من دروس الانتفاضة 4: نقد والرؤية الاقتصادية العقلانية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
من دروس الانتفاضة 4: نقد والرؤية الاقتصادية العقلانية
صديق الزيلعي
أواصل إعادة نشر مقالات انتفاضة 1985، وكما ذكرت ندعو للاستفادة من الدروس، لان مياه كثيرة جرت تحت جسر بلادنا. اليوم أقدم هذا المقال وأتمنى من رفاقي الجذريين قراءته بعقل مفتوح.
إلى المقال الرابع:احتفاءً بذكرى انتفاضة مارس أبريل 1985، سأحاول أن استعرض بعض الدروس الذي تعلمناها من تلك الملحمة الجماهيرية العظيمة.
ابتدأ نقد خطابه بطرح المسألة الجوهرية الآتية:” في تناولنا لأمر الميزانية ننطلق من أننا في فترة تتميز بوحدة افكارنا السياسية، انها فترة انقاذ وطني، ومن ثم هناك ضوابط على ما نطرح من برامج وخطوات للسياسة المالية والاقتصادية. وبما اننا في فترة انقاذ وطني، فهناك حقا، أساس موضوعي لبرنامج حد أدنى تتفق وتتوحد حوله قوى اجتماعية، طبقات، فئات متباينة المصالح تعبر عن تلك المصالح في برامجها السياسية. ولكن – على الأقل – لديها وحدة مشتركة ومصلحة مشتركة في برنامج حد أدني تتوحد حوله. نضع في اعتبارنا أيضا انها المرة الثالثة بعد الاستقلال وبعد أكتوبر نواجه التحدي الوطني الكبير في استقرار التجربة الديمقراطية”.
واضاف نقد قائلا: “يدور الصراع والخلاف حول تنفيذ البرنامج. لكن، برغم هذا الخلاف، نضع في اعتبارنا اننا نمر بحالة محددة وملموسة. فالسودان يعاني فيها من مشاكل كبيرة: مشكلة المجاعة وذيولها، ومشكلة الحرب الاهلية، وأعتقد أن أي دولة – بصرف النظر عن نظامها الاجتماعي ونوع السلطة السياسية – إذا ابتلاها الله بهاتين المشكلتين (حرب أهلية ومجاعة) لا بد أن تنو تحت ثقلها. هذه المشاكل إذا وضعت في الاعتبار، فطرق العلاج والحل وطرح المطالب والمطامع والطموحات يمكن أن تتقيد في إطار واقعي ومعقول”.
وقدم اعتراضا جوهريا هو ” ان الميزانية لم تعكس عمق الأزمة. الأزمة أكبر والحالة أقبح مما صورتها الميزانية. لذلك – بدراسة متأنية وقراءة أولى وثانية وثالثة للميزانية ومقارنة مع الميزانيات السابقة – جاءني الإحساس بأن هناك لمس طفيف أو خفيف، وأحيانا سطحي لمشاكل عميقة وكبيرة لا نطالب فقط، بل نقدم البدائل:
نحن نتحدث في امر محدد جدا، هناك ثلاث سلع اساسية، لو خفضنا اسعارها تصبح مفتاحا لتخفيض اسعار سلع وخدمات اخرى وبدون مجهود. نعطي الحكومة خيارات ولا نطالب فقط، طالما هي اعلنت الخيار المتوسط والبعيد. أعلنت الحكومة انها ستخفض اسعار السكر والدقيق والمواد البترولية، لكن قنوات التوزيع ليس محل اطمئنانها، فما هي قنوات التوزيع هذه؟ ومتي ستنظف؟ هذا سؤال مشروع ويمكن ان يتحول الى شماعة ويمكن ان يتحول الى سخرية في الشارع. الحكومة يجب الا تعرض نفسها لهذا النوع من التعامل السياسي مع الشارع. قنوات التوزيع معروفة وبدون ان يساهم الشعب لن تنظف. ولكي يساهم الشعب يمكن للحكومة ان تأخذ الخيار الاول في هذا الجانب:
بديل أول: تعلن انها ستخفض السلع خلال شهرين، وفي خلال هذه المدة تطلب من الشعب مساعدتها في تنظيف قنوات التوزيع وتضمن هنا ان كان هناك مخزون من هذه السلع في السوق الاسود ينزل لان سعره اصلا سينزل. هذا يساعد النظام المصرفي الذي يمول. وتضمن يقظة المواطنين وتضمن استعداد عدد كبير جدا من الجمعيات التعاونية لتولي المساعدة في توزيع هذه السلع. هذا اسلوب وشكل على الاقل يقربنا من المدى المتوسط إذا لم يكن المدى البعيد.
