إبراهيم سليم
 
دعا القرآن الكريم إلى الاستقامة، وهي التزام المنهج الصحيح والثبات عليه، يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، «سورة فصّلت: الآية 30».


ويقول عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، «سورة الأحقاف: الآية 13».، وعن عبدالله بن سفيان الثقفي عن أبيه رضي الله عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ حدِّثْني بأمرٍ أعتصِمُ بِهِ. قالَ: قُلْ ربِّيَ اللَّهُ، ثمَّ استقِم. قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أخوَفُ ما تخافُ عليَّ؟ فأخذَ بلسانِ نفسِهِ. (سنن الترمذي، 2410).
ولقد دعا القرآن الكريم إلى الاستقامة، لأنها الطريق الذي يقود إلى النجاة في الدنيا والآخرة، وبعض الناس قد يتوب ويستغفر ويجدُّ ويجتهد في شهر رمضان، ولكن يخبو نشاطه، ويفتر بعد أول يوم من انقضاء الشهر الكريم، والنبي ﷺ حث على المداومة، فعن السيدة عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: «سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قَالَ: أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ»، (صحيح البخاري، 6100).
فاجعل للطاعة وقيام الليل وتلاوة القرآن نصيباً في مسيرة حياتك، ولا تركن إلى الكسل، فتترك صلاة الفجر، وجماعة العشاء، بعد أن تذوّقْتَ حلاوة الوقوف بين يدي الله تعالى شهراً كاملاً.
وإن الثبات على الطاعة والاستقامة على الطريق الصحيح مدعاة لنزول الملائكة لتثبيتك وتبشيرك، يقول الله جل جلاله: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) «سورة إبراهيم: الآية 27».
كما أن الثبات على الطاعة أمان للمسلم في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، «سورة الأحقاف: الآية 13». ويتبين من هذا أن الثبات على الطاعات دعوة قرآنية تفضي بالمسلم إلى الأمان والاطمئنان، فالمداومة على العبادة، ترفع درجات المسلم، والاستقامة دليل على اتزان المسلم وطريق للنجاة في الدنيا والآخرة.
زكاة الفطر:
25 درهماً عن الشخص الواحد
أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنَّ زكاة الفطر واجبةٌ على الصغير والكبير، والذكر والأنثى من المسلمين، وأنَّها تلزم من يجب عليه الإنفاق، وحدد مقدار زكاة الفطر: (2.5) كغ من الأرز عن كل شخص، ويجوز إخراجها عيناً من الأرز أو نقداً، وقيمتها نقداً: 25 درهماً عن الشخص الواحد.
وعن توقيت إخراج زكاة الفطر: قال المجلس في بيان سابق له، إن الأفضل إخراج زكاة الفطر، بعد طلوع فجر يوم العيد، وذلك مراعاةً لمقاصد الشرع في إغناء الفقير يوم العيد، كما يصحُّ تقديمها للحاجة بإخراجها من أول الشهر، خوفاً من تكدسها لدى الجهات والجمعيات الخيرية في حال تأخيرها لصبيحة يوم العيد، كما يصحُّ كذلك: أن تخرج أداءً طوال يوم الفطر قبل غروب الشمس، وأمَّا بعد ذلك: فيكون فعلها قضاءً لا أداءً، ولا يجوز التهاون في تأخيرها من قبل الأفراد والجهات الخيرية عن وقت الأداء إلا لضرورة.
وفيما يتعلق بفدية الصيام للعاجز عن الصوم، فهي إطعام مسكين بمقدار (3.250) كغ من البُر عن كل يوم، ويجوز إخراجها عيناً أو نقداً، وقيمتها نقداً هي: (15) درهماً عن كل يوم.
أما كفارة إفساد صوم رمضان على من أفطر عمداً من غير عذر في رمضان: فتكون الكفارة إطعام 60 مسكيناً، لكل مسكين (3.250) كغ من البُر، أو قيمة ذلك نقداً وهي: (15) درهماً لكل مسكين، وبهذا: يكون مجموعها: (900) درهم إماراتي عن إفساد صوم اليوم الواحد. وحدد كفارة من مات وعليه صومٌ واجب، وكفارة تأخير قضاء رمضان من غير عذرٍ، حتى دخل رمضان الموالي: في كلتا الكفارتين المذكورتين: إطعام مسكين، بمقدار (3.250) كغ من البُر عن كل يوم، ويجوز إخراجها عيناً أو نقداً، وقيمتها نقداً: (15) درهماً عن كل يوم.
وحدد مقدار الحد الأدنى لإفطار صائم، ومقادير وقيم زكاة الفطر والكفارات ووجبة إفطار الصائم لسنة 1445هـ/ 2024م، زكاة الفطر: (2.5) كغ من الأرز، عن كل شخص 25 درهماً- مسكين أو أكثر، وإفساد صوم رمضان (3.250) كغ من البُر، لكل مسكين 15 درهماً و(المجموع: 900 درهم) لستين مسكيناً. 

أخبار ذات صلة «حماية الدولي» يوعي 7000 عامل في منطقة جبل علي «زايد العليا» تشارك في النسخة الثانية من «رمضان معاً»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القرآن الكريم رمضان زکاة الفطر عن کل یوم

إقرأ أيضاً:

فضل صيام شعبان.. «سُنَّة قبلية استعدادا لفريضة رمضان»

يعتاد المسلمون في شهر شعبان على الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة، خاصة وأنه من الأشهر المباركة التي تقربهم من شهر رمضان الكريم، ومن هذه العبادات المستحبة فيه هي الصيام، إلا أن البعض قد لا يعلم فضل صيام شعبان، وهو ما يستعرضه هذا التقرير بناء على ما ذكرته دار الإفتاء المصرية.

فضل صيام شعبان

قالت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف، عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، إنه يستحب صيام يوم النصف من شعبان لأنه أحد الأيام البيض التي يسن صيامها لقول أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنامَ متفقٌ عَلَيْهِ؛ ولقول أبي ذر رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة». [أخرجه الترمذي والنسائي].

وأكدت دار الإفتاء، عبر «فيس بوك»، أنه يجوز صيام النصف الثاني من شعبان، خاصَّة إذا وافق عادةً للمسلم، كصيام يومي الاثنين والخميس، أو قضاء أيام فائتة أو نذر أو غيرها من أنواع الصيام التي لها سبب.

صيام شعبان

وقال مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، عن فضل صيام شعبان، إن الصوم في شعبان بمنزلة السُنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ» متفق عليه.

وأضاف «البحوث الإسلامية» أن هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره، كما أن السلف الصالح كانوا يجتهدون فيه في العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: «شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع».

وتابع، أنه قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.

مقالات مشابهة

  • “التجارة” تبدأ إصدار تصاريح تخفيضات رمضان وعيد الفطر
  • تأملات قرآنية
  • إمساكية شهر رمضان 2025.. متى يبدأ الشهر الكريم وعيد الفطر؟
  • تعرف على المأثور عن النبي في شهر شعبان
  • فضل صيام شعبان.. «سُنَّة قبلية استعدادا لفريضة رمضان»
  • عدد أيام شهر شعبان 2025 وموعد بدء شهر رمضان
  • بين الإثارة والتشويق.. أبرز أفلام عيد الفطر 2025
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • كيفية اغتنام شهر شعبان في الطاعات والقربات؟.. استعد لرمضان
  • دار الإفتاء المصرية تستطلع هلال شهر شعبان غدًا