زعماء أفارقة يلحون على بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
(رويترز) – ألح زعماء أفارقة اليوم الجمعة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يمضي قدما في خطتهم للسلام لإنهاء الحرب الأوكرانية وتجديد اتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية انسحبت منه موسكو الأسبوع الماضي. ولم ينتقد الزعماء روسيا مباشرة لكن كلماتهم في اليوم الثاني من قمة مع بوتين كانت أكثر اتساقا وقوة من تلك التي عبرت عنها الدول الأفريقية حتى الآن.
وجاءت كلماتهم كتذكير للرئيس الروسي بمدى عمق القلق الأفريقي من عواقب الحرب وتحديدا تأثيرها على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لبوتين والزعماء الأفارقة في سان بطرسبرج “يتعين إنهاء هذه الحرب. ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والمنطق”. وأضاف “يتعين إنهاء الاضطرابات في إمدادات الطاقة والحبوب على الفور. يتعين تمديد اتفاق الحبوب لمصلحة جميع شعوب العالم، لا سيما الأفارقة”. وذكرت رويترز في يونيو حزيران أن الخطة الأفريقية وضعت سلسلة من الخطوات المحتملة لنزع فتيل الصراع تتضمن سحب القوات الروسية وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من روسيا البيضاء ووقف العمل بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين وتخفيف العقوبات. ورحب بوتين بالخطة لكن دون اكتراث كبير حين أرسلها الزعماء الأفارقة إليه الشهر الماضي. وقال اليوم الجمعة إن موسكو تحترم المقترح وتدرسه بعناية. وقال رئيس جمهورية الكونجو، دينيس ساسو نجيسو، إن المبادرة الأفريقية “تستحق أشد اهتمام، ولا يتعين التقليل من شأنها… ندعو مرة أخرى بإلحاح إلى استعادة السلام في أوروبا”. ودعا الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى “خفض التصعيد للمساعدة في إشاعة الهدوء”. وعبر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا عن أمله في أن تؤدي “المشاركة والمفاوضات البناءة” إلى إنهاء الصراع. ودفع توالي الدعوات بوتين إلى التشبث بالدفاع عن موقف روسيا وتحميل أوكرانيا والغرب المسؤولية. وقال إن كييف هي التي رفضت التفاوض معه بموجب مرسوم أصدرته بعد فترة وجيزة من إعلانه في سبتمبر أيلول الماضي ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا جزئيا. * “حقائق جديدة” دأبت روسيا على قول إنها مستعدة للمحادثات لكن هذه المحادثات يتعين أن تأخذ في اعتبارها “الحقائق الجديدة” على الأرض. ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبدأ وقف إطلاق النار الآن مما يترك روسيا مسيطرة على نحو خُمس أراضي بلاده ويمنح قواتها الوقت لإعادة ترتيب صفوفها بعد 17 شهرا من حرب طاحنة. وقدم رئيس الاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، بعض الدعم لنهج بوتين، قائلا إن الزعيم الروسي أبدى استعداده للتحدث، و”الآن علينا إقناع الجانب الآخر”. وحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القمة روسيا على تجديد اتفاق حبوب البحر الأسود الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها البحرية على الرغم من الصراع، قبل رفض موسكو تجديده الأسبوع الماضي. ومصر من المشترين الكبار للحبوب عبر طريق البحر الأسود، وقال السيسي إن من الضروري إحياء الاتفاق. وأعاد بوتين ما قاله سابقا وهو أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية كان نتيجة لأخطاء السياسة الغربية التي سبقت الحرب الأوكرانية بفترة طويلة. وأعاد بوتين قوله أيضا إن روسيا انسحبت من اتفاق البحر الأسود الأسبوع الماضي لأنها لم تقدم الحبوب إلى أفقر الدول كما أن الغرب لم يلتزم بالاتفاق. ومنذ الانسحاب من الاتفاق، قصفت روسيا الموانئ الأوكرانية ومستودعات الحبوب، مما جعل أوكرانيا والغرب يتهمان روسيا بأنها تستخدم الغذاء كسلاح في الحرب، وجعل أسعار الحبوب العالمية ترتفع بنحو تسعة بالمئة. وقدرت جمعية الحبوب الأوكرانية في مايو أيار أن أربعة ملايين طن من الحبوب الأوكرانية قد سُرقت منذ أن شنت روسيا غزوها في فبراير شباط من العام الماضي. ووعد بوتين أمس الخميس بتقديم ما يصل إلى 300 ألف طن من الحبوب الروسية مجانا لست دول شاركت في القمة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش هذا بأنه “تبرعات زهيدة”. وقال عثماني إن عرض بوتين قد لا يكون كافيا وإن المطلوب هو وقف إطلاق النار. ويسعى بوتين إلى استغلال الحدث لتوطيد علاقات بلاده بأفريقيا وحشد دعم القارة في مواجهة ما يصفه بالهيمنة الأمريكية والاستعمار الغربي الجديد. وأدلى عدد كبير من الزعماء الأفارقة بكلمات ودية عن سجل موسكو في دعم بلدانهم في نضال التحرر في القرن العشرين. ووعد البيان الختامي بأن روسيا ستساعدهم في السعي للحصول على تعويض عن الأضرار التي سببها الحكم الاستعماري وتأمين استعادة الكنوز الثقافية المنهوبة من بلادهم. أما زعيما مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى اللذان اعتمدت حكومتي بلديهما كثيرا على خدمات مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة فقد عبرا عن امتنانهما لبوتين. وقال رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، إن علاقات بلاده مع روسيا ساعدتها على إنقاذ ديمقراطيتها وتفادي حرب أهلية، وشكرها “على مساعدتنا في التصدي للهيمنة الأجنبية”. وقال اسيمي كويتا، الرئيس الانتقالي في مالي، لبوتين “أظهرتم براجماتية وواقعية في جهودكم للتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا”.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن عزم روسيا مواصلة برنامج صواريخ «أوريشنيك» فرط الصوتية في مواجهة تهديدات أوكرانيا
أكدت روسيا في خطوة تصعيدية جديدة عزمها على الاستمرار في برنامج تطوير صواريخها الباليستية فرط الصوتية «أوريشنيك».
