منير أديب يسأل: هل باتت الحرب الأهلية وشيكة في لبنان؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كُتب على لبنان أنّ يعيش التيه مرتين؛ مره في الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عامًا قبل أربعة وثلاثين عامًا من الآن، ومرة أخرى بسبب عمليات الاغتيال السياسي التي طالت أبناءه وكان أخرهم باسكال سليمان ومازالت القائمة قائمة.
نجح اللبنانيون في تجاوز الحرب الأهلية التي أشعلها الحقد والطائفة والدين والارتهان للخارج والتي بدأت شرارتها في العام 1975 حتى انتهت قي العام 1990، اتفق اللبنانيون على كل شيء غير أنهم اختلفوا على شيء واحد وهو الوطن فكانت الحرب.
فمازال البلد الجميل بأهله وأرضة يعيش بوادر حرب أهلية ربما تأكل ما تبقى من الوطن بكثرة عمليات الاغتيال السياسي؛ فهذا النوع من الاغتيال يُعني أن لبنان وصلت إلى مرحلة سكتت فيها الألسنة وما عاد من صوت إلا للرصاص.
يتمتع الشعب اللبناني بحبه للحوار؛ فرغم كثرة الطوائف وتنوعها واختلاف أجندتها إلا أنهم جميعًا يعملون من أجل الوطن؛ صحيح بعضهم لم يتفق على مفهوم الوطن، ولكن بقي هذا الوطن رغم حجم التحديات القاتلة التي تعيشها الأرض الجميلة.
جمال لبنان ليس في جبالها ولكن في أبنائها الذين يتعالون بالجمال الروحي ويتسامون بالخلق ويتمتعون بقدر هائل من التسامح وحب الحياة؛ وهي صفات تفتقدها الكثير من الشعوب، وتُحاول أنّ تشتريها شعوب أخرى غلبت عليها المادة فكره أهلها الحياة.
ولكن مع هذه الصفات تُعيش البلد الجميل أجواء الحرب الأهلية؛ أتمنى أنّ يكون تقديري مبالغ فيه وقي غير محلة، وإنّ كنت أرى أنّ الحروب الأهليّة لا تظهر على السطح إلا عندما يتآكل باطن الوطن، فيصعب إيقافها إلا بعد سنوات من الموت والدمار، ويظل نارها مستعرة وأهلها تغلي صدورهم في مرجل الوطن، حتى يتجاوز أبناءه المأساة وقد يكون ذلك بعد جيل أو جيليين.
قتل باسكال سليمان كما قتل من قبل لقمان سليم والياس الحصروني ورمزي عيراني، والقائمة قائمة والجاني معروف والهدف مرصود منذ أن وقفت الحرب الأهليّة في أول تسعينيات القرن الماضي، وقفت الحرب ومازال أبناء الوطن يُقتلون.
خطورة الاغتيال السياسي الأخير والذي طال، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية، باسكال سليمان، أنه جاء في طابع جنائي، محاولة جديدة للخديعة، قتل مع اختطاف جثته، قتل في لبنان وجثته في سوريا!
تُرى إنّ كانت هذه دلالات على بارود الحرب الأهلية التي قد تنفجر في أي وقت ومع استمرار الضغوط؟ وكيف يمكن للبنان أنّ يحتوي هذه الحرب؟ يحتويها لكي يقضي عليها لا أنّ يخفيها، وهل قادر حقًا على ذلك؟
نعم لبنان قادر على الحوار والحياة بكل خطورة الموقف وتبعاته التي مازالت قائمة حتى الآن، وقد ينجح في تجاوزها وهو يملك من الحكمة والمقدرة والرجال الذين يمتلكون هذه الروح من كل الأحزاب والطوائف، وهو ما يستلزم حوارًا هادئًا مع ضبط النفس أحيانًا.
ولذلك اللبنانيون مستدعون لهذه المواجهة أو حتى لا تكون المواجهة الأهليّة يومًا ما، لابد أنّ ترعى الحكومة اللبنانية الحالية حوارًا لبنانيًا خالصُا يطلع عليه كل اللبنانيون وأنّ يُشاركوا جميعًا فيه بلا استثناء، وألا يدب اليأس في قلب الحكماء في تكرار المحاولة أو بداية جولة بعد جولة، فاستمرار الحوار غاية في حد ذاته.
الاعتراف بالمرض هي أولى طرق العلاج؛ لابد من توصيف دقيق للحالة يُشبة تشخيص الطبيب، حتى تكون المناقشات حره ومثمرة، لابد أنّ يلتزم الجميع حًسن النوايا، ولابد أنّ تكون هذه هي الروح السائدة؛ فلو حدث وجلس الجميع على طاولة واحدة وإنّ لم يتفقوا على شيء فقد يكون ذلك عاصم لهذه الحرب المتوقعة في أي وقت.
لبنان كل يوم يخسر من أبناءه، ولكن المكسب الوحيد لخسارة أبناءه هو أبناءه، معادلة صعبة ولكنها ممكنه، ولبنان قادر على تجاوزها حتى تظل فيروز تصدح بصوتها في داخل كل عربي أَبى شريف، "يا جبل إللي بعيد خلفك حبايبنا بتموج متل العيد وهمك متعبنا إشتقنا لمواعيد بكينا تعذبنا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باسكال سليمان لبنان الحرب الأهلیة
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من «كارثة وشيكة» في غزة جراء الحصار
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن نحو مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين، يعيشون حالياً من دون أي مصدر دخل، ويعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
وفي سلسلة بيانات صدرت أمس، نبّه البرنامج إلى ما وصفه بـ«الخطر المتزايد» الذي يهدد مئات الآلاف من سكان القطاع، في ظل التناقص الحاد للمخزون الغذائي، مما يُنذر بحدوث كارثة إنسانية وشيكة.
وأشار البرنامج إلى أن هذا الوضع الخطير يتزامن مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية، ما يعيق بشكل كامل وصول الإمدادات الغذائية الضرورية إلى داخل القطاع المحاصر.
وأكد أن غزة بحاجة ماسة إلى تدفق فوري ومستمر وغير منقطع للغذاء لتفادي انهيار كامل في الأمن الغذائي.
كما حذّر من عواقب وخيمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مشيراً إلى أن المدنيين الفلسطينيين في غزة يواجهون بالفعل ظروفاً إنسانية كارثية ونقصاً حاداً في جميع مقومات الحياة.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية.
وحث البرنامج الأممي جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول المساعدات لغزة فورًا، وسط تواصل الحصار الإسرائيلي. وشدد أن «العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية».
وأرفق برنامج الأغذية العالمي منشوره على منصة «إكس»، بمقطع مصور يظهر لافتة كتب عليها: «المخبز مغلق حتى إشعار آخر»، وأخرى تقول: «غزة بحاجة إلى الغذاء».
ومنذ 2 مارس الماضي تغلق إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، إنها تدير حالياً 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة يعيش فيها أكثر من 90 ألف نازح.
وأفادت الوكالة في تدوينة على حسابها بمنصة «إكس»: «تدير الأونروا حاليا 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، حيث يعيش فيها أكثر من 90 ألف نازح».
وأوضحت، أن «الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزداد سوءاً نتيجة القصف واستمرار الحصار الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية».
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تقدر بأن ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجدداً منذ انهيار وقف إطلاق النار.