حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
لا يمكن لأي عاقل تأييد الإرهاب، وقتل المدنيين عمل إرهابي أياً كان القاتل، فماذا وقع في أحداث 11سبتمبر 2001م الإرهابية وما بعدها ومن هو صانع الإرهاب؟!
عقب الجريمة ودون انتظار أي تحقيق، أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش غزو أفغانستان كبداية للحرب على الإرهاب -حسب قوله- وأن نهايتها غير معروفة زمانا ومكانا، وهذا الخداع يأتي ضمن هندسة للعبة طويلة المدى جعلت من أمريكا وحلفاءها وأتباعها خصما وحكما في نفس الوقت، ما يعد أسوأ انتهاك علني للعدالة وحقوق الإنسان، مع استمرار الادعاء بأنها الحارس القائم على حماية حقوق الإنسان في العالم، ووجه بوش اصبع الاتهام نحو تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن الذي ظهر فجأة كقائد لما عرف بتنظيم القاعدة ذي النشأة الموجهة أمريكياً، حسب تصريحات مسؤولين أمريكيين.
نشأ التنظيم في الفترة بين أغسطس1988و1989م وأوائل 1990م كتنظيم وظيفي من جنسيات إسلامية وعربية متعددة، أطلق عليه (الجهاد الأفغاني) ومولته دول خليجية أبرزها السعودية، والهدف غير المعلن هو دعم الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة بين الغرب بقيادتها والشرق بقيادة الاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه، وإخراج القوات السوفيتية الموجودة في أفغانستان بناء على اتفاق مع الحكومة الأفغانية الشرعية، وقد استمرت القوات السوفيتية في أفغانستان من ديسمبر 1979م إلى سبتمبر 1989م، وصمدت الحكومة الأفغانية أمام هجمات (المجاهدين) ثلاث سنوات، أي حتى العام 1992م، ليبدأ الصراع بين الأحزاب والمليشيات (الجهادية) التي أخذت تنمو وترتدي عباءات مختلفة وأسماء وعناوين إسلامية متعددة، وبين فترة وأخرى يتم التخلص من قياداتها والكثير من عناصرها واستبدالهم وإعادة نشرهم ضمن خارطة عمل المخابرات الأمريكية وبتمويل نفس الدول التي دعمت ما ادعت بأنه الجهاد لتأجيج الصراع وتمت إعادة تصدير من شارك في الجهاد من غير الأفغان إلى بلدانهم ومنها اليمن التي ورد إليها العديد من قيادات وأفراد الإرهاب يمنيين ومن جنسيات مختلفة شاركوا في حرب 1994م التي أسميت زوراً وبهتاناً “حرب تعميد الوحدة بالدم” مع أنها في الحقيقة حرب تدمير الوحدة التي تحققت بالسلم والتفاهم في عام 1990م كتحصيل لنضالات طويلة للشعب اليمني، وللأمانة التاريخية فإن دور أبناء الجنوب في التهيئة للوحدة كان دوراً مميزاً، وبإعادة الانتشار تمكنت طالبان من الانفراد بالسلطة عام 1996م لتمارس أقبح الممارسات من خلال تطبيق ما تعتبره أحكاماً الشريعة الإسلامية مثل التكفير والإعدامات الميدانية والجلد والحدود التي تُدرأ بالشبهات استنادا إلى حديث (ادرأوا الحدود بالشبهات) كأسلوب من أساليب السياسة العقابية التي تتأسس على كون العقوبة إصلاحاً وليس انتقاماً، كانت أحداث 11 سبتمبر 2001م -كما يراها كثير من المحللين- عملاً ممنهجاً يمهد لغزو العديد من البلدان العربية والإسلامية وفق برامج وسيناريوهات تختلف في الشكل وتتفق في المضمون !؛
