دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة 12 ألف صائم على مائدة «الهلال الأحمر الإماراتي» في النيجر 73 قتيلاً بهجوم إرهابي لـ«القاعدة» في بوركينا فاسو

حذر خبراء ومتابعون للشأن الأفريقي، من أن الانقسام الذي يضرب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، إثر انسحاب النيجر ومالي وبوركينا فاسو منها قبل أكثر من شهرين، يُنذر بأن تتكبد هذه المنطقة المضطربة، مزيداً من الخسائر على صُعُد شتى، سياسية وأمنية واقتصادية كذلك.


فإعلان الدول الثلاث أواخر يناير الماضي خروجها من المجموعة التي تأسست عام 1975 بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدان الأعضاء فيها وحل النزاعات فيما بينها وتدعيم الديمقراطية وسيادة القانون، يهدد بتقويض تماسك ذلك التكتل الإقليمي، الذي يُوصف بأنه أحد أكثر التكتلات فاعلية في القارة السمراء.
وأكد الخبراء أن انسحاب تلك الدول من «إيكواس»، أرسل ما وصفوه بـ «موجات من الصدمة» في مختلف أنحاء الغرب الأفريقي، على ضوء أنه قد يبدد المكاسب التي تحققت هناك، على مدار العقود الخمسة الماضية، على صعيد التصدي للتحديات العابرة للحدود في المنطقة، خاصة الأمنية والمتمثلة في أنشطة التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
واعتبروا أن السير على درب المصالحة الداخلية، مهما اكتنف ذلك من صعوبات، سيكون كفيلاً بالحيلولة، دون أن تواجه «إيكواس»، الخسائر التي يُخشى من أن تُمنى بها جراء الصدع الراهن، من قبيل فقدان 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، وتقلص السوق المشتركة القائمة بين دولها، بجانب عرقلة العمل في مشروعات تصل قيمتها إلى نصف مليار دولار.
كما أن فقدان ذلك التكتل الإقليمي كتلة سكانية تُقدر بـ 17.4% من إجمالي عدد السكان في المنطقة بفعل خروج مالي والنيجر وبوركينا فاسو منه، يشكل كذلك تهديداً لمشروعات تنفذها مؤسسات دولية مختلفة في غرب أفريقيا، وتُقدر قيمتها بقرابة 321.6 مليون دولار.
ومن الناحية الأمنية، أبدى خبراء ومحللون، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمركز «مجموعة الأزمات الدولية» للأبحاث والدراسات، تخوفهم من أن يقود الشقاق الحالي في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إلى إلحاق أضرار واسعة بالتعاون الإقليمي الهادف للحد من أنشطة المتطرفين والإرهابيين وقطاع الطرق، ما يُنذر بتفاقم حالة انعدام الأمن في المنطقة.
فاستمرار الخلافات الداخلية في المجموعة، قد يجعل التعاون الأمني في الغرب الأفريقي، أمراً أكثر صعوبة إنْ لم يكن مستحيلاً، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف.
بجانب ذلك، قد تفتح هذه الانقسامات الباب، أمام خروج مزيد من الدول من «إيكواس»، اعتراضاً على أي قرارات للمجموعة قد لا تروقها، على غرار ما فعلته النيجر ومالي وبوركينا فاسو، رداً على فرض عقوبات من جانب ذلك التكتل عليها، إثر وقوع انقلابات عسكرية في أراضيها.
وشدد الخبراء على أن السبيل الأمثل لمعالجة الأزمة الحالية، يتمثل في السير بشكل جاد على طريق التفاوض مع الدول الثلاث المنسحبة، وتفعيل ما قالته «إيكواس» من أنها مهتمة ببحث مختلف القضايا العالقة مع مسؤولي النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مؤكدين في الوقت ذاته، ضرورة أن يكون الجانبان على استعداد لتقديم تنازلات، ترمي لبلورة حلول وسط.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: إيكواس النيجر مالي بوركينا فاسو المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وبورکینا فاسو

إقرأ أيضاً:

تكريس الانقسام بغرب أفريقيا.. قمة لقادة الأنظمة العسكرية وأخرى لإيكواس

تُعقد قمّتان نهاية هذا الأسبوع بغرب أفريقيا تعكسان الانقسام الذي يسود المنطقة، إذ يجتمع قادة الأنظمة العسكرية في منطقة الساحل السبت في نيامي، بينما يلتقي رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الأحد بأبوجا.

ويجتمع السبت المقبل قادة "تحالف دول الساحل" التي أنشئت في سبتمبر/أيلول وتضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وهذه الدول الثلاث تحكمها أنظمة عسكرية وتواجه أعمال عنف ينفذها مسلحون.

واستقبل رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو إبراهيم تراوري الجمعة في نيامي، على أن يصل رئيس المجلس العسكري المالي العقيد أسيمي غويتا السبت.

القطيعة مع فرنسا

وبعد عدد من اللقاءات الثنائية، هذه أول مرة يجتمع قادة الدول الثلاث منذ أن وصلوا إلى السلطة في انقلابات بين 2020 و2023.