بديل ثاني: ان تعلن الحكومة عن تخفيض بالتدريج، يعني تخفيض السلع التي تستطيع ان تتحكم في الرقابة على توزيعها. سلع تخفضها في نهاية الشهر والاخرى في الشهر الذي يليه وسلعة ثالثة … وهذا ايضا يساعد في كل ما ذكرته في الخيار الاول. ويساعد في ان لا تدفن الحكومة رأسها في الرمال. فهنالك تشابك مصالح بين البيروقراطية في جهاز الدولة والسوق. وهناك تشابك مصالح لبن اناس في قمة السلطة وبين السوق. بدون يقظة وبدون هذا الدفع السياسي والقرار ذي الطابع السياسي، ستظل الحكومة تعاني من قنوات التوزيع. فاذا كانت تتحكم أكثر في البترول فلتبدأ به يليه السكر والدقيق.
بديل ثالث: وهو ان تقول الحكومة انها ستوفر في ظرف شهرين السلع الثلاث بسعرها موحدا في كل انحاء السودان. سعرها نفسه دون ان ينزل. في هذه الحالة نكون وفرنا تلك السلع لمواطني دارفور وكردفان وجنوب النيل الازرق والنيل الابيض والشرق بسعر أدني. وفي نهاية الشهر الثالث تبدأ بالتخفيض. هناك ايضا شماعة لجان الدراسة التي تكون للسلع الاساسية ولدراسة آثار تخفيض السلع ولتخفيف المعيشة والسلع الاساسية. جائز ان تخرج هذه اللجان بشيء ايجابي، ولكن هذه اللجان مر عليها اربعة أشهر، ويمكن نحتاج لتنظيف القنوات لأربعة أشهر ولن نصل الى نتيجة. لذلك أحسن للحكومة ان تقلع عن هذا الشعار المبهم المعلق في الغيب.
siddigelzailaee@gmail.com
من دروس الانتفاضة 3: لا لوحدة اليسار نعم لوحدة قوى الانتفاضة
الوسومالانتفاضة الجذريين الحكومة انتفاضة مارس أبريل 1985 صديق الزيلعي محمد إبراهيم نقدالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الانتفاضة الحكومة صديق الزيلعي محمد إبراهيم نقد
إقرأ أيضاً:
جيهان خليل لـ الوفد: بحب البساطة وبنجذب للكلاسيك
حرصت النجمة المغربية جيهان خليل على تقديم الدعم وحضور الريد كاربت للفيلم المغربي "أنا مش أنا" والمنافس في قسم "العروض الخاصة" ضمن فعاليات الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وفتحت جيهان خليل قلبها لـ بوابة الوفد لتكشف عن أسرار أناقتها وقوامها الرشيق وإطلالاتها الساحرة أمام جمهورها، قائلة: " بنجذب لموديلات الكلاسيكية لانها تتناسب مع طبيعية شخصيتي البسيطة".
وكشفت جيهان خليل تفاصيل إطلالتها الساحرة، أنها من أختيار خبير الموضة حسن يونس الذي رأى أن الفستان الساك بصيحة الكب المواكب لأحدث صيحات موضة فساتين 2025 يميز طلتها بين الجميع.
واضافت جيهان خليل انها تحاول الاهتمام بصحة بشرتها وحافظها على وزنها المثالي لكنها تتغيير على حسب الشخصية التي تجسدها، فاذا كانت الشخصية تستعدى انها تظهر بوزن زائد او ملامح باهته لا تردد من فعل ما يناسب الشخصية لانها تحرص على تجسيد الشخصية بدمها وروحها بعد قرائتها على الورق.
وأكملت انها لم تهتم كثيرًا بعمل العديد من ماسكات البشرة أو الشعر وتحاول المواظبة على نظام غذائي يضمن لها القوام الممشوق.
أوضحت انها تحب البساطة في كل يخص حياتها الشخصية، وتفضل ان تظهر بملامحها الطبيعية دون وضع المكياج.
ووجهت جيهان خليل رسالة لجمهورها بضرورة السعي والثقة في الله عز وجل والمثابرة الي الوصول لاهدفهم المختلفة.
اختتمت حوارها معبره عن سعادتها البالغة بحضور فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لانه مرآة يعكس للعالم تقدمنا ومهارتنا في مجال الفن والثقافة والإبداع.
فيلم "أنا مش أنا" من تأليف وإخراج هشام الجباري، ويضم نخبة من نجوم السينما المغربية، من بينهم عزيز داداس، مجدولين الإدريسي، بجانب الفنانة دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وانتاج فاطنة بنكران، وتمت دبلجة الفيلم باللهجة المصرية، مما يجعله أقرب للجمهور المصري.
وتشهد الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، مشاركة 194 فيلمًا من 72 دولة، بينما تشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا والأكثر انتظاما، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF".