الثورة نت:
2025-04-08@22:08:30 GMT

صمود غزة ومواجهة الخطر الداهم

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

 

 

ليس هناك من مرحلة أخطر على الأمة العربية من المرحلة الراهنة! ذلك أن قوى الاستكبار تستهدف فـي هذه المرحلة دين الأمة، وليس الأمة كمكون بشري فارغ من أي مضمون، فلو كان الاستهداف للأمة بوصفها مكوناً بشرياً، وكانت فطرتها سليمة، ودينها سليما، لا ستنهضها دينها لتدفع الخطر الداهم عنها، لكن الراهن اليوم هو استهداف دينها علنا، بوصفه أهم عوامل نهضتها، جاء هذا الاستهداف اليوم، بعد عقود من العمل الدؤوب بمختلف الوسائل على سلخ الأمة من دينها، فالأعداء يدركون تماما أنه لا قيمة لهذه الأمة بدون دينها الذي يمثل عامل نهضتها، والواضح تماماً أن الغالبية العظمى من الأمة حكاماً ومحكوميـن، نخباً وعامة، أصبحوا فـي حالة غربة وتيه عن دين الله تعالى، عامل نهضة الأمة، فالحكام مجرد أدوات فـي أيدي قوى الاستكبار، وعلماء الأمة أدوات فـي أيدي حكامها، وعامة الأمة تصارع تيار الحداثة الغربية المنحرف، الذي أوشك على جرفها، بعد احتواء حكامها وعلمائها ونخبها.


