لبنان ٢٤:
2024-09-01@04:10:28 GMT

قراءة حزب الله في تهديدات إسرائيل بالحرب

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

قراءة حزب الله في تهديدات إسرائيل بالحرب

مرة جديدة يعود السباق بين مفاوضات التوصل إلى تسوية بين «حماس» وإسرائيل وبين التصعيد الحربي على جبهة الجنوب. ويوماً بعد يوم تتزايد حدة الإعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية بينما يكتفي «حزب الله» بالردّ بضرب عشرات الصواريخ على المواقع الإسرائيلية والداخل الإسرائيلي ملتزماً قواعد الإشتباك في الردّ، وإن من طرف واحد.


وكتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": يرى «حزب الله» أنّ للتهديد الإسرائيلي بالحرب على لبنان أبعاده المتصلة بالتسوية المحتملة مع «حماس» في قطاع غزة. يريد رئيس الحكومة بنيامين نتياهو رفع سقف مواقفه تجنباً للمساءلة متى تم الإتفاق على التسوية، لأنّ أياً من أهداف حربه على غزة لم يتحقق. ولذا قد يحاول الهروب من فشله في غزة بحرب على لبنان، لكن خياره هذا تعارضه أميركا وفرنسا، ودول عدة لن تسانده، فضلاً عن أنّ «حزب الله»، وإن سبق وأعلن منذ بداية حرب غزة رفضه الحرب، إلّا أنّه يستعد لخوضها متى وقعت، وهذا ما أعاد نوابه التأكيد عليه أخيراً، وأكد عليه أمينه العام في خطابه الأخير، حيث أعلن استعداد حزبه للحرب التي قال إنّ لها استراتيجة معينة وليست عبثية.
لغاية اليوم ورغم فداحة الإعتداءات الإسرائيلية ضد قرى الجنوب والبقاع والخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، إلا أنّ «حزب الله» لا يزال يؤكد أنّه لا يشارك بكامل قوته وقدرته العسكرية في هذه الحرب، ولم يزل يلتزم قواعد اللعبة العسكرية ونطاق 7 كيلومترات في المواجهة وهي المساحة التي ستكون موضع تفاوض مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.
فالحزب الذي قال إنّه لا يخشى الحرب لا يزال يديرها بكلفة محدودة وبقدرات عسكرية متواضعة لا تكشف عن حجم قوته الحقيقية، لكن لا يريد لإسرائيل أن تفهم تصريحاته عن رفض الحرب على أنّه ضعف أو خوف من المواجهة ذلك أنّ المواجهة الحقيقية لم تقع بعد.
في «حزب الله» من لا يزال يعتبر أنّ التهديد الإسرائيلي بالحرب كلام تهويل ليس بجديد، وأنّ ليس لدى إسرائيل القدرة على شنّها. قد تكون لديها الرغبة لإعتبارات تتعلق بمستقبل نتنياهو وحكومته، وللردّ على تشكيك المستوطنين بقدرته على ضمان عودتهم، ومتى وقعت فإنّ قدرته على خوض الحرب سهلة، لكنه لا يزال يدير المواجهة من زاوية الإسناد والدعم لغزة، ويبدي حرصاً على عدم جرّ البلد والمنطقة إلى حرب. لا يرجّح فرضية الحرب الواسعة، ولكن إن كان لا بدّ فسيخوضها، ولكنه يسأل عن أهداف هذه الحرب بالنسبة إلى إسرائيل. اذا كانت أهدافها من حرب غزة، كما تقول، القضاء على «حماس» وتهجير الفلسطينيين، ولم تحقق أياً من هذه الأهداف، فما هو هدفها من الحرب على لبنان سوى ضمان الإستقرار لعودة سكان الشمال؟ وهذا لن يتحقق. لا يرى جديداً في ما يقوله المسؤولون في إسرائيل ولا في تهديدات الديبلوماسيين. مجرد رسائل ضغط لا تلغي جنون نتنياهو وحاجته إلى عناصر فوز لم يعد يجدها في غزة ولا في جبهة الجنوب.
يعني كل ذلك أنّ الحرب خياراتها مفتوحة واحتمالاتها قائمة، وإن كان «حزب الله» لا يأخذ تهديدات إسرائيل على محمل الفعل الواقعي القريب. لكنه فعلياً لا يقلل من وقوعها وضراوتها متى وقعت، ولكن الأمل الوحيد اليوم صار في عهدة المفاوضات الجارية في مصر، التي عاد التفاؤل في نجاحها مجدداً، وإن كانت هدنة لأيام وليست وقفاً لإطلاق النار.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله لا یزال

