إذا ترك دون رادع.. تحذيرات من مخاطر الذكاء الاصطناعي على النظم الاجتماعية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
دعت أكبر شركة اتصالات يابانية وأكبر صحيفة في البلاد إلى تشريع سريع لتقييد الذكاء الاصطناعي، قائلتين إن الديمقراطية والنظام الاجتماعي قد ينهاران إذا ترك الذكاء الاصطناعي دون رادع.
وقدمت شركة "نيبون تلغراف أند تيليفون" (NTT) والمجموعة الإعلامية "يوميوري شيمبون" الاقتراح في بيان، وفق صحيفة "واشنطن بوست" .
ويشير البيان، إلى جانب القانون الذي أقره البرلمان الأوروبي في مارس الماضي والذي يقيد بعض استخدامات الذكاء الاصطناعي، إلى القلق المتزايد بشأن برامج الذكاء الاصطناعي التي كانت الشركات التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة في طليعة الدول التي تطورها.
وفي حين أشار بيان الشركات اليابانية إلى الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي، في تحسين الإنتاجية، اتخذ نظرة ناقدة بشكل عام لهذه التكنولوجيا.
ودون تقديم تفاصيل، أشار البيان إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في الإضرار بالأخلاق الإنسانية لأن أدواته مصممة -في بعض الأحيان- لجذب انتباه المستخدمين دون النظر إلى الأخلاق أو الدقة.
وقال البيان إنه ما لم يتم تقييد الذكاء الاصطناعي، "في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تنهار الديمقراطية والنظم الاجتماعية، ما يؤدي إلى نشوب حروب".
وطلب البيان من اليابان أن تتخذ إجراءات فورية، بما في ذلك قوانين حماية الانتخابات والأمن القومي من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
وتجري الآن حملة عالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ويأتي الاتحاد الأوروبي في المقدمة.
ويدعو قانون الاتحاد الأوروبي الجديد صانعي أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي إلى إخضاعهم لتقييمات السلامة وإخطار المنظمين بالحوادث الخطيرة.
ومن المقرر أيضا حظر استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على المشاعر في المدارس وأماكن العمل.
إعادة هيكلة النظام الاجتماعييقول دانييل أرايا، الباحث في السياسة العامة والابتكار التكنولوجي، إن الذكاء الاصطناعي يتطور باستمرار ويمتلك القدرة على إعادة هيكلة النظام الاجتماعي بأكمله في مجتمعنا.
وتابع وفق ما نقل عنه موقع جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا "لن أقلل من شأن المدى الذي سيصل إليه هذا الأمر، إنه مثل تدريب طفل.. هذا طفل رضيع يبدأ في الوقوف، وفي النهاية سيكون شخصًا بالغًا".
ولفت إلى أن البشرية شهدت عصرين، الأول عرف الثورة الصناعية، أعقبها عصر ثورة معلوماتية تقنية. لكن الفرق بين العصرين صارخ من حيث أنواع التكنولوجيات المنتجة.
وأردف قائلا إن الثورة الحاسوبية تفعل كثيرا من الأشياء التي لم تتمكن الثورة الصناعية من القيام بها. "إنها تصنع تقنيات يمكنها الأتمتة والتعلم".
في عام 2016، تغلب جهاز ذكاء اصطناعي يُدعى AlphaGo على بطل العالم البشري، Lee Sedol، في لعبة Go.
وفي ذلك الوقت، كان الخبراء يعتقدون أن التكنولوجيا لم تكن قادرة بعد على إتقان مثل هذه اللعبة المعقدة.
و"غو" هي لعبة لوحة إستراتيجية بين لاعبين اثنين، حيث يكون الهدف هو الاستيلاء على مساحة أكبر من الخصم من خلال تسييج المساحة الفارغة.
أرايا قال معلقا على ذلك "كانت عواقب تلك اللحظة هي الاعتراف بأننا ندخل عصرا جديدا من الذكاء الاصطناعي".
Former Go champion beaten by DeepMind retires after declaring AI invincible https://t.co/PK92k6ue3g pic.twitter.com/JAbFkL326N
— The Verge (@verge) November 27, 2019وفي الآونة الأخيرة، أظهر إصدار "شات جي بي تي" Chat GPT التقدم الذي أحرزه الذكاء الاصطناعي وشهد ظهور الذكاء الاصطناعي العملي.
ويرمز "شات جي بي تي" إلى "المحول التوليدي المُدرب مسبقًا"، وهو نموذج لغوي كبير يمكنه معالجة المهام وتقليد عمليات اللغة البشرية. "كان هذا النهج واحدًا من العديد من المنهجيات.. كان هذا النهج عبارة عن خلق شيء مثل الدماغ".
ومن أجل إنشاء ذكاء اصطناعي، يتم استخدام التعلم العميق، وإنشاء نظام إشارة يسمح بتحويل البيانات إلى نموذج نهائي.
تتضمن هذه العملية إدخال البيانات، وتدريب النموذج باستخدام الخوارزميات، والانتهاء بالحل. "وقد أتاح لنا ذلك العمل مع جهاز كمبيوتر كما لو كنت تعمل مع إنسان"، وفق أرايا.
تهديدمع التطور السريع والملفت للذكاء الاصطناعي العملي المتقدم، هناك قلق بشأن ما سيحدث عندما تصبح هذه المعرفة وفيرة على نطاق أوسع مع مرور السنين.
يُظهر التهديد المحتمل الذي قد يشكله الذكاء الاصطناعي على أنظمتنا المجتمعية الحالية، من خلال تكرار العمل البشري في قطاعات متنوعة.
قال أرايا في الصدد "إذا تمكنت من إنشاء آلة تتمتع بخبرة درجة الدكتوراه، فإن قيمة الدكتوراه تنخفض".
ويرى هذا الخبير أن البشر يمكنهم التكيف للعمل مع التكنولوجيا لكن ليس استبدالهم بها.
وفي حين أن الذكاء الاصطناعي سوف يتطور لجعل بعض الوظائف أسهل أو غير ضرورية، فإنه قد يفتح أيضًا مزيدا من الفرص للأشخاص للعمل جنبًا إلى جنب معه.
ووفق عدة خبراء، لن يؤثر الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة والاقتصاد فحسب، بل سيؤثر أيضًا على نظامنا الاجتماعي. "هذه التقنيات ستغير هياكلنا، ستغير مجتمعنا، وكيفية بنائه، والبنية الطبقية" يؤكد أرايا.
ويُعتقد أن هياكلنا الاجتماعية الحالية جامدة للغاية بحيث لا يمكنها التكيف بسرعة مع التغييرات التي سيبدأها الذكاء الاصطناعي، "لكن هذا قد يوفر فرصة للتقدم، إذ من المحتمل أن ينكسر شيء ما، وسيضطرون نتيجة للأزمة، إلى محاولة الإصلاح" يجادل أرايا.
وصحيفة "يوميوري شيمبون"، التي يبلغ توزيعها الصباحي حوالي ستة ملايين نسخة، هي الصحيفة الأكثر قراءة في اليابان.
وفي عهد رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي وخلفائه، كان للخط التحريري المحافظ للصحيفة تأثيره في دفع الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم إلى توسيع الإنفاق العسكري وتعميق تحالف البلاد مع الولايات المتحدة.
وقالت الشركتان إن مديريهما التنفيذيين كانوا يدرسون تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ العام الماضي في مجموعة دراسة يشرف عليها باحثون من جامعة كيو.
وكثيرا ما تسلط الصفحات الإخبارية والافتتاحيات في صحيفة يوميوري الضوء على المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي.
وفي مقالة افتتاحية في ديسمبر الماضي، أشارت إلى اندفاع منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة القادمة من شركات التكنولوجيا الأميركية، وقالت إن "نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعلم الناس كيفية صنع الأسلحة أو نشر الأفكار التمييزية".
وأشارت أيضا إلى المخاطر الناجمة عن مقاطع الفيديو المزيفة المتطورة التي يُزعم أنها تظهر السياسيين وهم يتحدثون.
من جانبها، تنشط شركة NTT في أبحاث الذكاء الاصطناعي، وتقدم وحداتها منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية لعملاء الأعمال.
