الثورة نت:
2025-02-02@03:38:09 GMT

صمود غزة ومواجهة الخطر الداهم

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

 

 

ليس هناك من مرحلة أخطر على الأمة العربية من المرحلة الراهنة! ذلك أن قوى الاستكبار تستهدف فـي هذه المرحلة دين الأمة، وليس الأمة كمكون بشري فارغ من أي مضمون، فلو كان الاستهداف للأمة بوصفها مكوناً بشرياً، وكانت فطرتها سليمة، ودينها سليما، لا ستنهضها دينها لتدفع الخطر الداهم عنها، لكن الراهن اليوم هو استهداف دينها علنا، بوصفه أهم عوامل نهضتها، جاء هذا الاستهداف اليوم، بعد عقود من العمل الدؤوب بمختلف الوسائل على سلخ الأمة من دينها، فالأعداء يدركون تماما أنه لا قيمة لهذه الأمة بدون دينها الذي يمثل عامل نهضتها، والواضح تماماً أن الغالبية العظمى من الأمة حكاماً ومحكوميـن، نخباً وعامة، أصبحوا فـي حالة غربة وتيه عن دين الله تعالى، عامل نهضة الأمة، فالحكام مجرد أدوات فـي أيدي قوى الاستكبار، وعلماء الأمة أدوات فـي أيدي حكامها، وعامة الأمة تصارع تيار الحداثة الغربية المنحرف، الذي أوشك على جرفها، بعد احتواء حكامها وعلمائها ونخبها.


