صحيفة المرصد الليبية:
2025-03-18@20:45:36 GMT

في ذكرى “أم المجازر”

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

في ذكرى “أم المجازر”

فلسطين – تعد مجزرة دير ياسين التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من قبل العصابات المسلحة الصهيونية في 9 أبريل عام 1948 واحدة من أكثر المجازر وحشية ما يجعلها ترقى إلى أن تكون بمرتبة “أم المجازر”.

منفذو تلك المذبحة يصفهم جاك دي رينييه، رئيس بعثة الصليب الأحمر في القدس، وكان أول أجنبي تمكن من الوصل إلى القرية المنكوبة في 11 أبريل 1948، على الرغم من نصائح وتهديدات الهاغاناه والوكالة اليهودية المبطنة بالعدول عن ذلك، بقوله: “جميع المقاتلين رجالا ونساء، كانوا شبابا، بعضهم مراهقين.

كانوا جميعا مدججين بالسلاح بالمسدسات والمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية والسكاكين الطويلة. كانت معظم السكاكين ملطخة بالدماء. من الواضح أن هذه كانت فرقة إبادة للقضاء على الناجين الجرحى، وقد أدوا مهمتهم بشكل لا تشوبه شائبة”.

قرية دير ياسين كانت تقع بضواحي القدس على تلة يبلغ ارتفاعها 800 متر، وكانت محاطة بست مستعمرات صهيونية، أقربها تسمى “جفعات شاؤول”، وبالتالي كانت القرية محاصرة ولا يربطها بالعالم الخارجي سوى طريق ترابي وحيد يؤدي إلى القدس يقع شمال الوادي ويمر بهذه المستعمرة.

عدد سكان القرية حينها كان يقدر ما بين 400 إلى 600 شخص، يعيشون في 144 منزلا، وكان أكثر من نصف مساحة القرية التي تقدر بـ 2700 دونم، زراعية.

كان سكان دير ياسين يعيشون في قلق ورعب في الأسابيع التي سبقت المجزرة، على الرغم من أن شيوخهم كانوا وقعوا ميثاق عدم اعتداء مع مستوطنة جفعات شاؤول في يناير 1948. استعد الرجال في تلك الأيام المضطربة وانتظموا في نوبات للحراسة بما توفر من بنادق قديمة من الحرب العالمية الأولى، وذخيرة قليلة.

بعد احتلال قوات الهاغاناه بلدة القسطل، اتخذ قرار بالهجوم على دير ياسين. المراسلات بين زعماء العصابات الصهيونية المسلحة تشير إلى أن قادة تنظيمات الإرغون وشتيرن ” ليحي” والهاغاناة اتفقوا على استهداف القرية، وأن مصيرها قد تقرر في عملية تنفذ في ساعات الفجر الأولى  يوم الجمعة 9 أبريل.

بدأت العملية التنظيمات الصهيونية الثلاثة تحت اسم “الوحدة” في الساعة 04:30. استيقظ سكان دير ياسين فزعين على أصوات مكبرات الصوت وهي تأمرهم بمغادرة القرية. وحين خرج الأهالي من منازلهم بدأت المجزرة.

هاجم مسلحو الإرغون دير ياسين من الجنوب الشرقي، وانطلق مسلحو شتيرن من شرقها فيما تولى مسلحو الهاغاناه قصف القرية الفلسطينية المسالمة بقذائف الهاون.

حراس دير ياسين حاولوا الدفاع عن أهاليهم وبيوتهم وقاتلوا المهاجمين بشجاعة، ما أجبر المهاجمين على استدعاء تعزيزات من الهاغاناه. رجال القرية قاتلوا بأسلحتهم البدائية إلى أن نفذت ذخيرتهم.

بطريقة بشعة ووحشية قتل عدد كبير من سكان دير ياسين. تم تفجير منازل القرية بالديناميت وألقيت الجثث في الآبار. ضابط في استخبارات البلماح “الوكالة اليهودية”، يدعى  مئير سطل، كان كُلف من قبل قيادة الهاغاناه بمراقبة العملية وكتابة تقرير عنها، أفاد بأن المجزرة “التي نفذها الإرغون وشتيرن”، كانت عشوائية ولم يسلم منها أحد.

أعلن الصهاينة أنهم قتلوا في دير ياسين 245 عربيا، وتناقلت وسائل الإعلام هذه الحصيلة، فيما أكدت مصادر حديثة أن المجزرة أسفر عنها مقتل حوالي 120 من الرجال والنساء والأطفال، وأن القتلة بالغوا في عدد الضحايا لنشر الرعب بين الفلسطينيين ودفعهم إلى الرحيل عن بيوتهم وقراهم.

