جبلُ الرماةُ والواقفون عليه باسم القضية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
مزامنة بيوم القدس العالمي ومحاكاة للضمير الإنساني وحرارة تلك الدماء المتصببة، ومن بين تلك الآلام المتدفقة ومن على ملامح المجاعة التي مَثّلت أضلاع الأطفال البارزة وشفاههم التي لم يعد لها طاقة في أن تحاذي بعضها وأفواههم المفتوحة التي تتصاعد منها الأرواح تباعاً أبسط صورها! نعم لقد ماتوا جوعاً في عصر الشّبع! وعن ذلك الدمار الذي وسع كل شيءٍ إلى ملابس النساء التي مُزقت ودمائهن التي لُطخت بها ما بقى من أثوابهن فكانت الشاهد على أنهن خُضن معركة الدفاع عن أعرضهن بكل حميةٍ وعنفوان وسُحبت منهن أرواحهن ثمنا لذلك، إنها معركة غزة التي حددت بنود الاختبار للعالم فكان الامتحان الأصعب في تاريخ الإسلام والعروبة والإنسانية أجمع وأعطت قاعدتها الأبرز: إن لم تكن عربياً كن مسلماً وإن لم تكن مسلماً كن على الأقل إنساناً للتعايش وحجم المسأة التي حلت بغزة وتندفع مدافعاً عن الإنسانِ الذي اُستُبيحت حرمته – دمهُ، عرضهُ، مالهُ، أرضه وجسده حيا وميتا.
تفرجَ العالم ولا زال على مأساة هي من أبشع المآسي على وجه الأرض، وخرج علماء ومفتو العرب بصمتٍ مخزٍ بل وباندفاعٍ نحو تجريم من وقف يخوضُ الحرب ويقودُ معركة الدفاع عن ما تبقى من كرامة للعروبة والإسلام! اختفت تلك الصيحات والخُطب والمحاضرات الممزوجة بالدموع لأجل فلسطين، أينها اليوم؟! بينما فلسطين بأمس الحاجة لها بل هو لواجب ديني وأخلاقي وضمائري وإنساني، إن ما يحصل هو صحوة وامتحان، صحوة للشعوب المكذوب عليها المضحوك على وعيها إذ أنها تُسّير كالقُطعان دون احترام لفكرها أو حتى دينها وهويتها فلم تعد تلك الستارة المرمية على بصائرها من قبل الحُكام ذو غشاوة أو ذو جدوى وشعارات التطبيع والسلام المخطط له مع الوحش الصهيوني ظهر جلياً في غزة، واتضح مغزى العلاقات التي تريد أن تقيمها كلاً من أمريكا وإسرائيل مع العرب إنها علاقة الذئب مع قطيع الأغنام! والامتحان الذي بُرِزَ هو في جبل الرماة ومن يقف عليه ومن صحا ولتحق بركبِ المتقين المدافعين عن الإسلام وذاك المسلم وعرضه وكرامته في بلد الإسلام! إنه الاختبار الذي حدد ما إذا كان الشخص مسلما أم لا! ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ناهيك عن من يرى المسلمين تسفك دمائهم وتنتهك أعراضهم وهو لا يحركُ ساكناً، وبعد ذلك أف له ولدينه المتجلبب به كَذِبا وإن في الإسلام من الحقائق والشروط ما يفضح من ينتمي إليه ممن يتجلبب به زورا ونفاقا!..
