عيد برائحة الموت في غزة.. مجازر مستمرة وجيوب خاوية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية وتأزم الأحوال الاقتصادية، يعجز الفلسطينيون عن تأمين مستلزمات العيد وسط دمار شامل ورائحة الموت تفوح في الأرجاء.
ويعاني الفلسطينيون ظروفًا معيشية صعبة وشبه انعدام للحياة، مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها السابع، حيث تم نزوح ما يقرب مليوني فلسطيني من منازلهم ومناطقهم السكنية إلى مناطق أخرى نتيجة للقصف الإسرائيلي العنيف، وذلك في بحث مستمر عن الأمان المفقود.
ويعيش فلسطينيو قطاع غزة البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليون أزمتي الجوع والعطش، وسط بيوت لا تصلح للسكن وفقدان أحباب وبدون علاج وانعدام الأمان لاسيما في شمال قطاع غزة.
وتضررت العديد من أسواق قطاع غزة بفعل القصف الإسرائيلي خلال الحرب، ومن لم تتضرر مباشرة بالقصف، فقد تأثرت بتداعيات الحرب والحصار، ما أدى إلى نقص البضائع الجديدة في محلاتها التجارية.
موسم ضائع
يؤكد عبد الله حسنين (36 عاماً)، الذي يملك متجرًا لبيع الملابس في رفح، أن القدرة الشرائية للمواطنين والنازحين انخفضت بشكل كبير جدًا نتيجة لظروف الحرب وتداعياتها الاقتصادية.
ويوضح حسنين لوكالة الأناضول التركية: أن "الأولوية لدى المواطنين في عمليات الشراء تتركز على الطعام والشراب، خاصة في وقت لا يملكون فيه القدرة على توفير المال لشراء الملابس".
ورغم خفض حسنين لأسعار البضائع، إلا أن المواطنين لا يمكنهم التسوق رغم اقتراب عيد الفطر بسبب عدم توفر أي قدرة شرائية لديهم.
ويقول: "المحلات التجارية مزدحمة جداً، لكننا نفتقد اليوم إلى البضائع والقدرة الشرائية"، مبينًا أن التجار ينتظرون موسم العيد بفارغ الصبر، إلا أن هذا "الموسم ضائع" ولن يكون هناك بيع وشراء بسبب الحرب.
وتظهر الأسواق قلة الازدحام مقارنة بالسنوات السابقة، حيث ينتشر الباعة المتجولون بأعداد قليلة على الأرض لبيع ما يملكونه من طعام، شراب، ومواد أساسية وثانوية، بهدف تأمين المال الضروري لشراء احتياجاتهم اليومية.
ويشتكي المواطنون من الارتفاع الكبير في أسعار البضائع، في ظل عدم تلقي قطاعات واسعة لرواتبها منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وتقتصر عمليات الصرف على سلف مالية بسيطة.
شهدت الأسواق إحجامًا من المواطنين عن الشراء بشكل ملحوظ، حيث تسعى العائلات جاهدة لتوفير احتياجاتها الأساسية في ظل الظروف الصعبة.
فرحة منقوصة
تتجول الطفلة ليان مكاوي (10 سنوات) برفقة والدتها في سوق رفح المركزي، لشراء بعض احتياجاتهم من الملابس التي يمكن ارتداؤها في عيد الفطر السعيد.
تقول مكاوي، النازحة إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة: "جئت إلى السوق مع والدتي لشراء ملابس العيد، لكن لم نجد بضائع في المحلات التجارية يمكن شراؤها".
وتضيف: "اعتدنا في كل موسم عيد على شراء الملابس والأحذية والحلويات والزينة، لكن هذا العيد لم نجد فيه أي شيء".
بدورها، تقول الطفلة ريمان أبو شعبان (٩ سنوات) إن الحرب الإسرائيلية حرمت سكان قطاع غزة فرحة العيد ومتعة الاستعداد لاستقباله.
وتضيف: "في هذا الوقت من العام، نستعد لاستقبال العيد بشراء الملابس والاحتياجات الأخرى".
