في قاعات أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم، يتجول خمسة موظفون جدد أملا في توفير تجربة سفر خالية من التوتر للركاب الذي يعانون من رهاب السفر.

الموظفون الخمسة الجدد في مطار إسطنبول ليسوا سوى مجموعة من الكلاب المتأهبة دائما لتقديم الدعم من خلال منح فرصة لعناقها وتدليك بطونها وتقبيلها.

التقت الأسوشيتد برس مع كوكي وأليتا، وهما اثنتان من الكلاب المشاركة في هذا المشروع التجريبي الجديد للمطار صديق الحيوانات الأليفة.

وتهدف التجرية إلى تخفيف توتر وقلق المسافرين.

كل الكلاب المشاركة في البرنامج كلاب معتمدة ومدربة بشكل احترافي لعلاج قلق وتوتر البشر.

ودخل فريق الكلاب الخدمة في المطار أواخر فبراير، بعد أشهر من الإعداد والتدريب المكثف، بما في ذلك إزالة التحسس تجاه المحفزات الخارجية المشتتة للانتباه، مثل الأصوات والأشخاص.

وقال قادر دميرطاش، مدير خدمة العملاء في مطار إسطنبول "علينا أن نتأكد من أنها آمنة ومتكيفة بنسبة 100 بالمائة مع جميع البيئات".

تعمل قائدة الفريق كوكي، التي تنتمي إلى فصيلة لاغوتو رومانيولو، وهي سلالة كلاب إيطالية، بجد لإرضاء المسافرين، ولكنها تحب فترات الراحة أيضا.

وقال الطبيب البيطري للفريق، فولكان أرسلان "إنها ( الكلاب) تتجول في المطار بقيادة مدربيها المسؤولين أيضا عن رعايتهم".

الكلاب موظفون في المطار يرتدون شارات وزيا رسميا، لديهم جدول زمني محدد ويعملون خلال ساعات ذروة السفر، من العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء.

قال فولكان غول، مدرب الكلبة أليتا "نحن دائما محاطون بأشخاص يداعبونها باستمرار"، مضيفا أن ذلك يساعدهم على الاسترخاء.

وقال مسؤولو المطار إن لديهم بالفعل خططا لتوسيع المشروع التجريبي بعد ردود الفعل الإيجابية الأولية من المسافرين.

فمثلا قالت سفيتلانا، المسافرة الروسية "هذا شيء عظيم. أشعر بالقلق من السفر بالطائرات... أما الكلاب فتخفف التوتر وتثير مشاعر رقيقة".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

عزيزي المشاهد.. أنت مُرَاقب أيضاً

علي عبد الرحمن

أخبار ذات صلة «النخلة المباركة» ثمرتي السينمائية الأولى سردية الاغتراب «الأنا والآخر في مرايا روايات الهجرة»

