قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام في تطور نوعي غير مسبوق، ببلورة متكاملة للرؤية المطلوبة لحل أزمة غزة، وذلك من خلال مقال مُشترك مع كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تناول المقال تحديدًا واضحًا للأسس اللازمة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأوضح اللواء الدويري -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، أن أهمية هذا المقال تنبع من أنه قد اشتمل على نقطتين رئيستين، الأولى أن من صاغ هذا المقال هم ثلاث من أهم قيادات دول العالم المنخرطة في أزمة غزة وخاصة كل من مصر والأردن اللتين تعتبران القضية الفلسطينية جزءًا رئيسيًا في أمنهما القومي، بالإضافة إلى الدور الإيجابي والنشط الذي تلعبه فرنسا على المستوى الدولي، أما النقطة الثانية فتتمثل في توقيت المقال الذي تم نشره في سياق المفاوضات المكثفة الجارية التي تستهدف الوصول إلى الهدنة الإنسانية.

وأضاف: "القيادات الثلاث أكدت أن حل أزمة غزة لابد أن يشمل ثلاثة محاور رئيسية، الأول يتضمن الإجراءات العاجلة المطلوب تنفيذها على الفور، واشتمل المحور الثاني على الخطوات الواجب اتخاذها في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، والتي ستؤدي في النهاية إلى التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية، أما المحور الثالث فقد تضمن مجموعة من المبادئ الأساسية التي يجب على الجميع احترامها والالتزام بها".

وتابع أنه فيما يتعلق بالإجراءات العاجلة فقد ركز المقال على دعم المفاوضات التي تتوسط فيها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن والمحتجزين، وكذلك التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2728 الداعي للوقف الدائم لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وأكمل أن المقال حذر من العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية الذي سوف يؤدي إلى التهجير الجماعي وتصعيد التوتر الإقليمي، بجانب الحاجة الملحة إلى زيادة هائلة في توفير وإمداد المساعدات الإنسانية، وكذلك مطالبة إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات من خلال جميع نقاط العبور، وهي ملتزمة بذلك وكذا وصولها إلى شمال القطاع.

ونوه إلى أن المقال تحدث عن تكثيف الجهود من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية للسكان في غزة بالتنسيق مع منظومة الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين، وكذا دعوة الأطراف الفاعلة إلى الامتناع عن أي عمل تصعيدي لتجنب التداعيات الإقليمية، ووقف جميع التدابير الأحادية الجانب بما في ذلك النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ومصادرة الأراضي.

وأما بالنسبة للإجراءات الآجلة.. فقد نوه اللواء الدويري، بأن المقال أبرز الحاجة إلى استعادة الأمل في السلام والأمن للجميع في المنطقة وخاصة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع التأكيد على تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق حل الدولتين بشكل فعال، وتحقيق السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقاً للقانون الدولي، علاوة على أهمية قيام مجلس الأمن بدور حاسم في إعادة فتح أفق السلام بشكل حاسم.

وفيما يتعلق بالمبادئ الرئيسية التي يجب على الجميع الالتزام بها.. قال اللواء الدويري إن المقال سلط الضوء في هذا الصدد على إنهاء الحرب في قطاع غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببها، وأن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن تجلب السلام للمنطقة، بجانب حث جميع الأطراف على الالتزام بالقرارات الدولية مع الاحترام المتساوي لجميع الأرواح وإدانة جميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الإنساني والدولي، وأن حماية المدنيين تعد التزاماً قانونياً لجميع الأطراف.

وأضاف أن المقال شدد في هذا الشأن على الدور الذي تقوم به وكالات الأمم المتحدة بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والجهات الإنسانية الفاعلة، مع ضرورة حماية العاملين بها وإدانة قتل العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وكذا احترام الوضع التاريخي والقانوني الراهن للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأكد اللواء محمد إبراهيم، أن هذه الرؤية الواقعية التي استهدفت الخروج من المستنقع الحالي تعد بلا شك بمثابة رسالة واضحة موجهة لإسرائيل بأن الوقت قد حان من أجل إنهاء هذه الأزمة التي تتصاعد تأثيراتها الإقليمية، وأن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتجاوب مع كافة المطالب الدولية لحل الأزمة دون إبطاء.

ورأى أن تلك الرؤية هي رسالة موجهة أيضاً إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن بأن عليهم التحرك العاجل لإنقاذ الأمن والسلم العالمي، حيث إن استمرار هذه الأزمة في ظل هذا الإقليم المضطرب سوف تؤدي إلى نتائج كارثية سوف تؤثر سلبًا على مصالح جميع الأطراف.

واختتم اللواء محمد إبراهيم تصريحاته، بأن الرئيس السيسي كان حريصًا على أن يتضمن هذا المقال كافة المواقف التي تتبناها القيادة السياسية ليس فقط في مجال أزمة غزة أو حل القضية الفلسطينية، ولكن أيضاً بالنسبة للرؤية المصرية الشاملة لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضاًالإمارات وقبرص تبحثان جهود الاستجابة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة

الجمهورية: الجهود المصرية لا تتوقف لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الاحتلال الأردن الاحتلال الإسرائيلي فرنسا غزة الجهود المصرية وقف إطلاق النار في غزة الأزمة في غزة اللواء محمد أن المقال أزمة غزة

إقرأ أيضاً:

كاتبة أميركية: اعتقال خليل أكبر تهديد لحرية التعبير منذ الرعب الأحمر

حذّر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز من أن اعتقال السلطات الأميركية الفلسطيني محمود خليل، وإلغاء بطاقته الخضراء وتأشيرته الطلابية بسبب دعمه فلسطين، تهديد خطير لحرية التعبير.

