RT Arabic:
2024-10-03@12:44:28 GMT

كيف تؤثر حرائق الغابات على الصحة العقلية؟

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

كيف تؤثر حرائق الغابات على الصحة العقلية؟

ربطت دراسات مختلفة استنشاق حرائق الغابات بمخاطر صحية مقلقة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والربو، إلا أن جانبا مهما من المخاطر لم تتم دراسته بشكل كبير.

وسلطت دراسة جديدة الضوء على كيفية تأثير حرائق الغابات على الصحة العقلية.

ووجد الباحثون بقيادة جامعة واشنطن زيادة في الوصفات الطبية لعلاج الاكتئاب والقلق أو استقرار الحالة المزاجية في الأسابيع الستة التي تلت حرائق الغابات.

واستخدمت الدراسة التي نشرتها مجلة JAMA Network Open بيانات الوصفات الطبية ومطالبات التأمين التجاري وسجلات الصيدليات لفحص تأثير 25 حريقا كبيرا في كاليفورنيا من عام 2011 إلى عام 2018.

إقرأ المزيد العواصف الترابية من الصحراء الكبرى تنشر مسببات حساسية غير مرئية حول العالم

وكتب الباحثون: "شهدت كاليفورنيا عبئا كبيرا من حرائق الغابات في الفترة من 2011 إلى 2018، ومع تزايد شدة حرائق الغابات وتكرارها في سياق تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، أصبح من المهم بشكل متزايد فهم ومعالجة آثارها على الصحة العقلية".

وقد ركزت الأبحاث المكثفة على كيفية تأثير حرائق الغابات والدخان على صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، ووجدت دراسة نشرت في فبراير أن التداخل بين الحرارة الشديدة ودخان حرائق الغابات كان له تأثير مركب وزيادة حالات العلاج في المستشفيات.

وقال زاك ويتستاين، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب طب الطوارئ في جامعة ويسكونسن، إن الأبحاث السابقة حول العلاقة كانت أكثر نوعية، وذلك بالتركيز على فحص تأثير حريق واحد في منطقة واحدة.

وأوضح: "في كثير من الأحيان نتجاهل التأثيرات على الصحة العقلية. هناك الكثير من الفئات الضعيفة من الناس وهذه الحرائق لها تأثير كبير على الصحة العقلية وعلينا الاستعداد لها".

وكتب الباحثون أن اضطراب النوم وانخفاض الشعور بالأمان من المحتمل أن يؤثرا على الصحة العقلية، خاصة بين أولئك الذين يتعين عليهم الإخلاء ومواجهة فقدان الممتلكات.

ويمكن أن تسبب حرائق الغابات أيضا حالات صحية عقلية أو تؤدي إلى تفاقمها، مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب والحزن المعقد.

وأضاف ويتستاين: "إننا نرى الكثير من الأشخاص يأتون وهم يعانون من التوتر والقلق المرتبط بالتعرض للدخان، ناهيك عن الأشخاص الموجودين على مقربة من الحرائق والذين يقومون بالإخلاء، أو فقدوا أسرهم أو ممتلكاتهم".

وتوصي الدراسة "بضمان الوصول إلى خدمات الصحة العقلية ودعم البرامج التي تعزز مرونة الصحة العقلية قبل وأثناء وبعد حرائق الغابات" كتدخلات للتخفيف من آثار الصحة العقلية.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض امراض نفسية دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية على الصحة العقلیة حرائق الغابات

إقرأ أيضاً:

«أمهات الأشجار».. دعوة للتأمل من إصدار «كلمات»

الشارقة (الاتحاد) العلماء معروفون باتباعهم لقواعد صارمة ومنهجية موضوعية بعيدة عن العاطفة، ومع ذلك، فإن الدكتورة سوزان سيمارد، أستاذة علوم البيئة والغابات في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا، في كتابها «أمهات الأشجار» الصادر عن دار روايات التابعة لمجموعة «كلمات» بترجمة باسمة المصباحي، ركزت على حدسها وتواصلها الحسي مع الأشجار، وقصصها الواقعية مع البيئة والعائلة والعمل منذ كانت صغيرة، إلى جانب ثرائه بالحقائق العلمية وخلاصة تجاربها، ما يجعل القراء، وحتى من غير المتخصصين، أمام سيرة ومسيرة غنية بالإلهام والمعرفة.
«أمهات الأشجار» للدكتورة سوزان سيمارد، عمل علمي وأدبي يجمع بين البحث العلمي العميق، والسرد الشخصي المؤثر، ففي هذا الكتاب، تأخذنا سيمارد في رحلة استكشافية عبر الغابات، كاشفة عن الروابط الخفية التي تربط الأشجار ببعضها بعضاً من خلال شبكات الفطريات الجذرية.

سخاء استثنائي
الترابط هو عنصر البداية، فمع أنها تحدثت عن أسمى تجلياته بين الأشجار والتربة وعناصر الطبيعة من ماء وهواء ونار، إلا أن المقدمة تخلق نوعاً من ترابط آخر بين القارئ والكتاب، من خلال تمهيد ذكي من الكاتبة بدأت فيه بالحديث عن السخاء الاستثنائي الذي يربط دورة الحياة، وقصتها مع عائلتها التي امتهنت «الحطابة» على مدى أجيال، هذا الترابط الذي انسلّ إليها أيضاً، إذ تقول: «شاهدت الغابات، وأصغيت إليها، سرت حيث قادني فضولي، واستمعت لقصص من عائلتي ومن الناس، وتعلمت من باحثين وعلماء، كعميل سري سعيت لتسخير كل ما بوسعي لعلاج العالم الطبيعي».

اكتشاف مذهل
يتتبع الكتاب قصة سيمارد مع اكتشافها المذهل لشبكة الفطريات الجذرية التي تربط الأشجار بعضها ببعض، هذه الشبكة تعمل كنظام تواصل معقد يشبه دماغ الإنسان، حيث تُصدر الأشجار إشارات كيميائية شبيهة بالناقلات العصبية، وعن ذلك تقول سيمارد «في باطن تربة الغابات، هناك شبكة مشفرة مؤلفة من الفطريات، وهي شبكة ممتدة على أرضية الغابة بأكملها، في نظام دقيق تشكل الأشجار المعمرة محاوره، والفطريات موصلاته».
وتصف سيمارد الأشجار المعمرة بأنها «أمهات الأشجار»، وهي مراكز التواصل والحماية والوعي في الغابة، فعندما تموت هذه الأشجار، فإنها تورِّث حكمتها لسلالتها، مما يساعد الأشجار الصغيرة على البقاء والتكيف مع التغيرات البيئية.
ومن خلال الكتاب، تتحدى سيمارد النظرة التقليدية للأشجار ككائنات منعزلة تتنافس على الموارد، بدلاً من ذلك، تقدم رؤية للغابات كمجتمعات تعاونية ومترابطة، حيث تتواصل الأشجار ويدعم بعضها بعضاً، هذا الكشف يعيد تعريف فهمنا للطبيعة وللعلاقات بين الكائنات الحية.

أخبار ذات صلة "أكسيوم سبيس" و"برجيل القابضة" توقعان اتفاقية لإجراء الأبحاث ودمج الطب بتكنولوجيا الفضاء حمدان بن محمد يطلق مبادرة جديدة لدعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار

خلطة سحرية
أما السرد والحقيقة العلمية والذاكرة، فهي مكونات خلطة سحرية صاغتها سوزان في كتابها لوصف رحلتها مع الغابات، حيث تتحدث في أحد الفصول عن «أشباح» ظهرت لها، «مسكونة بروح أجدادي»، هذا الوصف يخلق جواً من الغموض والإثارة، ويعكس ارتباطها العميق بالطبيعة وبتراثها العائلي، وفي نفس السرد تعبر عن الحقائق العلمية، قائلة «مع انتصاف النهار، كشفت قطرات الضوء المنكسر عوالم كاملة، تفجرت فروع زمردية جديدة على نسيج من إبر التنوب الأزغب، إنها لأعجوبة، إصرار البراعم على العودة للحياة بحلول الربيع، بغض النظر عما مرت به من صعوبات الشتاء».

علاقة عاطفية
الوصف في كتاب سوزان يعكس العلاقة العاطفية بين الأجيال المختلفة من الأشجار، وكيف تتعاون وتدعم بعضها، ففي أحد تلك الأوصاف ترسم سيمارد صورة لكيفية اتكاء الشجيرات اليافعة في أحضان الأشجار المسنة، مشبهة ذلك بالعائلات التي تتجمع في الطقس البارد، وتقول «في أحضان الأشجار المسنة الشامخة تتكئ الشجيرات اليافعة، وبمحاذاتها الشتلات الأصغر سناً، مجتمعين معاً كما تفعل العائلات في الطقس البارد».

دعوة للتأمل
ومع تلك السردية الحافلة بمشاعر الوفاء للعائلة والماضي والطفولة، استطاعت سيمارد أن تتنقل ببراعة إلى وضع الحقائق العلمية في نصابها، ففي حديثها عن أهمية تجديد نبات الخمان لغاز النيتروجين المفقود إثر حرائق الغابات، تقول «يساعد الخمان المتناثر على تجديد النيتروجين المفقود إثر حرائق الغابات، يتم ذلك عن طريق دعم نوع خاص من البكتيريا التكافلية التي تنمو على جذوره وتعمل على إعادة تحويل غاز النيتروجين إلى صيغ تمكن النباتات والأشجار من الاستفادة منه».
لا ريب أن «أمهات الأشجار» أظهر براعة لا محدودة لسوزان سيمارد وقدرة على تقديم رؤية شاملة ومعمقة للعلاقات البيئية في الغابات، وكيف تتعاون الكائنات الحية للحفاظ على التوازن البيئي، وموقفنا كبشر تجاه هذه العوالم الظاهرة والخفية في آن واحد.
كتاب «أمهات الأشجار» هو دعوة للتأمل في جمال وتعقيد العالم الطبيعي، وكيف يمكن لهذه الحكمة أن تلهمنا في حياتنا اليومية، فهو كما تقول سوزان «لا يتحدث عن دورنا في إنقاذ الأشجار، بل عن قدرة الأشجار على إنقاذنا».

مقالات مشابهة

  • اكتشاف تأثير جديد لجائحة “كوفيد-19” بلغ القمر!
  • تأثير علاقة الأكل بالسعادة
  • «أمهات الأشجار».. دعوة للتأمل من إصدار «كلمات»
  • «الصحة»: مصر اتخذت خطوات جدية في مجال التنمية البشرية
  • ما أبرز مصادر التوتر التي تُشكّل خطراً على صحتك النفسية في العمل؟
  • كاتب صحفي: العقلية التي تقود إسرائيل تريد دفع المنطقة إلى حرب إقليمية
  • "وزارة الصحة" تعزز الوعي بحقوق كبار السن وحمايتهم من سوء المعاملة
  • التوتر والقلق يؤثران بشكل خطير على الأعصاب ويزيدان خطر تلف العصب الوجهي
  • دراسة: الاستروجين يقمع نشاط الخلايا المناعية التي تقتل السرطان
  • فهم الترابط بين الإجهاد والصحة العقلية والقلب