إقرأ أيضاً:

تلويح باسيل بـالتحرّك الحتمي.. أي سقف للمواجهة والتصعيد؟

في غمرة الانشغال بالتوتر بين "حزب الله" وإسرائيل، مرّ تصريحٌ لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل قبل أيام مرور الكرام، بلا ضجّة كان يستحقّها، لما حمله بين طيّاته من دعوة إلى "المواجهة" وتلويح بـ"تحرّك حتمي" في سبيل كسر الأمر الواقع القائم، ولو أنّه جاء، وفق قول باسيل، استكمالاً لورقة عمل خطية كان "التيار الوطني الحر" قد قدّمها قبل أشهر ضمن اجتماعات وثيقة بكركي، تحت عنوان "الصمود والشراكة".

في تصريحه المذكور، تحدّث باسيل عن "خطة مواجهة بإجراءات عمليّة وميدانية" إعلامية وسياسيّة وبرلمانية وقضائية وشعبية واقتصادية، يمكن أن تصل إلى تصعيد شعبي ومدني بمقاطعة شاملة، وشدّد على وجوب المواجهة "ضمن الدستور والقوانين، والأهم ضمن الواجب بحماية الوجود لأن الأخطار تهدّد وجودنا ووجود لبنان"، ليخلص من كلّ ذلك، أنّ "الوضع ما عاد يتحمّل، والتحرك حتمي"، من دون أن يوضح ماهيّة هذا التحرّك وطبيعته.

وفي حين لم ينل تصريح باسيل هذا الاهتمام الذي يفترضه، ربما لأنّ الحظّ "عاكسه"، بعدما أطلقه باسيل عشيّة عملية "يوم الأربعين" التي نفّذها "حزب الله" ردًا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، والتي أعادت خلط كل الأوراق وقلب الأولويات عن بكرة أبيها، إلا أنّه يطرح العديد من علامات الاستفهام عن المغزى منه، فكيف يُقرَأ كلام الرجل، وهل يحمل دعوة مبطنة إلى المواجهة والتصعيد بكلّ السبل، وربما بلا أسقف؟!

باسيل الباحث عن "مَخرَج"

لعلّ الشكل يتفوّق على المضمون في قراءة خلفيّات تصريح باسيل هذا، والشكل هنا ينطلق بشكل أساسي من التوقيت، الذي يقول العارفون إنّه بدا مُستغرَبًا، لكونه جاء في مرحلة حبس الأنفاس بانتظار ردّ "حزب الله"، وهو ما أشار إليه باسيل بحديثه عن "خطر حرب مفتوحة يتزايد"، وهو خطر يتطلب مقاربة من نوع الدعوة إلى التفاهم من أجل تحصين الوحدة الوطنية للمواجهة، وليس التلويح بتصعيد يمكن أن يصل حدّ "المقاطعة الشاملة"، وفق تعبيره.

لكنّ العارفين يعتبرون أنّ "التوقيت" في كلام باسيل يُقرَأ من زاوية أخرى، مختلفة تمامًا، فرئيس "التيار الوطني الحر" أراد بكلامه أن يقفز فوق "الأزمة الداخلية" التي يمرّ بها حزبه، والتي يبدو واضحًا أنّها لم تنتهِ فصولاً، في ضوء استمرار الاستقالات من الإطار التنظيمي لـ"التيار"، في أعقاب القرار المثير للجدل بفصل النائب آلان عون من صفوفه، ولا سيما بعدما أصبح هذا الوضع حديث البلد، ما اضطر باسيل لاستخدام "خطاب تبريري" لاحتوائه.