ورأى المحللون أن أمريكا هي راعي الإرهاب والداعم لتمكين الجماعات الإرهابية من السلطة في كثير من البلدان، لتبرير استمرار تدخلها المباشر وغير المباشر وبناء قواعد أمريكية بالقرب من مناطق النفط في البلدان التي تم غزوها، ولهذا فمسرحية غزو أفغانستان في 2001م عقب 11 سبتمبر مباشرة، لا تختلف عن مسرحية غزو العراق في 2003م بعد حصار الشعب العراقي الذي دام أكثر من ثمان سنوات بحجة امتلاك صدام للسلاح النووي، ومن المؤسف أن صدام نفسه ساعد في الترويج الإعلامي الأمريكي الدولي للأكذوبة من خلال بعض اللقطات له التي توهم بامتلاكه قدرات غير عادية لمقاومة أمريكا وتهديد أمن المنطقة والعالم، خاصة بعد أن اجتاح الكويت في مدة خيالية، كل المسرحيات الممهدة لغزو أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ومختلف البلدان أو تفجير الأوضاع فيها، أكدت ما رددته وتردده كثير من التقارير والشهادات والوقائع وهو أن أمريكا دولة تهندس لرعاية الإرهاب من خلال ما تسميه الحرب على الإرهاب، ومع ذلك فهي دولة مؤسسات ولكنها من باب الدهاء السياسي تدير سياستها باسم رؤساء صلاحياتهم محدودة وتوحي لمن تغزوهم بأن هؤلاء الرؤساء هم أصحاب القرار وليست المؤسسات، لتستمر في دعم الأنظمة المستبدة المستهدفة، لتستمر اللعبة !، وهذا لا يعيب أمريكا بقدر ما يعيب المرتمين في أحضانها، فأمريكا تسعى لتحقيق مصالحها، مشروعة كانت أو غير مشروعة، هذه مسألة أخرى، العيب في الانظمة العربية والإسلامية وشعوبها، وامتلاك الرؤساء والملوك صلاحيات مطلقة تمكنهم من تدمير بلدانهم بما يتخذونه من قرارات دون رقيب أو حسيب، كما أن أمريكا لا تصنع الإرهاب في هذه البلدان من عدم، لأن خميرته كامنة في ثقافة هذه المجتمعات التي تحتاج لمراجعة تراثها بصورة عقلانية والاستفادة مما فيه من إيجابيات ونبذ السلبيات واستيعاب المستجدات، فالجمود اهم أسباب ما تعانيه هذه البلدان من ضعف وهوان وتفكك، وطريق مقاومة كل ذلك يتم عبر مزيد من الوعي بأهمية المقاومة السلمية لكل أشكال الهيمنة والاستبداد والاحتلال والجهل.
لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال
دعوا العقل يعمل منطلقاً في الفضاء الفسيح.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الشتاء في عُمان فرصة لاستكشاف سحر الطبيعة العمانية رغم التحديات التي تواجه العائلات
الرؤية- رحمة زردازي
يؤكد عدد من العاملين في القطاع السياحي والمواطنين والمقيمين أن قطاع السياحة في سلطنة عمان شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، إلى أن السياحة خلال فصل الشتاء تواجه عددا من التحديات التي تحتاج إلى تذليلها لجذب الزوّار وخاصة العائلات لاستشكاف سحر الطبيعة العمانية.
ويقول بدر اليزيدي مدير وكالة "بانوراما للسفريات": "إن سلطنة عُمان تقدم مزيجًا فريدًا من الطقس المعتدل والمناظر الطبيعية المتنوعة خلال فصل الشتاء، ونرى تدفقًا كبيرًا من السياح القادمين من أوروبا وآسيا تحديدًا للاستمتاع بالطقس الدافئ والأنشطة السياحية المختلفة، والشتاء في عُمان يعني أيامًا مشمسة ودرجات حرارة مريحة، وهي فترة مثالية لاستكشاف جمال البلاد."
