حملة اعتقالات واسعة استهدفت ناشطين سياسيين وأفرادا من عائلاتهم
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
الخرطوم، القدس العربي: نفذت الأجهزة الأمنية السودانية حملة اعتقالات واسعة استهدفت سياسيين وناشطين في المجتمع المدني في ولايات شرق وجنوب شرق البلاد.
وشنت قوة عسكرية تابعة للجيش حملة مداهمات لمنازل أكثر من 20 من الناشطين والسياسيين وهاجمت دور أحزاب سياسية في مدينة سنجة جنوب شرق السودان.
وفي محلية الفاو شرقي السودان، اعتقلت الأجهزة الأمنية عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمة القومي بولاية القضارف نصر الدين حسين عمر.
وندد الحزب الشيوعي السوداني بالاعتقالات والانتهاكات التي طالت المدنيين بمدينة سنجة، معتبرا حملات الأجهزة الأمنية ضد الفاعلين المدنيين «سلوكا همجيا» غير مبرر.
وأشار إلى أن مدينة سنجة تشهد منذ الأحد حملة اعتقالات ومداهمات شرسة استهدفت ناشطين مدنيين وسياسيين، متهما قوة تابعة للجيش بالتعدي على مكاتب عدد من الأحزاب السياسية بينها الحزب الشيوعي.
واستنكر اعتقال عضو الحزب الشيوعي سيف عبد الباقي جِديد، وناشطين من غرف الطوارئ ولجان المقاومة والمجتمع المدني، وعدد من أفراد أسر بعض الناشطين.
وقال إن الحملة التي تشنها السلطات في مدينة سنجة ما تزال متواصلة، محذرة من أن استهداف الناشطين السياسيين يجافي كل القوانين والأعراف.
ولفت إلى أن تلك الممارسات والانتهاكات الجسيمة في حق المدنيين من اعتقالات تعسفية وانتهاك لحرمات المنازل والتعدي على الحريات السياسية والمدنية تسببت في إشاعة الذعر والهلع بين المواطنين وترويع الآمنين.
وطالب السلطات بإطلاق سراح جميع المعتقلين فورا، وحمّل الجيش مسؤولية سلامتهم.
وامتدت حملة الاعتقالات إلى الولايات الشرقية، حيث أعلن حزب الأمة القومي أمس الاثنين عن قيام الاستخبارات العسكرية باعتقال عضو المكتب التنفيذي للحزب بولاية القضارف ونائب الأمين العام للحزب بمحلية الفاو، نصر الدين حسين عمر من مكان عمله.
وقال إن الاستخبارات نفذت عملية الاعتقال باستخدام العنف، متهما إياها بضرب عضو الحزب والتنكيل به فضلا عن تفتيش منزله وإتلاف محتوياته دون أي مبرر.
ولفت إلى أن عضو الحزب هو موظف حكومي في محطة مياه الفاو ولا علاقة له بأي طرف من أطراف الحرب.
وأعتبر اعتقال «حسين» بأنه يشكل مواصلة لعمليات الاعتقال التي استهدفت كوادر الحزب في عدد من الولايات، وهم ما زالوا رهن الاعتقال.
وأدان حزب الأمة القومي ما اعتبره استهدافا من جانب الاستخبارات العسكرية للمدنيين والسياسيين والعاملين في المجال الإنساني والناشطين في غرف الطوارئ والأطباء والرافضين للحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وحمّل الاستخبارات العسكرية بولاية القضارف المسؤولية الكاملة عن سلامة عضو الحزب المعتقل مطالبا بإطلاق سراحه وكل المعتقلين.
وطالب قيادة القوات المسلحة بوقف ممارسات الاستخبارات العسكرية والعناصر الأمنية التابعة لها ضد المدنيين العزل، الذين لا علاقة لهم بالحرب وأطرافها.
وقال إن انتهاكات أطراف الحرب المستمرة ضد المدنيين تؤكد على انعدام المشروعية الدينية والأخلاقية لها، مؤكدا على ضرورة تضامن جميع السودانيين من أجل وقفها وتجنيب البلاد نتائجها الكارثية.