إن ما يجري اليوم فـي غزة من إبادة جماعية، ودمار شامل علـى مرأى ومسمع حكام وعلماء ونخب وشعوب الأمة، لا يعني غزة فحسب، فالقضية أكبـر من غزة، وإن كانت غزة النموذج للعبرة، فالرسالة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض، إن الامتحان للأمة في دينها، ولعل الغالبية الآن من شباب الأمة في مختلف شعوبها، تتساءل بحسرة عن مدى إمكانية العيش بسلام في ظل التمسك بالدين، دين العزة والكرامة، وفي ظل الهيمنة الصهيو- أمريكية، وفي ظل تخاذل حكام وعلماء الأمة، وتبعيتهم العمياء لقوى الاستكبار، وتحويلهم للدول العربية وشعوبها إلى مجرد محميات، تتبع القوى الاسنكبار الخارجية، التي تتواجد قواعدها العسكرية بكثافة على نسبة كبيرة من الخارطة الجغرافية للامة العربية، تُحكم سيطرتها على أنظمة الحكم العربية، وتنهب خيرات شعوبها، لتكون النتيجة سيطرة أعداء الأمة عسكريا واقتصاديا، سيطرة مطلقة، وذلك واضح تماما في التواجد العسكري الكبير لإذلال الأمة واستضعافها، واستهداف دينها، وسرقة ثروات شعوبها، وتسخيرها لخدمة اقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار الخارجية، وما ربط أسعار النفط العربي بالدولار إلا مظهر من مظاهر خدمة أنظمة الحكم في الخليج تحديدا لاقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، التي سينهار اقتصادها حتما بدون هذه الخدمة، إضافة إلى إجبار أنظمة الحكم في منطقة الخليج على استثمار عادات الثروات الطبيعية شكليا في الاقتصاد الأمريكي، فأموال الثروات العربية مسخرة تماما لخدمة سطوة وسيطرة أمريكا اقتصاديا وعسكريا، في مقابل فقر وتخلف وانحطاط شعوب الأمة العربية خدمة للأجندات الصهيوأمريكية.
ويتجسد اليوم بشكل واضح في واقع الأمة العربية ما سبق أن تحدث عنه السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- عن ضعف الحكام العرب وخوفهم من أمريكا، وليس ذلك إلا نتيجة لانحرافهم عن دين الله، عن منهج الله سبحانه وتعالى، واتخاذهم أمريكا إلهاً من دون الله، ولولا ذلك، لما كان هذا حالهم وحال شعوب الأمة العربية، وفي مناقشته -رضوان الله عليه- لقوله تعالى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ خطاب الله سبحانه وتعالـى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أكثـر الناس علماً ومعرفة ويقيناً بأنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ أدرك الشهيد القائد أن الأمة العربية وحكامها وعلماءها وشعوبها بعيدون كل البعد عن قوله تعالـى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ والواقع يؤكد ذلك بكل وضوح، ولو كانت الأمة بحكامها وعلمائها وشعوبها تعلم يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما اتخذت أمريكا إلهاً من دون الله، صحيح أنها لم تعلن ذلك صراحة، لكن خوفها من أمريكا ورهبتها من قوة أمريكا يؤكد ذلك، وما صرح به عدد من حكام وعلماء الأمة عن قوة أمريكا وجـبـروت أمريكا، هو تجسيد لخوفهم منها، وهو تأكيد على اتخاذهم لهذا الخوف إلهاً من دون الله، ولو كانت الأمة بعلمائها وحكامها قريبة من الله تعالى، مدركة أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما سيطر عليها الخوف من أمريكا، ولما نظرت إلـى أمريكا على أنها قوة أقوى من الله سبحانه وتعالـى، ولرأت تلك القوة قشة كما عبـر عن ذلك السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
ولو لم تكن الشعوب العربية قد جُهلت، وتم حرفها عن دين ربها القويم لأدركت يقيناً أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولما سمحت لحكامها وعلمائها ونخبها أن يتخذوا أمريكا إلهاً من دون الله سبحانه وتعالـى، ولما قبلت الشعوب العربية أن يتخذ حكامها وعلماؤها من خوفهم من أمريكا إلهاً من دون الله، وأن يتخذوا أهواءهم ديناً وإلهاً من دون الله لتكون النتيجة الكارثية إغواء شعوب الأمة وإغراءها باللهو والطرب عن استشعار واجباتها، وما يترتب عن الاخلال بها من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، سواء في ما يتعلق بنصرة المستضعفين في الأرض، أو مواجهة المستكبرين.
إن رسالة أمريكا لشعوب الأمة العربية والإسلامية، واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وهـي أنه لا خيـر لكم فـي الدين الذي تدينون به، فلن يوفر لكم الحماية ولن يقيكم بأسنا وقوتنا، ولا خيار أمامكم إلا ركوب تيار انحطاطنا لتعيشوا فـي كنفنا وتحت حمايتنا سالمين كالأنعام، وإلا فغـزة أمامكم مثال حـي لمن لم يعِ رسالتنا، فلن يختلف المصيـر، والوقت أمامكم قصيـر، فسارعوا ولا تتخلفوا عن ركبنا، فيكون مصيـركم مصيـر غزة وأهلها.
ورغم هول المأساة في غزة، وتيه شعوب الأمة بسبب ضعف وخوف وانحطاط حكامها، بزر ثلة ممن يدركون يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لا إله سواه، ولا خوف إلا منه، ولا خضوع إلا له، ولا انقياد إلا لأوامره، وفي المقابل لا خوف من أمريكا، ولا من أي قوة على وجه الأرض، ولكل ذلك صرخ القائد العلم بكل شجاعة وبكل ثقة بالله سبحانه وتعالى فـي وجه أمريكا جالوت العصر، ولم يتردد فـي مواجهتها وحلفها الشيطاني، ضارباً بهيمنتها وقوتها عرض الحائط، وواضعاً تهديدها ووعيدها تحت قدميه، تسنده ثلة مؤمنة شرق الجغرافيا العربية، وشمال الأرض المغتصبة، ثلة مؤمنة بأنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولا تخشى إلا الله.
تصدَّر القائد العلم المشهد بكل جرأة، وأخذ على عاتقه قيادة الأمة فـي معركتها الكبـرى، معركة الوعي، معركة البصيرة، معركة الفتح لموعود، معركة ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ذلك أن وعـي الأمة بعنوان هذه المعركة كفيل لوحده بإيقاظها من سباتها، والكفر بالطاغوت الصهيوأمريكي وبحكامها وعلمائها الذين أوردوها المهالك، وليضع القائد العلم الأمة من جديد على خط الله سبحانه وتعالى، المرسوم لها خط ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى بغارات عنيفة تستهدف اليمن.. أمريكا تفكّر بهجوم بريّ