وقد أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات لتوسيع إنتاج هذه الصواريخ ومواصلة إجراء الاختبارات القتالية لها، وذلك في رد مباشر على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية مثل «أتاكمز الأمريكية» و**«ستورم شادو» البريطانية** لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، حسب ما أوردته وكالة رويترز.
تحذيرات بوتين للعالم الغربيخلال اجتماع عبر التليفزيون مع القادة العسكريين، شدد بوتين على أهمية صواريخ «أوريشنيك» في الاستراتيجية الدفاعية الروسية، مؤكدًا أن الاختبارات القادمة ستُجرى في ظروف قتالية لتقييم الأداء الفعلي للصواريخ في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
وقال بوتين إن روسيا استخدمت صواريخ «أوريشنيك» مؤخرًا في هجوم على منشأة عسكرية أوكرانية، مشيرًا إلى قدرة هذه الصواريخ على استهداف المنشآت العسكرية الغربية في حال استخدام أسلحة غربية ضد موسكو.
كما حمّل الدول الغربية المسؤولية عن تصعيد الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن دعم الغرب كييف بأسلحة بعيدة المدى يشكل تهديدًا قد يؤدي إلى نزاع أوسع.
الضربة على دنيبرو ورسائل موسكوأفادت التقارير أن الضربة الأخيرة على مدينة دنيبرو في أوكرانيا تم تنفيذها باستخدام صواريخ أوريشنيك برؤوس حربية تقليدية.
ومع ذلك، أكدت روسيا أن هذه الصواريخ تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية إذا استدعت الظروف ذلك، ما يعكس جاهزيتها لاستخدام أسلحة أكثر فتكًا في المستقبل إذا تطلب الأمر.
قدرات صواريخ أوريشنيكحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعد صواريخ «أوريشنيك» متطورة للغاية مقارنة بالصواريخ الروسية التقليدية. على الرغم من أن سرعتها ليست بنفس مستوى صواريخ «يارس 24» العابرة للقارات، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 19،000 ميل في الساعة، إلا أن أوريشنيك يتمتع بعدد من القدرات المتقدمة:
سرعة تفوق الصوت بـ10 مرات، أي ما يعادل نحو 12،000 كيلومتر/الساعة.مدى يصل إلى 5،000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى معظم أوروبا.قدرة على حمل رؤوس نووية وفقًا لتحليلات عسكرية روسية.قدرات الصاروخ على ضرب الأهداف الأوروبيةتشير التقديرات العسكرية إلى أن صواريخ أوريشنيك قادرة على الوصول إلى أهداف رئيسية في أوروبا خلال دقائق قليلة:
برلين (2،317 كيلومترا): 11-12 دقيقة.روما (2،688 كيلومترا): 13-14 دقيقة.باريس (3،138 كيلومترا): 15-16 دقيقة.بروكسل (2،545 كيلومترا): 14-15 دقيقة.لندن (3،170 كيلومترا): 16-17 دقيقة.رسالة موسكويبعث استخدام صواريخ «أوريشنيك» رسالة قوية من موسكو حول استعدادها لتوسيع نطاق استخدامها للصواريخ المتطورة في الردع العسكري أو الهجوم.
ويظل السؤال الأهم: كيف سيواجه الغرب هذا التصعيد، وهل سيتمكن من تفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع قد تهدد الأمن الأوروبي والعالمي؟