وفي أعقاب اندلاع حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منتصف أبريل/ نيسان الماضي، تراجع العمل السياسي في البلاد، بينما تصاعدت المعارك في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور والجزيرة وكردفان وغيرها من المناطق.
وتصاعدت حملات الاعتقال وتقييد الحريات المدنية، حيث اعتقلت قوات الجيش والدعم السريع عددا من الناشطين السياسيين والمدنيين وأوقفت عددا من الفعاليات السياسية فضلا عن اقتحام مقرات الأحزاب في عدد من الولايات.
والأسبوع الماضي، أصدرت النيابة السودانية أوامر قبض بحق رئيس الوزراء السوداني (السابق)عبد الله حمدوك وعدد من قادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية موجهة لهم اتهامات بتقويض النظام الدستوري والتحريض والقيام الجرائم الموجهة ضد الدولة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
على الصعيد الميداني، تشهد المناطق شرق ولاية الجزيرة معارك محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تتقدم قوة من الجيش في محاولة لاستعادة الولاية الواقعة وسط البلاد.
وقال المتحدث باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قواته كبدت قافلة من قوات الجيش والحركات المسلحة خسائر فادحة على تخوم منطقة الفاو بولاية القضارف، واستولت على أعداد كبيرة من العتاد الحربي يتضمن67 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وتم حرق نحو عشرين عربة أخرى، وتدمير دبابتين والاستيلاء على 3 دبابات أخرى.
وأعلنت لجان مقاومة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في المحور الشرقي للولاية أدت إلى سقوط قتيلين من مواطني قرية الشريف يعقوب بسبب تطاير الشظايا.
ودعت جميع المواطنين إلى الابتعاد عن مناطق الاشتباكات قدر الإمكان حفاظاً على حياتهم.
كذلك قصف سلاح الجو مواقع لقوات الدعم السريع في المناطق المتاخمة لسلاح المدرعات التابع للجيش جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
وتجددت المعارك في شمال دارفور، حيث قصف طيران الجيش عدة مناطق في محيط مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ردت عليها قوات الدعم السريع بمضادات الطائرات.
والسبت حذرت حركات مسلحة في إقليم دارفور من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وتسيطر قوات الدعم السريع منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على أربعة من أصل خمس ولايات في الإقليم الواقع غرب البلاد.
وفي وقت تقترب الحرب السودانية من إكمال عامها الأول، قال المبعوثان الخاصان إلى السودان، وممثلو فرنسا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك بعد اجتماعهم في أوسلو النرويجية، إن المؤتمر الإنساني المزمع عقده في باريس، الأسبوع المقبل، يمثل فرصة مهمة لمعالجة فجوة التمويل الإنساني ويمنح الاستجابة الإقليمية والدولية زخما أكبر.
ودعا البيان الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال والموافقة فورا على وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدا ترحيب المبعوثين باستئناف المحادثات المقترح في جدة خلال الشهر الجاري.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاستخبارات العسکریة قوات الدعم السریع بولایة القضارف عضو الحزب
إقرأ أيضاً:
الإعلان عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان
السودان – وقعت قوات الدعم السريع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” بالأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية، وفق ما أفاد سياسيان سودانيان لرويترز.
والسياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، هم من الموقعين على الميثاق، ومن بين الموقعين على الميثاق أيضا عبد العزيز الحلو، وهو رئيس “الحركة الشعبية- شمال” التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان “النهج العلماني” وفق وكالة “رويترز”.
ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق.
وقال إدريس وهو مسؤول سابق، ورئيس “الجبهة الثورية السودانية” إن “تشكيل الحكومة سيعلن من داخل البلاد في الأيام المقبلة”.
ووفقا لنص الميثاق، اتفق الموقعون على أن السودان يجب أن يكون “دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية بجيش وطني واحد” لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار بالوجود.
وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة “عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب، وهي المهام التي لم تتمكن الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان من تحقيقها”.
وجاء التوقيع على الميثاق خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي.
وأثارت استضافة كينيا لهذا الحدث تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.
وفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع المتهمة بـ”ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق” في السودان.
وأدت الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم.
ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد بسبب استمرار الصراع الدائر منذ 20 شهرا، وفق تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
المصدر: رويترز