصهيوني، وما تعرض له مواطنوه في العالم، فكان أداة من أدوات هذه الدولة لاستمرار هذا المشروع الإحلالي، وتبرير أفعاله وجرائمه.
تكمن أهمية هذه الدراسة النوعية بمضمونها وتفاصيلها، أنها تمنح القارئ العربي حقائق حول أولئك الصحفيين الإسرائيليين، وكيفية تعاطيهم مع القضية الفلسطينية، والصراع العربي ـ الإٍسرائيلي، فهم أكثر من يسوقون للرواية الإسرائيلية، ويحاولون بكل ما يمتلكون من ماكنة إعلامية وتمويل، تزييف الرواية الفلسطينية وشطب لسرديتها في عقول شعوب العالم.
فهذا الكتاب هام لكل من يعمل في الحقل الإعلامي والسياسي، بل وكل متابع للشأن الفلسطيني، وحتى المواطن العادي، الذي قد تعتريه أحيانا لحظات بقبول الرواية الإسرائيلية المزيفة والترويج لها دون دراية، وتمكن أهمية هذه الدراسة بأنها تكاد تكون الأولى التي جمع فيها سير وتوجهات الصحفيين الإسرائيليين، وعالجت أراءهم وتوجهات، وخلفيتهم العسكرية.