لماذا النظر إلى كسوف الشمس يؤذي العين؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تشير توصيات دليل مشاهدة الكسوف المنشور في موقع مجلة "جاما"، أن مشاهدة الكسوف الجزئي للشمس، بعين مجردة، دون نظارات واقية، ولو لبضع ثوان، يمكن أن تلحق الضرر بالعين، وتؤثر على النظر بشكل مؤقت أو دائم.
و"جاما" هي مجلة طبية تخضع لمراجعة النظراء وتصدرها 48 مرة سنويا الجمعية
الطبية الأميركية
ويشاع أنه أثناء الكسوف الكلي، من الآمن رؤية الكسوف بالعين المجردة، لكن الخبراء يحذرون من ذلك.
والكسوف الكلي هو المرحلة حين يحجب فيها القمر الشمس تماما.
ويستمر الكسوف الكلي بين دقيقة وثلاث دقائق فقط بناءً على الموقع الجغرافي، ويمكن أن يظهر ضوء الشمس الساطع فجأة مع استمرار القمر في التحرك.
كيف يحدث الضرر؟مخاريط شبكية العين البشرية حساسة للغاية للضوء. وخلال ظروف النهار، تنقبض القزحية بحيث لا تمر سوى كمية صغيرة وآمنة من الضوء عبر العدسة ثم تصل إلى شبكية العين.
وبما أن قرص الشمس ساطع للغاية فإن أي جزء صغير من ضوئها يمكن أن يلحق الضرر بالعين إذا نظرنا إليها مباشرة، وفق موقع "ناسا".
ومعروف أنه عند النظر مباشرة إلى قرص الشمس، تنقبض حدقة العين بشكل لا إرادي، ما يحمي القرنية والشبكية معا، ولكن في حالة الكسوف، لا يحدث ذلك الانقباض وتستوعب العين أشعة الشمس فوق البنفسجية، التي تمر عبر ظل القمر دون أن نحس بها، وبالتالي يحدث الضرر.
ومخاريط الشبكية هي الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين والتي تعمل بشكل فعال خلال التعرض للضوء الساطع وتساعد في إدراك الألوان، أما القزحية فهي المنطقة الزرقاء أو البنية التي تحيط ببؤبؤ العين.
وقال جيسون بي برينتون، طبيب العيون، المدير الطبي في "برينتون فيجن" في سانت لويس في الولايات المتحدة، في حديث لشبكة "سي.بي.أس" إن النظر إلى الشمس -حتى عندما تكون مغطاة كما يحدث أثناء الكسوف- يمكن أن يسبب ضررًا للعين.
من جانبه، قال يحيى حشاد، أخصائي شبكية العيون والمدير الطبي لشركة صحة العيون "بوش لومب"، إنه لا توجد "جرعة آمنة" من الأشعة فوق البنفسجية الشمسية أو الأشعة تحت الحمراء.
وأكد في حديث لذات المحطة أن "قسطا صغيرا جدا من تلك الأشعة يمكن أن يسبب ضررا لبعض الناس".
وكشف أن ذلك الخطر هو ما جعل الأخصائيين يوصون بارتداء نظارات واقية خلال الكسوف .
والنظر إلى الشمس أثناء الكسوف بدون حماية يمكن أن يؤدي إلى تلف العين بشكل دائم، وفق صحيفة " أوستن أميركان ستيتسمان".
وحتى نظرة خاطفة بدون حماية مناسبة يمكن أن تسبب ضررًا مؤقتًا أو دائمًا للقرنية أو شبكية العين.
والنظارات الشمسية ليست كافية، فأنت بحاجة إلى نظارات كسوف الشمس المعتمدة، والتي تحجب ضوء الشمس بمقدار 1000 مرة أكثر، من النظارات الشمسية العادية.
وقال الدكتور رالف تشو من جامعة واترلو في كندا على موقعه على الإنترنت "إن تعرض شبكية العين للضوء المرئي المكثف يسبب ضررا للخلايا العصية والمخروطية الحساسة للضوء".
وتابع "يثير الضوء سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة داخل الخلايا مما يضر بقدرتها على الاستجابة للمحفز البصري، وفي الحالات القصوى، يمكن أن يدمرها".
عمى الكسوفالسبب الأكثر شيوعا لعمى الكسوف، هو اعتلال الشبكية الشمسي، الناجم عن مشاهدة كسوف الشمس.
