"دراسة" تكتشف جينًا يفسر سبب استخدام اليد اليسرى
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تُلقي دراسة جديدة الضوء على المكون الوراثي المسؤول عن استخدام بعض الأشخاص اليد اليسرى، وحدد باحثون طفرات نادرة من جين له دور في تحديد شكل الخلايا، ووجدوا أنها أكثر شيوعًا بنحو 2.7 مرة في الذين يستخدمون اليد اليسرى.
وفي حين أن هذه الطفرات الجينية لا تمثل سوى جزء صغير، ربما 0.1% من الأسباب المسؤولة عن استخدام اليد اليسرى، وقال الباحثون إن الدراسة تظهر أن هذا الجين المسمى (تي.
ويكون لشطري الدماغ عند معظم البشر تركيب تشريحي متباين قليلًا، وهما مسؤولان عن وظائف مختلفة.
وقال كلايد فرانكس العالم المتخصص في علم الأعصاب الحيوي بمعهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي في هولندا، ومن المعدين الرئيسيين للدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء الماضي في دورية نيتشر كوميونيكيشنز: "يهيمن الفص الأيسر من الدماغ على اللغة عند معظم البشر، بينما يتولى الفص الأيمن المهام التي تتطلب توجيه الاهتمام البصري إلى مكان ما".
وأضاف: "وعند معظم الناس أيضًا، يتحكم نصف الدماغ الأيسر في اليد اليمنى المهيمنة، وتعبر الألياف العصبية ذات الصلة من اليسار إلى اليمين في الجزء السفلي من الدماغ، وفي الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى، يتحكم النصف الأيمن في اليد المسيطرة.
في #اليوم_العالمي_للعُسر.. 3 مميزات تعرف عليهاhttps://t.co/2ElmDmJEAL
#صحيفة_اليوم pic.twitter.com/Te4TXT7NsP— صحيفة اليوم (@alyaum) August 13, 2022
البنية الداخلية للخلايا
والسؤال هو ما الذي يجعل عدم تناظر الدماغ يتطور بشكل مختلف عند مستخدمي اليد اليسرى؟
يتحكم الجين (تي.يو.بي.بي4بي) في بروتين يندمج في خيوط تسمى الأنابيب الدقيقة توفر البنية الداخلية للخلايا.
وقال فرانكس إن تحديد الطفرات النادرة في هذا الجين، والتي تكون أكثر شيوعًا في أصحاب اليد اليسرى، يشير إلى أن الأنابيب الدقيقة تشارك في تكوين عدم التناظر الطبيعي للدماغ.
ويبدأ نصفا الدماغ التطور بشكل مختلف في الأجنة، ولكن تبقى آلية تطورهما غير واضحة.
وأضاف فرانكس: "يمكن للطفرات الجينية النادرة لدى عدد قليل من الأشخاص تحديد الجينات الدالة على آليات تطور عدم تناظر الدماغ لدى جميع البشر، ويمكن أن يكون الجين (تي.يو.بي.بي.فور.بي) مثالًا جيدًا على ذلك".
واستندت النتائج إلى بيانات وراثية تغطي أكثر من 350 ألف شخص في منتصف العمر وكبار السن في بريطانيا، 11% منهم عُسر.
وقد يكون تحديد اليد المهيمنة عند معظم الأشخاص نتيجة الصدفة.
تقرأون غداً ..هل الأعسر أذكى؟! @alyaum @abdullaghannam #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
عبدالله الغنام pic.twitter.com/QULrH07RqH— كلمة ومقال (@AlyaumOpEd) August 19, 2022
التأثيرات الثقافية والنفسية
وقال فرانكس: "نعتقد أن معظم حالات العُسر تحدث ببساطة نتيجة الاختلاف العشوائي في أثناء نمو دماغ الجنين، دون تأثيرات وراثية أو تأثر بالمجتمع المحيط، على سبيل المثال، التقلبات العشوائية في تركيزات جزيئات معينة خلال المراحل الرئيسية لتكوين الدماغ".
وذكر أن انتشار استخدام اليد اليسرى يختلف في أجزاء مختلفة من العالم، مع انخفاض المعدلات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية.
وأضاف: "يعكس هذا على الأرجح قمع استخدام اليد اليسرى في بعض الثقافات، ما يجعل الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى يتحولون إلى استخدام اليمنى، وهو ما كان يحدث أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية".
وقد يكون للنتائج الجديدة استخدامات في مجال الطب النفسي.
مشكلات نفسيةوقال فرانكس إنه في حين أن الغالبية العظمى من العُسر لا يعانون مشكلات نفسية، فإن المصابين بالفصام هم أكثر عرضة بنحو الضعف لأن يستخدموا اليد اليسرى أو يجيدون استخدام كلتا اليدين، كما أن المصابين بالتوحد هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا.