ويضيف اليزيدي: "نحن في وكالة بانوراما لسفريات نحرص على تقديم تجربة متكاملة للسياح، حيث نقدم جولات سياحية منظمة تشمل زيارة الأماكن الأثرية، والتمتع برحلات السفاري في الصحراء، واستكشاف الوديان والعيون الطبيعية، كما نركز على تقديم تجربة ثقافية غنية من خلال زيارة الأسواق التقليدية وشراء المنتجات اليدوية المحلية."
وتابع قائلا: "من إيجابيات السياحة الشتوية في عُمان أن عمان تتميز بطقس معتدل خلال فصل الشتاء، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من برودة الشتاء في البلدان الأخرى، إلى جانب التنوع الطبيعي من الجبال إلى الشواطئ إلى الصحاري، إذ تتوفر في عُمان مناظر طبيعية متنوعة تتيح للسياح مجموعة واسعة من الأنشطة الخارجية، وتتميز عُمان كذلك بتراث ثقافي غني وتاريخ عريق، مما يوفر للسياح فرصة لاستكشاف القلاع والحصون والأسواق التقليدية".
وأشار اليزيدي إلى أن عمان شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في البنية الأسياسية مما عزز من نشاط القطاع السياحي، إلى جانب زيادة الاستثمار في المشاريع السياحية مثل الفنادق والمنتجعات والطرق والمطارات، مبينا أن عُمان تتميز بالأمن والاستقرار مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة للكثير من السياح".
وحول الأنشطة التي يمكن ممارستها خلال فصل الشتاء، قال: "تتنوع الأنشطة السياحية في عُمان بين الترفيهية والثقافية، فيمكن للسياح الاستمتاع بالغوص في مياه بحر العرب الصافية، أو التسلق والمشي في جبال الحجر، أو اكتشاف الوديان والعيون الطبيعية في وادي شاب ووادي بني خالد، ويمكن زيارة الأسواق التقليدية مثل سوق مطرح، كما تتضمن الأنشطة رحلات ثقافية للتعرف على التاريخ العُماني العريق وزيارة القلاع والحصون التاريخية، مثل قلعة نخل وقلعة الجلالي والميراني، ونحن ملتزمون بضمان راحة وأمان جميع زوارنا، ونسعى لتقديم خدمات عالية الجودة تليق بمكانة السلطنة كوجهة سياحية عالمية، ونحن نعمل باستمرار على تحسين وتطوير خدماتنا لتلبية توقعات السياح وتقديم تجربة لا تُنسى."
ويلفت بدر اليزيدي إلى أهمية التسويق الفعّال في جذب السياح، قائلا: ""نحن نعمل بشكل متواصل على تعزيز وجودنا على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع السياحية العالمية، ونقوم بإعداد حملات ترويجية تستهدف الأسواق العالمية، ونشارك في المعارض السياحية الدولية لعرض جمال عُمان وفرص السياحة الفريدة التي نقدمها، كما نتعاون مع شركات السياحة العالمية لتنظيم رحلات مشتركة وتقديم عروض خاصة تجذب السياح الجدد، وهذه الشراكات تعزز من حضور عُمان كوجهة سياحية مميزة على مستوى العالم."
وعن التحديات التي تواجه الجذب السياحي خلال موسم الشتاء في عُمان، فأوضح: "تتمثل هذه التحديات في أن الوصول إلى عُمان ربما يكون مكلفًا أو يستغرق وقتًا طويلًا لبعض السياح نظرًا لموقعها الجغرافي، خاصة للسياح القادمين من الأمريكيتين أو أوروبا؛ ويمكن أن تكون تكاليف الإقامة والأنشطة مرتفعة مقارنة ببعض الوجهات الأخرى، وقد يواجه بعض السياح صعوبة في التواصل إذا كانوا لا يتحدثون اللغة العربية أو الإنجليزية.
ويبيّن: "التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على التوازن بين تنمية السياحة والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، ونحن ملتزمون بتبني ممارسات سياحية مستدامة تضمن الحفاظ على جمال طبيعة عُمان وتراثها الثقافي للأجيال القادمة."