واعتقل ضباط الهجرة خليل، السبت، إثر نشاطاته المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا السنة الماضية، وكان قد واجه صعوبات في إكمال إجراءات تخرجه سابقا للسبب ذاته، وفق المقال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس أبعدت نتنياهو لمدرجات المتفرجينlist 2 of 2صحف عالمية: قرار إسرائيل العسكري معقد وتحرير الأسرى بالحرب غير واقعيend of list

وأكد المقال أن أمر الاعتقال جاء في إطار حملة يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب شنها على طلبة الجامعة الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية المناصرة لغزة.

"الرعب الأحمر"

وشبهت كاتبة العمود في الصحيفة ميشيل غولدبرغ الحملة بما حصل في حقبة "الرعب الأحمر" بالخمسينيات، عندما استُخدمت المخاوف من الشيوعية لتبرير عمليات تطهير سياسي واسعة النطاق.

وأشارت الكاتبة إلى أن الطلاب المؤيدين لفلسطين مكروهون في البلاد، تماما كما كان اليساريون مكروهين في فترة الرعب الأحمر، إذ تم تنبيه حوالي 13 مليون من حاملي البطاقة الخضراء في الولايات المتحدة -بما في ذلك الطلاب والأساتذة الأجانب- إلى ضرورة الانتباه لما يقولونه.

ونقلت تعليق الرئيس على منصته "تروث سوشيال" أن "الحكومة على علم بأن هناك طلابا آخرين في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية للولايات المتحدة، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".

إعلان

وكان ترامب قد تعهد سابقا بترحيل الناشطين المناهضين لإسرائيل، حسب المقال، وبدأت إدارته في اتخاذ إجراءات صارمة ضد جامعات مثل جامعة كولومبيا، إذ ألغى 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي بسبب حوادث مزعومة معادية للسامية.

كما ذكر المقال أن وزير الخارجية ماركو روبيو يخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب الأجانب بحثا عما وصفه بـ"المتعاطفين مع الإرهاب".

مخاوف قانونية

وأوضحت الكاتبة أنه لم توجه أي تهمة لخليل، وأن أحد أسس اعتقاله كان ملفا أعدته منظمة "كاناري ميشن"، وهي مجموعة يمينية تراقب النشطاء المناهضين للصهيونية في الجامعات الأميركية، احتوى تفاصيل مواقفه الداعية إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.

وفي هذا الصدد، نقل المقال قول وزارة الأمن الداخلي إن خليل "انخرط في أنشطة منحازة لحماس" (حركة المقاومة الإسلامية)، وهو ادعاء غامض من الناحية القانونية، ويثير مخاوف خبراء قانونيين تحدثت إليهم الكاتبة بشأن حرية التعبير تحت حكم ترامب.

وأورد المقال وصف المحامي بريان هاوس -من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية- ما حدث بأنه أحد أكبر التهديدات للتعديل الأول من الدستور منذ عقود.

وخلص المقال إلى أن تجاهل إدارة ترامب المتعمد للدستور خطر لا يشمل الطلاب والأساتذة الأجانب فقط، بل المجتمع الأميركي بأكمله.

وبدورها، شجبت ناتاشا لينارد الإجراء المتخذ ضد خليل معتبرة أن ترامب إذا كان بمقدوره ترحيل هذا الناشط الطلابي، فعلى حرية التعبير السلام.

وشددت في مقال لها عن الموضوع في موقع إنترسبت الأميركي على أن ترحيل الأشخاص بسبب آرائهم السياسية غير قانوني، و"لكن هذا بالضبط ما تحاول إدارة الهجرة والجمارك الأميركية فعله مع هذا الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا"، على حد تعبيرها.

واتفقت صحيفة غارديان البريطانية مع هذا الطرح، قائلة إن اعتقال هذا الناشط الطلابي الفلسطيني يثير القلق بشأن حرية التعبير بالولايات المتحدة، مضيفة أن الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أدان هذا الإجراء ووصفه بأنه هجوم على حرية التعبير.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تضيء على مسيرة رجل الإنسانية
  • من هي الفنانة التي تمنى محمد سامي أن تقع ضحية «رامز إيلون مصر»؟
  • عاجل | وزير التموين يقيل قيادات الشركة المصرية لتجارة الجملة
  • سفاح المعمورة.. حين يتجلى العدل وتنتصر الإنسانية
  • الأمن يعتقل قيادات بارزة من جماعة القربان جنوبي العراق
  • بعد أوكرانيا.. هل يجد داعش ثغرة جديدة لاختراق المشهد الدولي؟
  • أحمد عمر هاشم: سيدنا محمد يشفع في جميع الخلائق يوم القيامة
  • أبناء النوبة ينظمون لقاءً حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منطقة جبال النوبة
  • كاتبة أميركية: اعتقال خليل أكبر تهديد لحرية التعبير منذ الرعب الأحمر
  • صحة المنوفية: قيادات مديرية الصحة في زيارة للمرضى الفلسطينيين في مستشفى قويسنا