أفادت وسائل إعلام يمنية، اليوم الاثنين، بوقوع ثلاث غارات جوية في منطقة بني حسن بمديرية عبس في محافظة حجة شمال غربي العاصمة صنعاء.

وقالت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، إن “مراسلها في حجة أفاد بوقوع عدوان أمريكي بثلاث غارات في منطقة بني حسن بمديرية عبس”.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير إخبارية أمريكية نقلا عن مصادر دبلوماسية، “أن الولايات المتحدة قد تشن هجوما بريا في اليمن”.

ووفقا لمصدر “سي إن إن” “فإن العملية التي من المرجح أن تبدأ في جنوب وشرق البلاد، قد تكون بدعم بحري من الولايات المتحدة وبري من السعودية، بهدف فرض السيطرة على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر”، حسب القناة.

بدوره، أعلن متحدث وزارة الصحة اليمنية في صنعاء، مساء الأحد، “مقتل 4 أشخاص وإصابة 25 آخرين منهم 11 امرأة وطفل في غارة أمريكية استهدفت حي شعب الحافة مديرية شعوب بصنعاء”.

وتشن الطائرات الأمريكية منذ 15 مارس 2025 غارات على المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها “الحوثيون”، وقامت كذلك بقصف قاعدة جوية كانت تستخدمها القوات اليمنية في عهد الرئيس السابق عبد الله صالح عدة مرات.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن “الطائرات الأمريكية نفذت منذ 15 مارس الماضي أكثر من 200 ضربة ضد أهداف تابعة لحركة “أنصار الله” في اليمن”.

وجاء التصعيد العسكري “بعد إعلان جماعة “أنصار الله” في 12 مارس دخول قرارها استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن حيز التنفيذ، مهددة باتخاذ خطوات تصعيدية أخرى ردا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بعد انقضاء هدنة حددتها الجماعة لتل أبيب بـ 4 أيام لفتح المعابر إلى القطاع”.

???? مشاهد جديدة من جريمة العدوان الأمريكي باستهداف حي شعب الحافة بمديرية شعوب في العاصمة #صنعاء 08-10-1446هـ 06-04-2025م#التصعيد_بالتصعيد#لن_نترك_غزة pic.twitter.com/4VgShE9utP

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) April 6, 2025 آخر تحديث: 7 أبريل 2025 - 08:54

مقالات مشابهة

  • رداً على فتاوى التخذيل .. الجهاد إيمان وعزيمة لا ميزان قوى، أو معادلة رياضية تقاس بعدد الدبابات والطائرات
  • بيسيرو: زيزو أفضل لاعب في مصر ومواجهة ستيلينبوش صعبة
  • ريال مدريد ضيفا على أرسنال ومواجهة ثأرية بين بايرن وإنتر بدوري الأبطال
  • من (وعي وقيم ومشروع) كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ ..
  • ماكرون يغرد باللغة العربية حول القمة الثلاثية مع الرئيس السيسي و الملك عبد الله
  • مبعوث أممي يحذر من إغراق الأسواق العربية بسلع لن تدخل أمريكا‍
  • أمريكا تستخدم قواعد هذه الدول “العربية” للعدوان على اليمن
  • قتلى وجرحى بغارات عنيفة تستهدف اليمن.. أمريكا تفكّر بهجوم بريّ
  • أمريكا تطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله
  • إقتراحات بناءة لجماعة صمود