تسير المخرجة الأميركية الشابة إيشانا نايت شيامالان، على خطى والدها، وتقدم في فيلمها «المراقبون» عملاً سينمائياً يدمج بين الإثارة النفسية والرعب الوجودي، عن رواية «إيه. إم. شاين»، حول مجموعة من الغرباء الذين يجدون أنفسهم محاصرين في مكان منعزل، تحت تهديد قوى غامضة تراقبهم، بأسلوب بصري مكثف وموسيقى تصاعدية، في رحلة مليئة بالتوتر والخوف، متجاوزاً الرعب التقليدي.
تدور الأحداث في منزل وسط غابة كثيفة، يجد أربعة أشخاص أنفسهم في حالة من العزلة التامة، وتتفاقم الأمور عندما يدركون أنهم ليسوا وحدهم، ومراقبون من كيانات غير مرئية تطاردهم، ويتجاوز التهديد الغامض الخطر ليصبح تجسيداً لمخاوفهم النفسية العميقة.
تأخذ الحبكة مشاهد الفيلم في رحلة من التوتر والخوف، في تصاعد متواصل للأحداث، يظهر من خلال التفاعل بين الشخصيات والظروف المحيطة، ما يجعل المشاهدين يشعرون بأنهم جزء من التجربة، وتتعامل الحبكة مع موضوعات مثل الخوف من المجهول والعزلة، وتكشف عن كيفية تأثير هذه المشاعر الإنسانية.
الفيلم يتجاوز الحدود التقليدية للرعب من خلال التركيز على الجانب النفسي، مع استعراض تأثير المراقبة المستمرة على الشخصيات وكيفية تعاملهم مع التهديد غير المرئي، ويساهم هذا التناول العميق للرعب النفسي في جعل الفيلم تجربة سينمائية تغوص في أعماق النفس البشرية. 
تجسيد الرعب
يتألق طاقم العمل بأداء قوي، ويقدم الممثلون تجسيداً عميقاً للشخصيات وصراعاتها وأبعادها النفسية المعقدة، التي تتناسب مع طبيعة الرعب النفسي الذي يعيشونه، فيما تعكس الممثلة الأميركية داكوتا فانينغ، التي تلعب الدور الرئيس، الصراع الداخلي والخوف بواقعية وعمق، مما يعزز من مصداقية القصة. ويعزز هذا الأداء من تجسيد الرعب النفسي، ويعكس هذا التفاعل بين الشخصيات والأحداث بشكل واضح مدى تأثير الرعب على النفس البشرية، كما ساهم في جعل الفيلم أكثر إثارة وتعقيداً، مما يجعله تجربة سينمائية تثير التأمل والتفكير.
تميز الفيلم بإخراج دقيق، يظهر قدرة مخرجته على استخدام الإضاءة والزوايا لخلق إحساس دائم بالقلق والتوتر، واعتمد التصوير السينمائي بشكل كبير على الإضاءة الخافتة والظلال لخلق جو مظلم وكئيب، يعزز الشعور بالتهديد الغامض الذي يحيط بالشخصيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الزوايا غير التقليدية واللقطات القريبة، ساهم في تعزيز حالة التوتر، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه مراقب من الكائنات الغامضة نفسها التي تراقب شخصيات الفيلم، هذه التفاصيل البصرية أضافت طبقة إضافية من العمق إلى تجربة المشاهدة، حيث تصبح الصورة وسيلة لاستكشاف الفلسفة الكامنة وراء القصة.
الإغلاق والغموض
اختلفت نهاية فيلم «المراقبون» بشكل ملحوظ عن نهاية الرواية الأصلية للكاتب إيه. إم. شاين، رغم أن كليهما يتشاركان في الجوهر الفلسفي والمواضيع الرئيسية المتعلقة بالخوف والمراقبة.
في الرواية، تميل النهاية إلى تقديم نوع من الإغلاق، حيث يكشف الكاتب عن الطبيعة الحقيقية للمراقبين والدوافع التي تقف وراء أفعالهم، وتنتهي الرواية بنبرة تجمع بين الرعب والإثارة، لكنها تمنح القراء بعض الإجابات حول مصير الشخصيات والغموض المحيط بهم، ورغم كونها مظلمة ومعقدة، إلا أنها تقدم نوعاً من التفسير أو الفهم للأحداث التي مرت بها الشخصيات، مما يمنح القراء شعوراً بالإشباع الأدبي والفكري. بينما يتبنى الفيلم نهاية مفتوحة، تثير التساؤلات أكثر مما تقدم إجابات.
فلسفة الغموض 
يقول الناقد الفني أحمد شعراني، إن الاختلاف الرئيس بين نهايتي الرواية والفيلم يكمن في تعامل كل منهما مع مفهوم الغموض والإجابات، بينما تسعى الرواية إلى تقديم نوع من التفسير والتوضيح، وفضّل الفيلم إبقاء الأمور غامضة ومفتوحة، ما أضاف بعداً فلسفياً أعمق إلى تجربة المشاهدة، هذا التباين عكس اختلافاً في الرؤية الفنية بين المؤلف والمخرجة، حيث اختارت الأخيرة أن تترك الجمهور مع أسئلة أكثر من الإجابات، مما عزز الشعور بالرهبة وعدم اليقين.
وأثنى شعراني على الفيلم لقدرته على الجمع بين عناصر الرعب والإثارة مع الطرح الفلسفي، مما جعله تجربة سينمائية متميزة وذات عمق، وأن النهاية المفتوحة تركت مجالاً للتأويل الشخصي وتدفع المشاهد للتفكير فيما وراء الأحداث وما تعنيه الكائنات المراقبة في سياق أعمق.
وأوضحت الاختصاصية النفسية أميرة ألبير، أن «المراقبون» يستعرض ستة أبعاد نفسية معقدة تعمق تجربة الرعب النفسي والفلسفي، مما يجعله أكثر من مجرد فيلم رعب تقليدي، تبدأ هذه الأبعاد بـ«الخوف من المجهول»، أحد المحاور الرئيسة، مما يبرز عمق القلق الناتج عن عدم معرفة ما يهددهم، هذا الخوف يعكس القلق الوجودي الأساسي الذي يعاني منه الإنسان عند مواجهة أمور لا يمكن فهمها أو السيطرة عليها.
والمفهوم الثاني «القلق الوجودي»، الذي يظهر من خلال شعور الشخوص بالعزلة والانفصال عن العالم الخارجي، والتهديد المستمر من الكيانات غير المرئية، هذا القلق يجسد حالة عدم الأمان والخوف من العزلة التي يعاني منها الأفراد، مما يعزز تأثير الرعب النفسي.
أما «الترقب والمراقبة»، فيزيد شعور الشخصيات بعدم الراحة والقلق، ويظهر تأثير المراقبة المستمرة على النفس البشرية، وكيف تؤدي إلى تأجيج المخاوف الداخلية وتعميق مشاعر القلق.
وفيما يتعلق بـ«صراع الهوية»، تتفاعل الشخصيات مع الضغوط النفسية بطرق متعددة، مما يظهر كيفية تأثير الرعب والخوف على الهوية الداخلية للفرد، هذا الصراع يطرح تساؤلات حول ماهية الذات وكيفية مواجهتها في أوقات الأزمات.

مقالات مشابهة

  • البرلماني صابري ينتقد إلغاء "لارام" حجوزات المسافرين مطالبا بـ"ضمان الحق في السفر في المواعيد المحددة"
  • وفد آبل يقترح على السوداني تسجيل هواتف الشركة في العراق
  • «العربية أبوظبي» تطلق خدمة إتمام إجراءات السفر من المنزل
  • مطار ماتالا راجاباكسا: واحدة من أغرب المطارات في العالم
  • المطار الأكثر هدوءا في العالم يستقبل 7 ركاب يوميا.. لسبب غريب
  • سطيف.. وفاة شاب في اصطدام حافلة لنقل المسافرين ودراجة نارية
  • عزيزي المشاهد.. أنت مُرَاقب أيضاً
  • أكادير: كلاب ضالة تثير غضب الساكنة .فهل من متدخل؟‎
  • بعد اتهامات "أكل الكلاب".. تصريحات ترامب تُرعب مهاجري هايتي
  • بعد سرقة رواتبهم .. شاهد الحوثيون يجبرون موظفون على الزحف على صدورهم عمدا لإهانتهم (فيديو)