من جهته، يرى الإعلامي خالد بن سالم السيابي أن قطاع السياحة في سلطنة عُمان يواجه نقصًا في الجوانب الترفيهية والخدمية، حيث يعاني العديد من المواقع السياحية من فقدان مقومات أساسية مثل: الألعاب ووجود أماكن مهيئة للعوائل، لافتا إلى أن هذا النقص في البنية الأساسية يقلل من استقطاب السياح داخليًا وخارجيًا، على الرغم من وجود نماذج شبابية مميزة، مثل: أبناء ولاية نزوى، الذين يعززون الأنشطة السياحية المثيرة ويجذبون الزوار عبر العديد من الفعاليات والبرامج.
وأوضح السيابي أن المواقع السياحية تعاني من عدم وجود خدمات أساسية تدعم السياحة مثل دورات المياه، المظلات، والفنادق المتنوعة، كما أن الأنشطة الترفيهية المتوفرة غالبًا ما تكون مكررة ولا تجذب السائح وأسرته بشكل حقيقي، وعدم التجديد في مظاهر الترفيه للأطفال والتي تواكب التطورات الحالية وخاصة الألعاب الإلكترونية.
وأشار السيابي إلى أن قطاع الفندقة- الذي يمثل أساس السياحة- يشكل تحديًا كبيرًا نظرًا لارتفاع أسعاره وعدم توفر خيارات ميسورة التكلفة للأسر ذات الدخل المحدود أو المتوسط، مبينا: "معظم الفنادق تستهدف أصحاب الدخل المرتفع، خاصة في المواقع السياحية المعروفة، والألعاب الترفيهية غالبًا ما تكون قديمة ومستهلكة ومرتفعة الأسعار، مع عدم وجود تنوع يناسب جميع المستويات، ولذلك فإن كل هذه العوامل تؤثر بشكل كبير على جاذبية قطاع السياحة في سلطنة عُمان وتحد من قدرته على المنافسة مع الوجهات السياحية الأخرى".
وفي السياق، يقول الدكتور فتحي جبر -مقيم في سلطنة عمان- إن من التحديات الرئيسية التي تواجه تطور السياحة الأسرية في سلطنة عُمان هي الترويج والتسويق الموجه للعائلات، إذ إنه الحملات التسويقية غالبا ما تكون موجهة للسائح الفرد أو الأزواج ما يجعل العائلات تشعر بنقص الخيارات الخاصة بهم، إلى جانب التحديات التي تتعلق بتوفير الأنشطة التي تتناسب مع اهتمامات جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال والمراهقين والكبار.
بدورها، توضح الدكتورة ندى جواد -مقيمة في عمان- أن الأسر تعاني في بعض الوجهات السياحية من نقص الخدمات مثل دورات المياه ومناطق اللعب الآمنة للأطفال، أو عدم وجود مسارات مخصصة للدراجات والعربات، وأيضا ارتفاع التكاليف لبعض الأنشطة السياحية.
ويرى محمد توكل – مقيم- أن سلطنة عُمان توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية المناسبة للأطفال في مواقعها السياحية، ويمكن للعائلات الاستمتاع بزيارة المتاحف التي بدورها تقدم برامج تعليمية وتوعوية وتفاعلية للأطفال مثل: المتحف الوطني العُماني، متحف القبة الفلكية مسقط، إضافة إلى حدائق الحيوانات العامة التي تحتوي على مناطق لعب مخصصة للأطفال، وكذلك مراكز التسوق والمنتزهات الترفيهية التي تقدم مجموعة من الألعاب والأنشطة المناسبة لجميع الأعمار.
ويبيّن سارفاراز شهير -مقيم- أنه رغم الجهود المبذولة إلا أن قطاع السياحة يحتاج إلى الكثير من التطوير الذي يستهدف الأسر والعائلات، وتطوير الخدمات في الوجهات السياحية.