ضابط الهاغاناه السابق، العقيد مئير باعل، ذكر في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت نشر بتاريخ 4 أبريل 1972، وكان ذلك بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي أن رجال الإرغون وشتيرن خرجوا من مخابئهم في مرحلة من الهجوم وشرعوا في “تنظيف المنازل. أطلقوا النار على كل من رأوه، من بينهم نساء وأطفال، ولم يحاول القادة وقف المجزرة …. ناشدت القائد أن يأمر رجاله بوقف إطلاق النار، لكن من دون جدوى. في غضون ذلك تم تحميل 25 عربيا على شاحنة ونقلوا عبر ماهن يهودا وزخرون يوسف. في نهاية الرحلة، تم نقلهم إلى المحجر بين دير ياسين وجفعات شاؤول، وقتلوا بدم بارد”.

تلك الوحشية التي فاقت كل الحدود في دير ياسين كان الهدف منها إجبار سكان القرى الفلسطينية الأخرى على النجاة بحياتهم والفرار بعيدا خوفا من مصير مماثل. العصابات المسلحة الصهيونية انتقلت بعد دير ياسين من قرية إلى أخرى وهي تأمر سكانها الفلسطينيين بأن يغادروا “أو يلاقوا مصير دير ياسين”.

يظهر هذا الأمر بجلاء في كتاب مناحيم بيغن “الثورة”. القيادي الصهيوني الذي أصبح لاحقا رئيسا للوزراء كتب يقول: “ساعدتنا مذبحة دير ياسين، مع مثيلات أخرى، على تطهير أراضي من 650 ألف عربي. لو لم تكن هناك هذه المعركة، لما كانت هناك إسرائيل”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: دیر یاسین

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعود للحرب.. ارتفاع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في غزة

ارتفع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 200 شهيد في غارات جوية فجر وصباح اليوم الثلاثاء بعد توقف استمر نحو شهرين.

وأفادت مصادر طبية بوصول عشرات الشهداء والمصابين إثر قصف إسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفاد الدفاع المدني بغزة أن "طواقمنا تواجه صعوبات كبيرة في العمل نتيجة الغارات المتزامنة على مناطق عدة بالقطاع".

كما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن نحو 205 شهداء ارتقوا وأصيب عشرات في غارات إسرائيلية على مناطق واسعة في قطاع غزة، كما وصل عشرات المصابين لمستشفى العودة بتل الزعتر بمخيم جباليا جراء استهداف منازل شمال قطاع غزة

واستأنفت المدفعية الإسرائيلية قصفها للمناطق الغربية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية على منازل وخيام للنازحين في قطاع غزة

وقصفت المدفعية الإسرائيلية الفخاري وخزاعة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة

بدورها جرّمت حركة حماس العدوان الإسرائيلي وقالت "نحمل نتنياهو المجرم والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة".

وأكدت الحركة أن نتنياهو وحكومته يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار ويعرضون الأسرى بغزة لمصير مجهول

ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتحمل مسؤوليتهما في دعم شعبنا وكسر الحصار على غزة

من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي: إعلان مجرم الحرب نتنياهو وحكومته استئناف العدوان بقطاع غزة إمعان بارتكاب مزيد من المجازر
وأضافت في بيان لها "نتنياهو أفشل عامدا كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار"

المصدر : الجزيرة
 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند نتنياهو يعود للحرب.. ارتفاع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في غزة بيان عاجل من حماس بشأن استئناف الاحتلال عدوانه على غزة أجمل كلام عن ليلة القدر فوائد فيتامين سي للعروس قبل الزفاف بثلاث أشهر عاجل| الاحتلال يستأنف الحرب على غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًبعد اجتماع فرقة BTS في حفل مؤخرًا.. غياب جديد حتى عام 2025

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تفاعل واسع مع احتفال والدة آسر ياسين بنجاح “قلبي ومفتاحه”
  • نتنياهو يعود للحرب.. ارتفاع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في غزة
  • زوجته كانت بتغير من نجوى فؤاد.. قصة حقيقية بحياة إسماعيل ياسين
  • عبد الرحمن المطيري يشيد بالإنجازات التي حققها لاعبو ولاعبات الكويت في الأولمبياد الخاص “تورينو 2025”
  • «الداخلية» تحتفي بيوم الطفل الإماراتي في القرية العالمية
  • "الداخلية" تحتفل بيوم الطفل الإماراتي في القرية العالمية بدبي
  • هكذا نسج الاحتلال الإسرائيلي رواية كاذبة لتبرير مجزرة بيت لاهيا
  • حكومة غزة: الاحتلال نسج رواية كاذبة لتبرير مجزرة بيت لاهيا
  • رئيس الجمهورية يخالف الحقيقة التي تؤكد “إن إيران من قصفت حلبجة بالكيمياوي وليس العراق”
  • بالفيديو.. شاهد هلع وخوف و “جرسة” الفنان السوداني عبد العزيز القلع من “ثعبان” الصحفي “دندش” وكيف كانت ردة فعله عندما طالبه الأخير بلمسه