محمد سلماوي: سورة «الرحمن» تجسد معنى الرحمة ولها مكانة خاصة في نفسي
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
سورة أُخذ اسمها من أسماء الله الحسنى، فيها تجسدت كل قيم البلاغة اللغوية، فأصبحت مرجعاً للكثير من الأدباء والشعراء، هى سورة الرَّحْمن التى يبلغ عدد آياتها 78، وترتيبها فى المصحف رقم 55 فى الجزء السابع والعشرين، إذ اعتبرها الأديب المصرى محمد سلماوى دستوراً لحياته، تعلم منها الكثير من فنون البلاغة، وفقاً له: «بالنسبة لأى أديب فآيات القرآن هى المرجع الأعلى للبلاغة اللغوية فكل آية فى القرآن لها وقع خاص غير أى كتاب آخر».
سورة الرحمن لها مكانة خاصة فى قلب وحياة الأديب محمد سلماوى، إذ تعلمها منذ صغره وأصبحت مرجعاً لتعلمه الكثير: «بالنسبة لى فإن سورة الرحمن كلها لها منزلة خاصة فى نفسى لأنها تجسد قمة البلاغة اللغوية والجرس الموسيقى الذى يميز كتابنا المقدس عن أى كتاب دينى آخر، ثم إنها تجسد أيضاً معنى خاصاً جداً فى الإسلام وهو الرحمة، وبها من الصور المرئية والتشكيلات الفنية ما يتفوق على أى لوحة تشكيلية أخرى».
حينما يشعر «سلماوى» بالضيق، يستمع إلى سورة الرحمن أو يقرأ آياتها: «بمجرد سماع آيات هذه السورة يتسرب إلى النفس إحساس بالراحة والسكينة والجمال والرحمة، لذلك كثيراً ما أعود لقراءة آيات سورة الرحمن أو الاستماع إليها من أحد قراء القرآن المقربين إلى قلبى، أشعر بالهدوء والجمال من حلاوتها».
سر اسم كتاب سلماوي «العصف والريحان»لم يتخذ الأديب محمد سلماوى من سورة الرحمن منهجاً لحياته فقط، بل سّمى الجزء الثانى من مذكراته باسم آية من سورة الرحمن: «حين كتبت الجزء الثانى من مذكراتى اخترت لها عنواناً من إحدى آيات سورة الرحمن وهو (العصف والريحان)، وبالنسبة لى مقدرش ألخص القرآن فى آية لأن كل آياته معجزات، لكن السورة دى تحديداً ليها وقع خاص على حياتى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قصة آية قرآنية محمد سلماوي سورة الرحمن
إقرأ أيضاً:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
ولد الهدى فالكائنات ضياء
السنباطي وأم كلثوم أم محمد وردي ومحمد الأمين
د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
أتواصل مع أحد الأصدقاء من أقاربي وإن باعدتنا عقود السنوات المتراكمة تقربنا الوسائط الإلكترونية رغم بعد المسافات واختلاف المناخ جغرافيا ومجتمعيا. قبل يومين وبعدما أسدل الليل أستاره وهدأت الشوارع من الضوضاء وبعد الإستراحة النفسية مستمتعا بصحة كوكب الشرق رحمها الله وهي تنشد من شعر أمير الشعراء شوقي رحمه الله " ولد الهدى فالكائنات ضياء " قمت بإهدائها رغم فرق الزمن لهذا الصديق العزيز لعل نور من السماء ينير جوانحه ويبدد ظلمات نفسه وقد طال زمن غربته قدرا مكتوباً عليه، ثم جاءت الحرب اللعينة فدمرت كل شيء وبعثرت الناس أشتاتا أشتاتا، من ضمنهم أهلي وأهله بل جل مواطني السودان . بعد يوم من إستلام رسالتي كان الآتي تفاعله من غير تصرف
" تحياتي اخي الحبيب د. عبد المنعم
القصيدة لا شك من روائع امير الشعراء احمد شوقي،
لكن السنباطي اضاع القصيدة و اضاع صوت السيدة، بلحن رتيب ممل و جمل موسيقية مكررة تقاصرت عن مستوى الكلمات و صوت ام كلثوم على الرغم من ان القصيدة سهلة التلحين لأن حرف الروي واحد و أرى ان السنباطي عجز ان يضع لها لحنا يناسبها!!! ترى كيف كان لحنها سيكون لو وضعه محمد وردي او محمد الامين
أقول ما قلت و لي اكثر من ٣٥٠ لحنا خاصة بي و اتذوق الألحان بأذن ناقدة و لا ادري هل تتفق معي ام لا؟ "
بعثت له بهذا الشكل:
سلام وأطيب التحيات عطراً يضمخ جوانحك
أولاً سررت بأنك تلحن وتدندن، فأنت إذاً شاعر وفنان ذو مشاعر رقيقة وراقية. تهانينا، لم أكن أعلم كل ذلك
ثانيا تعليقك على تلحين رياض السنباطي هو رأيك الشخصي وأحترمه ، "ولولا إختلاف الأنظار لبارت السلع".
دعني أقول إن التلحين في الإنشاد الديني قد يختلف عن الغنائي وإن صحبته الموسيقى الآلية . إدخال ألحان الأغاني السودانية على أداء المدائح أفسد رونقها وتجليها وعلى أثرها الروحي فتحولت إلى شبه أغنيات راقصة، يرقص على ضربات دفها الشيب والشباب فيفتقدون الغور للتفكر في معانيها ومتعتها الخالصة . السنباطي رحمة الله عليه أستاذ لا يبارى في دنيا التلحين صقلته كذلك موهبة إلهية وتلحين الأطلال بعينه الذي كتب له الله منفرداً الخلود قمة الروعة والجمال وبصمة تاريخية لن تتكرر خاصة توالفه مع أداء كوكب الشرق أم كلثوم رحمها الله. له أيضا من شعر الإنشاد الديني رائعتين أجاد تلحينهما " القلب يعشق كل جميل ورباعيات الخيام، ترجمة أحمد رامي، سمعت صوتا هاتفاً في السحر" لا أمل الإستماع لهما وأسرح مع الكلمات واللحن وصوت أم كلثوم ساعتها تسمو بروحي الأفكار والخواطر والشجون ، تنقلني إلي عوالم فوق تخوم المجرات أسبح فيها وروحي تنشد لقيا وصحبة حبيبنا رسولنا وهادينا وهو على البراق "يا الله من الإعجاز " يغزو بردا وسلاما الفضاء عبر المسافات "ملايين السنوات الضوئية "، من غير خوذة ووقاء ، بل يعبر كل المتاريس ومعضلات تجاوز السموات ومجراتها بإنفجاراتها الكونية الحارقة وثقوبها السوداء التي من جبروتها تبتلع الكواكب والنجوم وإن كبرت ثم يعود سالما من معراجه التأريخي وإعجازي . يا سلام على قدرة وعظمة الله، شيء عظيم وعجيب
أما أم كلثوم في الفردوس يا رب لا أخفيك عشقي للإستماع لها منذ كنت في المدرسة المتوسطة وكنت أتابع حفلاتها الشتوية على الهواء مباشرة من الإذاعات المصرية وأنا في بربر الثانوية صرت أكثر عشقا وتفهما لكلمات وألحان أغانيها الخالدة خاصة على سبيل المثال " فكروني وهذه ليلتي والأطلال " كانت قمة روعة التطريب وإلي يومنا هذا لا أظل مفتونا بهذا التنوع الراقي من ما خلفته كوكب الشرق . عندما شاء الله أن أستقر هونا طالبا في كلية طب بغداد كان يوجد مقهى كوكب الشرق في يمين بداية شارع الرشيد وانت داخلاً متجها شمالا من ناحية ساحة الميدان. المقهى كان فقط للإستماع لأغاني أم كلثوم وشرب الشاي العراقي المشهور بنقاء لونه الأحمر الصافي (القهوة والسندوتشات لم تكن معروفة لدى الجمهور العراقي ذلك الوقت قبل الغزو الأميركي). كان الناس يجلسون للإستماع في هدوء كأن على رؤوسهم الطير. كنت هناك أهوى الاستماع للقلب يعشق كل جميل. وكم هو جميل حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وكم هو قبره لجميل ومدينته جميلة وسيرته أجمل.
رجوعا إلى إختلاف التلحين بطريقة إنشاد أدب المدائح ستلاحظ التنوع والإختلاف في تلحين الأغاني إذا اعتبرت مقارنا لحن وأداء القصيدة المعنية نفسها عندما ينشدها العراقي الشيخ وليد إبراهيم (أرجو أن تستمع له على اليوتيوب".أستاذنا للغة العربية أحمد عبدالجبار كان ينشدها مجيداً على النهج السوداني عندما يقضي وقتا من إجازة المدارس في العاصمة بمنزل »شقيقنا شيخ مجذوب. رحمهما الله
أما محمد وردي والأمين وإن كانا لونان ومدرستان فنيتان معروفتان في أفريقيا وغيرها لا يمكن وضعهما في كفة الميزان مع رياض السنباطي. ليس تقليلاً لمكانتهما على الساحة الفنية وتأثيرهما و بصماتهما الفنية في التأليف الموسيقي لكن لإختلافي معك في ما تفضلت به ، فمثلا محمد وردي حاول كل حياته الفنية تلحين وإنشاد قصيدة واحدة وهي للشاعر المرحوم محمد المكي إبراهيم "مدينتك الهدى والنور، مدينتك القباب ودمعة التقوى ووجه النور" ولم تنتشر . ربنا يرحمهما ويغفر لهما ويسكنهما الفردوس الأعلى .
على كل حال ذلك الجيل من نجوم الشعراء والفنانين لا أعتقد أنه سيتكرر مرة أخرى. وإن كان لكل زمان نجوماً ذات دورات خاصة تظهر فيها ثم تختفي فهناك نجوم ثابتة مثل المريخ وعطارد وزحل وغيرها ثابتة يشع نورها من غير إنقطاع يبدد ظلام السماء الموحش. فوحشية وحشة الحياة التي تخيم على عالمنا اليوم وتأثر سلبياتها على سلوكنا وتعاملنا وعلى حياتنا بمختلف ألوانها نجد السلوى في العلاج بصحبة تلك الأنجم المضيئة التي لا تختفي
تحياتي لقد أطلت عليك فأنا في عطلة يتسع المجال فيها للتأمل والتفكير
شكرا
عبدالمنعم
الشيخ وليد ابراهيم رحمه الله على اليوتيوب " ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء "
https://youtu.be/WWQZjUhfqko?si=Y_Lf3N3DUXytKDl8
aa76@me.com