وفي شهر مارس، بدأت في تقديم نموذج كبير الحجم لهؤلاء العملاء أطلقت عليه اسم "تسوزومي" الذي يشبه ChatGPT ولكنه مصمم لاستخدام قوة حاسوبية أقل والعمل بشكل أفضل في سياقات اللغة اليابانية.
تطبيق جديد من "تشات جي بي تي" يستجيب للأوامر الصوتية أعلنت شركة "أوبن إيه آي" الخميس عن إصدار جديد من "تشات جي بي تي" من خلال تطبيق للهواتف الذكية يمكنه الاستجابة للأوامر الصوتية عبر أجهزة "أيفون"، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".وقال متحدث باسم NTT لصحيفة واشنطن بوست، إن الشركة تعمل مع عمالقة التكنولوجيا الأميركيين وتعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي له استخدامات قيمة، لكنه قال إن الشركة تعتقد أيضا أن التكنولوجيا لها مخاطر خاصة إذا تم استخدامها بشكل ضار للتلاعب بالرأي العام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أن الذکاء الاصطناعی جی بی تی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يكشف سر الحفاظ على شباب الدماغ
في دراسة حديثة تربط بين الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب، اكتشف باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، رؤى مهمة حول شيخوخة الدماغ، وتوصلوا إلى نتائج يمكنها التصدي لتحديات الأمراض المرتبطة بالخرف.
ووفق الدراسة، التي نشرتها مجلة "Alzheimer's & Dementia: The Journal of the Alzheimer's Association"، فقد اُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الدماغ من 739 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة معرفياً بمدينة غوتنبرج، ويبلغون من العمر 70 عاماً، وشكلت النساء ما يزيد قليلاً على نصف مجموعة المشاركين.
وتسلط الدراسة الضوء على المصابين بالخرف، لافتةً إلى أن أكثر من 20 ألف شخص في السويد يصابون بأنواع مُختلفة منه سنوياً، حيث يمثل مرض الزهايمر نحو ثُلثي هذه الحالات.
ولاحظ الفريق البحثي أن من بين التغيرات التي تحدث: تقلص حجم الدماغ، وضعف كفاءة الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتركيز.
وكشفت النتائج أن عوامل مثل الالتهابات، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وأمراض الأوعية الدموية، يمكنها أن تساهم في تسارع شيخوخة الدماغ، في المقابل فإن اتباع عادات صحية كالحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام، يمكنها أن تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ لأطول فترة ممكنة.
عمل الباحثون على تحليل نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة طوروها لتقدير العمر البيولوجي للدماغ، مع أُخذ عينات دم لقياس مستويات الدهون، والسكر، ومؤشرات الالتهابات، بجانب القيام باختبارات معرفية لقياس الأداء العقلي لهؤلاء الأشخاص.
ولادة أول طفل في العالم بتقنية "Fertilo" خارج جسد الأم - موقع 24أدت تقنية خصوبة جديدة طورتها شركة "Gameto" للتكنولجيا البيولوجية، ومقرها نيويورك، باستخدام الخلايا الجذعية لمساعدة الأجنة على الاكتمال خارج الجسم، إلى أول ولادة بشرية حية في العالم.وأظهرت النتائج أن المصابين بالسكري، والسكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، كان لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية، بينما أظهرت أدمغة الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحياً مظاهر أكثر شباباً مقارنة بأعمارهم.
أهمية الأداة المُطورةوشدد الباحثون، على أن الأداة التي طوروها تُقدم نتائج دقيقة إلى حد كبير، ويمكن استخدامها كوسيلة بحثية مهمة، مع إمكانية توسيع تطبيقاتها لتشمل الدراسات السريرية المستقبلية، مثل أبحاث الخرف.
وأشارت النتائج أيضاً إلى وجود اختلافات بين الرجال والنساء في العوامل التي تؤثر على شيخوخة الدماغ، مما يعني أن الجنس قد يلعب دوراً في كيفية بناء المرونة الدماغية، وهو ما دفعهم للتأكيد على أهمية دراسة هذه الفروقات بين الجنسين بشكل كخطوة تالية وأعمق، عبر التركيز عوامل بيولوجية مثل الهرمونات، والتأثيرات الاجتماعية والثقافية، مع التركيز بشكل خاص على صحة الدماغ لدى المرأة.