إن ما يجري اليوم فـي غزة من إبادة جماعية، ودمار شامل علـى مرأى ومسمع حكام وعلماء ونخب وشعوب الأمة، لا يعني غزة فحسب، فالقضية أكبـر من غزة، وإن كانت غزة النموذج للعبرة، فالرسالة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض، إن الامتحان للأمة في دينها، ولعل الغالبية الآن من شباب الأمة في مختلف شعوبها، تتساءل بحسرة عن مدى إمكانية العيش بسلام في ظل التمسك بالدين، دين العزة والكرامة، وفي ظل الهيمنة الصهيو- أمريكية، وفي ظل تخاذل حكام وعلماء الأمة، وتبعيتهم العمياء لقوى الاستكبار، وتحويلهم للدول العربية وشعوبها إلى مجرد محميات، تتبع القوى الاسنكبار الخارجية، التي تتواجد قواعدها العسكرية بكثافة على نسبة كبيرة من الخارطة الجغرافية للامة العربية، تُحكم سيطرتها على أنظمة الحكم العربية، وتنهب خيرات شعوبها، لتكون النتيجة سيطرة أعداء الأمة عسكريا واقتصاديا، سيطرة مطلقة، وذلك واضح تماما في التواجد العسكري الكبير لإذلال الأمة واستضعافها، واستهداف دينها، وسرقة ثروات شعوبها، وتسخيرها لخدمة اقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار الخارجية، وما ربط أسعار النفط العربي بالدولار إلا مظهر من مظاهر خدمة أنظمة الحكم في الخليج تحديدا لاقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، التي سينهار اقتصادها حتما بدون هذه الخدمة، إضافة إلى إجبار أنظمة الحكم في منطقة الخليج على استثمار عادات الثروات الطبيعية شكليا في الاقتصاد الأمريكي، فأموال الثروات العربية مسخرة تماما لخدمة سطوة وسيطرة أمريكا اقتصاديا وعسكريا، في مقابل فقر وتخلف وانحطاط شعوب الأمة العربية خدمة للأجندات الصهيوأمريكية.
ويتجسد اليوم بشكل واضح في واقع الأمة العربية ما سبق أن تحدث عنه السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- عن ضعف الحكام العرب وخوفهم من أمريكا، وليس ذلك إلا نتيجة لانحرافهم عن دين الله، عن منهج الله سبحانه وتعالى، واتخاذهم أمريكا إلهاً من دون الله، ولولا ذلك، لما كان هذا حالهم وحال شعوب الأمة العربية، وفي مناقشته -رضوان الله عليه- لقوله تعالى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ خطاب الله سبحانه وتعالـى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أكثـر الناس علماً ومعرفة ويقيناً بأنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ أدرك الشهيد القائد أن الأمة العربية وحكامها وعلماءها وشعوبها بعيدون كل البعد عن قوله تعالـى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ والواقع يؤكد ذلك بكل وضوح، ولو كانت الأمة بحكامها وعلمائها وشعوبها تعلم يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما اتخذت أمريكا إلهاً من دون الله، صحيح أنها لم تعلن ذلك صراحة، لكن خوفها من أمريكا ورهبتها من قوة أمريكا يؤكد ذلك، وما صرح به عدد من حكام وعلماء الأمة عن قوة أمريكا وجـبـروت أمريكا، هو تجسيد لخوفهم منها، وهو تأكيد على اتخاذهم لهذا الخوف إلهاً من دون الله، ولو كانت الأمة بعلمائها وحكامها قريبة من الله تعالى، مدركة أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما سيطر عليها الخوف من أمريكا، ولما نظرت إلـى أمريكا على أنها قوة أقوى من الله سبحانه وتعالـى، ولرأت تلك القوة قشة كما عبـر عن ذلك السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
ولو لم تكن الشعوب العربية قد جُهلت، وتم حرفها عن دين ربها القويم لأدركت يقيناً أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولما سمحت لحكامها وعلمائها ونخبها أن يتخذوا أمريكا إلهاً من دون الله سبحانه وتعالـى، ولما قبلت الشعوب العربية أن يتخذ حكامها وعلماؤها من خوفهم من أمريكا إلهاً من دون الله، وأن يتخذوا أهواءهم ديناً وإلهاً من دون الله لتكون النتيجة الكارثية إغواء شعوب الأمة وإغراءها باللهو والطرب عن استشعار واجباتها، وما يترتب عن الاخلال بها من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، سواء في ما يتعلق بنصرة المستضعفين في الأرض، أو مواجهة المستكبرين.
إن رسالة أمريكا لشعوب الأمة العربية والإسلامية، واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وهـي أنه لا خيـر لكم فـي الدين الذي تدينون به، فلن يوفر لكم الحماية ولن يقيكم بأسنا وقوتنا، ولا خيار أمامكم إلا ركوب تيار انحطاطنا لتعيشوا فـي كنفنا وتحت حمايتنا سالمين كالأنعام، وإلا فغـزة أمامكم مثال حـي لمن لم يعِ رسالتنا، فلن يختلف المصيـر، والوقت أمامكم قصيـر، فسارعوا ولا تتخلفوا عن ركبنا، فيكون مصيـركم مصيـر غزة وأهلها.
ورغم هول المأساة في غزة، وتيه شعوب الأمة بسبب ضعف وخوف وانحطاط حكامها، بزر ثلة ممن يدركون يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لا إله سواه، ولا خوف إلا منه، ولا خضوع إلا له، ولا انقياد إلا لأوامره، وفي المقابل لا خوف من أمريكا، ولا من أي قوة على وجه الأرض، ولكل ذلك صرخ القائد العلم بكل شجاعة وبكل ثقة بالله سبحانه وتعالى فـي وجه أمريكا جالوت العصر، ولم يتردد فـي مواجهتها وحلفها الشيطاني، ضارباً بهيمنتها وقوتها عرض الحائط، وواضعاً تهديدها ووعيدها تحت قدميه، تسنده ثلة مؤمنة شرق الجغرافيا العربية، وشمال الأرض المغتصبة، ثلة مؤمنة بأنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولا تخشى إلا الله.
تصدَّر القائد العلم المشهد بكل جرأة، وأخذ على عاتقه قيادة الأمة فـي معركتها الكبـرى، معركة الوعي، معركة البصيرة، معركة الفتح لموعود، معركة ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ذلك أن وعـي الأمة بعنوان هذه المعركة كفيل لوحده بإيقاظها من سباتها، والكفر بالطاغوت الصهيوأمريكي وبحكامها وعلمائها الذين أوردوها المهالك، وليضع القائد العلم الأمة من جديد على خط الله سبحانه وتعالى، المرسوم لها خط ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وقفات حاشدة في البيضاء تبارك انتصار غزة وتدين التصنيف الأمريكي

البيضاء/محمد المشخر

شهدت أحياء ومربعات مدينة البيضاء،اليوم،وقفات حاشدة،عقب صلاة الجمعة،،لمباركة انتصار غزة والشعب الفلسطيني على الكيان الصهيوني الغاصب،وإدانة القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله،منظمة إرهابية.
واعتبر المشاركون في الوقفات في أحياء مدينة البيضاء مركز عاصمة المحافظة التي حضرها وكيل المحافظة عبدالله الجمالي ورئيس الوحدة السياسية لانصار الله بالمحافظة مدير عام مديرية مدينة البيضاء أحمد أبو بكر الرصاص ومسؤول التعبئة العامة بمدينة البيضاء زكرياء عادل الشامي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة، التصنيف الأمريكي،صورة جلية للإفلاس ضمن المخططات التي تستهدف الشعب اليمني منذ العام 2015م، مؤكدين أن هذه التصنيف يعزز من التفاف اليمنيين حول قيادته الحكيمة.

وندد المشاركون بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف حركة أنصار الله بالإرهاب،والذي جاء على خلفية موقف شعبنا في نصرة غزة وفلسطين،بعد أن حاولوا إرهابه بالعدوان المباشر لوقف إسناده ودعمه بلا طائل،مؤكدين أن أمريكا لا تملك الآهلية لأن تصنف الآخرين،لأنها هي أم الإرهاب وصانعة الأزمات ومهندستها، لافتين إلى أن الشعب اليمني كما استطاع أن يفشل كل مخططات أمريكا سيفشل كل المؤامرات بعون الله تعالى.
نعى المشاركون،في استشهاد شهيد الأمة الكبير محمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام الذي ارتقى شهيداً إلى جانب اخوانه شهداء الأمة الإسلامية والعربية.

ودعت وقفات مدينة البيضاء،أحرار العالم إلى إدانة هذا القرار الأرعن الذي يجسد السلوك الإرهابي الحقيقي للإدارة الأمريكية تجاه الشعوب والمجتمعات الحرة.

وأوضح المشاركون،أن ارتكاب الجرائم النازية في دول المنطقة وقتل الأطفال والنساء هي من ينبغي أن يقف العالم تجاهها واتخاذ مواقف جريئة ضد من يمارس هذا الإرهاب والراعي له أمريكا وبريطانيا.

وأكد أبناء مديريات محافظة البيضاء،أن هذا التصنيف لن يثني الشعب اليمني عن الانتصار لقضايا الأمة، ومواصلة دعمه للشعب الفلسطيني حتى تحقيق أهدافه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وبارك بيان صادر عن الوقفات انتصار غزة على العدو الصهيوني المجرم،معبرا عن الفخر والاعتزاز بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الحوثي في نصرة الشعب الفلسطيني..
ووجه البيانات،التهنئة لقائد الثورة الذي أعاد لليمن مجده وعزته بين الأمم وكان له الفضل بعد الله في موقف اليمن المشرف، الذي توج انتصار الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على قطاع غزة.
وأدان البيان بأشدِّ العباراتِ إدراجَ أمريكا لأنصارِ الله لما يُسَمَّى قائمة المنظماتِ الإرهابيةِ الأجنبية،وبأنَّ هذا القرارَ القدِيمَ الجديدَ لا يَخدمُ الاستقرار في المنطقةِ،وإنما يستهدف الشعب اليمني برمته لموقفه المشرف المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني،وبأنّ الذي ينبغي أن يُدرجَ في قوائمِ الإرهابِ الدَّوليةِ هم مَن تلطَّخَتْ أيديهم بدماءِ المدنيين في غَزَّةَ ولبنانَ والعراقِ وسوريا و أفغانستان..مؤكدا أن هذا القرار لن يثني اليمنيين عن مواقفهم التي تمثل الأمة وقضاياها.
وعبر البيان،عن الإدانة والاستنكار لإقدام أمريكا رأس الإرهاب الملطخة بدماء الأبرياء على تصنيف يمن الايمان بالإرهاب..مؤكدا أن هذا القرار لن يثني اليمنيين عن مواقفهم التي تمثل الأمة وقضاياها.

ودعا البيان،المجتمعَ الدّولي والمنظماتِ الحقوقيةَ والإنسانيةَ إلى إدانةِ التصنيفِ الذي سيكونُ له تداعياتٍ سلبيةً على الوضعِ الإنساني في اليمن،مؤكدا أنَّ هذا التصنيفَ الأمريكيَّ لن يَزيدَ صنعاء ومحافظات الجمهورية إلا تَمَسُكاً بموقفها المبدئي الدّاعمِ للشعبِ الفلسطيني وقضيته العادلة.

مقالات مشابهة

  • الشعب الديمقراطي: توصيات «وزراء الخارجية العرب» تعبر عن طموحات الأمة العربية
  • ألف تحية وسلام على الشهيد القائد
  • مدرسة النبوة وتلميذها القائد الشهيد
  • ‏الشهيد القائد.. رؤية عالمية ومبدأ جهادي شامل
  • في حضرة القرآن ومحراب الجهاد تتجلى عظمة الشهيد القائد
  • وقفات حاشدة في البيضاء تبارك انتصار غزة وتدين التصنيف الأمريكي
  • سياسي أنصار الله ينعى استشهاد القائد محمد الضيف
  • الشهيد القائد.. مشروع حياة في عهود الظلام
  • الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
  • رسائل طمأنة من الرئيس السيسي إلى الأمة العربية.. مصر لا تقبل ولن تشارك في تهجير الفلسطينيين