وأضاف فرانكس: "بعض الجينات التي لها دور في تطور الدماغ خلال المراحل المبكرة قد يكون لها دورًا في عدم تناظره وفي السمات النفسية، ووجدت دراستنا أدلة توحي بذلك، وقد رأينا ذلك أيضًا في دراسات سابقة، إذ نظرنا إلى الطفرات الجينية الأكثر شيوعًا".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: رويترز واشنطن استخدام اليد اليسرى اليد اليسرى الید الیسرى
إقرأ أيضاً:
كيف تكتشف أسرار مدينة طرابلس اللبنانية بحواسك الخمس؟
ففي مبادرة إبداعية فريدة من نوعها انطلق فريق برنامج "رحلة" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- في حلقة (2025/1/29) برحلة استثنائية لاكتشاف المدينة عبر منظور مختلف تماما، إذ اعتمد الفريق على الحواس الخمس كدليل لاستكشاف المدينة وكشف أسرارها.
وابتكر فريق البرنامج المكون من سمية جمال بلقيس وابن حتوتة طريقة مميزة لتوزيع المهام بينهما، إذ يستكشف كل عضو المدينة من خلال حاسة مختلفة، وذلك عبر رمي زهر خاص يحدد لكل منهم الحاسة التي سيعتمد عليها في رحلته الاستكشافية.
وفي تجربة حاسة التذوق، توجه الفريق إلى أشهر المأكولات الطرابلسية، وكانت المحطة الأولى مع الكعك الطرابلسي الشهير المحشو بجبنة العكاوي والزيتون والخضروات.
وفي مطعم "عكرا" -الذي يعود تاريخه إلى عام 1880- تذوق الفريق أشهر الأطباق التقليدية مثل الفول والمسبّحة، في تجربة تمزج بين النكهات العريقة والأجواء التاريخية.
وفي استكشاف حاسة الشم، قاد المسار الفريق إلى أحد أقدم مصانع الصابون بالمنطقة العربية، وتعرّف على أسرار صناعة الصابون الطرابلسي التقليدي المصنوع من زيت الزيتون النقي.
وكشف المصنع عن تاريخ عريق في صناعة "الصابون العراسي" الذي كان يعتبر رمزا للطهارة ويوضع ضمن جهاز العروس.
إعلان
حاسة البصر
وفي تجربة حاسة البصر، صعد الفريق إلى معرض رشيد كرامة الدولي الذي بدأ بناؤه في الستينيات، قبل أن تتوقف أعماله بسبب الحرب الأهلية، ليستمتع بمشاهد بانورامية خلابة للمدينة.
وكشف المعرض عن تفاصيل معمارية مثيرة، منها منصة كانت تستخدم لهبوط المروحيات.
وفي سوق النحاسين، التقى الفريق بحرفيين يمارسون مهنتهم منذ أكثر من 60 عاما، وتعرّفوا على أسرار هذه الحرفة العريقة التي تميزت بها طرابلس عن سائر مدن العالم.
وفي تجربة سمعية فريدة، استمع الفريق إلى كورال الفيحاء الشهير المعروف بأدائه الخالي من الموسيقى، وسط أجواء الأسواق النابضة بالحياة.
وخلال الجولة كشف الفريق عن مبادرات إنسانية مثيرة للاهتمام، منها مطعم "آية المحبة" الذي يقدم وجبات إلى المحتاجين، في مبادرة تعكس روح التكافل الاجتماعي بالمدينة.
وتميزت الرحلة بتنوع التجارب الحسية، من تذوق الحلويات التقليدية في محل "كايدين" العريق إلى استنشاق روائح الأعشاب والتوابل في الأسواق القديمة، مرورا بالاستماع إلى أصوات الحرفيين وهم يمارسون مهنهم التقليدية.
منظور مختلف
وأظهرت التجربة كيف يمكن اكتشاف المدينة من منظور مختلف تماما عندما نركز على حاسة واحدة في كل مرة، مما يتيح التعمق بتفاصيل قد تفوتنا في الزيارات العادية.
كما كشفت الرحلة عن الثراء الثقافي والتاريخي لطرابلس، وذلك من خلال مزيج فريد من الحرف التقليدية والمأكولات العريقة والعمارة التاريخية.
وعكست التجربة أيضا كيف تحافظ المدينة على تقاليدها وتراثها العريق، مع استمرار الحرفيين في ممارسة مهنهم التقليدية، واستمرار المطاعم في تقديم الأطباق العريقة بالطريقة نفسها التي توارثتها عبر الأجيال.
وأظهرت التجربة كيف تجمع طرابلس بين عراقة الماضي وحيوية الحاضر من خلال أسواقها النابضة بالحياة ومطاعمها العريقة وحرفييها المهرة الذين يحافظون على التقاليد القديمة في عالم سريع التغير.
إعلان 5/2/2025-|آخر تحديث: 5/2/202503:22 م (توقيت مكة)