خطف حادث جبيل في اليومين المنصرمين الاهتمامين السياسي والامني عما عداه، فيما الاعتقاد ان المشكلات المؤجلة الى ما بعد انتهاء العطلة الطويلة من الاعياد قد تستعيد القليل من حيويتها. ذلك ما لم يحدث. ارتفعت نبرة التخاطب اكثر من المعتاد بين حارة حريك وبكركي

وكتب نقولا ناصيف في" الاخبار":مع ان الكلام الاخير للبطريرك الماروني ليس ابن ساعته، وكان تقطّع ادلاؤه به مرة بعد اخرى على مر الاشهر الستة المنصرمة في حرب غزة مذ اضحى الجنوب جزءاً لا يتجزأ منها، الا ان لتوقيته الاخير مدلولاً مختلفاً، خصوصاً بعدما كشف اجتماع 21 آذار المنصرم عن مبادرة بكركي جمع الافرقاء المسيحيين، المتحالفين والمتناحرين، من حول ورقة عمل لخيارات سياسية موحدة.

ما انتهى اليه الاجتماع ذاك، ان رام تجاوز النطاق الماروني الى المسيحي العام توطئة للذهاب الى حوار مع الشريك الآخر لا سيما الثنائي الشيعي، وتالياً اعادة النظر في الورقة المرفوعة الى الاحزاب والقوى المشاركة. الواقع ان الثنائي الشيعي يكاد يكون المعني الوحيد بالتصوّر المسيحي المراد مناقشته، تحديداً في المسألتين اللتين ينقسم من حولها اي حوار مسيحي - شيعي: قرار الحرب والسلم وانتخاب رئيس للجمهورية.
السجال المباشر اخيراً بين الراعي ونصرالله، وتالياً السقف العالي لمواقفهما المدلاة اقرب ما تكون الى شروط مسبقة، يدفعان نحو مزيد من المبررات لتعذّر اجراء حوار من حول الورقة المسيحية. في الوقت نفسه يصعب الذهاب الى اي خيارات بديلة في ظل مانعيْن اثنين اضحيا اخيراً لبّ مأزق اي حوار مسيحي - شيعي محتمل:
اولهما، مضي حزب الله في قراره الاستمرار في فتح جبهة الجنوب وإشغال اسرائيل في حربها مع غزة الى ان يتوقف اطلاق النار نهائياً هناك، ولن يسع اي احد، لا الحكومة اللبنانية ولا الافرقاء الآخرون المعارضون، الوقوف في طريق هذا القرار.
ثانيهما، ابقاء انتخاب رئيس الجمهورية مؤجلاً الى امد غير محدود لسببين مباشرين على الاقل، انتظار مآل حرب غزة وانعكاس التسوية على جنوب لبنان وتالياً مصير القرار 1701، وتمسكه بحوار داخلي يسبق انتخاب رئيس للجمهورية مع اصراره على ترشيحه كثنائي شيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه.
في ما يدور بين الاحزاب المشاركة في الاجتماع المسيحي، في انتظار لقائها المقبل، انها قادرة على ممارسة ضغوط على حزب الله في وجهة انتخاب رئيس للجمهورية، اكثر منها حيال سلاحه المتداخل مع معضلة تفرّده بقراريْ الحرب والسلم. في الاجتماع الاخير، بازاء تباين واضح بين التيار الوطني الحر والمشاركين الآخرين لاسيما حزبي الكتائب والقوات اللبنانية حيال بند سلاح حزب الله وسبل بت مصيره، تقاطع الفريقان المتنافران على موقفيْ رفض التورط في حرب غزة والاصرار على الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. على ان الموقف الاخير للبطريرك ربما فُسِّر على انه قفز من فوق الورقة المسيحية المزمع طرحها للحوار كي يضع سقفاً مختلفاً للتفاوض.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب رئیس للجمهوریة حزب الله

إقرأ أيضاً:

انتخاب المغرب بمكتب لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان للاتحاد البرلماني الدولي

زنقة 20. الرباط

انتخب المغرب، في شخص المسنشار البرلماني كمال أيت ميك، عضو مجلس المستشارين، عضوا بمكتب اللجنة الدائمة المعنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، إحدى اللجان الأربع الأساسية للإتحاد البرلماني الدولي، وذلك في إطار أشغال الجمعية 150 للإتحاد والتي تنعقد ما بين 05 و09 أبريل الجاري بالعاصمة الأوزبيكية طشقند.

وانتخب المستشار كمال أيت ميك في مكتب هذه اللجنة بالإجماع ممثلا للمجموعة الجيو-سياسية العربية، وذلك اعتبارا للرصيد الإيجابي الذي قدمه داخل مختلف هياكل وأجهزة الإتحاد، وخاصة داخل لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي قدم فيها مبادرات ومقترحات هامة تعنى بحقوق الإنسان لاسيما منها المرتبطة بضمان الحق في المشاركة السياسية للشباب والنساء، والتصدي للإرهاب والتطرف العنيف، ومكافحة الجريمة المنظمة، والحد من التحريض على الكراهية والتمييز، وحماية حقوق المهاجرين، ومنع استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة ووضع حد لتجنيدهم العسكري، وتمكين الفئات التي تعاني من الهشاشة من حقوقها الاقتصادية ومن الحماية الاجتماعية الكاملة والمستدامة.

وقد مكنت هذه المبادرات التي اقترحها المستشار البرلماني كمال أيت ميك من انتخابه سنة 2023 بالعاصمة البحرينية المنامة عضوا بمكتب “منتدى البرلمانيين الشباب” للإتحاد البرلماني الدولي ممثلا للمجموعة الجيو-سياسية العربية.

وخلال هذه الجمعية العامة 150 للإتحاد والمنعقدة بطشقند/أوزبكستان، تم تعيين كمال أيت ميك مقررا لمنتدى الشباب مكلفا بإعداد تقرير حول مشروع القرار الذي ستعتمده لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان في اجتماعها المقبل الذي سيعقد في سياق أشغال الجمعية 151 التي ستنعقد بجنيف/ سويسرا في أكتوبر المقبل.

يذكر أن الإتحاد البرلماني الدولي، والذي تأسس سنة 1889، هو المنظمة الدولية لبرلمانات من 181 بلدا من البلدان الأعضاء بالأمم المتحدة، ويعتبر بمثابة الحفل الدولي للدبلوماسية البرلمانية.

مقالات مشابهة

  • انتخاب الأستاذ عبد الإله البوزيدي نائبا لرئيس الاتحاد العربي للمواي طاي
  • الراعي استقبل المدير العام لأمن الدولة
  • إحالة زيزو للتحقيق.. الزمالك يتمسك بعقوبات مباراة الأهلي!
  • حبس أنفاس ترقبا للمفاوضات الاميركية الإيرانية.. حوار مرتقب بين عون و حزب الله بملف السلاح
  • عون وضع تصوّرا تنفيذيا لإطلاق حوار مع حزب اللهوتباينات حكومية بشأن نزع السلاح
  • الإمارات عضواً في مجموعة العمل المعنية بالتكنولوجيا
  • الإمارات عضوًا في مجموعة العمل المعنية بالعلوم والتكنولوجيا في الاتحاد البرلماني الدولي
  • كومباني: بايرن ميونيخ يتمسك الفرصة الكاملة أمام إنتر ميلان
  • الشارقة يتمسك بـ «التعويض» أمام التعاون في «الإمارة الباسمة»
  • انتخاب المغرب بمكتب لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان للاتحاد البرلماني الدولي