في لحظة سياسية خطيرة وفي ظل اندلاع المعارك العسكرية جنوب لبنان، حصلت عملية قتل القيادي في "القوات اللبنانية" باسكال سليمان، والتي تدحرجت ردود الفعل فيها لتشمل قطع الطرقات وخطابا سياسيا واعلاميا تصعيديا، لكن هذه الجريمة تفتح الباب امام جملة من الحقائق والتساؤلات المرتبطة بالساحة اللبنانية المتوترة، وقد تكون بمثابة انذار مبكر لايجاد حلول سريعة تمنع الذهاب نحو فوضى امنية شاملة، لا تزال كل الاطراف ترفض الانجرار اليها حتى الآن.



من الواضح ان ازمة النزوح السوري بدأت تأخذ مساراً خطيراً، مرتبطا اولا بالواقع الامني المتفلت الذي بفرضه جزء من هؤلاء بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة وبسبب القدرة العالية على المناورة والانتقال من الداخل السوري واليه ،وهذا يسهل عليهم القيام بأعمال مخالفة للقوانين كما يسهل على بعض اللبنانيين القيام بأعمال مماثلة واللجوء الى مناطق سورية محاذية للحدود اللبنانية.

قد تؤدي جريمة قتل سليمان الى توحيد الجبهة السياسية المسيحية بشكل شبه كامل، وهذا امر ايجابي بالمطلق، لكنه سيتحول الى ازمة داخلية في حال اصبح موجها ضد الطرف المسلم او ضد جزء منه، فالتضامن والإلتفاف الشعبي والسياسي ضد هذه الجريمة يجب ان يكون وطنيا وعابرا للطوائف، وهذا الامر مسؤولية مشتركة على اولياء الدم وعلى الطرف الآخر الذي كان متهما في بداية الحادثة، اذ يجب تجاوز التوترات السابقة والبدء بالتعامل مع المرحلة الجديدة.

تقول مصادر سياسية مطلعة ان "ضبضبة الوضع يجب ان تحصل بأسرع وقت ممكن، ولعل ردة الفعل الحاصلة في الشارع لا بد من ان تنتهي تدريجيا في ظل قرار واضح من حزب" القوات اللبنانية" بعدم الذهاب نحو التصعيد بل السعي الى ضبط ردود الفعل، لكن في الوقت نفسه لا يرغب حزب" القوات" بمنع التحركات الغاضبة بل على العكس فهو يسعى الى ترك الشارع يأخذ مداه في ظل ما حصل.

في المقابل، عمل "حزب الله" في الساعات الماضية على الحد من اي استفزازات اعلامية او سياسية بعد انتشار خبر مقتل سليمان وهذا ما ظهر بشكل نسبي على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيظهر ايضا في الايام المقبلة من خلال التصريحات الحزبية والاعلامية الداعية للتهدئة، اذ ليس من مصلحة الحزب الدخول في كباش سياسي وتوترات اهلية في المرحلة الحالية بل على العكس من ذلك لدى حارة حريك اولوية حاسمة بالتهدئة الكاملة.

وقد يكون بيان"القوات اللبنانية" التصعيدي بالشكل والتهدوي في المضمون، مدخلا عمليا لاعادة دراسة الواقع اللبناني وبدء البحث عن ارضية مشتركة بين القوى السياسية المتعارضة، بالتوازي مع التسويات التي بدأت تطل برأسها في المنطقة، فهل يجب ان تكون الخلافات الداخلية عائقا فعليا امام دخول لبنان مرحلة الاستقرار، ام ان الوحدة والتكاتف الوطني هما الفرصة لبدء مرحلة جديدة، اقتصاديا وسياسيا؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزير يمني يطالب الحكومة اللبنانية باعتقال قيادات حوثية

يمن مونيتور/قسم الأخبار

طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الأربعاء، الحكومة اللبنانية بـاعتقال وتسليم قادة من ميليشيا الحوثي، سيحضرون جنازة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله.

وكتب الإرياني على حسابه في منصة (أكس) أن “مشاركتهم تؤكد ولاءهم المطلق لإيران واستمرار انخراطهم في المشروع الإيراني في المنطقة، بينما يعاني الشعب اليمني من الحرب والجوع والفقر والمرض بسبب سياساتهم التدميرية”.

وقال إن “تحركات القيادات الحوثية ليست مجرد مشاركة في مراسم التشييع، وإنما تأتي في سياق إعادة ترتيب صفوف المحور الإيراني بعد الضربات التي تعرض لها”.

قال أيضا إن “هذه التحركات مرتبطة مباشرة بموجة الهجمات الإرهابية على السفن التجارية وناقلات النفط، مما يشكل تهديدا للاستقرار في لبنان والمنطقة والعالم”.

وطالب الإرياني الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف صارم عبر ضبط قادة الحوثيين وتسليمهم للحكومة اليمنية، مشددا على ضرورة عدم السماح بأن تكون لبنان ملاذا آمنا لقيادات الميليشيا الإرهابية، وذلك امتثالا للقرارات الدولية، على حد قوله.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الاستقرار في المنطقة.. هل يطال لبنان؟
  • غارات على الحدود اللبنانية السورية ليلا.. وإسرائيل تتهم الحزب بخرق الاتفاق
  • أبي رميا التقى رئيس الجديد للجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في باريس
  • يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة
  • إمتعاض باسيل وصل الى مسامع حزب الله.. وهذا ما سيحصل اليوم
  • وزير يمني يطالب الحكومة اللبنانية باعتقال قيادات حوثية
  • تحرير البلدات الحدودية اللبنانية وبطولات المُقاومين
  • رجّي طلب دعم الاتحاد الأوروبي كي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
  • رجيّ طلب دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي كيّ تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
  • فرنسا تطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية