استخدام اليد اليسرى.. دراسة تكشف السبب
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
هل ثمة صفة مشتركة بين ليدي غاغا وباراك أوباما، بين بيل غيتس وبول مكارتني، جاستن بيبر، وجيمي هندريكس وجودي، غارلاند وديفيد بوي؟ جميعهم عُسْر، وهي سمة يتقاسمها نحو 10 بالمئة من البشر.
تشير دراسة جديدة إلى أن هناك عوامل وراثية مسؤولة عن استخدام بعض الأشخاص لليد اليسرى بينما يستخدم الغالبية اليد اليمنى.
أظهرت الدراسة وجود طفرات نادرة في جين مسؤول عن تحديد شكل الخلايا، وتبين أن هذه الطفرات أكثر انتشارًا بمعدل 2.
على الرغم من أن هذه الطفرات الجينية تشكل نسبة صغيرة جدًا، تقدر بحوالي 0.1 في المائة، من الأسباب التي تؤثر في استخدام اليد اليسرى، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هذا الجين المعروف بـ (تي. يو. بي. بي4بي) قد يلعب دورًا في تطور ما يسمى بعدم تناظر الدماغ، والذي يحدد اليد المهيمنة.
يتميز الدماغ لدى معظم البشر بتشكيل تشريحي مختلف طفيف بين نصفيه، حيث يؤدي كل منهما وظائف مختلفة.
وبحسب كلايد فرانكس، الباحث المتخصص في علم الأعصاب الحيوي في معهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي في هولندا، فإن “الفص الأيسر من الدماغ عادةً ما يسيطر على اللغة لدى معظم الأشخاص، بينما يتولى الفص الأيمن المهام المتعلقة بتوجيه الاهتمام البصري نحو مكان ما”.
وأضاف “وعند معظم الناس أيضا، يتحكم نصف الدماغ الأيسر في اليد اليمنى المهيمنة. وتعبر الألياف العصبية ذات الصلة من اليسار إلى اليمين في الجزء السفلي من الدماغ. وفي الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى، يتحكم النصف الأيمن في اليد المسيطرة.
والسؤال هو ما الذي يجعل عدم تناظر الدماغ يتطور بشكل مختلف عند مستخدمي اليد اليسرى؟
يتحكم الجين (تي.يو.بي.بي4بي) في بروتين يندمج في خيوط تسمى الأنابيب الدقيقة توفر البنية الداخلية للخلايا. وقال فرانكس إن تحديد الطفرات النادرة في هذا الجين، والتي تكون أكثر شيوعا في أصحاب اليد اليسرى، يشير إلى أن الأنابيب الدقيقة تشارك في تكوين عدم التناظر الطبيعي للدماغ.
طفرات جينية نادرة
ويبدأ نصفا الدماغ التطور بشكل مختلف في الأجنة، ولكن تبقى آلية تطورهما غير واضحة.
وأضاف فرانكس “يمكن للطفرات الجينية النادرة لدى عدد قليل من الأشخاص تحديد الجينات الدالة على آليات تطور عدم تناظر الدماغ لدى جميع البشر. ويمكن أن يكون الجين (تي.يو.بي.بي.فور.بي) مثالا جيدا على ذلك”.
واستندت النتائج إلى بيانات وراثية تغطي أكثر من 350 ألف شخص في منتصف العمر وكبار السن في بريطانيا، 11 بالمئة منهم عُسْر.
وقد يكون تحديد اليد المهيمنة عند معظم الأشخاص نتيجة الصدفة.
وقال فرانكس “نعتقد أن معظم حالات العُسر تحدث ببساطة نتيجة الاختلاف العشوائي في أثناء نمو دماغ الجنين، دون تأثيرات وراثية أو تأثر بالمجتمع المحيط. على سبيل المثال، التقلبات العشوائية في تركيزات جزيئات معينة خلال المراحل الرئيسية لتكوين الدماغ”.
على مر العصور، كانت هناك ثقافات كثيرة تستهين بالأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى وتحاول إجبارهم على استخدام اليد اليمنى. وفي اللغة الإنجليزية، فإن كلمة “يمين” (right) تعني أيضًا “صحيح” أو “مناسب”، بينما تأتي كلمة “شرير” من كلمة لاتينية تعني “على الجانب الأيسر”.
