الحرب تخطف فرحة غزة بكعك العيد
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
غزة – يحل عيد الفطر هذا العام وسط حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا في المرافق الحيوية والمستشفيات وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ورغم أجواء الحرب المتواصلة لم تختف مظاهر العيد تماما في القطاع، حيث يعمل عدد محدود من مشاغل الحلوى في صناعة الكعك بمدينة رفح جنوبي القطاع، بحيث تمكن الناس من الاحتفال بالعيد وتبادل التهاني رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ولتلبية رغبات السكان خلال عيد الفطر، قرر الفلسطيني محمد يونس فتح مشغله في مدينة رفح والبدء في صناعة كعك العيد، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع ونقص الإمكانيات.
وتعتبر رفح حاليا من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمال ووسط وجنوب القطاع، على النزوح إليها، حيث يتواجد فيها حاليا نحو 1.4 مليون فلسطيني، حسب بيانات أممية وفلسطينية.
ويقيم الفلسطينيون النازحون بمخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقا لمسؤولين حكوميين في غزة.
ويعرض يونس في أحد أسواق المدينة المكتظة بالنازحين الكعك في متجره، وسط قلة في الرغبة بشرائه من قبل السكان، الذين يعانون من ويلات الحرب والنزوح.
وكان يأمل يونس في أن يخلق أجواء من الفرح والبهجة من خلال تحضيره للكعك، ولكن تأثرت هذه الأجواء بشكل كبير بسبب الحرب، حيث تحولت إلى حزن وفقدان.
قال يونس للأناضول: “نحن نعمل جاهدين في إعداد الكعك والمعمول استعدادًا لعيد الفطر، بهدف جلب الفرحة لسكان المدينة الذين يعانون من آثار الحرب بأشياء بسيطة”.
وأضاف: “إن الاهتمام بالكعك والمعمول قليل جدا بسبب الظروف الصعبة جراء الحرب وضيق الأموال لدى السكان”.
وأشار إلى أن العام الماضي شهد اقبالاً كبيرًا على المشتريات، حيث كان المشغل يعمل بكامل طاقته ويضم أكثر من 50 عامل، لكن اليوم لا يوجد اهتمام ولا مواد خام، ويعمل المشغل بطاقة ١٥ عامل فقط.
وأوضح أن السكان يعانون من تبعات الحرب والتشرد والنزوح.
ويأمل الفلسطيني في أن يعم الأمن والسلام وينتهي الصراع، وتعود أجواء العيد كما كانت في السنوات السابقة.
بدورها، قالت فلسطينية نازحة من مدينة غزة إلى مدينة رفح لمراسل الأناضول: “في السنوات السابقة، كنا نتمكن من تجهيز كل ما يلزم لعيد الفطر، لكن اليوم، نحن مضطرين للتركيز على الضروريات بسبب نقص الأموال والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها بسبب الحرب”.
وأضافت: “توجهت إلى السوق للبحث عن ملابس للأطفال ومستلزماتهم من أجل إضفاء الفرحة على قلوبهم، بالرغم من الظروف القاسية التي نمر بها بسبب الحرب، لكن الأسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه”.
وأشارت إلى أنها عانت من جروح وتدمير منزلها خلال الأيام الماضية نتيجة الحرب.
وتعبر الفلسطينية عن أملها في أن ينظر العالم بعين الرحمة نحو أهالي قطاع غزة، ويتم وقف الحرب المدمرة.
وتظهر الأسواق قلة الازدحام مقارنة بالسنوات السابقة، حيث ينتشر الباعة المتجولون بأعداد قليلة على الأرض لبيع ما يملكونه من طعام، شراب، ومواد أساسية وثانوية، بهدف تأمين المال الضروري لشراء احتياجاتهم اليومية.
ويشتكي المواطنون من الارتفاع الكبير في أسعار البضائع، في ظل عدم تلقي قطاعات واسعة لرواتبها منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتقتصر عمليات الصرف على سلف مالية بسيطة.
وشهدت الأسواق إحجامًا من المواطنين عن الشراء بشكل ملحوظ، حيث تسعى العائلات جاهدة لتوفير احتياجاتها الأساسية في ظل الظروف الصعبة.
ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء القادم، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويعاني الفلسطينيون ظروفًا معيشية صعبة وشبه انعدام للحياة، مع دخول الحرب الإسرائيلية شهرها السابع، حيث تم نزوح ما يقرب مليوني فلسطيني من منازلهم ومناطقهم السكنية إلى مناطق أخرى نتيجة للقصف الإسرائيلي العنيف، وذلك في بحث مستمر عن الأمان المفقود.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مدینة رفح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
شعيب متوكل
لا تزال شركة العمران الجهوية مراكش آسفي ، تواجه موجة من الانتقادات الواسعة من سكان مدينة تامنصورت وما يحيط بها من دواوير جماعة حربيل ، بسبب سياسة التهميش التي تنهجها الشركة مع الساكنة حيث أن التماطل في الوفاء بما وعدوا به هو شعار المرحلة الماضية وحتى الحاضرة .
وكما جاء على لسان سكان مدينة تمنصورت أن الشركة وعدتهم بحلول عاجلة لتيسير الخدمات الأساسية الضرورية للحياة، ممثلة في البنى التحتية للمنطقة، و المساحات الخضراء كمتنفس لهم، وملاعب كرة القدم، والمؤسسات التعليمية، والمواصلات العمومية….).
ليجد سكان المنطقة نفسهم أمام مدينة تحيطها مطارح النفايات وأصحاب الخرذة والدواوير العشوائية.
استيقظ سكان تامنصورت من الحلم جميل بجعل تامنصورت مدينة نموذجية بمواصفات رفيعة ، إلا أن الواقع يكشف المستور ويعكس الحقيقة، ليجد السكان نفسهم أمام غياب واضح للمساحات الخضراء وملاعب القرب التي هي من حق الساكنة ،و حتى الإنارة العمومية في حالة متدهورة بل غير موجودة في بعض الأماكن. دون رقابة من شركة العمران بمدينة مراكش.
حتى عدد الحافلات و سيارات الأجرة المخصصة للمنطقة غير كافية لعدد السكان المتواجدون. مما فسح المجال أمام وسائل النقل الغير المقننة لتملا الفراغ.
كل هذه المساحات التي اشترتها شركة العمران بمنطقة حربيل وعملت على جعلها مشروعا ناجحا بامتياز، باءت بالفشل الذريع، بسبب سوء التدبير من الشركة وضعف التواصل مع الساكنة من قبل مدير شركة العمران. الذي باع الوهم لفئة من الناس كانت تطمح للسكن في مدينة يتوفر فيها كل مقومات الحياة الأساسية على الأقل.
والدليل على هذا الفشل أن هناك عدة منازل داخل بعض الأشطر لا تزال مهجورة، لا يسكنها إلا المتشردون والمدمنون على المخدرات ليلا ليجعلوا منها مكانا للجلسات الخمرية وما يصاحبها.
والشكايات التي توصلت بها جريدة مملكة بريس تؤكد ذلك، مفادها أن بعص السكان تعرضوا للسرقة بالسلاح الأبيض مرارا وتكرارا، خصوصا في الصباح حين يضطرون للخروج باكرا للعمل بسبب قلة المواصلات والكثافة السكانية. وهذا جعلهم غير أمنين على أنفسهم وأولادهم في مكان أصبحوا يتمنون الرحيل منه.