قال عصام يونس رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني عضو البعثة المشتركة لتوثيق شهادات ضحايا جرائم الحرب في قطاع غزة إن الموقف المصري بشأن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة واضح وحازم ليس فقط لأنه يمس السيادة المصرية ولكن يمس كذلك القضية الفلسطينية ومصر لن تسمح بتصفيتها، مؤكدا أن ما قامت به مصر لوقف هذا المخطط سيسجل بأحرف من نور في التاريخ لأنه لولا الدور المصري لأصبح التهجير واقعا.


وأضاف يونس أن إجبار السكان على التكدس على الحدود المصرية جنوب قطاع غزة وتدمير المنازل وإزالة مناطق بأكملها هدفه تهجير الفلسطينيين، مشيرا إلى تشكيل بعثة مشتركة بين مركز ميزان الفلسطيني والمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة لتوثيق جرائم الحرب على قطاع غزة وقامت البعثة بتوثيق شهادات الجرحى الذين يتم علاجهم في القاهرة.


ووجه الشكر للدولة المصرية لتسهيلها عمل البعثة المشتركة والتعاون الكبير مع مختلف الجهات، لجعل تلك الزيارة ناجحة وممكنة وتحقق الغاية منها، حيث سهلت السلطات الدخول إلى شمال سيناء وقامت البعثة بزيارة مستشفيات بئر العبد والشيخ زويد والعريش العام ثم مستشفيات قناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد.


وتابع أن الغرض الرئيسي من تلك الزيارات هي الاستماع إلى شهادات حية من أصحابها (المصابون في العدوان الأخير على قطاع غزة)، مؤكدا أن هذه الشهادات مهمة جدا للملاحقة الجنائية لمن أمروا ونفذوا تلك الجرائم الخطيرة التي يصفها القانون الدولي بأنها جرائم إبادة جماعية، والتي تستوجب ملاحقة من اقترفها ومن أمر باقترافها.


ولفت إلى أن غالبية من التقتهم البعثة كانوا من الأطفال والنساء وهو ما يعكس حقيقة الواقع في قطاع غزة، حيث أن 75 % من الضحايا من الشهداء والمصابين هم من النساء والأطفال.


وأوضح أن البعثة استمعت إلى شهادتهم فيما يخص عمليات النزوح، عندما أجبروا على ترك منازلهم والتوجه من الشمال إلى الجنوب في عملية خطيرة أدت لاستشهاد عدد كبير، وهو عكس ما يدعي الاحتلال بأن تلك المناطق آمنة.


وأضاف "لمست البعثة الخدمة الطبية التي قدمت لهم وهي تستحق الإشادة والتقدير الكبير، ففي كل مستشفى عدد من الأسرة مخصصة للمصابين الفلسطينيين على حسب قدرات المستشفى التي تقدم لهم كافة أشكال الرعاية الطبية".


وأشار إلى أن مصر تتحمل الفاتورة الأكبر لعلاج المصابين الذين يتم نقلهم بعد العلاج لمراكز الاستشفاء، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية والدعم بكافة أشكاله منها الدعم النفسي والاجتماعي، فنحن نتحدث عن مصابين فقدوا عائلاتهم وجيرانهم، وبالتالي هناك حالة من الصدمة والتجربة الصعبة جدا.


وأوضح أنه كان هناك فرصة جيدة لزيارة المركز اللوجستي للهلال الأحمر في شمال سيناء بالعريش، حيث شاهدنا العمل الهائل والكبير للمنظمة في استقبال المساعدات وتجهيزها تمهيدا لشحنها، قائلا "إنها تقوم بعمل دؤوب".


وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الطعام كسلاح ضد المدنيين وهي جريمة حرب، والدليل على ذلك قصفه المتكرر لمعبر رفح الفلسطيني لتعطيل وتقييد دخول المساعدات، منوها بأن دخول المساعدات لغزة عملية شاقة، قد تستمر دورتها من 15 إلى 20 يوما، وكثير من الحالات يتم إعادة الشاحنات لأسباب واهية، كذلك يتم إعادة أنابيب الأكسجين والثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وأي شئ يعمل بالطاقة الشمسية يتم إعادته، حتى بعض لعب الأطفال يتم إعادتها بدعوى أنها صناديق خشبية قد تكون ثنائية الاستخدام.


وذكر أن البعثة استمعت لشهادات بالغة الأهمية سوف تستخدم مرة أخرى في الملاحقة الجنائية، وجزء من العمل المتواصل مع المحكمة الجنائية الدولية للقيام بدورها وتوقيف المتهمين بجرائم الحرب من دولة الاحتلال.


واختتم الحقوقي الفلسطيني قائلا: "طريق العدالة طريق طويل، ولا يتحقق بضربة قاضية ولكن بالتراكم وبمجموع النقاط، ويجب هذه المرة عدم إفلات من ارتكبوا الجريمة من العقاب، ونحن جزء من العالم المتحضر، نقبل ما يقبل ونرفض ما يرفضه، والقانون الدولي يجب أن يطبق على الجميع لا أن يكون انتقائيا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الممثل الخاص لـ«بوتين»: ندعم موقف مصر والأردن في رفضهما التهجير القسري للشعب الفلسطيني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد  ميخائيل بوجدانوف ليونيدوفيتش الممثل الخاص لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، على دعم روسيا الاتحادية بقوة لمواقف كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية الرافضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مشددًا على أنه لا سلام أو استقرار في المنطقة طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. 

كما أكد بوجدانوف ليونيدوفيتش أن المبادرة العربية للسلام تمثل أساس عادل ومتوازن للتوصل إلى حل شامل ونهائي للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال لقاء محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي والوفد المرافق له مع ميخائيل بوجدانوف ليونيدوفيتش الممثل الخاص لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس البرلمان العربي إلى روسيا الاتحادية، تلبيةً للدعوة الواردة من رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي.

وفي مستهل اللقاء، قدم بوجدانوف ليونيدوفيتش التهنئة لمعالي محمد بن أحمد اليماحي بمناسبة انتخابه رئيسًا للبرلمان العربي، مؤكدًا على أن روسيا الاتحادية تنظر إلى زيارة وفد البرلمان العربي باهتمام بالغ، كونها الزيارة الأولى على هذا المستوى.

كما تطرق بوجدانوف ليونيدوفيتش إلى التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أن التوافق الوطني الداخلي يمثل الأساس الوحيد للتوصل إلى حلول نهائية ومستدامة لما تشهده بعض الدول العربية من أزمات، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم روسيا لتحقيق هذا التوافق على كافة المستويات.

من جانبه، أكد "اليماحي" دعم البرلمان العربي للتطور المتنامي الذي تشهده العلاقات العربية الروسية، والتي ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في الكثير من المجالات، مؤكدًا كذلك دعم البرلمان العربي لمخرجات اجتماعات منتدى التعاون العربي الروسي بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية. كما أكد "اليماحي" دعم البرلمان العربي لمبادرة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين بشأن التحضير لعقد أول قمة عربية روسية على مستوى رؤساء وقادة الدول، لما ستمثله من نقلة نوعية في تعزيز وتطوير العلاقات العربية الروسية.

وأعرب "اليماحي" عن شكر وتقدير البرلمان العربي لمواقف روسيا الاتحادية الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، مؤكدًا على أهمية دعم روسيا الاتحادية للجهود العربية التي تهدف إلى تسوية الأزمات القائمة في المنطقة العربية، بإرادة عربية خالصة بعيدًا عن أية تدخلات خارجية في الشئون الداخلية للدول العربية.

حضر اللقاء من البرلمان العربي، اللواء طارق نصير نائب رئيس البرلمان العربي، والنائب حمد الملا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، والنائب يوسف رحمانية عضو البرلمان العربي، ومعالي الدكتور طارق الشمري عضو البرلمان العربي. ومن الأمانة العامة للبرلمان العربي، الدكتور أشرف عبدالعزيز المستشار السياسي لرئيس البرلمان العربي ومدير إدارة العلاقات الخارجية.

جدير بالذكر أن ميخائيل بوجدانوف ليونيدوفيتش الممثل الخاص لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لديه خبرة كبيرة في الشئون العربية، حيث سبق أن عمل كسفير لروسيا الاتحادية في اليمن ولبنان ومصر وسوريا وجامعة الدول العربية.

مقالات مشابهة

  • تنديدات دولية واسعة لمخطط ترامب بشأن غزة وتهجير سكانها
  • خبير جيولوجيّ لبنانيّ ينشر خريطة للزلازل التي ضربت شرق المتوسط عبر التاريخ... هكذا علّق عليها
  • السعودية ترد على ترامب: نرفض التهجير والشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بأرضه
  • الممثل الخاص لـ«بوتين»: ندعم موقف مصر والأردن في رفضهما التهجير القسري للشعب الفلسطيني
  • وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق: مصر قادرة على تشكيل محور عربي يُفشل مخطط التهجير
  • مركز حقوقي يرصد أكثر من 100 انتهاك للحريات الإعلامية الفلسطينية في يناير
  • مركز حقوقي: أكثر من 100 انتهاك ضد الحريات الإعلامية الفلسطينية خلال يناير
  • برلماني: التاريخ سيسجل بأحرف من نور موقف مؤسسات مصر الرافض للتهجير والتصفية
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"
  • عمرو خليل: تلاحم مصري فلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال بمنع التهجير