ويشير فرانكس إلى أن انتشار استخدام اليد اليسرى يختلف في مناطق مختلفة من العالم، حيث تكون معدلات استخدام اليد اليسرى منخفضة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وأميركا الشمالية.
ويرجع ذلك على الأرجح إلى قمع استخدام اليد اليسرى في بعض الثقافات، مما يؤدي إلى تحويل الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى إلى استخدام اليد اليمنى، وهذا الأمر حدث أيضًا في أوروبا وأميركا الشمالية.
قد تكون النتائج الجديدة للدراسة ذات أهمية في مجال الطب النفسي. فوفقًا لفرانكس، فإن معظم الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى لا يعانون من مشاكل نفسية، ولكن الأشخاص المصابين بالفصام يكونون أكثر عرضة بمعدل مضاعف لاستخدام اليد اليسرى أو إتقان استخدام كلتا اليدين، وكذلك المصابين بالتوحد يكونون أكثر عرضة بمعدل تقريبي ثلاثة أضعاف.
وأضاف فرانكس “بعض الجينات التي لها دور في تطور الدماغ خلال المراحل المبكرة قد يكون لها دور في عدم تناظره وفي السمات النفسية. وجدت دراستنا أدلة توحي بذلك، وقد رأينا ذلك أيضا في دراسات سابقة حيث نظرنا إلى الطفرات الجينية الأكثر شيوعا”.
رويترز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الید الیمنى
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية: اختلافات وراثية تؤثر في مدى تفضيلنا للسكريات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بها فريق من الباحثين عن وجود اختلافا وراثيا في قدرتنا على هضم بعض أنواع السكريات، وقد يؤثر ذلك على مقدار حبنا للأطعمة الحلوة وكمية استهلاكنا لها وفقا لما نشرته مجلة Gastroenterology.
مما يشير إلى أن هذا التفاوت الجيني هو المسؤول عن إنتاج إنزيم "السكراز-إيزومالتاز" (SI) والذي يلعب دورا رئيسيا في تحطيم السكروز (السكر العادي) والمالتوز (وهو مركب أقل حلاوة يوجد في بعض الحبوب) إلى سكريات بسيطة لامتصاصها في الأمعاء الدقيقة.
ويمكن أن تؤدي الطفرات في جين الجهاز الهضمي إلى صعوبة هضم السكروز والمالتوز ويميل الأفراد المصابون بمتلازمة القولون العصبي (التي تتميز بتشنجات وآلام في البطن وانتفاخات، والشعور بالامتلاء أو الحرقة، وغالبا ما يصاحبها إسهال أو إمساك) إلى وجود متغيرات معيبة في جين SI أكثر من الأشخاص الأصحاء.
ووفقا للدراسة فإن الأشخاص الذين يعانون من طفرات في جين SI يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز مقارنة بالأشخاص الذين لديهم جين SI يعمل بشكل طبيعي.
وقام الباحثون باستكشاف عادات الطعام لدى الفئران التي تفتقر إلى جين السكراز-إيزومالتاز (SI) وقد وجدت التجارب أن الفئران خفضت استهلاكها للسكروز بشكل سريع وأظهرت تفضيلا أقل له ثم اختبر الباحثون نظريتهم على 6000 شخص في غرينلاند ونحو 135 ألف شخص من سكان المملكة المتحدة.
ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم قدرة محدودة أو معدومة على هضم السكروز (بسبب طفرات جينية في جين) SI) يميلون إلى استهلاك كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز.
وقال الدكتور بيتر ألديز من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة: تشير هذه النتائج إلى أن التباين الجيني في قدرتنا على هضم السكروز الغذائي يمكن أن يؤثر على تناولنا وتفضيلنا للأطعمة الغنية بالسكروز مع فتح الباب أمام إمكانية استهداف الجين SI لتقليل استهلاك السكروز على مستوى السكان.
ويأمل ألديز وفريقه أن تسهم هذه النتائج في الحد من استهلاك السكروز على مستوى العالم. فالاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يضر بالخلايا ويؤدي إلى التهاب مزمن ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري وأمراض الكبد والسرطان.