بقي جبل الرماة خالياً إلا من ثلة عاهدوا أنفسهم أن يظلوا ثابتين وأن لا يخالفوا عهداً قطعوه لدماء وأرواح أزهقها كافر متجبر، ورغم الغنائم المدفوعة لهم إغراء، كي ينزلوا عن جبلهم ورغم الترغيب والتهديد أبوا عنوة إلا أن تصل سهامهم برا وبحر وجو إلى قلب العدو الصهيوني الذي تمادى فساداً ودمر الحرث والنسل وانتهك العرض وجَوّع وشَرّد ومَثّل بالأجساد وشوه ما تبقى!، ومن بعد هذا تتضح الحقيقة جلية بأنه لا دين سوى دين الرماة ولا إسلام سوى إسلامهم ولا إنسانية سوى إنسانيتهم وماتت كل الضمائر عدى ضمائرهم وضمائر من يقفون خلفهم مساندين وداعمين وداعين، وليدرك العالم أن قضية فلسطين لا تقبل المزايدة بل أصبحت هي المعيار الأساسي لكل فضيلة واتضحت معها رذيلة من يمتعضها ويتهاون بها وجردته من كل دين وخُلق، وعن اليمن الواقف على جبل الرماة بشعبهِ وقيادته وعدته وعتادته ليكن الدرس قاسياً ولتكن الحَمِيّة نار تصِلهم ورؤوس الصواريخ وأجنحة المسيرات، فلا هدوء يمكن أن ينعم به جزارو الإنسانية ولا هدنة ولا مفاوضة ولا سلم ولا سلام ولا كلام يمكن أن يُقام على الطاولة المصنوعة من دماء وأشلاء وأعراض المسلمين..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هكذا علق الشيخ رائد صلاح على حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن (شاهد)
انتقد الشيخ رائد صلاح قرار الحكومة الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين وتجريم الانتساب إليها.
وربط الشيخ في مقطع ومصور وخطبة صلاة الجمعة، بين قرار الحكومة الأردنية و"الحرب على المشروع الإسلامي في المنطقة والعالم".
وألقى الشيخ خطبة الجمعة تحت عنوان "لماذا حظرت الحكومة الأردنية جماعة المسلمين في الأردن".
وقال الشيخ إن سعي المحاربين للمشروع الإسلامي، والحريصين على شيطنة المشروع الإسلامي ليس جديدا".
وأضاف صلاح أن الحكومة الأردنية "استغلت القبض على خلية مسلحة، ورغم أن القضاء لم يقل كلمته بعد، إلا أنها أعلنت على لسان وزير داخليتها حظر جماعة الإخوان المسلمين، الذي برر القرار بأنه لمصلحة المجتمع الأردني، وكأن جماعة الإخوان التي عمرها في الأردن 80 عاما هي ضد مصلحة المجتمع الأردني! وكأن نصف مليون صوت التي نالتها في الانتخابات الأخيرة هي ضد مصلحة المجتمع الأردني!".
وأكد صلاح، في خطبته، أن جماعة الإخوان كانت الأم الحنون لكل المجتمع الأردني، مضيفا أنه "لو لم تنجح الجماعة في مسيرتها لما حظرت، ولو أنها لحقت بقافلة التطبيع لما حظرت، ولو اكتفت بالثرثرة السياسية لما حظرت".
وتساءل صلاح حول تزامن إعلان حظر الإخوان في الأردن وتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام، حول أنه لن يسمح بإعلان خلافة إسلامية في المنطقة.
والأربعاء، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أنه تقرر "حظر نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جمعية غير مشروعة".
وأشار إلى "اعتبار أي نشاط للجماعة أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية".
ولفت إلى "اعتبار الانتساب لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة أمراً محظوراً"، كما تقرر "حظر الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية".
وأعلن الوزير الأردني "إغلاق أي مكاتب أو مقار تستخدم من قبل الجماعة حتى لو كانت بالتشارك مع أي جهات أخرى".
إضافة إلى "منع التعامل أو النشر لما يسمى بجماعة الاخوان المسلمين المنحلة وكافة واجهاتها وأذرعها".
واعتبر الفراية أن "استمرار الجماعة المنحلة بممارساتها يعرض مجتمعنا لمجموعة من المخاطر ويؤدي إلى تهديد حياة المواطنين".
وفي مقطع مصور نشره موقع "يافا 48"، قال صلاح إن قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن "نسف كل ما يقال عن التنمية السياسية في الأردن".
وقال صلاح إن الشعب الأردني مثله مثل الشعوب العربية والإسلامية يعاني من اليأس والإحباط جراء الأوضاع في المنطقة، وتساءل: هل المطلوب هو زيادة نسبة هذا اليأس والإحباط؟
وأضاف أن "جماعة الإخوان المسلمين كانت تمثل للأردنيين منبرا، فمن الذي أوصى بهدم هذا المنبر؟ جماعة الإخوان كانت تمثل صوتا، فمن الذي خطط لإسكات هذا الصوت الحر".