ويعتقد أن كسوف 2017، الذي مر من ولاية أوريغون إلى ولاية ساوث كارولينا في الولايات المتحدة، قد تسبب في حوالي 100 حالة، وفقا للجمعية الفلكية الأميركية، من بين ما يقدر بنحو 150 مليون شخص شهدوه.
ولكن بما أن اعتلال الشبكية الشمسي لا يسبب العمى الكامل، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات بسيطة ربما لم يبلغوا عنه مطلقًا أو حتى عرفوا أنهم مصابون به.
الأعراضقد لا تظهر الأعراض لساعات، لأن ألم النظر إلى الشمس ليس فورياً، وينطبق الشيء نفسه على الكسوف.
وقد لا يعرف شخص ما أنه يعاني من اعتلال الشبكية الشمسي إلا بعد ساعات من التعرض، وفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.
وقالت الأكاديمية الأميركية لطب العيون إن الأعراض البصرية تبدأ عادة خلال بضع إلى ست ساعات ولكن يمكن أن يعاني منها البعض بعد 12 ساعة.
وفقًا لذات الأكاديمية، تتلخص أعراض تلف العين التي يمكن أن يلاحظها الشخص بعد التحديق في الشمس في رؤية ضبابية، وصداع، ونقطة عمياء في الرؤية المركزية في إحدى العينين أو كلتيهما، وزيادة الحساسية للضوء، ورؤية مشوشة مثل ظهور خط مستقيم منحنيًاو تغييرات في الطريقة التي نرى بها الألوان.
ويجب أن تتوافق "نظارات الكسوف" مع معايير السلامة الدولية ISO 12312-2، وفقًا لوكالة ناسا، ويجب أن تحمل علامة "ISO" مطبوعة عليها لإظهار امتثالها.
هل سبق وأن أشعلت حريقا باستخدام عدسة مكبرة لتركيز ضوء الشمس على نقطة ما؟أوضحت الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن عدسة العين تفعل الشيء نفسه عندما تركز الضوء الذي تراه على شبكية العين في الجزء الخلفي من عينك.
وشبكية العين هي الجزء الذي يستشعر الضوء في عينك وينقل تلك الإشارات إلى الدماغ.
ويمكن للضوء المباشر والمكثف أن يحرق ثقبًا فيها أو يدمر خلايا الشبكية على الفور تقريبًا.
وعادة ما يكون من المؤلم النظر إلى الشمس ومن الطبيعي أن يحدق البشر أو ينظرون بعيدًا.
وحتى بضع ثوان يمكن أن تكون خطرة.
في يوم الكسوف الكلي.. قائمة بـ"المحظورات" حتى تتمكن من المشاهدة بأمان يشهد العالم ظاهرة فلكية تتمثل في كسوف كلي للشمس، الإثنين، في أميركا الشمالية على طول مسار يبدأ من المكسيك إلى الولايات المتحدة ثم كندا.وأثناء الكسوف، يقل ضوء الشمس المرئي ويصبح من الممكن النظر إليه مباشرة دون إزعاج لفترات أطول من الزمن. وقد لا تعرف حتى أنك قد ألحقت الضرر بعينيك حتى اليوم التالي.
والنتيجة هي اعتلال الشبكية الشمسي أو حروق الشبكية. الذي يمكن -بالمناسبة- أن يحدث كذلك عند النظر إلى الشمس مباشرة أو إلى انعكاسات ضوئها الساطع على الثلج أو الماء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النظر إلى الشمس الکسوف الکلی شبکیة العین ضوء الشمس یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف الثقب الأسود «الأكثر جوعا».. 7.2 مليون مرة كتلة الشمس
نجح علماء الفلك في اكتشاف ثقب أسود جديد، قالوا إنه الأكثر شراهة وجوعا على الإطلاق للطاقة، إذ يستطيع التهام المادة بمعدل يفوق مقياس الحد النظري «Eddington limit» الشهير، بعشرات المرات.
ماذا يعني مقياس الحد النظري؟والحد النظري، هو مقياس في الفيزياء الفلكية يحدد الحد الأقصى لمعدل الإشعاع أو الطاقة، التي يمكن أن يصدرها الثقب الأسود أو نجم مضغوط، قبل أن يتمكن من تدمير نفسه أو تفجير المواد المحيطة به، ويطلق عليه «حد إدينجتون - Eddington limit».