ولعلّ ما يعزّز هذا الاعتقاد يتمثل في خروج العديد من النواب المحسوبين على باسيل، ليعبّروا عبر الإعلام عن امتعاضهم من الاهتمام "المُبالَغ به" بالشأن الداخلي لـ"التيار" على حساب القضايا الحيوية والجوهرية، وهو يدفع إلى الاعتقاد بأنّ باسيل أراد بتصريحه هذا، نقل الاهتمام إلى مكان آخر، وبالتوازي دغدغة مشاعر جمهور "التيار"، عبر مخاطبته شعبويًا، بما يساعد في تجاوز "المأزق" الذي لا تزال قواعد "التيار" منقسمة في مقاربته.


عن أيّ مواجهة يتحدّث باسيل؟

يرفض المحسوبون على رئيس "التيار" مثل هذا التفسير لكلام باسيل، الذي يشيرون إلى أنّه لم يكن الأول من نوعه، بدليل أنّه استند إلى ورقة عمل قدّمها قبل أشهر، ملمّحين إلى أنه بذلك أعطى "مهلة" للتلاقي والتقاطع على بنود هذه الخطة، قبل أن يدلي بدلوه، علمًا أنّ خطر الحرب وفق ما يقول هؤلاء، يفترض أن يكون "محفّزًا" للذهاب نحو التصعيد وليس العكس، لأنّ المواجهة تشمل تحصين الساحة الداخلية، عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة أصيلة. يشدّد المحسوبون على باسيل على أنّ الرجل أراد بتصريحه، الذي سيكون له ما يكمله وربما يترجمه على الأرض في الأيام القليلة المقبلة، أن يحرّك المياه الراكدة على المستوى السياسي، وأن يؤكد أنّ إنجاز الاستحقاقات الملحّة لا يمكن أن يبقى مرهونًا بانتظار انتهاء حرب قد تطول ولا تنتهي في الأمد المنظور، وهو لذلك يدعو إلى المواجهة بكلّ السبل المُتاحة، بما في ذلك على المستوى الشعبي، من أجل وضع حدّ لمثل هذا الأمر الواقع.

لكنّ هذا المنطق لا يجد آذانًا صاغية على مستوى معارضي باسيل، الذين يسألون عن طبيعة المواجهة التي يتحدّث عنها باسيل، وعن حدود مثل هذه المواجهة، طالما أنّ الرجل لا يبدو قادرًا على اتخاذ موقف واضح، فهو يقول للمعارضة إنه لا يزال على تقاطعه معها، وهو يسعى في الوقت نفسه لإبرام تفاهم مع "حزب الله"، بل يبدي انفتاحًا على رئيس مجلس النواب نبيه بري، متجاوزًا كل الخلافات معه، في محاولة للوصول إلى "تسوية" يحقّق فيها شيئًا ما.

 

يقول معارضو باسيل إنّ المشكلة مع الأخير، أنّه لا يريد المواجهة سوى على الطريقة التي تضمن له الحفاظ على دور وحيثيّة يبدو أنّه افتقدهما حتى داخل تيّاره، فهو حتى يوم تقاطع مع قوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لم يتردّد في توجيه الرسائل إلى "حزب الله" باستعداده للعودة لأحضانه، إن تخلّى عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وهو ما يفرغ برأي هؤلاء كلّ منطق "المواجهة" من مضمونه! المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تضاعف هجماتها على غزة لتعطيل مفاوضات الهدنة
  • تقرير لـThe Hill يكشف: الحرب بين حزب الله وإسرائيل أمر لا مفر منه
  • أمريكا وإسرائيل.. حدود العقل الاستراتيجي.. قراءة في مآلات طوفان الأقصى
  • عودة إسرائيل الى لغة التهديدات: رسائل داخليّة على أبواب المدارس
  • تصرفات نتنياهو تثبت أنه لديه أهداف أخرى
  • مسؤول أممي: خطر توسع الحرب إقليمياً ما زال كبيراً
  • مبعوث السلام الأممي: خطر توسع الحرب إقليميا ما زال كبيرا  
  • الحرب الواسعة معلّقة حتى إشعار آخر
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • تلويح باسيل بـالتحرّك الحتمي.. أي سقف للمواجهة والتصعيد؟