في ذكرى وفاة فؤاد خليل.. تعرف على وصيته
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان فؤاد خليل صاحب شخصية “الريس ستموني” وإيفيه "آه يا قفا".
بدأ فؤاد خليل حياته الفنية مبكرا في سن الـ11، عندما أسس فرقة مع بعض أصدقائه، فظهر لأول مرة في مسرحية "سوق العصر" عام 1968، لكنه استكمل دراسته بكلية طب أسنان 1961 بجامعة الإسكندرية.
قدم الفنان فؤاد خليل الكثير من الأدوار الكوميدية، التي تركت بصمة في نفوس الجمهور، حتى إن كانت أدوارًا ثانوية، مثل "حبك نار، أبو خطوة، صايع بحر، البيضة والحجر".
ومن أشهر أعمال فؤاد خليل، التي ما زالت تتكرر ايفيهاتها حتى يومنا هذا، فيلم "الكيف" مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز، حيث اشتهرت بسببه جملة "بحبك يا ستمونى مهما الناس لاموني".
وعلى الرغم من شهرته في الأدوار الكوميدية لكنه أبدع في تغيير جلده بالكثير من الأعمال، مثل: فيلم "التعويذة" الذي غيّر فيه جلده عندما أبهر جمهوره بدور الساحر، على الرغم من أن الحوار لم يكن طويلًا.
مسرحيات فؤاد خليل
ولم تتوقف إبداعات فؤاد خليل على السينما فقط، بل شارك في الكثير من الأعمال المسرحية مثل "يا أنا يا أنت، الدنيا مقلوبة، وشك حلو، عيلة محصلتش"، وغيرها من المسرحيات.
معاناة فؤاد خليل مع الوسط الفني
خلال دراسته انضم فؤاد خليل إلى فرق المسرح الجامعي، حيث شارك في فرقة هواة التي أسسها الشقيقان منير وممدوح فتح الله، وكانت تضم الفنان الراحل نور الشريف ومحيي إسماعيل والفنان حسن حسين، وبعد ذلك تقدم لاختبارات معهد الفنون المسرحية، لكنه رسب مرتين بسبب تعنت المخرج زكي طليمات والفنان جلال الشرقاوي عضوي لجنة التحكيم، عندما قررا أنه لا ينفع للتمثيل وقال له زكي طليمات "شوفلك شغلانة تانية".
أكبر كذبة في حياة فؤاد خليل
لم ييأس فؤاد خليل واستمر في التمثيل، وقام بأكبر كذبة في حياته وهي علاقته بالفنانة شادية، وادعى أن له صلة قرابة بالفنانة شادية، التي كان معجبًا بها وأنه ابن خالتها؛ ليتمكن من الحصول على أدوار في السينما، وأصبحت هذه الكذبة دعابة يحكيها في حواراته هو وأولاده.
وفاة فؤاد خليل ووصيته التي لم تنفذ
توفي فؤاد خليل بسبب المرض، عندما أصيب بجلطة عام 2004 وتوفي في 9 إبريل 2012، وترك وصية لأولاده لم يستطيعوا تنفيذها، حيث طلب منهم تشغيل مسرحيته "راقصة قطاع عام" مع يحيى الفخراني وسماح أنور التي عرضت عام 1985.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فؤاد خليل فؤاد خلیل
إقرأ أيضاً:
إبعاد محمود خليل
تابعنا فـي الأيام الماضية قضية محمود خليل، الطالب الفلسطيني فـي جامعة كولمبيا، الذي قاد التظاهرات الطلابية منذ لحظة انطلاقها، التي شملت التخييم فـي حدود الجامعة وامتدت لتشمل جامعات أخرى فـي البلاد. خرج خليل صادحًا بالمطالبة بوقف فوري للإبادة فـي غزة، ومساءلة الحكومة الأمريكية حول دعمها غير المحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلية بالأسلحة وغيرها.
وعلى الرغم من امتلاك محمود خليل «البطاقة الخضراء» والتي وفقًا للدستور الأمريكي تجعله فـي مصاف المواطن خصوصاً فـيما يتعلق بحرية التعبير، وأن زوجته مواطنة أمريكية، إلا أن قوات فـيدرالية اختطفت محمود خليل من بيته، ووضعت الأصفاد على يديه، ونقلته على نحو تعسفـي لسجن فـي منطقة أخرى، يُعرف بسوئه. متهمة محمود خليل بالإرهاب واتخاذ قرار الإبعاد فـي حقه.
لم يكن مفاجئا للشارع الأمريكي هذا التصرف الأرعن بحق محمود خليل، من قبل حكومة يمينية متشددة أبهرتنا فـيما يشبه الكرنفال أو السيرك بطريقتها فـي التعامل مع الملفات على اختلافها كانت داخلية أو خارجية. لكن قرار الإبعاد تحديداً هو تهديد مباشر للدستور وحرية التعبير الأساسية فـي أمريكا، إنها تمثل خرقًا يهدد مواطنين أمريكيين حول مواطنتهم، وإن لم تكن مع محمود خليل أو لا تعرف ما هي قضيته وملابساتها، إلا أنه ينبغي عليك أن تقول شيئاً ما هنا وإلا فأنت التالي. هذا ما قاله العديد من الناشطين الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي، التي قضيت وقتاً فـي متابعتهم خلال الأيام الماضية.