ما الثقب الأسود المُكتشف؟وأطلق على الثقب الأسود المكتشف، اسم LID-568، الذي يعد وفقًا لـ«ديلي ميل» واحدا من الاكتشافات الأكثر إثارة في علم الفلك الحديث، بسبب شراهته غير العادية في امتصاص المادة بسرعة فائقة، إذ استطاع علماء مرصد جيميني الدولي ومختبر NSF NOIRLab، رصد هذا الثقب، بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم، وذلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
ورغم أن الثقب «LID-568» في مرحلة مبكرة للغاية من تكوين الكون، وصغر عمره الكوني، لكنه أطلق إشعاعا بالأشعة السينية يفوق بكثير ما تصدره الثقوب السوداء بحجمه.
لماذا تجاوز الثقب الأسود الحد النظري في امتصاص المواد؟واستخدم الفريق أداة متقدمة تسمى «مطياف المجال المتكامل» (IFS)، التي تتيح قياس الطيف لكل بكسل في مجال رؤية التلسكوب، ومعرفة البيئة المحيطة بالثقب الأسود، والتي أظهرت في النهاية تدفقات غازية غير عادية تغادر الثقب الأسود بسرعات تصل إلى 600-500 كم في الثانية، ما يفسر تجاوز الثقب الحد النظري لامتصاص المادة.
ووفقًا للفريق، فإن هذه التدفقات الغازية تعمل كـ«صمام» لتفريغ الطاقة الزائدة الناتجة عن امتصاص المادة بسرعة، لذا يستطيع الثقب في الاستمرار في التوسع
وقال فريق البحث إن المادة المحيطة بالثقب LID-568 تصدر طاقة أعلى بنسبة 4000% مما هو متوقع تبعا للحد «النظري» إدينجتون، حتى وإن كان خافتا للغاية ولا يمكن رؤيته في الطيف المرئي أو الأشعة تحت الحمراء القريبة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة جوليا شارواتشر، المعدة المشاركة في الدراسة: «هذا الثقب الأسود يبدو وكأنه في حالة احتفال دائم، بسبب شراهته الهائلة في امتصاص المواد».
ما هو الثقب الأسود الهائل؟ونشر موقع العلوم «sciencealert» أبرز المعلومات عن الثقب الأسود الهائل، المكتشف حديثًا:
هذا الثقب الأسود فائق الكتلة منخفض الكتلة في مركز المجرة بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار الكبير. على الرغم من أن هذا الحدث قصير الأمد، إلا أنه يمكن أن يساعد علماء الفلك على تفسير كيفية نمو الثقوب السوداء الهائلة بسرعة كبيرة في بداية الكون. هذا الثقب الأسود يأكل أشياء بأكثر من 40 مرة من الحد النظري يعد الثقب الأسود الهائل في بداية الكون هو الأكثر شرهًا من نوعه الذي رأيناه على الإطلاق. يقع في منتصف مجرة تسمى LID-568، كما شوهد بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار الكبير، ويبدو أنه يبتلع المواد بمعدل مذهل يزيد عن 40 مرة من الحد الأقصى النظري المعروف باسم حد إدينجتون. ندما يقوم الثقب الأسود بتراكم كميات كبيرة من المواد، فإن هذه المواد لا تسقط مباشرة في بئر الجاذبية، ولكنها تدور في البداية مثل الماء الذي يدور حول المصرف، مع عبور المادة الموجودة على الحافة الداخلية للقرص الأفق إلى الثقب الأسود. تعمل الكمية المذهلة من الاحتكاك والجاذبية على تسخين هذا القرص من المادة إلى درجات حرارة شديدة الحرارة، مما يؤدي إلى توهجه بالضوء. عند نقطة معينة، يتطابق ضغط الإشعاع الخارجي مع قوة جذب الثقب الأسود للداخل، مما يمنع المواد من الاقتراب. كشفت الملاحظات التفصيلية عن تدفقات قوية خارجة من الثقب الأسود الهائل، وهي علامة على التراكم حيث يتم تحويل بعض المواد وإطلاقها في الفضاء. وكشف التحليل للبيانات أن الثقب الأسود الهائل هو ثقب صغير نسبيا، مثل الثقوب السوداء فائقة الكتلة؛ ويبلغ 7.2 مليون مرة كتلة الشمس. كمية الضوء التي تنتجها المادة المحيطة بالقرص أعلى بكثير مما يمكن لثقب أسود بهذه الكتلة أن ينتجه.