وتُبين عدم توفر البضائع في الأسواق لشرائها في وقت تفتقر فيه العائلات إلى القدرة على شراء احتياجاتها بسبب ظروف الحرب والنزوح.
وتتفق الطفلة منة الله شاهين(11 عاما) مع سابقاتها بأن الحرب المدمرة على قطاع غزة حرمت المواطنين فرحة العيد.
وتقول شاهين: "لو لم نكن نعيش حربًا الآن، كنا قد اشترينا ملابس العيد واحتياجاته، وعشنا أجواءً من الفرح والبهجة".
وتأمل في أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في أيام العيد حتى يتمكن الأطفال من اللعب واللهو، على غرار باقي أطفال العالم.
ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء القادم، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة عيد الفطر احتلال غزة رمضان عيد الفطر طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب الإسرائیلیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجازر لا تتوقف في غزة.. وحصيلة الشهداء تقترب من الـ44 ألفا (شاهد)
تواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في مناطق متفرقة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي دخلت يومها الـ411 على التوالي، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء والجرحى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر لعام 2023.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب ثلاثة آخرون، بقصف إسرائيلي استهدفهم في مدينة رفح ومخيم جباليا جنوب وشمال قطاع غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني في بيان: "استشهد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدفهم قرب مدرسة العقاد بمنطقة خربة العدس شمالي محافظة رفح (جنوب)".
حاول هذا المسن الذهاب لمنزله في شرق رفح لجلب كيس طحين بظل الازمة الخانقة بقطاع غزة.
فقصفته طائرة و ارتقى شهيدا pic.twitter.com/oKMUieyIEI
كما أصيب 3 فلسطينيين بقصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط "مستشفى العودة" بمخيم جباليا (شمال)، بحسب بيان صادر عن المستشفى دون مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن حصيلة جديدة للشهداء والجرحى، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ411.
وذكرت الوزارة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 13 شهيدا و84 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأكدت أنه "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، منوهة إلى أن حصيلة العدوان ارتفعت إلى 43 ألفا و985 شهيدا، و104 آلاف و92 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر الدموية وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بدعم أمريكي وعدد من الدول الغربية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة نحو أكثر من 148 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي وقت سابق، استشهد 16 فلسطينيا على الأقل، خلال قصف الاحتلال العنيف لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، واستهداف تجمع للمواطنين في رفح ومنزلين بمدينتي غزة وبيت لاهيا، إلى جانب إصابة مراسل شبكة الجزيرة مباشر الصحفي حسام شبات في قصف إسرائيلي على مدينة غزة.
#شاهد | والدة الكادر في الدفاع المدني الشهيد علي محمد عمر، تودع نجلها الذي ارتقى في قصف الاحتلال على حي الصبرة بمدينة غزة. pic.twitter.com/bjPW4pJNMG
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) November 20, 2024وفي اليوم الـ47 للعملية العسكرية شمال القطاع، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة بقصف منزل لعائلة "جودة" ببلدة جباليا، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة آخرين، وفقدان 10 آخرين تحت الأنقاض، وفق شهود عيان.
وأضاف الشهود أن الطائرات والمدفعية شنت قصفا مكثفا على بلدة بيت لاهيا، فيما واصل الجيش عمليات نسف منازل بجباليا ومخيمها.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل ضابط وإصابة آخر بـ"جروح خطيرة" في معركة بشمالي غزة، ما رفع حصيلة قتلاه المعلنة إلى 800 عسكري منذ بدئه حرب الإبادة الجماعية في القطاع.
وقال الجيش، في بيان، إن الرائد احتياط روي ساسون (21 عاما)، وهو عسكري في كتيبة نحشون (90) بلواء كفير، قُتل في معركة شمال قطاع غزة.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
استــهداف مباشر من الزوارق الحــربية الإسرائيلية لمراكب الصيادين قبالة بحر دير البلح، يسفر عن إصابة خطيرة pic.twitter.com/WbX1SPCSS9
— عربي21 (@Arabi21News) November 20, 2024