فـي أحد البرامج الحوارية الشهيرة فـي أمريكا يتداخل عضو فـي فريق ترامب للإشارة لكون خليل إرهابيا يتلقى دعماً مالياً من منظمة إرهابية هي «حماس» ثم ما أن يستشيط جميع من فـي الاستوديو حول هذا التصريح ويطالبون المتحدث بتقديم أدلة حول اتهام خطير كهذا، يتهرب بالإشارة إلى أن الفريق الذي يعمل على القضية ويترأسه بنفسه لم يشاركه التفاصيل بعد. عضو فـي منصب آخر فـي حكومة ترامب وبينما تسأله الصحفـية عن رأيه فـي قضية محمود خليل وهو يسير فـي صالة تنتهي إلى مصعد، لا يرد سوى بأنه إرهابي مع ضحكة ساخرة، تسأله بوضوح كيف يكون كذلك؟ ثم يرد بكلمة هو إرهابي ويضحك مجدداً. لا يقدم أي إجابة سوى ترديد أنه إرهابي مهما اختلف السؤال، مع نبرة ساخرة. يتحدث آخر عن قدرة الحكومة الأمريكية على الرجوع عن موقفها من إعطاء أي أحد البطاقة الخضراء، خصوصاً وأنها امتياز تمنحه الحكومة الأمريكية لا ينبغي أن يتمتع به الإرهابيون.
تبدو المسألة محسومة ما أن تذهب قضية محمود خليل إلى المحكمة إذا ما تم الاحتكام إلى القانون والدستور، إلا أن ما يحدث فـي أمريكا، هو عملية اختراق كبيرة لكثير من القوانين الدستورية، مع وجود فساد غير مسبوق، فها هو ممثل ولاية تكساس جيمس ستارلكو فـي اجتماع مع الديمقراطيين والجمهوريين فـي عاصمة الولاية يتحدث عن اثنين من المليارديرات يحاولان شراء تكساس بطريقة لم تحدث سابقاً.
ومحاولتهما الاستيلاء على الحكومة، معلنا عن اسميهما، وقال بكل صراحة لقد اشتروا بالفعل: المحافظ، نائب الحاكم والمدعي العام ومجلس الشيوخ فـي الولاية والآن لإكمال استيلائهم على الولاية فهما يحاولان شراء « Texas House». مشيراً إلى أنها أكثر الحكومات فساداً فـي تاريخ تكساس. ولا يمثل هذين الملياريرين «اوليغارشية» تعمل فـي الغاز والنفط، بل ينطلقون من موقف ديني قومي متطرف، وصفهما فـيها سترالكو بالقساوسة، أنفقوا أكثر من مئة مليون دولار لحظر الإجهاض فـي تكساس وحظر الكتب أيضا. وهما يحاولان الآن إغلاق المدارس العامة فـي تكساس. قائلاً: «هذا أكبر من كونه مجرد حفلة» ولا يمكن تحويل تكساس إلى دولة «ثيوقراطية».
لكن هل كنا نتوقع أكثر من ذلك؟ لطالما تحدثت الأدبيات والمنظرين حول التحالف بين السياسيين ومجموعات المصالح «أصحاب رؤوس الأموال تحديدًا». يحذر فواز طرابلسي على سبيل المثال من التشخيص «السياسوي» الذي يطمس السلطة الاقتصادية وتدخلاتها فـي عالم السياسة. يقول طرابلسي عن الأوليغارشية فـي مقاربتها الأولى أنها تعين طبيعة السلطة الاقتصادية وعلاقتها بالسلطة السياسية. ويشير للمرحلة التي نعيشها وهي النيوليبرالية المتأخرة إذا يبرز «الأوليغارك» وهم السلطة الاقتصادية الذين أثروا من قبل رأسمالية الدولة نفسها، أي امتيازات تمنحها الدولة لقلة من الناس مقربة من الدولة تحديداً.
أي «إنتاج مصالح اقتصادية من خلال الدولة» أن الثراء الذي تحظى به السلطة الاقتصادية بعد هذه العلاقة، لا يمكن إلا تنتج ولاءً مطلقاً للسلطة السياسية من جهة ومن جهة أخرى تقدم نموذجاً ثانياً عندما تخلق سياسيين فاعلين (أي تقدمهم السلطة الاقتصادية). يشير طرابلسي إلى أن ما يحول دون التغيير هو عدم معرفتنا الواقع الذي نريد تغييره. فالتشخيص السائد للسلطة «سياسوي» أي فهم السلطة على أنها سياسة وسياسيون وهو عميق الصلة بالنيوليبرالية القائمة على فكرة أن الدولة عائق أمام تطور القطاع الخاص وتطور الحريات. وبالتالي ينغي أن «يُحرر الحمل الوديع: السلطة الاقتصادية» من سيطرة السياسيين والسياسة.
باختصار أن تتمظهر العلاقة بين الاقتصاد والسياسة عبر ترأس ترامب أهم منصب رئاسي فـي العالم، أو علاقته الوثيقة بإيلون ماسك ودعم هذا الأخير لحملة ترامب هي تجسيد مباشر لما قيل حول «الأوليغارشية» وبهذا كيف يمكن الحفاظ على المواثيق التي قطعتها الدولة على نفسها تجاه مواطنيها؟ كيف تستمر فـي تقديم الرعاية الاجتماعية لهم؟ كيف تحفظ حقهم فـي التعبير؟ وكيف تلتزم بالمطلق بدساتيرها؟ إن ما يحدث هو تحطيم للدولة، وإطلاقها للسوق وطبيعته، من يدفع أكثر هو من سيحدد كيف ينبغي أن تتوقف الإبادة فـي غزة وإذا ما كانت ستتوقف أصلا مع عودة استئنافها يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، هذه السلطة التي تأكل أي ما يأتي فـي طريقها هي من ستبعد محمود خليل وكل ما يجسده هذا النموذج من مساءلة للسلطة الحاكمة والوقوف كند لها، فـي شعور بالمسؤولية تجاه الذات والعالم.