وأوضحت رئاسة بوركينا فاسو أن مسألتي "مكافحة الإرهاب" و"تعزيز علاقات التعاون" ستكونان على جدول أعمال المحادثات.

 وصادق وزراء خارجية الدول الثلاث في مايو/أيار الماضي على مسودة نص تقضي بإنشاء اتحاد كونفدرالي يمهد للوحدة بينها، ويفترض أن يقرّه الرؤساء السبت.

مؤسس مجموعة "واثي" الغرب أفريقية للدراسات جيل يابي يقول إنه "يجب عدم توقع كثير من الإعلانات، هذا حدث سياسي في المقام الأول. والهدف هو إظهار أن المشروع جديّ مع التزام الرؤساء الثلاثة به وإثبات تضامنهم".

وجعل رؤساء دول الساحل الثلاث من السيادة المحور الرئيسي لحكمهم. وابتعدوا عن فرنسا، القوة المستعمرة السابقة، وطردوا تدريجيا القوات الفرنسية التي كانت متمركزة في بلدانهم.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي خرجت الدول الثلاث من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) متهمة إياها بأنها أداة تحركها.

واتجهت الدول الثلاث إلى بلدان أخرى مثل روسيا وتركيا وإيران، واصفة هذه الدول بأنها "شريكة صادقة".

وكانت هذه الدول الثلاث أعلنت في مطلع مارس/آذار الماضي إنشاء قوة مشتركة لمكافحة الجهاديين، من دون تحديد معالمها وعددها.

دعوة للحوار

من جهة أخرى، يعقد رؤساء دول إيكواس قمة الأحد في أبوجا يبحثون خلالها مسألة العلاقات مع تحالف دول الساحل.

ودعا عدد من رؤساء غرب أفريقيا في الأسابيع الأخيرة إلى إيجاد حل لمعاودة الحوار بين الطرفين.

 ومن بينهم رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي الذي رأى في مايو/أيار أنه من الممكن إحلال مصالحة بين دول إيكواس ودول الساحل الثلاث.

وقبل أيام دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني دول غرب أفريقيا إلى التحالف مجددا لمواجهة توسع الحركات المسلحة.

وسبق لدول إيكواس أن فرضت عقوبات اقتصادية قوية على الدول الثلاث ولوحت بالتدخل العسكري لاستعادة الشرعية في بعضها.

ويثير عقد القمتين بفارق يوم مخاوف من تشنج المواقف بين تحالف دول الساحل وإيكواس.

وقال القانوني النيجري جبريل أبارشي "لا أرى أن دول تحالف الساحل تعود إلى إيكواس. أعتقد أن على إيكواس أن تليّن مواقفها".

تهديد بتوسيع الانقسام

وإن كان تحالف دول الساحل في الوقت الحاضر يشكل تعاونا عسكريا ودفاعيا، فإن دوله الثلاث أبدت مرارا عزمها على المضي أبعد من ذلك.

ففي نهاية يونيو/حزيران الماضي أكد غويتا خلال زيارة إلى واغادوغو أن التعاون بين دول تحالف الساحل سلك "طريقا لا عودة فيه".

فهل تمضي الدول الثلاث إلى حد اقتراح إنشاء عملة مشتركة جديدة غير الفرنك الأفريقي الذي تستخدمه حاليا على غرار العديد من الدول المجاورة لها؟

يعتقد جيل يابي أنه "لا يمكن الخروج بسهولة من منطقة نقدية. بإمكان أي بلد تغيير عملته، لكن هذا يستغرق كثيرا من الوقت ويتطلب خيارا سياسيا واضحا وآلية تحضير ولا سيما على الصعيدين الفني والمالي".

من جهته، قال إيسوفو كادو الخبير المالي والمحلل السياسي النيجري "سيؤكدون حتما إنشاء عملة، لكن متى سيستحدثونها يبقى سؤالا مطروحا… يحب لزوم حذر كبير، لأن الآلية تستغرق وقتا".

مقالات مشابهة

  • مالي والنيجر وبوركينا فاسو تعلن تأسيس “كونفدرالية دول الساحل”
  • 3 دول أفريقية تؤسس "كونفدرالية دول الساحل".. ما القصة؟
  • "بوركينا فاسو ومالي والنيجر" كونفردالية دول الساحل.. هل نحن بصدد توحد أفريقي جديد؟
  • بوركينا فاسو ومالي والنيجر تعلن توحدها ضمن كونفدرالية وتهاجم إكواس
  • رؤساء مالي والنيجر وبوركينا فاسو يوقعون ميثاق تأسيس كونفيدرالية (تحالف دول الساحل)
  • تكريس الانقسام بغرب أفريقيا.. قمة لقادة الأنظمة العسكرية وأخرى لإيكواس
  • جيش النيجر يقضي على أكثر من 100 إرهابي قرب حدود بوركينا فاسو
  • وزير الري يلتقي مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • سويلم يلتقي مساعد الأمين العام ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • وزير الري يلتقي مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP