موقع النيلين:
2025-04-09@18:26:57 GMT

من موقع المسؤولية!

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT


عندما تأخذ مقطع من التاريخ اليومي و السياسي من تجربة الخمس أعوام الماضية، سنجد أن ما حدث في العام 2019م قد كان حدث تكتوني كبير، أشبه بتصادم ألواح.

حدث لم ينشأ منفصل عن سلسلة من الاضطرابات الواسعة في الرواسخ الأساسية لما يشكل الوحدات السياسية و الإجتماعية في السودان منذ أمد طويل.

هذا الحدث الذي يمكن تسميته حراك قد أفرز واقع و تاريخ بفعل ما أحدثه في البنية الكلية للدولة و المجتمع و تمثلات ذلك في السياق السوداني.

من هنا يأتي مدخل التعامل معه، لست مُنكر أنني بشكل شخصي ساهمت فيه بفاعلية تنظيمية و سياسية مثلي مثل آلاف الشباب، ولا أخفيكم أنني كنت صادق في كل ما فعلته. كانت النوايا كزهرات جميلة تدل على الخير. ولكن ما وصلنا إليه جعلها خناجر في صدر الدولة و المجتمع.

من هنا إنطلقتُ نحو ما يمكن القيام به بمسؤولية إتجاه الواقع الذي شكله الحدث، لقد ساهمنا في صعود نخبة سياسية فاشلة، وساعدنا في صعود مليشيا كادت أن تحكم بإنقلابها العسكري، ولن ننكر دور التدخل الخارجي والأحداث السابقة و أيضاً ما قام به النظام المعزول وتناقضاته.

كل ذلك قابل للإصلاح، وقابل لأن ينتج قيادة سياسية جديدة من روح هذه البلد، وأصيلة في تعاطيها مع السودان، تنظر إلى المستقبل من أفق المسؤولية الوطنية الخالصة.

كذلك هو الحال الذي يجب أن ينطبق بشكل كامل مع بقية الفاعلين خصوصاً الإسلاميين منهم، لأن سؤال ما العمل مرتبط بالتخلص من تركة الفساد و الشبكات السياسية الفاسدة التي كانت جزء من النظام المعزول. أيضاً سؤال المستقبل مهم وجزء أساسي من سياق ما يمكن القيام به لأجل السودان.

عن الجيل السياسي الذي يمكن مخاطبته، في معسكر قوى إعلان الحرية و التغيير يجب أن تقوموا بإصلاح سياسي واسع في بنية أحزابكم عليك تعريف الدولة و السلطة و النظام السياسي، وعزل قيادتكم الحالية بشكل كلي، هذا إن كنتم تريدون ممارسة السياسة مستقبلاً.

عن الذين جعلوا ديسمبر فردوسهم، عليكم أن تصحوا من هذه النشوة الزائفة، لقد جاءت الحرب لتيقظ حس المسؤولية السياسية لا يمكن بناء بلد بالشعارات و الهذيان و الفوضى التنظيمية و الوعي السياسي الفقير، لا يمكن حتى التسليم بأن ما تم كان سيبني هذه البلاد، عليكم الاستيقاظ من هذا الوهم الكبير، و القيام بالفعل من دافع وطني ومسؤولية سياسية.

ينتظر المفكرين و الكتاب و المثقفين و الطبقة المتعلمة في السودان بشكل عام مسؤوليات إجتماعية كبيرة و واسعة لا يمكن التعامل معها إلا من باب المسؤولية و التجرد، سوى ذلك سنشهد سقوط الدولة.

تبدأ السياسة بعد القضاء على المليشيا، و إستعادة الدولة، تبدأ السياسة عندما يجتث الفاسدين من بنية القوى السياسية، تبدأ السياسة عندما نضع حدود للتدخل الخارجي. ولن نتوقف عن الفعل و العمل لأننا مسؤولين مسؤولية تاريخية أمام أنفسنا و الأجيال المستقبلية فيما قمنا به.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جبريل ابراهيم يلتقي نورة الفصام وزيرة المالية الكويتية .. “شراكات استراتيجية”

‏قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل ابراهيم:على هامش اجتماعات الصناديق العربية المنعقدة في دولة الكويت، التقيت اليوم بالمهندسة نورة الفصام، وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار في الدولة المضيفة.عبّرنا خلال اللقاء عن تقديرنا لدولة الكويت على دعمها المستمر ومواقفها المشهودة إلى جانب السودان، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب، حيث تواصل الكويت تسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني.كما تطرقنا إلى سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، واستعرضنا الفرص الاستثمارية المتاحة في السودان، بما يُمهّد الطريق لإقامة شراكات استراتيجية مثمرة تحقق المصالح المشتركة وتعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.رصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جبريل ابراهيم يلتقي نورة الفصام وزيرة المالية الكويتية .. “شراكات استراتيجية”
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بروميدييشن والغموض السياسي؟
  • النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني: وزن فرنسا السياسي يمكن أن يستثمر لصالح القضية الفلسطينية
  • احتفاء العليمي بالذكرى الثالثة لتشكيل المجلس الرئاسي يُثير السخرية والتندر.. الذي اختشوا ماتوا
  • أحزاب سياسية تنقل قلقها للبعثة الأممية إزاء الجمود السياسي
  • قرقاش: شكوى السودان لدى العدل الدولية ضد الإمارات “لعبة سياسية لجرنا إلى الصراع”
  • أهل الشمال بين الدور الوطني والاتهامات الجائرة
  • جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها
  • رئيس الدولة: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية